بسم الله الرحمن الرحيم
إنني أشكر رئيس جمهوريتكم على البرقية، وأشكركم على عواطفكم وعواطف شعبكم. وآمل أن يأتي اليوم الذي تستيقظ فيه الشعوب الإسلامية وحكوماتهم فيضعوا الاختلافات والأهواء النفسانية والأغراض الشخصية جانباً، ويجتمعوا تحت لواء الإسلام والقرآن، ويتمتعوا بهذا الاجتماع بقوة تفوق القوى الموجودة في هذا العالم. إن عدد المسلمين يقارب المليار، ويملكون ثروات طائلة، ولديهم أراضٍ واسعة، ولكن مع الأسف ولأنهم لم يستطيعوا التفاهم فيما بينهم وكذلك فإن الأيادي الخائنة لم تسمح بتحقيق وحدة كلمتهم، فإن الآخرين قد نهبوا ثرواتهم، وتسلطوا عليهم. لقد شاهدتم كيف أن شعباً يبلغ 35 ميلوناً- وهو ليس بشيء بالنسبة إلى المليار- ورغم خلوّ يده من أي أسلحة، تغلب على هذه القوى الشيطانية التي تقف وراءها قوى شيطانية أكبر، وقطع أياديهم عن ثروات إيران، وذلك بواسطة قوة الإيمان وبالإعتماد على القرآن والإسلام. فإذا تركت الشعوب والحكومات الإسلامية الأغراض الشخصية جانباً، وتوجهوا جميعهم إلى الإسلام وكانوا تحت لواء (لا إله إلا الله)، فإنهم سيكونون القوة الأولى في العالم، وذلك لأن معنويات الإسلام تعينهم والله تبارك وتعالى يؤيدهم ويسدد خطاهم.
لقد انتصرنا نحن بقوة الإيمان هذه، حيث كان نداء جميع فئات شعبنا نداء الإسلام، ولم ننتصر بالعدد والعدَّة، إذ لم نكن نملك شيئاً، فيما كانوا يملكون كل شيء. لكننا كنا مسلَّحين بسلاح الإيمان، وكان شعبنا يتمنى الشهادة، مثل أصحاب رسول الله في صدر الإسلام. فكما أنهم قد غلبوا امبراطوريات عظيمة بعِدَّة قليلة، فقد تغلبنا نحن أيضاً بعِدَّة قليلة ودون أسلحة على امبراطورية جبارة عمرها 2500 سنة تدعمها القوى العظمى، وأزلنا هذا السد الكبير من أمام شعبنا. وبطبيعة الحال تركوا لنا مشاكل كثيرة، ونقائص كثيرة، وفساداً كثيراً، وقد ورثنا كل هذا الدمار، ولكننا سوف نحل هذه المشاكل بقوة الإيمان ودعم الإسلام.
وإنني آمل أن تعي الشعوب والحكومات المسلمة ذلك، وتلتفت إلى سر النصر هذا الذي تحقق لإيران وتتمسك به، ونشر الإسلام في كل مكان.
أسأل الله تبارك وتعالى عظمة الإسلام والمسلمين وعظمة القرآن. أبلغوا سلامي إلى حكومتكم وشعبكم ورئيسكم.
قم
إبلاغ رسالة الحبيب بورقيبه (رئيس جمهورية تونس)
علل ضعف الشعوب الإسلامية، أسباب انتصار الثورة الإسلامية
السفير التونسي في إيران
جلد ۷ صحیفه امام خمینی (ره)، صفحه ۹۷
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378