بسم الله الرحمن الرحيم
فلسفة الشهادة في الإسلام
إن أحد الفروق بين مدرسة الإسلام، مدرسة التوحيد، وبين المدارس المنحرفة، المدارس إلالحادية، هو أن رجال هذه المدرسة يرون الشهادة فوزا عظيما لأنفسهم: (يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما) «1».
فهم يستقبلون الشهادة، لأنهم يعتقدون بأن وراء عالم الطبيعة هذا ثمة عوالم أسمى وأكثر نورانية من هذا العالم. المؤمن في هذا العالم يعيش في سجن، وباستشهاده يتحرر من هذا السجن. هذا أحد الفروق بين مدرستنا، مدرسة التوحيد، وبين بقية المدارس.
إن شبابنا يطلبون الشهادة، وعلماؤنا الملتزمون سباقون إلى الشهادة. أولئك الذين لا يعتقدون بالله وبيوم الجزاء هم الذين يجب أن يخافوا من الموت، هم الذين يجب أن يخافوا من الشهادة. أما نحن وتلامذة مدرسة التوحيد فإننا لانخاف الشهادة، لا نخشاها. فليأتوا ويجربوا، كما جربوا من قبل. إن إحدى المسائل التي تحققت وهي ما ورد في الحديث: (لا يزال يؤيَّد هذا الدين بالرجل الفاجر) «2». فبواسطة الرجال الفجرة يتأيَّد هذا الدين بإرادة الله.
إن محمّد رضا كان رجلًا فاجراً، وسواء أراد أم لم يرد فإن هذا الدين قد أُيِّد به، وذلك لأنه كلما كان الظل- م أكثر، وكلما كان الجور أشد، فإن دين العدل يتأيَّد أكثر. إن الظالم بأعماله الظالمة يؤيِّد دين العدل ولا يزال الأمر هكذا. فرعون بفرعنته وطغيانه قد آيَّد دين موسى. وأبو سفيان قد آيَّد بالطغيان دين الرسول الأكرم. ومحمّد رضا قد آيَّد دين الإسلام بالطغيان والعصيان والجور والظلم. فكما يؤيد دين الله بطبقة المفكرين العلماء ...، فالله تبارك وتعالى يقول إن دين الإسلام، يتأيَّد بالطبقات الفاسدة أيضاً. بالرجل الفاجر أيضاً. وذلك بهذا المعنى الذي ذكرته، (لا يزال يؤيَّد هذا الدين بالرجل الفاجر).
اقتلونا ليستيقظ شعبنا أكثر
إن هذا الرجل الفاجر الذي سفك دماء أعزتنا قد أيد دين الله. أي أن الله قد أيد دينه به. فقد أُيّدت ثورتنا بسفك دماء أعزتنا. إن هذه الثورة يجب أن تبقى حية، إن هذه النهضة يجب أن تبقى حية، وبقاؤها يكون بهذه الدماء التي تسفك. اسفكوا دماءنا فتدوم حياتنا. اقتلونا فيستيقظ شعبنا أكثر. إننا لا نخاف الموت، وأنتم لن تستفيدوا من موتنا شيئاً. إنه دليل عجزكم أن تقتلوا مفكرينا في ظلام الليل. وذلك لأنه لا منطق لديكم. لو كان لديكم منطق لكنتم تكلمتم، ناقشتم، ولكنه لا يوجد لديكم منطق، منطقكم الاغتيال! إن منطق الإسلام يرى الإغتيال باطل. الإسلام لديه منطق. ولكن باغتيال شخصياتنا الكبيرة، عظماءنا، فإن إسلامنا يتأيد.
شهادة مطهري وموجة الحماس في العالم الإسلامي
لقد أُحييت نهضتنا. لقد استعادت جميع فئات الشعب الحياة من جديد. إذا كان قد ظهر فيها ضعف أو تعب فقد نشطت من جديد. لولا شهادة هذا الرجل العظيم، ولو أن هذا الرجل العظيم كان قد مات على فراشه، لما اشتدت موجة الحماس، فهناك الآن موجة من الحماس في جميع انحاء العالم، جميع العالم، جميع انحاء العالم المهتم بالإسلام، لقد التهبت مشاعر الناس في سائر البلاد أيضاً. إخواني لا تخافوا من الموت.
من كان الموت في عينه (تهلكة) فليمسك بيده نهي (لا تلقوا) «3»
إن الموت ليس تهلكة، الموت حياة. ذلك العالم حياة، هذا العالم موت .. لا تخافوا من الموت، ولن نخاف. هم الذين يجب أن يخافوا حيث يرون الموت عدماً وهلاكاً وفناء.
لماذا ينبغي على المسلمين أن يخافوا الموت؟ لماذا ينبغي على العلماء أن يخافوا الموت؟ إن هذه المدرسة خالدة، مدرسة الإسلام باقية وهذه النهضة باقية حتى يستأصل هذه الجذور المتعفنة. حتى تجتث الجذور الفاسدة، حتى تحبط هذه المؤامرات المشؤومة.
أيدكم الله. أيَّد الله إخوتنا وأخواتنا فإنكم جميعاً مفيدون للإسلام. وجميعكم قد دفعتم بالنهضة إلى الأمام. والآن أيضاً فلنمض معاً جميعاً إلى الأمام!
والسلام علبكم ورحمة الله وبركاته