بسم الله الرحمن الرحيم
اليد الغيبية في الثورة الاسلامية
في اواخر المدة التي كنت فيها في باريس، خطر على بالي امر يتعلق بتنامي الثورة وسرني كثيرا وقد افصحت عنه في باريس خلال احاديثي في الاجتماعات ومع الاشخاص. ويتلخص هذا الامر في انه وخلال الثورات التي وقعت في العالم لم يحدث في الغالب ان ينتشر موضوع يعلن عنه في العاصمة بسرعة شديدة الى أقصى نقاط البلاد ويصبح الموضوع الذي يتحدث فيه المثقفون، حديث للعامة في الاسواق وبين الفلاحين.آنذاك علمت ونقل اليّ من كان يأتون من ايران، بان هذه القضية تعكس الوحدة في مطالب الشعب الايراني، لذا تنتشر في القرى والقصبات والمناطق النائية.جاءني احدهم في تلك الايام وقال انه ذهب الى قرية" كمره" «1» وقرى" جابلق" «2» و" لرستان" وانه رأى الاوضاع هناك عن كثب.
يقول:كنت أرى كيف يخرج عالم الدين في تلك المنطقة مع ساعات الصباح الاولى ويتبعه الناس وتبدأ المظاهرات! كما ذكر ذلك الشخص اسما لمنطقة كنت قد ذهبت اليها سابقا وهي قرية"حسن فلك" الواقعة في اطراف" كمره" وهي عبارة عن قلعة حينما رأيتها في السابق كانت تقطنها عشرة الى خمسة عشر عائلة، فهي منطقة صغيرة تقع على سفح جبل بعيدة عن حواضر ذلك الأقليم.يقول ذلك الشخص بأنه ذهب الى هناك ورأى كيف يعبر اهالي تلك المنطقة عن نفس المطالب التي يعبر عنها أهالي طهران! وهذا نتيجة شمول تلك المطالب لكافة انحاء ايران.نوع آخر من الشمولية التي اتسمت بها الساحة الايرانية وهو ما يتعلق بالمجموعات والفئات المختلفة فالفتيان الصغار في المدارس الابتدائية أو حتى الاصغر منهم كانوا يرددون نفس الشعارات التي يرددها ابناء الشعب كافة، الجميع كانوا يعبرون عن مطالب واحدة، العمال، ارباب العمل، المعلمون، موظفو العدلية، وعلماء الدين، وطلبة العلوم الدينية، والمثقفون والجميع كانوا صوتاً واحداً، وهذا اوصلني الى حقيقة وجود يد غيبية في الامر.فالانسان مهما سعى لتحقيق هذا المستوى من الوعي وهذه الشمولية فانه لن يتمكن من ذلك، لقد ادركت حينها بان الله تبارك وتعالى له ارادة في هذه القضية وآنذاك اطمأنت نفسي الى حتمية النصر.لاشك انني لم اتوقع النصر بهذه السهولة وبهذه السرعة، وحينما غادر الشاه المخلوع ايران وتسلمت حكومة بختيار زمام الامور تصرفت برعونة واضحة، ولم يصغ لنصيحتي اياه، حينها قررت العودة الى إيران لاني رأيت بعض التحركات من قبل الامريكان.
التحول الروحي للشعب الايراني
حينما كنت في باريس كان البعض يأتي ويقول لا تذهب الى ايران فالوقت لايزال مبكرا! كذلك فقد كان البعض ينقل وجهات نظر الحكومة في ايران ويقولون لا تأتي الآن! حتى ان رسالة وصلتني من الحكومة الايرانية عن طريق الرئيس الفرنسي تحثني على عدم العودة الى ايران باعتبار ان الوقت لايزال مبكرا وطالبتنا الرسالة بالصبر قليلا، وقد حدست حينها بأنهم يبغون التجهز، فهم يريدون ابقائي هناك لانجاز ما لديهم من استعدادات بحيث اعجز بعدها عن القيام باي امر، لذا عزمت على العودة سريعا ورأيتم كيف انهم اغلقوا المطار وقلت حينما يفتحون المطار سأعود، اغلقوه ثانية وقلت حينما يفتح سأعود وبالنتيجة عدنا.وكنت خلال كل تلك المدة أفكر في الأمر فأرى انه امر إلهي.والآن ايضا فان هذا الامر واضح للغاية، فالشعب المضطهد الذي لم يكن يتوافر على اي شيء تمكن من فعل كل شيء، كان هذا الشعب ممنوعا من حق الاعتراض، لاحظتم كيف ان شرطيا اذا جاء الى بازار طهران وقال احتفلوا بعيد الرابع من آبان «3» وعلقوا الرايات والزينة، فان احداً لم يجرؤ على المعارضة اوقول" لا"، فلا يمكن قول" لا" للشرطي.ثم حدث هذا التحول الروحي بين ابناء الشعب خلال عام أو يزيد، بحيث نزل ابناء الشعب الى الشوارع وهتفوا" الموت للشاه"! واصبح من لا يرى لنفسه حقا في ان يقول شيئا في معارضة شرطي النظام، مستعدا مع الآخرين لترديد شعار" الموت للشاه".وقد بلغ الامر ذروته، فقد حدثني احد الاصدقاء بأنه كان في احد الشوارع في شيراز ورأى مسؤولا كبيرا هناك وقد تجمع الناس حوله وصاروا يرددون شعار" الموت لفلان ويعيش فلان"، يقول هذا الشخص ان المسؤول بقي متحيرا لا يدري ماذا يفعل وحينما رآني نادى علي وقال:تعال وخلصني من هؤلاء، ثم وقف بعد ذلك في مواجهة القبلة ورفع يديه الى قرب اذنيه وردد الشعار الذي كان الناس يقولونه حتى تمكن من الخلاص.هذا ليس بالامر الذي يتمكن من ايجاده شخص واحد او مجموعة ما، انه قدرة الله.
التحول الروحي والتوجه للشهادة، سرّ النصر
ان ما تم من انجاز كان إلهيا، وقد تحقق لان مجتمعنا اصبح بوضع آخر وتحول تحولا اسلاميا بحيث اصبحت الشهادة بالنسبة له فوزاً عظيماً.كنت في النجف وقد جاءني احد الشباب، حسن الطلعة، في العشرينات من العمر، وأقسم عليّ ان أدعو له بالشهادة.هذه الروحية حملتها الأمهات اللاتي قدمن اثنين او ثلاثة من ابنائهن وحينما كن يأتين لزيارتنا كن يقلن:انهم فداء للاسلام، وان لدينا ابناء آخرين على استعداد للشهادة.روحية الفداء هذه هي نفس الروحية التي تقيضت للناس على عهد رسول الله ومكنت المسلمين خلال نصف قرن تقريبا من بسط سيطرتهم على الدنيا آنذاك، هذه الروحية ظهرت في شعبنا ودفعت ابنائه للتضحية والفداء بشوق ورغبة.هذه الروحية هي التي حققت النصر لنا، فلم يكن الأمر فلسفة ولا تنظير ولا فقه في الاسلام، لم يكن اي شيء من ذلك، انها الروحية التي ظهرت بين ابناء شعبنا والتحرك الغيبي الذي احدث مثل هذا التحول الروحي لمجتمعنا خلال مدة قصيرة، ولازال هذا التحول الروحي يرافقنا حتى الآن.رأيتم كيف ادى الاستفتاء الشعبي الى هزيمة القوى العظمى، ان كل هذه الامور يجب النظر اليها على انها خارقة للعادة.فكيف يمكن لشعب اعزل لا يملك اسلحة، قد ترون بعض الاسلحة الفردية في ايدي الناس، الا ان الشعب عموما كان اعزلا وقد واجه قدرة مدججة بالسلاح تدعمها امريكا التي كانت تقول صراحة بانها تدعم النظام السابق، كذلك بريطانيا التي صرحت بذلك والاتحاد السوفيتي الذي تحلى بدرجة أكثر من التعقل. فكيف امكن لنظام تدعمه القوى العظمى ان يهزم على يد مجموعة من الناس ينزلون الى الشوارع ويطلقون الشعارات!.لقد ساعد الجيش النظام، ولكن بعد ان اطلق الناس شعاراتهم احدث هذا الامر تحولا في الجيش، ان روح التضحية تلك احدثت في الجيش تحولا بعد ان كانوا يتصورون بانهم يحملون مثل تلك الروحية لحماية ذلك القزم «4».بعض كبار القادة فروا وبعضهم سقطوا في ايدينا ولكن البعض الآخر من كبار القادة تغييروا ايضا وعادوا الى كنفنا كالقوة الجوية وقوى أخرى والقوات المحمولة جوا وطياري المروحيات كل هؤلاء تغييروا وما حصل لهم من تغيير وتحول ليس بالامر العادي الذي يمكن فهم التغيير على اساسه بحيث يصبح هؤلاء معارضين للملك ويقفون بوجهه، فكل ذلك تحقق خلافا لطبائع الأمور.
المحافظة على الروحية الاسلامية
مادام شعبنا يتمتع بوحدة الكلمة، ومادام ابناء شعبنا يحملون هذا الاخلاص للإسلام، الأخلاص للإسلام الذي يدفعهم للتضحية في سبيله، وماداموا يعتبرون الإسلام يمثل كل حياتهم، مادام هذا الامر قائماً علينا ان نطمئن باننا منتصرون، لذا علينا جميعا الحفاظ على هذه المفاهيم.حاولوا ترسيخ هذه الروحية بين العمال وبين الفئات المحرومة-وآمل أن يتم انقاذهم من الحرمان إن شاء الله-عززوا هذه الروحية الإسلامية وافهموهم بان الله هو الذي هزم تلك القوى، الفتوا نظرهم الى ان اخلاصهم هو الذي دفعهم للتضحية بدمائهم فحافظوا على ذلك.لو اننا فقدنا هذه الروحية لا سمح الله، لو اننا اعتبرنا انفسنا الآن منتصرين وذهب كل منا لشأنه، فان النتيجة ستكون سلبية، ان الانسان مادام سائرا في الطريق فانه سيجد القدرة على مواصلة المسيرة، وهذه القوافل مادامت تسير في الطريق فان لديها القدرة وحينما تبلغ مقصدها فان قدرتها ستنتهي.كذلك روحية الإنسان، اذا ركبت انت سيارة تنقلك من مدينة الى مدينة فاذا كان مقصدك يبعد عشرة فراسخ فبعد طي تسعة فراسخ يبدأ التعب بالتسرب الى نفسك وحينما تصل تشعر بالانهاك، فلو اعتقدنا نحن باننا انتصرنا فان ذلك سيضعفنا، في حين اننا لم نحقق النصر الكامل بعد وانما تخلصنا من بعض العقبات التي تعترض طريقنا واما جذور الاعداء فما زالت موجودة.
تربص القوى الكبرى بإيران
ترون الآن بان جميع القوى التي هزمت وتركت ايران تمارس الآن نشاطها، فامريكا لن تتركنا وشأننا بهذه السرعة، كذلك بريطانيا والاتحاد السوفيتي، هؤلاء جميعا يراقبون الآن لاكتشاف نقاط ضعفنا والقضاء علينا من خلالها، وكذلك هو شأن عملائهم والمرتبطين بهم، فانا اعتقد بان اولئك امريكان في الغالب وقد اطلقوا على انفسهم" انصار الشعب"، فالقليل من هؤلاء يميلون نحو الشرق والغالبية تحت سيطرة الامريكان، والمطلوب منهم النفوذ في المجتمع وبين العمال وبث دعاياتهم.
اذا تمكنا- ان شاء الله- من تحقيق سيادة الإسلام واحكام الاسلام فاننا سنمتلك القدرة آنذاك على تطبيق الاسلام على حقيقته في الخارج، وسوف ترون لا يوجد شعب من شعوب الدنيا يتمتع بالحرية مثلما هي موجودة في الإسلام، فالاسلام يتفوق على الجميع في سعيه لاحقاق حقوق الفئات الضعيفة وتشكيل طبقة واسعة من الموحدين.
الديكتاتورية المقنعة بالديمقراطية
ان الديمقراطية التي ينادي بها الاسلام غير موجودة في اي مكان آخر، فما نراه اليوم ليس اكثر من الضجيج والصخب والاعلام، فهم ينادون بالديمقراطية، ويطلقون التصريحات هنا وهناك وتنطلق الأصوات في امريكا وفي بريطانيا وفي الاتحاد السوفيتي، ولكن حينما ندقق النظر في اوضاعهم نرى بان الديكتاتورية حاكمة على كل شؤونهم! فالديكتاتورية الموجودة في الاتحاد السوفيتي ليست بأقل منها في امريكا وليست بأقل من الديكتاتورية التي مارسها الشاه المخلوع.الجميع ديكتاتوريون إلا انهم يريدون الضحك على الذقون فيستخدمون تلك الالفاظ الخداعة.
" فدائيو الشعب" اعداء الشعب
انتبهوا، ماذا يريد عملاؤهم الآن؟ هؤلاء الذين يثيرون القلاقل ويقولون باننا نريد ان نفدي ارواحنا للشعب، ماذا يريدون؟ اذا كانوا فدائيين للشعب حقا فان الشعب بأسره طالب بالجمهورية الاسلامية، فاذا كان هؤلاء يدعون بانهم فدائيون للشعب ومؤيدون لتطلعاته فليأتوا لادارة حياة الناس.جميع القوى تسعى الآن اذا ما تم الانتهاء من اعمال الشغب هذه لتحقيق حياة مرفهة، هؤلاء ابناء الشعب يطالبون بالجمهورية الاسلامية، لقد رأيتم الاستفتاء الشعبي المنقطع النظير والذي شارك فيه 20 مليون ناخب من مجموع 35 مليون مواطن وادلوا جميعهم برأي مؤيد في مقابل 140 ألف معارض فقط؟! فهل لهذا الامر من سابقة في هذه الدنيا؟كذلك فان الشوق والاندفاع الذي ظهر بين الناس من أجل التصويت والتوجه الى مراكز الاقتراع، كان امرا منقطع النظير، رأيتم كيف اندفع الناس بشوق ولهفة للادلاء باصواتهم.
فماذا يريد هؤلاء منا؟ اذا كانوا يريدون تحقيق مصالح الشعب فليمهلونا للقيام بذلك، ولكنهم لا يتيحون لنا فرصة ذلك، فهؤلاء انفسهم وبأسم" فدائيو الشعب" وغير ذلك يهاجمون الناس ويحولون بيننا وبين توفير حياة مناسبة للناس! لانهم يثيرون اعمال شغب هنا وهناك وهم مكلفون على ما يتعزز لدي من اعتقاد من قبل امريكا لبث الفرقة بين الناس والحيلولة دون تطبيق تلك القيم الاسلامية السامية. انهم يخشون تطبيق الاسلام الأصيل في البلدان الاسلامية لان ذلك سيقضي على دورهم بين الشعوب الإسلامية، انهم يخشون ذلك لذا يحولون دون تطبيقه.وإلا لو كان هؤلاء الذين يثيرون اعمال الشغب في ايران ويحولون دون استتباب الامن والهدوء، لو كانوا يريدون التضحية من أجل الشعب والمواطنين فليأتوا ويساعدوننا، لو كانوا يريدون الحرية فلدينا الحرية ونحن نعطيها، فليس من كبت الآن، الجميع يعبرون عن آرائهم بحرية.اذا كان اولئك يريدون الرفاه للشعب فعليهم ان يمهلونا ويساعدونا لعلّنا نتمكن من تحقيق الرفاه للناس.اما اذا كانوا يريدون اثارة الشغب وهو ما يبدو انهم بصدده فان ذلك لن ينفع الشعب، لا فائدة الآن من اثارة الشغب، ومثل هذه الاعمال لا تنجم عنها فائدة سوى سفك الدماء.المفيد للشعب الآن ان نكون متكاتفين، ان يكون المجتمع متكاتف، فقد تسلمنا هذه البلاد خربة، وبالتكاتف يمكن اعادة اعمارها.اذا كانوا يريدون اثارة الشغب لاعادة الامريكيين الى هنا فاننا مكلفون بالتصدي لهم وهي مسؤولية كافة الايرانيين.
نموذج لسلوك الحاكم الاسلامي
اننا ننصح هؤلاء، فنحن نرغب ان يكون جميع ابناء الشعب في رفاه، اننا ننصحهم بان يعودوا الى الصواب.ماذا تريدون انتم؟ تعالوا فكل ما تريدونه موجود في الاسلام، ان كل ما تنشد به له برنامج في الاسلام وقد تم تطبيقه في وقت ما، لقد كان للإسلام حكومة يأمر فيها القاضي الحاكم بالمثول بين يديه لشكوى تقدم بها يهودي، فيذهب الحاكم ويقعد بمنتهى الأدب الى جانب اليهودي، وحينما يقول القاضي يا" أبا الحسن" يرفض ويقول له لا تقل أبا الحسن ينبغي ان تساويني بالنداء مع اليهودي «5».فهل رأيتم مثل هذه الديمقراطية في العالم؟ بأن يقوم القاضي المنصوب من قبل الحاكم باحضار الحاكم، ثم يقوم القاضي بالحكم عليه ويذعن الحاكم للحكم الصادر عن القاضي؟ فماذا بوسعكم ان تقولوا؟ هل ان رؤساء الكرملين هم هكذا؟ هل ان رؤساء امريكا هم هكذا؟ هل ان قادة بريطانيا هم هكذا؟ أم ان كل ذلك هو ادعاءات؟. فهل حدث ان طلبت أحدكم مثلًا بسبب ادعاء من آخر ومثل امامها؟.
دعاية جوفاء ل- (صاحب الجلالة)
ماذا يريد هؤلاء؟ انهم يريدون إثارة القلاقل ونواياهم ليست حسنة، نيتهم فاسدة انهم يريدون اعادة هذه البلاد الى سابق عهدها، يعود فيها الاسياد لينهبوا كل ما لدينا. لقد رأيتم ان القدرة التي كان يتمتع بها ذلك القزم «6» وما كان يرافقها من غوغاء لم تكن سوى غطاء وقد انكشف وظهرت ايران على حقيقتها فلم يكن فيها شيئ، ضع يدك الآن على ما شئت فلن تجد شيئا.دمروا زراعتنا بحيث لم يبق لنا شيء الا اذا عقدتم العزم على تغيير الوضع، وهذا العام يقال انه لم يمر مثله على زراعتنا منذ اكثر من 15 عاما لمجرد ان الناس قد امهلوا قليلا.لقد ضاع كل شيء من ايدينا وهؤلاء لم يكن لديهم سوى الصخب والضجيج والاعلام، ولو استمعت الى اذاعتهم ستجد اعلاما صاخبا ل- (صاحب الجلالة) أو الاعلام حول ما كان للشاه من" مهمة من أجل الوطن"! كلها ادعاءات جوفاء، صحيح انه كان في مهمة من أجل الوطن ولكن مأموريته كانت تقتضي ايصال الوطن الى هذه الحالة المزرية من الدمار والخراب!.
خطر الفتور والضعف
اذا حفظنا وحدة الكلمة هذه والمزية التي تمييز ثورتنا ألا وهي اسلاميتها التي تنطوي على كل شيء، سنكون منتصرين حتى النهاية.واذا ما اصيبت هذه الوحدة لا سمح الله بخلل ما وتراخينا ولم نتصدى لهؤلاء، ولم يقف الشعب بوجههم وظننا اننا منتصرون ففترت عزائمنا، فانني اخشى ان تعود الاوضاع الى سابق عهدها لا سمح الله ولكن بصورة أخرى.طبعا لن تعود الأمور الى ما كانت عليه في العهد الشاهنشاهي، وهم يعلمون بان هذا الامر غير عملي، ولكنهم سيسعون لتغليفه بشكل آخر، فهم يعلمون ماذا يفعلون، ولديهم دراسات في هذا الشأن.لو اننا ثبتنا الآن وحافظنا على القدرة التي قيضت لنا وهي قدرة الشعب، ولو حافظنا على وحدة الكلمة، فسننتصر جميعا. ولكن لو فرطنا بذلك لا سمح الله فان الخشية من عودة الأمور قائمة، ولو هزمونا لا سمح الله فانهم سيقطعون دابرنا لانهم لمسوا بانفسهم قدرة الإسلام وقدرة الوحدة التي تحققت في ايران، فهم في السابق كانوا يظنون يخمنون، كان الامر بالنسبة لهم نظريا، لكنهم الآن لمسوا بايدهم بان ايران قد تمكنت من تحقيق ما حققته بقدرة الإسلام ووحدة الكلمة. لذا فانهم في هذه المرة سيقطعون دابرنا وسيقضون على كافة القوى الشعبية ولن يتركوا مثقفا أو عالم دين في ايران، لن يتركوا احد، سيقضون على الجميع.علينا ان نكون يقظين وان نحول دون وقوع هذا الامر، والحيلولة دون ذلك لا تتحقق إلا بالتكاتف والتآزر والتعاون، العامل مع رب العمل، والجميع يتعاملون بالانصاف مع الجميع، يتعاملون بالانسانية والرحمة والمروءة مع الجميع، ولا نسمح بعد ذلك لهذه الثورة ان تخمد حتى نحقق ان شاء الله اهدافنا الحقيقية.وفقكم الله ومنّ عليكم بالسعادة.