بسم الله الرحمن الرحيم
الإرادة الإلهية وسقوط (2500 سنة) من الملكية
إن هذه الثورة لم تكن عملًا بشرياً، هذا عمل إلهي. فالبشر يستطيع أن يحرر مدينة أو يحرر منطقة ولكنه لا يستطيع أن يحرك مجتمعاً بهذا الشكل بحيث يتمكن وبأيد عزلاء من اسقاط ملكية تمتد جذورها إلى (2500) سنة.
ففي الرابع من (آبان) «1» لم يكن أحد في سوق طهران الكبير بوسعه أن يتمرد على أوامر شرطي برفع الاعلام على المحال التجارية. فكيف يمكن اعتبار هذا التحرك وبهذه العظمة أمراً بشرياً! إنه من فعل الله. فقد اتحدت جميع الطبقات والفئات واقتلعت أساس هذا المجرم من جذوره وجاهدت الاستعمار، ولأن الله العظيم كان مؤيداً لهذا الشعب فإن الأمر انتهى إلى خير وانتصرت الثورة.
التحركات المستميتة
إن هذا البلد بلدكم. فعلى كل واحد اليوم القيام بوظيفته ويبادر بحسب قدرته. إنكم لن تتراجعوا خطوة إلى الوراء وقد أبعدتم، باستقامتكم وصبركم، شر محمد رضا الخائن عن هذا الشعب. فلم يستطع الصمود بوجه إيمان أبناء الشعب الذين تصدوا بأيد خالية للدبابات والمدفع والحراب، رغم كل القوة والمال والدعم الأجنبي الذي كان يحظى به.
بيد أن الاستعمار لم يترك هذا الشعب وشأنه، ففي كل ناحية من نواحي البلد يعزف لحناً مشؤوماً. غير أن هذه الدسائس سوف تحبط أيضاً لأن الله تعالى هو الناصر لهذا الشعب. إنها تحركات مستميتة غير أنها عاجزة عن تحقيق شيء يذكر. ففي الوقت الذي كانوا يملكون الأسلحة وكان هناك من يساندهم، لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً وقد قضى الناس على تآمرهم، فالآن وقد أصبحنا مسلَّحين والشعب يدافع عنا، فلا خوف لدينا. من هو هذا الصعلوك «2» حتى يستطيع أن يفعل شيئاً، إنه ليس بامكانه أن يفعل شيئاً. إن الله مع المستضعفين دائماً والحق غالب على الباطل والإيمان منتصر دائماً.
إن ثورتنا الأصيلة التي انتصرت بأيد خالية مقابل الأسلحة والقوة هزمت السلطنة الطاغوتية، إنما كان ذلك بمعونة الله المنان. وسوف نتوجه لإعمار البلد جميعاً بالاتكال على الله ووحدة الكلمة وهمّة أبناء هذه الأرض، وسنواصل مسيرتنا بعزم راسخ. ولن تخفيفنا تحركات هؤلاء.
أدعياء الدفاع عن حقوق الإنسان
لا يكف الأجانب عن ترديد مصطلح حقوق الإنسان! أي انسان هذا؟ هؤلاء (المعدومون) الذين قتلوا الناس؟ فهؤلاء مجرمون وليسوا متهمين، لقد قتلوا الناس. إننا نشكر إخوتنا الفرنسيين الذين استضافونا بحفاوة أثناء مدة إقامتنا في بلدهم، وقد فسحوا لي المجال كي أبعث برسائلي من باريس إلى الشعب الإيراني العزيز. ولكنني لم أكن أتوقع من الأصدقاء الفرنسيين أن يرفعوا بوجهنا شعار حقوق الإنسان من أجل عدة مجرمين ولصوص. ويواجهوا عتابهم وخطابهم الى الثورة الإيرانية الأصيلة، التي كانت استجابة لنداء الحق لشعب مظلوم، بذريعة الدفاع عن حقوق الإنسان.
كم كان جيداً لو أنهم قاموا بمساعدة الشعب الإيراني المستضعف ودافعوا عن حقوق الإنسان يوم سحقه النظام البهلوي الفاسد تحت أقدامه وكان يقوم بتعذيب وقتل الآلاف من شباب هذا البلد. لا أن يهاجمونا بهذا الشكل من أجل مجموعة من المجرمين قلَّ نظيرهم في التاريخ. لقد قتلنا عدة أشخاص هم أعداء الإنسان.
إنني أشكر الشعب الفرنسي الذي وفر لي فرصة ايصال صوت الشعب الإيراني إلى أسماع العالم، وأوصل رسائلي من فرنسا الحرة إلى شعب رزح تحت نير الاستبداد مدة (2500) عاماً، كي يتمكن من التحرر من هيمنة الاستعمار المزمن.