بسم الله الرحمن الرحيم
ضرورة التخلص من المظاهر الطاغوتية في المراكز الحكومية
إنني أشكركم لأنكم جئتم لنتحدث عن قرب ونجد معاً طريقاً لحل المشاكل التي تعاني منها دولتنا.لقد كنا إلى الآن بعيدين عن بعضنا وذلك لأنهم لم يكونوا راغبين بأن تكون طبقات الشعب قريبة من بعضها ومتفاهمة فيما بينها. أما الآن فقد وفقنا والحمد لله لنلتقي معاً أيها الأحبة والإخوة ونناقش عن كثب مشاكلنا.ليست قضية المصارف وحدها التي اتخذت طابعاً طاغوتياً في إيران، بل جميع الأمور الأساسية في الدولة هي كذلك.الثقافة والمحاكم وجميع المؤسسات الحكومية كانت في عهد الطاغوت بشكل ليس فيه أدنى شبه بالإسلام وليست لها أي فائدة للبلد.لابد من حصول تغيير، لأنه مالم تتغير جميع المؤسسات وتخرج من الشكل الطاغوتي إلى الطابع التوحيدي والإسلامي، فإننا سنبقى نعاني من تلك المسائل والمشاكل، بل ربما تسوء الأمور أكثر لا سمح الله. يجب أن يكون جميع أفراد الدولة بصدد الإصلاح، وبصدد التغيير.
إن النظام المصرفي بهذا الوضع الموجود في إيران نظام طاغوتي.فالربا في الإسلام حرام، وقد أعلن القرآن حرمته، فمن يأكل الربا ويأخذه فهو محارب لله كما ورد في القرآن.إن هذا النظام يجب أن يتغير، يجب أن يتبدل النظام المصرفي.ونحن نأمل أن تحلّ مثل هذه المسائل بهمة جميع الموظفين والعاملين.إذا لم تحل هذه المسائل وبقيت ثقافتنا على حالتها السابقة، ووزاراتنا والعاملون فيها هم ذاتهم، وبقيت لدى شعبنا تلك الأفكار التي كان موجودة في عهد الطاغوت،فإنني أخاف أن يصيبنا انكسار لا نستطيع جبرانه بعد ذلك.يجب علينا جميعاً أن ننقذ الإسلام والدولة، فجميعنا مكلفون، والتكليف تكليف الهي.
هزيمة المذاهب من خلال الطرح الصحيح للإسلام
لقد سعوا خلال سنوات طويلة للتعتيم على الاسلام، لم يفسحوا المجال لتعريف الاسلام للعالم على حقيقته.فلو طرح الإسلام على حقيقته فإن المذاهب الآخرى ستتراجع وتهزم.لكن أولئك الذين كانوا يتطلعون لسرقة كل ما كان في بلدنا ويُغِيْروا على كل ما عندنا ويبتلعوا مخازننا، قد خططوا عبر سنوات طويلة لتغييب الإسلام الحقيقي حتى عن المسلمين، حتى شبابنا غير مطلعين على الإسلام ولا يعرفون عنه إلّا ظاهره. إننا إذا وفقنا- إن شاء الله- لإقامة الجمهورية الإسلامية بجميع احكامها والتعاليم النورانية التي نزلت من عند الله تعالى لسعادة البشر، إننا إذا استطعنا القيام بذلك بهمتكم أنتم الشباب الغيارى وهمة جميع أبناء الشعب، سوف نكون سعداء.
الحكام العملاء
إن بلدنا بلد غني فيه ثروات جوفية كثيرة أكثر مما يحتاج إليه، فهو بلد غني، ولكن الأيادي التي كانت تفكر بنهب ثرواتنا لم تكن تترك إيران ليتم إدارتها بالشكل المطلوب، فكانوا بين حين وآخر يأتون بعميل لاستعباد الناس والابقاء عليهم متخلفين، كما شاهدنا ذلك في الخمسين سنة الماضية حيث جاء رضا خان وأضاع كل مآثرنا وقضى على جميع الفئات التي كان بوسعها خدمة هذا البلد، ثم سلَّطوا من بعده خلفه هذا «1»- الذي هو خلفه حقاً إذ كما كان ذاك خائناً ومجرماً كان هذا خائناً ومجرماً أيضاً- وبذلك عملوا على تخلفنا ولسنوات طويلة في كل أمورنا ونهبوا ثروتنا، فلا بد من المحافظة على البقية الباقية.
السعي لرفع المشاكل
إن إيران اليوم باتت بمثابة خربة، لقد خربوا ونهبوا كل ما عندنا، ويجب علينا نحن أن نحفظ هذه البقية الباقية لأعقابنا، وهذا الأمر إنما يكون بهمة جميع فئات الشعب، بهممكم أنتم أيها الشباب.إن على كل فرد وفي أي مقام كان، أن يشمّر عن ساعد الجد لخدمة هذا البلد وخدمة الإسلام حتى تزول المشاكل.أنتم الموجودون في المصارف، موظفون أو مدراء، لابد من العمل على اصلاحها.والذين يعملون في مجال الثقافة يجب عليهم إصلاح الثقافة، والذين يعملون في الوزارات عليهم تنقية الوزارات.كذلك يجب علينا جميعاً أن نضع أيدينا في أيدي بعض حتى نعيد هذا البلد الذي خرّبوه وذهبوا، ونهبوا كل ما كان عندنا، إلى حالته الأولى ثانية، بل إلى ما هو أفضل.أيدكم الله تعالى ووفقكم وأنعم عليكم بالسعادة.