بسم الله الرحمن الرحيم
أسبقية العلماء في النضال ضد الأسرة البهلوية
... من (خراسان) ثار علماء (خراسان)، ثاروا ولكن غاية الأمر لم يكن لديهم قوة فهزموا. كما اعتقلوا جميع علماء (خراسان) في قضية (مسجد كوهرشاد) والأحداث التي رافقتها، اعتقلوا الجميع وسجنوهم في طهران.
المرحوم (آغازاده) «1» كان زعيم العلماء يومئذ، كان يسير الشرطي به في الشارع حاسر الرأس في طريقه إلى المحكمة ليحاكموه! وفي أصفهان ثار علماء أصفهان ضد رضا شاه.
إن كل من يستحضر إلى هذه الأحداث ويقارنها بتلك الدعايات التي قام بها أولئك، سيرى بأن العلماء هم الذين كانوا يعارضون على الدوام. وطبعاً فإن أولئك كانوا يهيئون بعض المعممين، فكان لهم معممون! كان لدى مركز المخابرات عدد كبير من المعممين. كانوا يذهبون إلى كل مكان يريد الشاه زيارته ليستقبلوه هناك باسم العلماء، وليفعلوا ما يريدون منهم باسم العلماء! لقد كان لديهم امثال هؤلاء المعممين، ولكن العلماء الحقيقيين هم الذين كانوا يعارضون الشاه. وفي الفترة الأخيرة وكما تعلمون، ان علماء الدين هم الذين تصدوا لممارسات هذا الشخص (الشاه). حيث بدأت المعارضة من (المدرسة الفيضية) ولذا خربوا المدرسة الفيضية وفعلوا ما فعلوا من جرائم.
مخطط مدروس للفصل بين الحوزة والجامعة
إن من بركات هذه النهضة أنها جمعتنا في مكان واحد. لقد كنا بعيدين عن بعضنا لدرجةلم نكن مستعدين للجلوس معا والتحدث الى بعضنا في أمورنا ومصائبنا. لقد كنتم في طرف وكنا نحن في طرف آخر، وإذا كنا نحن وإياكم أناساً- مثلًا- هادئين جداً فكان لا يقع حينها نزاع بيننا! وأما إذا كنا حادّين قليلًا، فكنتم تتظاهرون ضدنا في الجامعة، وكنا نتظاهر ضدكم في مدارس الحوزة! إن كل هذا كان مخطط مدروس لئلا يتركونا نجتمع مع بعضنا ونتفاهم فيما بيننا.
إن وضع إيران الآن أشد حاسية من أي وقت آخر مضى. ففي السابق ادركوا اهمية لقاءنا بشكل نظري، ولكنهم الآن قد لمسوا هذا المعنى، وشاهدوه بأعينهم. لمسوا أن إيران لم يكن لديها شيء وكانوا هم يملكون كل التجهيزات. كان أبناء الشعب لا يملكون شيئاً، ولكنهم عندما اجتمعوا واتحدوا وتجلت قوة الإيمان فيهم، وتغير الجميع، واجتمعت هذه القطرات مع بعضها، شكلت سيلًا عظيماً مدمراً حطم ذلك السد وقضى عليه، كان هذا عندما اشتركت جميع الفئات في العمل، غاية الأمر بعضها أوضح من بعض، وبعضها بصورة خفية.
خطة أمريكا
عندما كنا في باريس- كانوا يأتون مراراً من قبل أمريكا وبأساليب، يأتون ليقولوا: ليبق هذا! هذا الآن، كيف، إننا سوف ندعمه، سوف كذا! أخيراً أيضاً عندما كنت أنوي العودة، كانت خطتهم أن لانتحرك من هناك (ما زال الوقت مبكراً، لا يمكن)، (لا تأتوا الآن)! سواء من قبل حكومة إيران حيث كان (بختيار) يومئذ رئيساً للحكومة، أم من قبل أولئك، وكانوا يقولون لنا: (اصبروا الآن قليلًا، لم يحن الوقت بعد)! وحينها ادركت بضرورة العودة وعدم الانتظار لحظة.
الظرف الحساس
وخلاصة القول انهم قد ادركوا الآن ولمسوا عن كثب مدى اتحاد شعبنا وبروز قوته، إذ تجلت لدى ابناء الشعب قوة الإيمان وتغيروا بحيث أنهم أصبحوا يرون الشهادة فوزا لهم، ينادون: إننا نريد أن نستشهد. يقفون في وجه الدبابة ويقدمون القتلى ورغم ذلك يقولون لا أثر للدبابة بعد الآن، لا أثر للرشاش بعد الآن «2».
لقد أدركوا هذه الحقيقة، ولذلك فإن الظرف الذي نمر به ظرف حساس، إذ جنّدوا كل قواهم لتحطيم هذه النهضة، فيذهبون إلى داخل الجامعات مثلًا ويثيرون البلبلة. وأنا اعتقد أن أكثرهم عملاء أمريكا ولكن بمظاهر إسلامية «3»، واخرى ماركسية. ولكن مهما كان مظهرهم ومن أين جاءوا- من تحت الأرض، فوق الأرض- فإن أكثرهم عملاء للاجنبي سواء كان من المعسكر الغربي او الشرقي.
وظيفة جميع الفئات
إننا الآن جميعا موظفون، كل من يتطلع الى إيران قوية، كل من ينشد اسلاماً قوياً، كل من يرغب أن يكون هذا الشعب مقتدرا، الجميع مطالب بالحفاظ على وحدتنا وتكاتفنا، مثلما اتحدنا وحطمنا هذا السد. لو أن فئة ما كانت ترغب بفعل أمر ما، لما تسنى لها ذلك وحدها. ولكن عندما اتحد الجميع حطموا هذا السد.
فلو انتابنا الضعف الآن وفرطنا بهذا الاتحاد الاسلامي والاجتماع الاسلامي وهزمنا- لا سمح الله- في هذه النهضة، فإن هذه البلاد لن ترى السعادة بعد ذلك لأنه لا يمكن أن تتحقق بعد الآن مثل هذه النهضة التي لا نظير لها في التاريخ.
سياسة الخطوة خطوة أسلوب الشاه
لقد غفل أولئك الذين كانوا يأتون إلي، وكذلك بعض العلماء الذين كانوا يبعثون إلي بالرسائل ولنفترض أنهم كانوا يفعلون ذلك عن حسن نية، غير أن الذين كانوا يأتون للقائي، حتى عندما كنت في باريس، ولأنهم كانوا يائسين من امكانية مواصلة النهضة، بمثل هذا العمل، فكانوا يسعون للخير ويقولون دع الآن الأمر يتقدم شيئا فشيئا، واترك هذا «4» (الشاه) يملك ولا يحكم، ويعمل في اطار القانون، ونقوم نحن بعد ذلك بتشكيل المجلس ثم نقوم بعزله في ضوء القانون. إنه هو بنفسه أراد القيام بهذه الخدعة، وهؤلاء كانوا قد غفلوا عن ذلك! لقد ارسل إلي مراراً من باب الخدعة والمكر (دعوني أبقى في العرش، وتسلم جميع أمور ايران اليكم، الكل بيدكم، وأنا أملك فقط)!
كنت أعلم أن هذا الاقتراح ليس من عندهم. وكنت أقول لهم: إذا خمدت هذه الثورة القائمة الآن فهل تستطيعون إحياءها ثانية؟ كانوا يقولون: لا. فكنت أقول: إذا خالف هذا الشخص الاتفاق- أنا أملك ولا أحكم- غداً عندما تخمد النهضة واستعاد قوته، فهل لديكم القدرة على السيطرة عليه؟ هل لديكم ضمان على وفائه بقوله؟ كنت أقول: الآن وقد وجدت مثل هذه الثورة ولن يتحقق لها مثيل، فلم لا نطالب بجميع أهدافنا؟ إن هدفنا الأصلي هو أن لا ينهب الأجانب ثرواتنا، لا ينهب هؤلاء الأجانب كل ما عندنا، لا يخرب هؤلاء الأجانب ثقافتنا، لا يجعل هؤلاء الأجانب جيشنا طفيلياً، فلماذا نمنحه الفرصة الآن؟ أنه إذا أحس بالقوة فإنه سيوجه لنا ضربة قاصمة! وهو يسعى لامتلاك القوة. إنه يأتي الآن مدعياً (أيها الشعب، أيها الناس أيها العلماء الأعلام)! وهو الذي كان ينعت العلماء الأعلام بالحيوانات النجسة! فكيف يأتي الآن ويقول (أيها العلماء الأعلام أمهلوني! لقد أخطأت)! إنه سوف يكرر هذا الخطأ دائماً.
الحرية والاتحاد من معطيات الثورة
على كل حال، إننا الآن في وضع خاص، لقد كنا في تحرك مستمر فكان الناس غافلين عن مشاكلهم، ولكنهم بعد أن حطموا هذا السد فإنهم قد عادوا إلى أنفسهم الى حد ما فبدأوا يلتفتون إلى احتياجاتهم، ويسعون الى تلبيتها فبدأوا يبتعدون تدريجياً عن ذلك الهدف الأصلي، يرون احتياجاتهم فحسب. ومن جهة أخرى فإن هذه البقايا المتبقية من النظام المباد قد اندفعت نحو المصانع والمدارس وأوساط الجماهير تبث الدعايات في كل مكان نظير: (أرأيتم، إنه لم يحدث شيء)! لم يحدث شيء؟ وأي شيء تريدونه أن يحدث الآن؟ ها نحن الآن قد جلسنا الى بعضنا ونتحدث بحرية. إنكم لم تكونوا تجرؤوا على المجيء إلينا، نحن أيضاً لم نكن نجرؤ على الذهاب إليكم، وإلا فإنهم كانوا في اليوم التالي يعتقلوننا ويزجوننا في السجون، ويعذبوننا، ويحرقوننا. كانوا يضعون شبابنا في مقلات الزيت على النار حتى تفوح رائحة جلودهم! أي شيء أفضل من هذا حيث اجتمعنا الآن بحرية؟ ولو لم يكن عندنا شيء نأكله ولكننا أحرار. أي شيء أفضل من أن الأجانب الذين كانوا يأتون إلى هنا ويحكموننا، لم يعد باستطاعتهم ذلك؟ إنهم الآن يتأمرون. في ذلك الوقت كانت تأتي من سفارتهم وبشكل استعلائي لائحة بأسماء الذين يجب أن يكونوا نواباً في المجلس. لقد قال هذا الصعلوك (الشاه) بأن لائحة الاسماء كانت ترسل من السفارة: إن هؤلاء يجب أن يكونوا نوابا، وكانوا يقومون بتعيينهم نواباً! لقد كتب هو بنفسه هذا في كتابه، وكان يهدف الى مدح نفسه! يقول: لم يعد الوضع الآن هكذا، لقد وضعت الأمور في نصابها وأصلحتها! إنه حينما يقول كان والدي يفعل كذا وكذا، كان مجبوراً على هذا الاعتراف بأنهم كانوا يرسلون اللائحة من قبل القنصل البريطاني- وبعد ذلك أصبح القنصل الأمريكي- ويقولون إن هؤلاء يجب ان يكونوا نواباً، فكانوا يستجيبون لهم، ولم يكن لدى الناس اطلاع على هذه الأمور.
أي شيء تريدونه أن يحدث الآن؟ هل تريدون أفضل من الاستفتاء الذي جرى؟ كان الناس يذهبون بكل حرية للإدلاء بأصواتهم، لم يكن أحد يجبرهم على ذلك لقد ذهب الجميع بإرادتهم الى صناديق الاقتراع. أي شيء نريده أفضل من هذا؟ إننا نريد بلد ينعم بالحرية. نعم إنهم قد أخذوا كل ما عندنا. وما تركوه لنا كان قروضاً كبيرة استلفوها من البنوك وفروا. اقترضوا المليارات ثم فروا مع المجوهرات التي نهبوها، نهبوا كل شيء، وقبل ذلك كانوا قد أرسلوا الأموال إلى بنوك سويسرا وأمريكا وغيرهما، وعندما أرادوا الخروج حملوا معهم ما يستطيعون من المجوهرات. وما تبقى فهو الذي لم يستطيعوا أخذه معهم. وترون الآن أي مقدار هو، هذا هو الذي لم يستطيعوا أخذه! هذا هو الذي بقي، لقد نهبوا كل شيء، وأفلسوا الحكومة.
تجلي الوحدة الشعبية
على الجميع أن يضعوا أيديهم بأيدي بعضهم كي يتسنى إزالة هذه المشاكل. وهل تستطيع الحكومة إدارة بلد مدمر بهذا الشكل واصلاحه؟ على الجامعة أن تأتي لإصلاح الأمور، عليها أن تعمل. وعلى الفلاحين أن يشدوا من هممهم. وكذلك العمال. علينا جميعا ان نعلم أن هؤلاء هذه البقايا المتعفنة من النظام المباد. قد اندفعوا يتحركون ولا يروق لهم أن تهدأ الأوضاع، لأنهم يعلمون إذا هدأت الأوضاع واستقرت هذه البلاد على ما هي عليه الآن، سوف يستأصل وجودهم وإلى الأبد. ولهذا فهم يسعون لئلا يستتب الهدوء ويحاولون فصلكم عنا ثانية، وفصلنا عن الآخرين، وفصل الجميع بعضهم عن بعض وإثارة الفوضى بينهم.
إن من الأمور التي كانت موجودة سابقا هي أنهم كانوا مثلًا يرسمون صورة عن الجيش في أذهان الناس تفيد بأن هؤلاء العسكريين أناس فاسدون، هكذا كانوا يقولون. وكانوا يطلبون من الجيش أيضاً ان يستعمل القوة والحراب مع الناس. فكان الجيش والشعب كعدوَّين تجاه بعضها، بحيث إذا كان جمع من العسكريين في مكان، فإن الناس لم يكونوا يذهبون إلى ذلك المكان أبداً. أما الآن فإن الوضع اصبح اجتمعت اليوم في المدرسة الفيضية فئات مختلفة: فجاءت مجموعة من شيراز معسكرات شيراز وجاءت مجموعة من المثقفين، وجاءت مجموعة من الأطباء كذلك وغيرهم. وقد قلت لهم انظروا، إننا كنا قبل الآن نفرُّ من بعضنا، ولكننا نجلس الآن الى بعضنا ونتحدث. العشائر أيضاً جاؤوا، العشائر الذين كانوا لا يتحدثون معنا سابقا أبدا.
إن هذه بعض الأمور التي حدثت وطبعا فإن البناء والإعمار بعد الثورة يعتبر من الأمور الصعبة للغاية.
الثورة الإسلامية والثورات الأخرى
وبحمد الله فإن ثورة إيران كانت افضل من جميع الثورات. إنها ثورة بيضاء حقاً. الثورة البيضاء هذه هذه وليست ثورته (الشاه) فالثورات التي وقعت في بقية الدول، في الاتحاد السوفييتي، في فرنسا، كانت ثورات دموية ذهب ضحيتها ملايين الناس، وحصل فيها تخريب كبير، والأسوأ من كل ذلك ما حصل في الاتحاد السوفييتي.
كان المرحوم (قرني) «5» يقول أن مقاومة حكومة الشاه أمام الجماهير لم تستمر أكثر من ثلاث ساعات ونصف! كنا نتخيل أنها استمرت يومين أو ثلاثة ولكنه قال بأنها كانت ثلاث ساعات ونصف! لقد قام هؤلاء بانقلاب، قاموا بانقلاب، وذهبوا أولا إلى القوة الجوية لضربها ومن ثم كانوا يريدون مهاجمتنا وقتلنا جميعاً وبذلك تكون المسألة قد انتهت. ولكن الجماهير تدفقت والتحقت بها جماعات من الجنود .. لقد قال لي المرحوم (قرني) بأن القضية قد ثم حلها خلال ثلاث ساعات ونصف، وانهزم هؤلاء. لقد حصل هذا لأن الجماهير انتفضت وقد أدركت مسؤولياتها .. تيقظت الجماهير وانتفضت وانتصرت.
الأخوة والمحبة بدلًا من الظلم والرعب
و إننا نحتاج الآن أيضاً إلى الحفاظ على هذه النهضة ليتسنى لنا الإعمار. وإلا فإن الخراب سيبقى حينئذ، ومصائبه تعود على الجميع. لذا ينبغي لكم أنتم في الجامعة، على جميع الجامعيين بناء الجامعة. كما ينبغي للتجار والكسبة تصحيح وضع السوق. على الفلاحين أيضاً إصلاح أوضاعهم. علينا جميعا أن نضع يدنا بيد بعض لتنتهي- إن شاء الله- هذه الفوضى. وتكون بلادنا مستقلة، وحرة لا أن نكون خائفين من الحكومة. إننا الآن لا نخاف من رئيس الوزراء، لأنه الإسلام. في صدر الإسلام لم يكن أحد يخاف من الرسول. لم يكن هناك خوف في البين. كانت المحبة تسود بينهم. أمير المؤمنين علي، الذي كان رئيس دولة واسعة من الحجاز إلى مصر، إلى إيران، إلى جانب من أوروبا، لم يكن الناس يخافون منه. لم يكن هناك خوف في البين. كانوا يجلسون مع بعضهم، يأكلون مع بعضهم يعملون مع بعضهم. هو نفسه (عليه السلام) كان عاملًا كبقية العمال. لقد أخذ بعد أن بايعه الناس- مسحاته وذهب يصلح القناة التي حفرها بيده المباركة، ثم وقفها بعد ذلك للورثة. لم يعد هناك خوف حتى نخاف أن تأتي أجهزة المخابرات لتعتقلنا ويأخذوننا إلى التعذيب! أي شيء نريده أفضل من هذا؟.
الإيمان والإتحاد سر الانتصار
إني آمل أن يبقى هذا لنا، بوحدة كلمتنا وبمحافظتنا على السر الحقيقي ألا وهو الإيمان. ذلك السر الحقيقي الذي جعلنا ونحن لا شيء، نتغلب على كل شيء، أنه إيمان الناس. وحتى الآن أيضاً فإن بعض الأشخاص يأتونني ويطلبون مني الدعاء لهم بالشهادة! أو تأتي أمّ وقد فقدت ابنها وتشكرني وتقول ادع لابني الثاني بالشهادة إذا كان يريد ذلك! إن هذا التغير الذي حصل في نفسية الناس، وهذا الجانب الايماني الذي تجلى في المجتمع، هو الذي جعل ثورتنا تتقدم إلى الأمام. لم يعد شبابنا يخافون من هذه الدبابات. لقد كانت قم مركزاً للحرب، كان شارع (جهار مردان) «6» مركز حرب. حرب بين الشباب الذين لم يكونوا يملكون شيئا ولكنهم تدريجيا تعلموا وصنعوا أدوات المقاومة، وبين المدافع والدبابات وتلك المعدَّات التي كان يمتلكها النظام. وقد حققوا النصر بحمد الله.
فقدان الشهيد وموجة الحماس الواسعة
إن البلد الآن بلدكم وليس لأحد دخالة فيه .. أنتم أحرار، ولكن من أجل بناء هذا البلد يتحتم على كل فرد أينما كان أن يعمل، فلا يتصور كل أحد- كل واحد منا- أنه لا يستطيع عمل شيء وحده. نعم هذا صحيح أنه وحده لا يستطيع، ولكن كل شخص مع الآخر وعندما يعمل الجميع فإنهم يستطيعون حينئذ. مثلما لم يكن بإمكان كل فرد وحده أن يحطم ذلك السد ولم يكن يتحقق ذلك على يد فئة معينة دون غيرها. ولكنهم عندما اجتمعوا كلهم استطاعوا تحطيمه. حفظكم الله جميعاً.
ويجب أن لا نخشى أبداً، أن يُقتل منا اشخاص، إن الإسلام قد انتشر منذ البداية هكذا، فكان يقدم الشهداء ويمضي قدماً. ففي عهد الرسول كان الأمر كذلك أيضاً، ففي (احد) «7» قتل من المسلمين عدد كبير، وفي بقية المعارك كذلك قتل منهم أعداد كبيرة. ولكنهم رغم ذلك لم يجد الخوف الى نفوسهم منفذاً.
كانوا يقدمون القتلى ويخطون خطوة إلى الأمام، ثم يقدمون القتلى ويخطون خطوة أخرى. وبحمد الله فإن الوضع الآن أصبح بشكل عندما نقدم شهيداً فإن موجة من الحماس تظهر في إيران من أو لها إلى آخرها، وفي خارج إيران.
ففي حادث استشهاد المرحوم مطهري «8»- وهي خسارة لنا ولإيران بأسرها- وكما تعلمون ثارت موجة من الحماس خارج إيران، في جميع المناطق حسبما كان ينقل الراديو، ففي الباكستان، وفي المكان الفلاني والمكان الفلاني. انطلقت في كل مكان موجة من الحماس .. هؤلاء يخطئون عندما يقتلون الشيخ مطهري. عليهم أن يفهموا أن الجماهير لا تتراجع بقتل احدهم، بل تمضي باندفاع أكبر واصرار أعظم، فيما تزداد فضيحة أولئك أكثر فأكثر. وإنني آمل أن تبقى هذه المعنويات لنا ولشعبنا. أيدكم الله جميعا ووفقكم.