شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [حقيقة النور- الثورة الإسلامية والمعادلات العالمية - التوجه إلى الله‏]

قم‏
حقيقة النور- الثورة الإسلامية والمعادلات العالمية - التوجه إلى الله‏
ممثلو موظفي جمارك إيران‏
جلد ۷ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۱۰۴ تا صفحه ۱۰۶

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
‏بسم الله الرحمن الرحيم‏

حقيقة النور

(الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات) «1» إن الذين هم مع الله ومتوجهون إلى الله ومؤمنون به، يخرجهم الله من جميع الظلمات ويوصلهم إلى حقيقة النور. إن الإيمان بالله نور، الإيمان بالله باعث على زوال جميع الظلمات من أمام أقدام المؤمنين، الإيمان بالله يجعل المؤمنين غارقين في نور الله. فينجو المؤمنون من ظلمات الاستبداد، ظلمات الإرهاب، ظلمات العبودية، ظلمات الظلم. إن المتوجهين إلى الله والذين هدفهم هدف إلهي ينجون من جميع أنواع الظلمات، الظلمات المادية والظلمات المعنوية، ويسبحون في بحار النور.

نور الحرية والاستقلال‏

أنتم أيها الشعب الإيراني، ولأنكم تمسكتم بالإيمان، وتوجهتم إلى الله، إلى الإسلام، وسعيتم إلى أحكام الإسلام، فقد أنجاكم الله وسوف ينجيكم. أنجاكم من هذا السد الكبير للاستبداد، حطمتم سد الاستبداد، وبددتم الظلمات، ودخلتم في نور الحرية، حطمتم سد الارتباط بالغير بواسطة الإيمان ودخلتم في نور الاستقلال، حطمتم الإرهاب والارتباط، ودخلتم في حقيقة الإسلام، الإسلام نور، وغير الإسلام ظلمات، إنكم وبالتوجه إلى الله وبالتوجه إلى أئمة الإسلام وبالتوجه إلى أئمة القرآن، قد حطمتم هذه السدود، السدود التي كان يظن الجميع أنها لا تتحطم، القوى التي كان يتصور الجميع استحالة هزيمتها. حساب العالم أصبح باطلا، حسابات الماديين بطلت.
فحسابات أولئك الذين لا يؤمنون بالله كانت ترى بأنه من غير المعقول أن ينتصر شعب لا يملك شيئا على قوى تملك كل شي‏ء! لقد كان من غير المعقول قطع يد الأجنبي المدجج بالأسلحة، بجميع أنواعها، عن خيرات الشعب وثرواته. لقد كانت حساباتهم مادية، ووفق الحسابات المادية كان الأمر كما يقولون، كان انتصارنا مستحيلا. لكنهم لم يدخلوا في حسابهم المعنويات! فالإسلام كان يتقدم دائماً بالمعنويات، ففي صدر الإسلام ورغم أنه لم يكن لدى المسلمين أية تجهيزات، إذ كان لكل عدة مقاتلين فرس واحد، وأحياناً سيف واحد، فيما كان جيش الروم وجيش الفرس مدججين بالأسلحة ويزيد عددهم أضعاف عدد المسلمين، وبهذا العدد القليل والعدّة الضعيفة ولكن مع قوة الإيمان هزموا إمبراطورية الروم وإمبراطورية إيران.
أنتم يا جنود الإسلام، أنتم يا أيها الشباب المؤمنون النجباء، قد حطمتم بإيمانكم هذا السد الكبير، حطمتم هذه القوة الطاغوتية، هذه القوة الشيطانية، فبفضل قوة هذا بالإيمان أبطلتم جميع الحسابات المادية. لقد نصركم الله وسينصركم، مادمتم متوجهين إلى الله.

سعي الشباب إلى الشهادة

إخوتي! أعزائي! لا تضيعوا هذا السر من أيديكم، سر التوجه لله، سر التوجه للإسلام. إن الشهادة للمسلم وللمؤمن سعادة، وشبابنا كانوا يرون الشهادة سعادة، وهنا يكمن سر الانتصار. أولئك الماديون لا يؤمنون بالشهادة أصلًا، ولكن شبابنا يرون الشهادة سعادتهم، يرونها أول راحتهم. كان هذا سر النصر. لقد أخطأ أولئك الذين ظنوا أنهم يستطيعون في هذه البرهة من الزمن إيقاع الفرقة بين أبنائي، بين شبابنا، بين أعزائنا. إن جميع شبابنا مهتمون بالاسلام، ويمضون قدماً بإيمان راسخ.

الجميع معاً على طريق البناء

مازالت أمامنا خطوات كثيرة. علينا جميعاً إعمار هذا الدمار الذي تركوه لنا. لقد دمّر هؤلاء الأشقياء إيران، ومحوا من إيران جميع آثار التمدن باسم (الحضارة الكبرى). باسم (إصلاح الأراضي) أتلفوا زراعتنا. قضوا على ثقافتنا. جعلوا جيشنا مرتبطا بالغير، اضعفوا شعبنا ونهبوا ثرواتنا وفرّوا بها الى خارج إيران، غير أننا سنعيدها إن شاء الله.
لقد ترك لنا هؤلاء الخونة بلاد مدمرة، بلاد عاملها فقير، فلاحها فقير، بائعها فقير. بلد توجد في ضواحي طهران، بل في نفس طهران، مناطق يسكن أهلها في الحفر، ففيها مناطق تعيسة، تركوا كل هذا لنا.
فليس بوسع شخص وحده، فئة وحدها، إعمار هذا الخراب. الحكومة لا تستطيع وحدها، ولا علماء الدين، ولا الكسبة، الفلاح لا يستطيع، وذلك العامل والموظف، ولكن (الجميع) يستطيعون، الجميع معاً (يد الله مع الجماعة) «2». عندما تصبح الجماعة مع بعضها فإنها تستطيع القيام‏ بالأعمال. لقد رأيتم كيف حطمتم هذا السر الكبير بوحدة الكلمة والاتكال على الله. والآن أيضاً فبالاتكال على الله ووحدة الكلمة يجب إعمار هذا الدمار.
أنتم الذين في الحدود، في الجمارك، يجب عليكم العمل بقدر طاقتكم، وأولئك الذين في المدن عليهم العمل بقدر استطاعتهم. لا أنتم ينبغي لكم الانتظار لتقوم فئة أو الحكومة بإنجاز الأعمال، ولا الحكومة ينبغي لها الانتظار ليقوم الشعب بالعمل. الشعب والحكومة معاً مع بعضهما، إن شاء الله، والجميع مع بعضهم إلى الأمام من أجل الإسلام، من أجل الجمهورية الإسلامية، من أجل قوانين الإسلام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

«۱»-سورة البقرة، الآية ۲۵۷. «۲»-حديث نبوي، صحيح الترمذي: ج ۳، ص ۳۱۶، الحديث ۲۲۵۶.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: