بسم الله الرحمن الرحيم
إنسانٌ نموذجي
العقل السليم في الجسم السليم. إن الرياضة مثلما تقوي البدن وتحفظه سليماً، فإنها تجعل العقل سليماً أيضاً وإذا كان العقل سليما فيجب أن تتبعه تزكية النفس.
إنكم وكما تتدربون وتعملون على تقوية عضلاتكم و سوف تكونون مفيدين إن شاء الله لبلدكم في المستقبل، لابد لكم من التربية الرياضية لجميع أبعادكم الوجودية. فهذا علي (عليه السلام) نجد اسمه أمامنا أينما ذهبنا، عندما نذهب إلى الفقهاء نجد فقه علي، عندما نذهب إلى الزهاد نجد زهد علي، وإذا ذهبنا إلى المتصوفة نجدهم يقولون إن التصوف مأخوذ من علي، حتى عندما نذهب إلى الرياضيين فإننا نجدهم يقولون أيضاً: علي. ويبدؤون باسم علي. إن علياً هذا الأول في جميع الأبعاد الإنسانية. ولهذا تتقرب إليه كل الطوائف وفيه خصوصيات كل الطبقات، ففيه خصوصية قوة الرياضيين بشكل واف. يقال إن ساعده (عليه السلام) كان كالحديد! وكانت القوة التي يستعملها في الضرب بالسيف كبيرة لدرجة يقال إن ضربته كانت واحدة، إن علا قدّ وإن اعترض قطّ، (ضربات علي وتر) «1».
فعلي هذا فيه كل شيء. ويجب أن يكون قدوة لنا. ففي العبادة هو فوق جميع العبَّاد، وفي الزهد فوق جميع الزهَّاد، وفي الحرب فوق جميع المحاربين، وفي القوة فوق جميع الأقوياء وهو أعجوبة إذ يجمع فيه الأضداد، فالإنسان العابد لا يمكنه عادة أن يكون رياضياً، الإنسان الزاهد لا يمكنه أن يكون مقاتلًا. الفقيه لا يمكنه فعل هذه الأمور أيضاً .. إنه أسوة فرغم أن زهده فوق زهد الجميع وقد سمعتم أي شيء كان طعامه، وقد حفظه التاريخ، يقولون إنه كان يضع طعامه في كيس ويختمه لئلا يضيف إليه أولاده أو ابنته شيئاً من الزيت شفقة عليه! كان يختم رأس الكيس لئلا يفتحه أحد. وفي الليلة الأخيرة، في الليلة الأخيرة من حياته، وكما ينقل، كان ضيفاً عند ابنته كلثوم وكانت قد أحضرت له لبناً وملحاً ليفطر، فقال أنه قال: متى رأيتني آكل طعامين؟! أرادت أن ترفع الملح فقال لها لا ارفعي اللبن، ثم أفطر ملحاً .. وكان البعض يتعجب من قوَّته (عليه السلام) مع طعامه البسيط هذا، فكان سلام الله عليه يجيبهم بأن النباتات البرية أصلب عوداً فالنباتات الموجودة في الصحاري تشرب ماءً قليلًا ولكنها أشدّ ناراً وأمتن عوداً فليست قوة الإنسان بكثرة طعامه «2».
اقتداء الرياضيين بالإمام علي
على كل حال، هذا علي الذي يتحدثون عنه. وإنني آمل منكم أيها الرياضيون، وكما تسعون لتحصيل القوة البدنية، وما شاء الله فقد جلستم هنا بأذرع قوية وأنا أسرَّ بهذا أيضاً، أن تقتدوا بسيرة علي عليه السلام، بالزهد الذي كان عنده، بالتقوى التي كان يتحلى بها. ولا شك في أنه لا يستطيع أحد منا أن يكون مثله وإنما نتبعه على قدر استطاعتنا، ونزكي أنفسنا، وآمل أن تكونوا مفيدين لأمتكم وعزاً لبلدكم .. منَّ الله عليكم بالمزيد من القوة، وبقوة الإيمان، قوة تزكية النفس، قدرة التسلط على النفس، والسلام عليكم جميعا أيها الشباب النجباء.
[في النهاية، وبعد تبادل حديث قصير بين الإمام وبعض الرياضيين، قال الإمام في رده على أحد الحاضرين وقد طلب تغيير النشيد الملكي:]
لقد كانت جميع أمورنا سابقاً مرتبطة بالغير، ببريطانيا، بأمريكا، أما الآن فيجب علينا التخلص من ذلك بهمة الجميع، لا يمكن للنشيد الملكي أن يبقى بعد الآن، انتهى أمره، يجب أن يصبح نشيد (الجمهورية الإسلامية) وفقكم الله تعالى.