بسم الله الرحمن الرحيم
رئيس الحكومة في صدر الإسلام
... لم يكن هناك فرق بين رئيس الحكومة وبقية افراد الشعب، كان رئيس الحكومة في زمن رسول الله (ص)، الرسول نفسه، كان متواضعا مع الناس لدرجة أنه عندما يكون مجتمعاً مع أصحابه في المسجد ويدخل شخص غريب فإنه لا يدري أيا من الجالسين رئيس الدولة، ويحتاج للسؤال عن ذلك.
فلم تكن هناك تشريفات بذلك المعنى الموجود عند الطاغوت أبدا. في زمن أمير المؤمنين علي (سلام الله) عليه فإن رئيس الدولة حضر بنفسه إلى مجلس القاضي، واجتمع مع اليهودي الذي كان يدعي- أو هو الذي كان يدعي- وطرحت الدعوى، وعندما أراد القاضي تمييز أمير المؤمنين بالتكريم والإحترام قال له: ليس لك حق في هذا، نحن في مجلس القضاء متساويان. ثم بعد ذلك حكم القاضي ضد أمير المؤمنين، وسلّم أمير المؤمنين للحكم.
إن الإسلام فيه مثل هذا الأمر، فيه مثل هذه الحرية، فيه مثل هذه الديمقراطية. أين يوجد مثل هذا؟ أين تجدون هذا، أن يحضر رئيس الدولة إلى مجلس القاضي الذي عينه هو بنفسه، حيث يحضر لدعوى يهودي، فيحضر ويسلّم للقاضي؟ في أية دولة من الدول التي تدعي الحرية والديمقراطية يوجد مثل هذا؟ هاتوا لنا بنظير هذا.
غلبة القدرة الإلهية للجيش والشعب على القوى الأخرى
لقد كان الجيش في زمن رسول الله، وفي زمن أصحاب رسول الله، من أجل الأمة، وكانت الامة من أجل الجيش. والآن أيضاً يجب أن يكون الوضع كذلك. الجيش من أجل الأمة، والأمة من أجل الجيش، وكلاهما فداء للإسلام.
إنني أحترمكم أنتم ضباط الصف وجنود صاحب الزمان (سلام الله عليه) وأشكركم. أنتم الذين كنتم قد التحقتم بشعب إيران المظلوم، وبالتحاقكم بالمستضعفين استطعنا التغلب على تلك القوة الشيطانية. أنتم الذين استجبتم لندائنا عندما كان شعبنا يبذل الدماء فالتحقتم بالشعب وقطعتم دابر الظالم. إن لجيش إيران حقاً علينا، له حق على شعب إيران. شعب إيران أيضاً له حق على الجيش. لقد غلبت هاتان القدرتان الإلهيتان- قدرة الشعب وقدرة الجيش- وبقوة الإيمان، القوة الشيطانية والتي كان وراءها قوى شيطانية كبيرة أخرى، وحطمتا هذا السّد. شعب إيران هو الذي حطم السد، جيش إيران هو الذي حطم السد، كل منهما له حق على الآخر وكلاهما له حق على الإسلام.
وصية للجيش
إن الإسلام يحترمكم. ومن الآن فصاعداً يجب أن تكونوا متحدين، ادفنوا تلك الخطط الشيطانية. كونوا اخوة فيما بينكم، ولكن حافظوا على سلسلة الرتب. إذا لم تحفظ سلسلة الرتب فإنه سيظهر الضعف، ومع ضعف الجيش يظهر الضعف في الدولة. كونوا جميعا صوتاً واحداً، رأياً واحداً، والجميع معاً من أجل الإسلام، الجميع معاً من أجل أحكام الإسلام. وبتطبيق أحكام الإسلام ينال الجميع حقوقه. اسعوا وجّدوا في هذا الظرف، الذي هو أشد الأوقات حساسية لنا وللإسلام، للوقوف في وجه الاختلافات والتفرقة التي يثيرها الشياطين، أحبطوا تآمر الشياطين. لا تألوا جهداً في تحقق الجمهورية الإسلامية، لا تألوا جهداً في قانون الاسلام. فمع تحقق قانون الإسلام، ومع تحقق القوانين الإلهية، مع تحقق القوانين الراقية للقرآن، سينال الجميع حقوقه، ستنال الفئات المستضعفة حقوقها. فلا وجود للنهب والظلم بعد الآن.
الصبر الثوري في إزالة المشاكل
إننا- إن شاء الله- سوف نراجع طلباتكم، والذي يجب إبلاغه إلى جهة معينة سنقوم بإبلاغه. آمل أن تحل هذه الامور بصبر وسعة صدر. يجب أن يكون عندكم صبر ثوري، يجب أن يكون عند الشعب صبر ثوري. الشعب الذي صبر أكثر من خمسين عاما على الكبت والإرهاب والظلم والتعدي، يجب أن يتحلى بصبر ثوري، أن يكون هادئاً.
إن هؤلاء الذين يقومون بتحريك الناس في أرجاء البلاد ولا يتركونهم هادئين كي يتسنى التفكير بهدوء لمعالجة مشاكلهم، خونة. على العمال والفلاحين أن لا يعتنوا بهؤلاء. هؤلاء لا يريدون للزراعة أن تتم، هؤلاء لا يريدون للمصانع أن تعمل، لأنّه إذا استتب الهدوء ونال الشعب حقوقه، فإن يد هؤلاء ستقطع، يد أسيادهم ستقطع، إن شعبنا لن يترك هؤلاء الشياطين لينفذوا في صفوفه، إن شعبنا سوف يقطع يد هؤلاء. سوف يدفن المؤامرات.
منّ الله تعالى عليكم جميعاً بالسعادة وبالوعي واليقظة، لنكون في هذه البرهة من الزمان، جميعاً صوتاً واحداً من أجل الإسلام، ومن أجل إحياء سنة الرسول الأكرم، ومن أجل إحياء القرآن العظيم، من أجل استقرار البلد، من أجل حرية الشعب، فمعأً إلى الأمام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته