شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [الظلم و الفوضى في عهد بهلوي‏]

قم‏
الظلم و الفوضى في عهد بهلوي‏
ممثلو عشائر زرا سوند بختياري في جهار محال وخوزستان، وجمع من منتسبي معسكرات فارس
جلد ۷ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۱۷۳ تا صفحه ۱۷۶

بسم الله الرحمن الرحيم‏

نهب ذخائر الشعب وثرواته‏

إنها بركة الإسلام أن نجتمع معاً الضباط وضباط الصف والجنود، وأهالي (بختياري) وعلماء الدين، الجميع يجلسون الى جوار بعض في المدرسة. لقد عملت الأيادي على مدى ثلاثمائه عام، ومنذ أن وجد الأجانب طريقهم إلى الشرق، على فصل فئات شعبنا- بل الشرق- بعض عن بعض .. فرقوا الدول الإسلامية بعضها عن بعض. و وضعوا على رأس كل واحدة منها عميلًا لهم حتى لاتلتفت الشعوب إلى قضاياها.
لقد شهدنا على مدى خمسين عاماً ربما لا يتذكر الكثير منكم غير أني أتذكر جيداً- المهمات التي كلفوا بها هذه الأسرة «1»، فالاول و هو رضا خان كان قد جاء الى السلطة بمؤامراة بريطانية، وعندما رحل أعلن راديو (دهلي) كان آنذاك بيد البريطانيين إننا نحن الذين جئنا برضا خان، ولأنه خاننا عزلناه. ولكنه لما عرف بأنه ذاهب، قام بجمع مجوهرات إيران في حقائب وأخذها معه في السفينة التي كانوا قد أعدوها لسفره. وفي وسط الطريق، وحسب ما نقل أحد المسؤولين المرافقين‏له لأحد العلماء وقد نقل هذا العالم لي ذلك، قال بأنهم قد وضعوا رضا شاه مع المجوهرات في تلك السفينة، وبعد ذلك وفي وسط البحر أحضروا سفينة أخرى خاصة بحمل الدواب، التصقت بالسفينة الأولى، ثم طلبوا من رضا خان أن ينتقل اليها. لقد كانت خاصة بحمل الحيوانات، ونِعْمَ ما حملوا بها! قال لهم: والحقائب؟! قالواله: ستصل بعد ذلك! فأخذوه هو إلى تلك الجزيرة، أما حقائب هذا الشعب وذخائره فقد أخذها البريطانيون. والشي‏ء نفسه حصل في هذا العصر وجميعكم تذكرونه، فلما يأس هؤلاء ولم يعد لديهم أمل في البقاء، نهبوا أموال هذا الشعب من البنوك وهي مبالغ طائلة. وأخذوا معهم المجوهرات و كل ما يستطيعون حمله، وملؤوا البنوك الاجنبية مثل بنوك سويسرا وأمريكا وغيرها بذخائرنا وأموالنا، فقد وضعوها في حساباتهم وحسابه الخاص (الشاه) الذي نهب أكثر من الجميع، وهي كلها للشعب. لقد نهبوا الشعب ثم ذهبوا.

أعظم الخيانات‏

لقد رحلوا، وان وأسوأ ما عملوه وكان بتعليم من الأجانب، أنهم أبعدونا عن بعضنا. أبعدوا علماء الدين عن الجامعة، فقدموا للعلماء صورة عن الجامعة بأنها منشأ الفساد والأعمال القبيحة، وقدموا للجامعيين صورة عن العلماء بأنهم علماء البلاط ورجعيون. وقدموا عن الشعب صورة غير ماهو عليها. فأوجدوا العداوة بين الاخوة كلما استطاعوا، وكذلك بين العلماء والمعلمين والجامعيين، وأوقعوا العداوة أيضاً بين العسكريين والشعب، فكان الشعب يخاف من الجيش وكان الجيش يتصور عليه أن يتعامل مع الشعب بالقوة والحراب. فكانت تلك أعظم خيانة لشعبنا وللإسلام.

الاجتماعات في ظل سلطة الإسلام‏

إنها قدرة الإسلام، قدرة التعاليم الإسلامية، التي جمعتنا في المدرسة الفيضية أنا المعمم و هؤلاء السادة العلماء وأنتم الجنود وضباط الصب، وأبناء العشائر، المدرسة الفيضية التي كانت قد نهبت في عهد الطاغوت وأغلقوا أبوابها، وبقيت مغلقة حتى زمن متأخر. إنها قدرة الإيمان وتعاليم الإسلام التي جعلت الاخوة، الذين كانوا ينظرون الى بعضهم نظرتهم إلى العدو والى الأجنبي، يجتمعون هنا ويجلسون كالإخوة الى جوار بعضهم ويفضي بعضهم إلى بعض بهمومه. إنكم تتحدثون عن آلامكم وان المعسكرات كانت كالسجن، إذ لم يكن يسمحوا فيها حتى لصلاة الجماعة، كما قال ذلك احد السادة.

الظلم في عهد بهلوي‏

إن هؤلاء السادة الجالسين هناك وهم من العشائر، كانوا أيضاً محرومين في ذلك الوقت، وكانت محروميتهم شديدة، ولكنهم يتصورون أن الحرمان خاص بهم فقط وان الأماكن الأخرى كانت عامرة. إن كل طائفة كنا نقابلها في هذه المدة كانت تقول نفس هذا الأمر الذي ذكره الآن هذا السيد: لا يوجد عندنا هناك أي شي‏ء، لم يكن لدينا الحرية في ذلك الزمان، ولم يكن عندنا أي أثر من آثار التمدن. فكل طائفة تأتي إلى هنا تذكر الشي‏ء، والجميع صادقون في كلامهم. غاية الأمر انكم ونظراً لوجودكم بالقرب من عشيرة (بختياري) ووضع عشيرة (بختياري) وتلك البلبلة الموجودة هناك، رأيتم ذلك رأي العين. والذي يعيش في (بلوجستان) له اطلاع على ما في (بلوجستان)، كذلك الموجود في (كردستان) له أيضاً معرفة بما جرى في (كردستان)، السادة أيضاً لهم اطلاع بما يجري داخل معسكراتهم، نحن أيضاً لنا اطلاع على مدارسنا الدينية، كل واحد منا شاهد ولمس بوجدانه ما جرى في منطقته، وما عدا ذلك فقد سمعناه. ولكن الرؤية غير الاستماع. الإحساس غير المعرفة بما يجري في مكان ما. لقد لمستم انتم أية مصائب كانت عندكم، وأكبر المصائب هي أن يأتي الأجانب إلى هنا، يأتي مستشارو الأجانب إلى هنا ويحكموننا! انه لمن الصعب جداً لجيش ينبغي أن يكون مستقلًا، غير تابع لأحد، أن يأتي عدة أشخاص أجانب من الخارج ويتسلطوا عليه، ويتحكمون به. وهذه اكبر إهانة وقدكانت ثقيلة على ضباطنا وضباط الصف.
و بالنسبة لنا فقد فرضوا علينا كل ما يريدونه، إذ كانت مساجدنا ومدارسنا الدينية وحوزاتنا العلمية، كلها تحت نفوذهم. ولم يكونوا يدعوننا وشأننا. ففي هذه المدرسة الفيضية- وقد كانت تمثل الحوزة في ذلك الوقت- حضرت يوما فوجدت شخصا واحدا فقط! فقلت‏له ماذا حدث؟ أجابني بأن جميع الطلبة قد فروا وقبل طلوع الشمس خوفا من أزلام الحكومة وذهبوا إلى البساتين. فعندما يصبح الصباح وقبل طلوع الشمس، كان على طلبة العلوم الدينية الفرار، فيذهبون إلى البساتين، و عند المساء يرجعون إلى حجراتهم! يرجعون آخر الليل إلى حجراتهم، إنكم لا تعلمون بالذي مر علينا في تلك. ونحن لا نستطيع أن نبينه كله.
لقد كانت لي حجرة في مدرسة (دار الشفاء). «2» وكانت لنا مجموعه من الأصدقاء يجتمعون ويتداولون مع بعضهم بعضاً همومهم. وبعد مضي عدة أيام على هذا الاجتماع جاء شخص- غفر الله‏له- وجلس ثم قال: من الأفضل أن لا تجتمعوا هنا، قال ذلك بهدوء. وتحدث معه الأصدقاء بمزاح وذهب. وفي اليوم التالي جاء رجل أمن و وقف عند الباب قائلًا: على السادة أن لا يتواجدوا هنا، و إلا فسوف يرون ما سيحدث. ومن اليوم التالي لم يعد هناك أي اجتماع لهؤلاء العدة القليلة من الأشخاص. إننا لم نستطع نحن خمسة أو ستة أشخاص أن نبقى في تلك الحجرة في مدرسة دار الشفاء. فكنا إذا اصبح الصباح نذهب بهدوء إلى منزل أحد السادة- أو نسير في الضواحي هناك- فنجتمع ونتحدث بهمومنا. لقد مرت هذه الفترة على الجميع بصورة مؤلمة وصعبة، وليس عليكم فقط أيها الأصدقاء من (بختياري) .. لقد شاهدتم وضعكم انتم، ونحن رأينا وضعنا، وأهل كل منطقة شاهدوا وضعهم فقط، وكل جماعة ترى أن جميع القضايا هي تلك التي شاهدتها في منطقتها وان الآخرين لم يكن وضعهم هكذا. ولكن الحقيقة أن الجميع قد مروا بالمتاعب، الجميع تعرضوا للسجن، الجميع ذاقوا المحن والآلام.

التغير المعنوي الكبير

إن الله هو الذي أراد أن يحصل هذا التغير بالقدرة الإلهية، كان تغيراً إعجازياً بأن نجتمع مع بعضنا هنا بشكل أخوي ونتحدث بما يهمنا. كان تغييراً اعجازياً أن يقف الرجل والمرأة، الصغير والكبير، أمام المدفع والدبابة ويهتفون بأن لا أثر بعد الآن للرشاش! كان الرشاش يقتلهم، ولكن القوة المعنوية جعلتهم هكذا فكانوا يشبكون قبضاتهم ويهتفون لا أثر للرشاش. كان هذا تغيراً نفسياً قد منَّ الله تبارك وتعالى به على شعبنا .. وقد حصل لكم أنتم أيضاً أيها السادة هذا التغيير حيث التحمتم بالشعب.
كان هذا التغير من عند الله. إن الله هو الذي جعلنا أحباء مع بعضنا وجمعنا مع بعضنا، وجعل قلوبنا بشكل لم تعد تشعر بالخوف من تلك القعقعة والتهديد، ولم يعد باستطاعتهم فرض شي‏ء علينا. إنها نعمة كبيرة هذه التي حصلت لنا، وقد حصلت بشكل معجز فجميع الحسابات كانت خاطئة. إذ أن الجميع كان يرى الأمور بهذا الشكل وهو أن قوة كبيرة تدعمها قوى عالمية لا يمكن لها أن يُهزم. كان هذا أمر يبني كل العالم حساباته عليه. لقد كانت الحسابات المادية هكذا. كانوا غافلين عن إرادة الله، وشاءت إرادة الله أن تنهض أمة ضعيفة عزلاء فتصرخ وتنادي (الله اكبر)، وتدريجيا تلتحم بها الجماعات الأخرى وتتصل بها أنهار كبيرة، فالجيش يتصل بها، قوات الجندرمة تتصل بها، قوى الأمن الداخلي تتصل بها، فيتشكل اجتماع مركب من فئات كانت مختلفة فيما بعد، ولكنها أصبحت متلائمة فيما بينها، ويصبح الجيش من اجل الشعب، والشعب للجيش، والجميع من أجل الإسلام. هذا هو الذي فعله الله، كان معجزة فعلها الله تبارك وتعالى. ويجب علينا الحفاظ على هذه المعجزة. الحفاظ على وحدة الكلمة هذه.

الإعمار بحاجة الى وقت‏

لا تشعروا بالحسرة لأنه لم ينجز لكم عمل لحد الآن، فإنه لم ينجز لنا نحن أيضاً شي‏ء بعد، ولم ينجز للآخرين أيضاً ولكن. سوف ينجز إن شاء الله، وما عليكم إلا الصبر قليلًا. لقد صبرتم لأكثر من خمسين عاماً وذُقْتم أنواع العذاب والكبت، إنني اعلم بالضغوط التي تعرضتم لها أنتم العشائر، فلم أكن بعيداً جداً عن العشائر، وأعلم بالضغوط التي مرت عليكم. ولكنكم صبرتم لهذه المصائب أكثر من خمسين عاماً، والظرف حالياً ظرف ما بعد الثورة، وما بعد الثورةله مشاكله، وتعمه الفوضى. إن هؤلاء الظلمة قد خربوا كل شي وذهبوا. اقتصادنا مضطرب ... إن الحكومة تريد أن تمدَّ يدها إلى جميع المناطق وتساعد وتبني، ولكنها تحتاج الى وقت، وهذه البقايا المتعفنة لا تترك هذه الفرصة للحكومة، يقومون كل يوم بإثارة فتنة في مكان ما، في كل يوم يفتعلون مشكلة لئلا تسير أمور الزراعة بشكل سليم، لئلا تتحرك عجلة المصانع، لئلا تسير أمور الدراسة في المدارس بشكل طبيعي. إن عملية الإعمار يجب أن تتم تدريجياً، ادعوا الله تعالى حتى يستتب الهدوء لنتمكن من تطبيق الجمهورية الإسلامية بالشكل الذي نريده، بالشكل الذي أمر به الله تبارك وتعالى، وسيكون ذلك لصالح الجميع، وفيه سعادة الدنيا والآخرة للجميع. أسال الله تعالى السعادة والسلامة والعزة لكم جميعاً أنتم الضباط، وضباط الصف وجند الإسلام. إننا جميعاً، جنود للإسلام، أسال الله تبارك وتعالى السعادة لكم جميعاً.

«۱»-أسرة بهلوي‏ «۲»-إحدى المدارس الدينية في مدينة قم.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: