بسم الله الرحمن الرحيم
مشاكل المسلمين
قبل كل شيء، أشكركم على حضوركم أنتم المجموعة المحترمة حيث تخدمون الإسلام. وأسأل الله أن يوفقكم ويوفق جميع المسلمين لتحقق آمال الإسلام. وأسأل الله أن يوفقنا للعمل بما أراده القرآن والنبي الأكرم وأئمة المسلمين.
إن لدينا مشاكل، بعضها مرتبط بإيران، وبعضها مرتبط بجميع المسلمين، وثمة مشاكل متعلقة بالحكومات التي تحكم المسلمين. أما مشاكل إيران فهي مرتبطة بالموانع التي كانت تقف بوجه انتشار الإسلام ونجاة الأمة الإسلامية.
إننا بإرادة الله وهمَّة المؤمنين قد حطمنا السد وازلنا الموانع، وطبعاً لدينا الآن مشاكل أخرى، لأن الذين ارحلوا كانت جميع تشكيلاتهم غير إسلامية وطاغوتية. فنحن نحتاج إلى جهد كبير لإعادة هذه التشكيلات إلى تشكيلات إسلامية. أسأل الله أن يوفقنا لنستطيع تطبيق الإسلام على حقيقته.
الأهم من هذا، مشاكل الشعوب المسلمة والحكومات. لقد عملت الدعايات وعلى مرّ التاريخ لايقاع الفرقة بين الشعوب المسلمة المنتشرة في البلاد المختلفة .. عملت الدعايات على ابعاد المسلمين الذين يقارب تعدادهم المليار مسلم، والمنتشرين في أنحاء العالم عن بعضهم البعض، والحيلولة دون تحقق وحدتهم. لقد أدت هذه الدعايات إلى ابتعاد الإخوة عن بعضهم، وصنعوا منهم أمماً مختلفة، وطرحوا أشياء لم تكن مطروحة في صدر الإسلام لينفصلوا عن بعضهم ويضعفوهم والأسوأ من ذلك مشكلة الحكومات.
ففي زمن العثمانيين كان للمسلمين حكومة قوية نسبياً، لدرجة أنها كانت تحارب أحيانا اليابان أو روسيا وكانت تنتصر. ولكن وبسبب خشيتهم من هذه الوحدة، قام الأجانب بعد انتصارهم في الحرب العالمية الأولى بتقطيع الدولة العثمانية إرباً إرباً ووضعوا على كل منطقة حاكما وعملوا على إيقاع العداوة بين هذه الحكومات، لأنهم يعلمون أن المسلمين إذا اتحدوا مع ماعندهم من تلك الثروات والتعداد السكاني الكبير، لم يعد بوسع أمريكا ولا الغرب فرض هيمنتها عليهم، بل لعل المسلمين يهددونهم، ولهذا سعوا للإيقاع بين الحكومات، وكانوا هؤلاء مستخدمين عندهم.
سيطرة الأجانب أكبر المنكرات
إن الخطر اليوم أكبر. لقد كانوا في الماضي يخافون من وحدة المسلمين، ولكنها كانت مسألة نظرية لا عينية، أما اليوم وقد نهضت إيران وبالاعتماد على الله، فقد شعر هؤلاء بالخطر، ورأوا عياناً كيف أن شعباً لا يملك شيئا من الأسلحة ولكنه بقدرة الإسلام والإيمان ووحدة الكلمة تغلب على الشياطين الذين يملكون جميع أنواع الأسلحة. ورغم دعم دول عظمى كأمريكا وبريطانيا فإنها لم تستطع المحافظة على الشاه.
لقد أحسوا بوحدة الكلمة. لقد كان في السابق أمراً نظرياً أما الآن فقد أصبح أمراً وجدانياً حسياً. ولهذا فقد قاموا بتعبئة قواهم أكثر فأكثر ليوقعوا الاختلاف في إيران. ونفس هذا الأمر هو الذي جعلهم يسعون للمنع من تحقق وحدة الكلمة بين الإخوة المسلمين، ودفع هذه الحكومات لمواجهة بعضها، وتوظيف أتباعهم في الدول الإسلامية للعمل على ذلك. إن المشكلة الكبيرة تكمن في حكوماتنا التي لا تسمح بحصول الوحدة، وأولئك يريدون تأمين مصالحهم.
ولهذا السبب فأنتم الذين تريدون إطاعة أمر الله والنهي عن المنكر. يجب أن تنهوا عن هذا المنكر ذلك أن من أكبر المنكرات هو سيطرة الأجانب علينا. قوموا بنهي الحكومات عن الاختلاف فيما بينها والاختلافات الموجودة بينها وبين الشعوب، وعن التودد الى أعداء الإسلام- حيث قد نهى الله عن مودتهم- فلا يوجد الآن منكر أكبر من هذا حيث يعرِّض مصالح المسلمين للخطر. هذه وظيفتكم جميعا أنتم الذين تريدون أن تعملوا من أجل الله. يجب علينا جميعاً أن ننهى عن هذه العداوة، ونجعل شعارنا هو الوحدة الإسلامية شعارنا، فبالوحدة والانضواء تحت راية- لا إله إلا الله- ننتصر.
سر الانتصار
فما لم يعثر المسلمون على السر الذي حدث في إيران لن ينتصروا. لقد اتحدوا وأرادوا جميعاً وبصوت واحد الإسلام والجمهورية الإسلامية. وعندما اتحدوا جميعاً نصرهم الله. فإذا وجد المسلمون هذا السر، واجتمعت هذه الأمة العظيمة ستكون قوة تفوق القوى، لأنها ستمتلك، إضافة إلى ثرواتها الطبيعية، قوة معنوية وهي قوة الإيمان بالله والرسول، فإذا اتحدت لن تبقى قوة فوقها، ولكنه مع الأسف قليلًا ما تجدي النصيحة.
إنني ومنذ عشرين عاما أوصي الدول العربية بالاتاد والعمل معاً على التخلص من جرثومة الفساد، إن إسرائيل إذا امتلكت القوة الكافية فإنها لن تكتفي ببيت المقدس. ولكنه مع الأسف لا تؤثر النصحية فيهم. أسأل الله تعالى أن يوقظ المسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته