بسم الله الرحمن الرحيم
حقوق الانسان حربة في يد العدو
من الطبيعي ان أولئك الذين يرون مصالحهم قد تعرضت للخطر، او مصالح اربابهم سوف يعترضون على هذه الثورة، ويسعون لإخماد هذه النهضة بختلف الوسائل، فتارة بذريعة حقوق الانسان والاعتراض على الاعدامات التي حصلت في إيران، ويعتبرونها من مصاديق العنف. انهم لم يكونوافي إيران حتى يشاهدوا ماذا جرى على إيران طوال اكثر من خمسين عاما وماذا جرى على شبابنا مؤخراً. ومع ذلك فهم مطلعون فليس الامر بخاف عليهم. انهم غير مطلعين انهم يعلمون ماذا فعل الشاه السابق والأسبق في إيران، وما هي الخيانات التي ارتكبها هذان الرجلان في إيران، انهم مطلعون على خيانة هذين الاثنين. إن هذه المجموعة التي تدعي انها بمثل جمعية حقوق الانسان وتقيم الآن مأتماً من أجل حقوق الانسان حيث تعترض على قتلت هذه المجموعة التي تم اعدامها؟ وتعتبر ذلك عنفاً. إنهم يغضون الطرف عن أنواع العنف التي كانت في عهد هذا الاب وابنه، القتل الذي كان يقع على يد أزلامهم وأحياناً بيد محمد رضا شخصاً. فإنهم لا يأخذونه بعين الاعتبار أصلًا. لا في ذك الوقت حيث ابتلي الشعب الايراني بهذا الظلم وقد نهبوا وقتلوا بذلك الشكل، حيث لم ينطقوا بكلمة أو اشارة إلى حقوق الانسان، ولامؤخراً حينما وقعت تلك الجنايات في إيران خلال السنتين الاخيرتين تقريباً حيث اطلعت الشعوب عليها وحيث كان الشعب الايراني يرى شبابه يقتلون في الشوارع جماعات جماعات.
السكوت أمام جنايات الشاه
انهم لا يأتون بذكر لحادث الخامس عشر من خرداد، لقد قتلوا في 15 خرداد حسب ما نقلوا- لقد كنت في السجن ولكن حسب ما قالوا لي بعد ان خرجت- قرابة خمسة عشر ألف شخص وحسب ما نقلوا أيضاً فإن محمد رضا شخصياً كان يأمر بالقتل وهو في طائرة الهليكوبتر.
ان انصار حقوق الانسان هؤلاء كأنهم لا يعتبرون الخمسة عشر الفا الذين قتلوا خلال يوم واحد بشراً، أو يرونهم بشرا ولكنهم لايجعلون لهم حقوقاً .. اذا كان هؤلاء بشراً ولهم حقوق، وكان هؤلاء الستون ألفا أو أكثر الذين قتلوا في إيران خلال الاشهر الأخيرة وهم من افضل شبابنا ومن جميع الفئات، العلماء والجامعيين والتجار، والاداريين والفلاحين والعمال، إذا كانت لهم حقوق فإنهم حتى لم يسألوهم ما هذه الأعمال! إننا لم نسمع صوتهم يعترضون: (لماذا لا تراعون حقوق الانسان ولماذا تقتلون كل هؤلاء الناس!) .. أما الآن وقد قمنا باعدام هؤلاء الجناة وقد قتل كل واحد منهم أو بعضهم أشخاصاً كثيرين، او عذبوهم حتى انهم ماتوا تحت التعذيب، بل وانت تنشر أقدامهم بالمناشير، ويوضعون في مقلات الزيت على النار حتى احرقوهم. لقد عملوا ذلك مع جميع الشرائح والفئات. وفي احدى الليالي عندما كنت في السجن، سمعت بنفسي صوت الصراخ وآهات المعذبين، وبعد ان جاء السجانون عندي اعترضت عليهم وقلت لهم بأن السجون يجب ان تكون مكان تربية لا مكان مثل هذه الوحشية، فأجابوني: (لا يوجد شيء، كان جندياً فارّاً وقد تعرض لبعض الصفعات!) رغم انهم كانوا يعذبون على مدى أكثر من ساعة وكنت اسمع الصراخ.
أحابيل أدعياء حقوق الإنسان
إن انصار حقوق الانسان، هؤلاء المشعوذون الذين يريدون تقديم كل ثرواتنا لأسيادهم، كانوا بكماً في ذلك اليوم، كانت اقلامهم مكسورة، أما الآن وقد قبضنا على هؤلاء وقمنا باعدام بعضهم بعد محاكمتهم واقرارهم بما فعلوا وقد ثبت في ملفاتهم ما فعلوا، علا صوتهم. ورغم أن الاشخاص الذين أعدموا كانوا اشخاصاً فاسدين ومفسدين والكثير منهم كانوا قتلة ومجرمين ومفسدين في الارض، ومع ذلك حاولنا مؤخراً تخفيف بعض العقوبات، حيث انحصرت حالات الإعدام بالأشخاص الذين ثبت أنهم قتلة، أو الذين مارسوا التعذيب المؤدي إلى، الموت أو الذين أصدروا أوامر بارتكاب المجازر.
أما الاخرون الذين قاموا بالتعذيب وغيره فإنهم لن يعدموا، ولكنهم سينالون عقوبتهم بالسجن والتعزير وأمثال ذلك. فالشخص الذي قطع ساق رجل بالمنشار ولم يمت فلا يمكن ان نقول للشخص الاول (باسم الله تفضل انت اذهب! اهلًا وسهلًا!) لابد ان ينال عقوبته. إذا جاء ذلك الشخص الذي نشرت رجله، فله ان يقطع ساق هذا الشخص بالمنشار بحسب حكم الشرع قصاصاً. إننا إذا عثرنا الآن على ذلك الشخص الذي عذبوه بهذا الشكل ورأينا انه يطالب بالقصاص من ذلك الشخص الذي عذبه، فاننا سوف نجيزه ليذهب ويقتص جلاده.
تضييع حقوق الانسان
هذا من اجل حقوق الانسان، لا بأس، هذا الانسان له حق. ولكن ذاك الانسان له حق أيضاً. هذا الانسان قتل شخصاً فلورثته الحق في الاقتصاص منه، واذا لم نجد الورثة فمن حق الحاكم ان يقتله. إن هذه العدَّة وهم قلة التي أعدمتهم المحاكم الثورية، قتلوا من اجل احقاق حقوق الانسان .. هؤلاء الذين ينادون بحقوق الانسان وقد اثاروا الضجيج من أجل (إلقانيان) «1» و (هويدا) «2» هم الذين يسحقون حقوق الانسان.
ان هويدا كان رئيساً للوزراء على مدى ثلاثة عشر او خمسة عشر عاماً، وجميع الجنايات تقع على عاتق رئيس الوزراء اننا اذا عثرنا على أي رئيس وزراء من ذلك العهد أمثال (شريف إمامي) «3» و (بختيار) «4» بالقتل. إن بختيار نفسه أقرَّ قائلًا إن القتل قد وقع بأمري. هؤلاء هم المسببون للقتل حيث أوقعوا المجازر في الناس، إنهم مفسدون، انهم فاسدون .. اننا نقوم بهذا العمل من اجل حقوق الانسان، وان هذه الجمعية التي علا صوتها تنادي: حقوق الانسان، حقوق الانسان، هم أجراء الاستعمار. إن أصل هذه الجمعيات التي أُسست في أمريكا أو في امكنة اخرى تحت عنوان جمعية حقوق الانسان، جمعية كذا وكذا، وجدت أساساً لتضييع حقوق الإنسان .. فرغم كل خيانات هذا الشخص غير النجيب بحق ايران، ورغم كل هذا القتل والنهب الذي قام به، فإذا قيل الآن بضرورة الاقتصاص منه، طبعاً لحد الآن لم يصدر حكم بقتل محمد رضا لكنه سيصدر، وسنقتله إذا عثرنا عليه، فإن هؤلاء الذين ينادون بحقوق الانسان سيعلو صوتهم ويطالبون بالعفو عنه.
الشاه خادم مطيع لأمريكا
من الطبيعي ان تظهر امريكا التأسف وذلك لان محمد رضا كان خادماً مطيعا لأمريكا حيث وضع كل ثرواتنا في فم أمريكا، ترك إي- ران فقيرة وقدم كل شيء لأمريكا وحلفائها، فلا بد ان تتأسف عليه، لاب- د ان تتأسف إسرائيل لموت (إلقانيان) وذلك لأن (إلقانيان) قام بكل تلك الجنايات والخيانة وقدم اموال هذا الشعب لإسرائيل فلا بد أن يتأسفوا عليه ..
بيد أنه ينبغي التعرف على الحقيقة، هل حقاً نحن الذين نسحق حقوق الإنسان؟ إننا طوال هذه الفترة التي مضت على استلامنا السلطة في ايران والمرحلة التي تلت الثورة، وعلى الرغم من أن الكثير يقتل عادة في الثورات، فليأتوا بشخص قد قتل بلا ذنب، ويقولوا بأن هذا كان بريئاً ... لقد كانوا يأخذون شبابنا فوجاً فوجاً للموت بتهمة امتلاك منشورات ممنوعة او ارتباطهم بشخص لديه مثل هذه المنشورات. لقد كانوا يعتقلون بهذه التهم، ويعذبون ويقتلون.
سجوننا وسجون الشاه
إنكم وطوال هذه الفترة التي تسلم فيها رئيس الوزراء الإسلامي السلطة، هل تستطيعون العثور على شخص واحد اعتقل بدون ذنب في محكمة الثورة او في رئاسة الوزراء أو في الجيش أو في الامكنة الاخرى من هذه الحكومة أو سجنوه يوماً، أو سَبُّوا شخصاً .. ألا تلتفت جمعية حقوق الانسان لهذه الامور؟ أم انها تعلم بكل ذلك ولكنها تحاول التكتم عليه؟
إن هؤلا ء خونة، انهم يريدوننا أن نعود ثانية إلى تلك الاوضاع السابقة .. اننا لا نصغي إلى هذا الكلام، لقد أعدمنا هؤلاء القتلة من أجل إحقاق حقوق الانسان .. لأجل حقوق الإنسان قامت محاكمنا بهذا العمل بدقة وبمعونة الاشخاص الثقات الأمناء، وقد طالبت من الآن فصاعداً ببعض التخفيفات لئلا تكون الأحكام بتلك الحدة. وفي المستقبل سوف تعطى تحفيفات أكثر .. لقد أوصينا أن يتم التعامل حتى مع هؤلاء الاشخاص الذين قاموا بذلك التعذيب وقتلوا الناس بنحو لا توجه لهم حتى كلمة سيئة واحدة في السجون. لقد أعلنت هذا. أصدرت بياناً. ففي ظل الحكومة الإسلامية لا يحق للسجانين أن يتركوا السجناء جائعين، لا يحق لهم أن يصفعوه على وجهه، لا يحق لهم أن يعذبوه، لا يحق لهم أن يشتموه، إنما حقه أن يحاكموه، ويعاقبوه بسب جرمه وبقدر جرمه ليس أكثر من ذلك. هذا هو واقع السجون في ظل الجمهورية الإسلامية التي تضم أمثال هؤلاء الجلادين الذين لو كان أحدنا قد ابتلي ووقع في أيديهم سابقاً كانوا يتعاملون معه بذلك الشكل الفظيع. إن هؤلاء الجلادين موجودون الآن في سجوننا، وقد جاؤوا من الخارج وشاهدوا السجون وقالوا بأنها مطابقة للمقاييس الحضارية.
مؤامرة تحت واجهة حقوق الانسان
فليأتوا وينظروا لا أن يجلسوا هناك ويتسلموا العمولة ويمسكون بالقلم ويكتبون ما شاؤوا باسم (حقوق الانسان)! إن هؤلاء الأشخاص يريدون سحق حقوق الانسان وليس الدفاع عنها. إن هؤلاء لا يعترفون بأي حق لشبابنا الذين قتل الكثير منهم وعذب الكثير، إنهم لا يعتبرونهم بشراً. كأنهم لا يعتبروننا بشراً لقدقمنا بإعدام اربعةاشخاص وذلك لأنهم وعلى مدى خمسة عشر عاماً او أكثر أو أقل قاموا بالتعذيب والقتل وارتكاب المجازر ..... لقد رأيتم جميعكم هذة الأمور. وأولئك أيضاً مطلعون عليها ولا يجهلون امثال هذه القضايا، فكما أنهم يعرفون تفاصيل ما يجري الآن كذلك فهم مطلعون على تفاصيل ما جرى في السابق، ولكنهم خونة عديمي الإنصاف، ليسوا ببشر، انهم مجموعة من العملاء يريدون سحق حقوق الانسان.
ولله الحمد فقد نال بعضهم جزاءه، وما زال ثمة آخرين. ولكن مازالت المؤامرات قائمة فبعض أولئك الذين كانوا وراء تلك الاعمال منهمكون الآن بالتآمر ويريدون استلام زمام الأمور ثانية .. إن هؤلاء المشغولين بالتآمر يريدون إعادة الأمور إلى وضعها السابق والسيطرة على شعب بكامله ثانية. يريدون إذلال الشعب وتضييع حقوقه. إننا إذا عثرنا عليهم سوف نعاقبهم حتماً وسنعثر عليهم إن شاء الله.
ما هو ذنب مطهري؟!
هؤلاء الذين قتلوا الشيخ مطهري، الذي لم يؤذ حتى نملة، إنني أعرف هذا الرجل منذ ما يقرب عشرين عاماً، إنسان بتلك الانسانية وبتلك السلامة، بذلك الأدب، لماذا قتلوه؟ ما هو ذنب مطهري؟ هل قتل أحداً؟ ماذا فعل؟ أليس هو انساناً؟! ألم يكن فيلسوفاً وعالماً وفقيهاً، ألم يكن بشراً؟! يقتلون هذا الانسان بهذا الشكل دون أن يكون له أي ذنب. ما هو ذنب (قرني) «5»؟ ماذا فعل هؤلاء حتى استحقوا القتل؟ إن لديهم الآن قائمة بأسماء الذين يريدون قتلهم. يتصورون أنه بقتل مطهري وأمثال مطهري، سينحبوا لهيب هذه النهضة، وتضيع ثانية حقوق شعبنا. بل أن أدعياء حقوق الانسان لم يكتبوا حتى كلمة واحدة بخصوص مقتل الشهيد مطهري. ولم يتحدثوا بشيء. إننا لم نسمعهم يتكلمون بشيء. أليس هذا انساناً؟! لم يعترضوا، لم يتكلموا، لم يستنكروا هذه الجريمة.
هل يجهلون ذلك؟ فلماذا إذاً لم ينتقدوا الجماعة التي قامت بذلك؟ إننا إذا عثرنا الآن على قاتل الشيخ مطهري وعاقبناه، وحكمنا عليه بالقصاص، سيرتفع صوتهم اعتراضاً على ذلك بأنه عنف! أليس هذا عنفاً أن يقتل إنسان دون ذنب؟ نعم، أحياناً يكون الإنسان قد فعل شيئاً، ولكن هذا الإنسان لم يكن لديه عمل غير التعلم والتعليم. كان إنساناً محترماً أعرفه منذ قرابة عشرين عاماً ومطلع على أوضاعه وأحواله، وأعرفه بأنه لم يؤذ أحداً. شخص قد أجهد نفسه من أجل هذا الشعب، كان كاتباً، فيلسوفاً، مفكراً. هل يستحق القتل حتى قتلوه؟ أين هي جمعية حقوق الإنسان، لماذا لم تصدر منهم أية كلمة؟ إننا لو عثرنا الآن على القاتل وقتلناه، ستبدأ أقلام (حقوق الإنسان) بالكتابة والدعاية ووصف ذلك بالعنف، وأنه يوجد في إيران عنف. ولا يراعون حقوق الانسان. أي أناس؟ إنني لا أدري أية تربية تربى عليها هؤلاء، وأية حيوانات هم هؤلاء؟!
التربية المادية والتربية الإسلامية
هذا هو وضع العالم المادي، وهذا هو وضع ادعياء حقوق الانسان الماديين. هذا هو وضع العالم المادي، حيث لا يلاحظ أبناؤه إلّا منافعهم المادية ومنافع أربابهم، وكأنهم غير مطلعين على أي شيء، يغضون أنظارهم عن كل شيء، فإذا رأوا مصالحهم تتعرض للخطر علا صوتهم، وهذه خصوصية التربية المادية، وهذا هو واقع الحكومات القائمة حالياً.
بينما خصوصية التربية الإسلامي تتمثل في المعنوية، فلا يصح سجن أحد بدون ذنب، لا يصح نفيه، لا يصح ولا يصح ..، الحقوق الإنسانية الإسلامية هي هذه، لا يجوز الظلم، ولا يجوز إضاعة حق المظلوم أيضاً. فلا يجوز ظلم أحد، ولا يجوز غض الطرف عن ظلم الآخرين والقول بأن الظلم قد وقع وانتهى وتم الأمر!
... يجب تربية المجتمع، الحدود الإلهية هي لتربية المجتمع لا من أجل الانتقام فالقاتل إذا لم يقتل فإن القتل سيكثر (ولكم في القصاص حياة) إننا إذا أغلقنا باب القصاص، ولم نعاقب القاتل، فإن القتل سيكثر حينئذ، وتختل حياة الناس، فكل من شاء يقتل من شاء، فالقصاص هو لضمان حياة الناس، أنه تربية لمصلحة المجتمع.
الحدود الإلهية هي لحفظ حقوق الانسان
إن الحدود الإلهية هي لمصلحة المجتمع فلو أن الفعل الفلاني الذي قُرّر له في الشرع عقوبة معينة لم تجعل له تلك العقوبة، فإنه سيكثر وقوعه فالذي يذهب ويفعل ما يشاء مع زوجة شخص ولم يعاقب على ذلك فإن الفحشاء ستزيد. يجب منع شيوع الفحشاء، إنهم يأخذون اللصوص ويودعونهم السجون. وهناك يتعلمون السرقة! يقولون بأنه قد تم فتح درس لتعليم كيفية سرقة الجيوب! والاسلوب الأمثل لذلك؟ إنهم لو أخذوا أربعة من اللصوص وعاقبوهم. طبقاً للموازين، فإن السرقة ستنتهي في إيران، ويقضى عليها في العالم. فلو أقيم الحد على أربعة لصوص بالشكل الذي أمر به الشرع وهو الذي لا يرضى بظلم حيوان فضلًا عن الإنسان حيث أمر بإقامة الحد على من يسرق. وما ذلك إلا لأنه يحافظ على المصلحة الانسانية، وحفظ حقوق الانسان. الحدود الالهية هي لحفظ حقوق الانسان. فالناس جميعهم لهم حق الحياة. فإذا لم يقتل القاتل فإن القتل سيزيد. إذا لم يعاقبوا اللصوص الذين يدخلون بيوت الناس ويسرقونها فإن السرقة تكثر حينئذ. فأخذ اللصوص وسجنهم وتعلمهم هناك وتعليمهم لكيفية السرقة، يؤدي إلى شيوع السرقة. فلا يصح سجن مثل هؤلاء، بل لا بدمن إنزال العقاب بهم بالشكل المذكور لهم ثم تركهم وبذلك يتم القضاء على السرقة. إنهم إذا قتلوا الشخص الذي يعتدي على أعراض الناس، ضمن شرائطه طبعاً، فإن هذا يمنع من انتشار هذا الفعل. فالإسلام يحافظ بذلك على حقوق الانسان.
أنتم الذين تنادون بحقوق الانسان، تريدون إضاعة حقوق الإنسان وسحقها ... كل هذا التعداد من الناس قدقتلوا، أفلا يحق لهم مجازاة اثنين من الناس قد قاما بكل هذه المجازر، وأصبح القتل الآن مخالفاً لحقوق الانسان؟ وهل يسمع هذا الكلام في العالم؟ هل هذا هو المنطق؟
الحكومة الإسلامية والأهداف الإنسانية
إننا نأمل أن نستطيع تأسيس حكومة عدل إسلامية، ادعوا الله تعالى أن يوفقنا لذلك إن شاء الله. وحينذاك يدرك العالم ماذا تعني حكومة الإسلام، فماهيتها الآن مجهولة. إنهم لا يعلمون الآن كيف يكون وضع حكومة الإسلام. انهم يتصورون إذا جاء الإسلام ستوضع النساء في غرفة وتغلق بابها! وجميع الناس ... إنها ليست أكثر من دعايات مغرضة.
قبل يومين جاء اليهود إلى هنا وكانوا قد قالوا لهم بأن هذه الثورة إذا نجحت وتحققت الحكومة الإسلامية، ستقضي على اليهود! ستقتلهم! وقلت لهم، حسناً، ها قد نجحت الثورة، فهل تعرض لكم أحد بشيء؟ هل آذوكم؟ إنهم يريدون بهذا الكلام وبهذه الغوغاء أن يعرقلوا حركة الثورة لئلا تجني ثمارها، وحتى لا تتحقق الحكومة الإسلامية. لأنه إذا تحققت الحكومة الإسلامية فإن يد الأجانب تقطع من المناطق الإسلامية، ولن يتسنى لأمثال محمد رضا بهلوي من التسلط بعد ذلك والحكم. إن أولئك يريدون أن يبقى أمثال هؤلاء حتى يتسنى فعل ما يشاءون.
سوف تتحقق هذه الحكومة إن شاء الله، وسيجني الناس ثمرة الحكومة الإسلامية التي تحققت في صدر الإسلام لفترة قصيرة، ويعرف الناس حقيقة الحكم الإسلامي.
الثورة الإسلامية هدية إلهية
والآن، ما هو تكليفنا؟ فحتى الآن كنا نتحدث عن مساوئ أدعياء حقوق الانسان، ولكن ما هو تكليفنا الآن؟ إن علينا حالياً مسؤوليات كثيرة وتوجد للطبقات المختلفة تكاليف عديدة. هناك وظيفة عامة وهي أن نسعى جميعاً للحفاظ على هذه النهضة، للحفاظ على وحدة الكلمة، للحفاظ على إلهية النهضة بأن يكون عمل الجميع للإسلام فهو الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه ونصرنا. لأن العمل كان من أجل الإسلام، وكانت هناك وحدة الكلمة، حيث نهض الشعب بأسره من أجل الإسلام وانتصر. لقد أيدهم الله تعالى. إن وظيفة الجميع الآن السعي بكل طاقاتنا، وكل فرد على قدر ما يستطيع، في الحفاظ على وحدة الكلمة وحفظ إسلامية النهضة. فإذا بقي هذا محفوظاً فنحن منتصرون، لا تشُكُّوا في هذا أبداً. فإذا تمت المحافظة على وحدة كلمتنا وإسلامية نهضتنا فنحن منتصرون. إننا سوف نقضي على جميع هذه القاذورات التي تعمل الآن على الإفساد والتآمر. ولكن بشرط أن يضع جميع أبناء الشعب أيديهم في أيد بعض ويحافظوا على هذه النهضة فهي هدية قد منّ الله تبارك وتعالى بها علينا. فإذا حافظنا على هذه الهدية والأمانة ولم نخنها فنحن منتصرون. وأما إذا قمنا بخيانتها- لا سمح الله- فحينذاك يُخشى أن تعود أوضاعنا- لا سمح الله- سابق عهدها بل وأسوأ.
لماذا التقصير في العمل؟!
إن على الفئات المختلفة وظائف محددة. إننا نسمع عن وجود تقصير في العمل في الدوائر الحكومية وفي المعامل. إن هذه خيانة للبلد. فالوقت الآن وقت زيادة العمل لا الإقلال منه. إننا نواجه حالياً مشاكل عديدة. فاقتصادنا ضعيف، إذ نهبوا جميع أموالنا وذهبوا. زراعتنا الآن ليست زراعة سليمة. فقد حان الوقت لأن يزيد هذا الشعب الذي لاقى المصائب، وبجهوده وآلامه حصل على هذه الهدية الإلهية من عمله. لماذا قلة العمل في الدوائر؟ إن البلد بلدكم وعليكم أن تعملوا. لِمَ قلة العمل في المصانع؟ لم الضعف؟ لم البطالة؟ أنه بلدكم وعليكم العمل؟ إن المتواجدين في هذه المجالات يجب العمل، يجب العمل على قدر استطاعتهم إذا كانوا يستطيعون العمل أكثر من السابق فليعملوا. إن الدولة تحتاج إلى العمل، تحتاج إلى الزراعة. الوزارات تحتاج إلى العمل.
تحذير للمحتكرين
لنتحدث إلى التاجر والكاسب والبائع ونظائرهم. اليوم هو يوم تجب فيه خدمة هذا الشعب الذي عافى الآلام طول حكم هذا الأب وابنه وخلال أيام الثورة أيضاً. لقد بقيت الأسواق قرابة عام ونصف إما معطلة أو شبه معطلة، وقد أصبح كثير من الناس الضعفاء أشد ضعفاً. ليس اليوم هو يوم سعي المحتكرين لجني أرباح أكثر. اليوم هو يوم الحماية، عليهم أن يساعدوا إخوانهم. لا أن يبيعوا ما يشترونه بعشرة توامين بمائة تومان. إن زيادة الأسعار اليوم تعتبر خيانة للبلد الإسلامي. ليجتنبوا الخيانة، ليرفقوا بالناس قليلًا. إنهم إخوانكم، الاخوة الذين قدموا الدماء ... إنكم أيها التجار لم تكونوا في الساحة. إنني أعلم أنكم لم تكونوا موجودين إبان أحداث الثورة، إن الذين كانوا هم هذا البائع الصغير، وهذا العامل، وهذا الأجير، وهذا الطالب، وذاك الجامعي، وجميعهم فقراء. هذه الطبقة هي التي حققت النصر للثورة، لقد قدموا دماءهم وشبابهم لانجاح هذه الثورة. فهل من الإنصاف أن يأتي الآن تاجر ثري عنده مصنع كذا، ويملك كذا وكذا، وكان جلس في الأعالي يتفرج فيما قدم هؤلاء دماءهم، فلا يحاول الآن مساعدتهم؟ بل يجحف بهم فيزيد في الأسعار لدرجة لا يستطيع هؤلاء الضعفاء الشراء وتختل أمور معيشتهم. إن على التجار اعانة إخوانهم الذين بذلوا جهودهم في هذا الطريق، وهم أبناء وطنهم ودينهم. عليهم أن لا يزيدوا في الأسعار. ولا يُلجئونا للتعامل معهم في وقت من الأوقات حسب التكاليف الإلهية. فليمنعوا بأنفسهم من وقوع هذه المسائل. إننا إذا عملنا يوماً وفق التكليف الإلهي، سينتهي أمرهم. لا يتركوا الأمر يصل إلى هذا الحد.
المشاكل الإجتماعية
ثمة مشكلة أخرى تتمثل بالمهربين، وبائعي المخدرات، ومهربي الأسلحة. وهذا أيضاً مرض وبلاء أصيب به هذا الشعب. إن هؤلاء يعتبرون خونة من الدرجة الأولى لهذا البلد. إن المتاجرة بالأفيون وتوزيعه بين الناس، جلب الهروئين وتوزيعه بين شبابنا، سوف يقضي على شعبنا. ليلتفت هؤلاء إلى هذا الأمر ويتخلوا عنه قبل أن يأتيهم العذاب الإلهي، قبل أن يضربهم السوط الإلهي. إنها جناية، تقود شبابنا الشرفاء إلى الهلاك، هذا إفساد للأجيال. وهل أغلقت أبواب العيش حتى يلجأ الإنسان إلى بيع الهروئين؟ ليعمل عملًا آخر! اذهب واعمل عملًا آخر!
مشكلة أخرى تتمثل في قضية الزراعة، فيجب على الأشخاص الذين كانوا يعملون في الزراعة وقد فرّوا من قراهم لأسباب معينة وقد خدعوهم وجاؤوا بهم إلى ضواحي المدن وأسكنوهم بذلك الوضع المزري، عليهم الرجوع إلى أراضيهم وزراعتهم. إنهم الآن أحرار في الزراعة، والحكومة ستشتري منهم بأسعار جيدة.
إن وضعنا الآن يقتضي أن نمدَّ جميعاً أيدينا لمساعدة الحكومة. علينا جميعاً أن نشفق على هذا الشعب الذي يشبه من تعرض للحرب- وقد تعرض لحرب حقيقية- شعب حارب في الشوارع. وهل الحرب غير هذا؟ غاية الأمر أن أولئك كانوا يملكون الدبابات والمدافع، فيما كان أبناء الشعب لا يملكون غير القبضات المحكمة والإرادة القوية. شعب تعرض لحرب، شعب تعرض للخيانة، شعب تعرض للجريمة، شعب نهبوا ما عنده، فليس من الإنصاف أن تتعامل الطبقات الثرية والغنية مع هذا الشعب كما كان يتعامل الفارين ولكن بصورة أخرى. وترتكب الخيانة ذاتها التي كان يرتكبها النظام المباد، فأولئك كانوا يأخذون ويقتلون في السجون، وهؤلاء يقتلون بالهروئين! وهذا أسوأ أنواع القتل.
يجب علينا أن نتحلى بالوعي! علينا العمل بما يطابق الإسلام، علينا أن نكون بشراً، أن نكون منصفين، الآلام كثيرة، وإنني آمل أن يعاملنا الله تبارك وتعالى برحمته كما هو الحال لحد الآن لنستطيع إيصال هذه النهضة إلى النهاية، وننقذ بلدنا من مخالب الأجانب، ونعاقب الخونة جزاء أعمالهم.
حفظم الله تعالى جميعاً، ووفقكم، ومنّ عليكم بالسلامة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[قال الإمام في ردّه على مطالبة أحد الحضور بإيجاد تشكيلات لغرض لمساعدة المحتاجين:]
هذا بيد السادة، أن يقوموا بإيجاد وتشكيل يرونه مفيداً للبلد والشعب. إن جميع الطبقات بحاجة الى المساعدة، بمعنى أن جميع الطبقات فيها أفراد ضعفاء يحتاجون للمساعدة. فاعملوا على تقديم المساعدة بالسبل التي ترونها مناسبة. وفقكم الله تعالى.