بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين حرية القلم ووخيانته
إن الصحافة مؤسسة محترمة ولها تأثيرها الكبير، ولكن في الوقت نفسه يجب أن يكرس عملها لخدمة الأمة بما ينسجم للضوابط الإعلامية. حرية الرأي وحرية التعبير لاتعني أن الانسان حرٌّ في كتابة ما يضر بمصلحة البلد أو يتعارض وأهداف الثورة التي ضحى الناس بدمائهم من أجلها، إن مثل هذه الحرية غير صحيحة. صاحب القلم حرّ في التعبير عن رأيه وليس التآمر على الثورة. صاحب الرأي حرّ في التعبير عن أفكاره، حتى الأفكار التي يقدمها له الآخرون، ولكن بعيداً عن التآمر. إننا عندما نشاهد إحدى الصحف تنشر أفكاراً ومقالات لأشخاص هم عملاء للأجانب ويريدون جرّ بلدنا إلى الدمار ثانية، وفي الوقت ذاته تقوم بتحريف المقولات والمفاهيم المتعلقة بقضايا الثورة، والمرتبطة بقضايا الإسلام، وعدم نشرها فإننا لا نستطيع احترام مثل هذه الصحف. إننا نحترم الصحافة التي تدرك ماذا تعني حرية التعبير وحرية الرأي، يقال إن الناس أحرار، فهل تعين الحرية بأن يضرب الإنسان رأس الآخر فيحطمه؟! هل تعني الحرية مخالفة القانون؟ هل تعني الحرية العمل في اتجاه معارض لمسير الشعب؟ هل تعني الحرية التآمر ضد الشعب؟ هذه ليست حرية. الناس أحرار ضمن حدود القانون، ضمن إطار الأعمال العقلائية. ونحن نرى أن بعض الصحف- لا أريد الآن ذكر أسماء- تسيء استغلال الحرية، تعمل على سلب الحرية من الناس باسم الحرية. الناس يريدون أن يكونوا أحراراً بعد الآلام التي تحملوها على مدى سنين طويلة، وبعد الدماء التي قدموها خلال السنتين الأخيرتين. غير أن بعض الصحف تريد سلبهم الحرية، وتعمل بما يتعارض مع توجهات الشعب باسم (حرية التعبير) إن بعض الصحف تعمل على فتح الطريق أمام الذين يريدون إيجاد الرعب والإرهاب بين الشعب، يريدون النهب. وهذا الأمر ليس بالحرية وإنما هو خيانة. إن الذي يمنح للشعب الحرية وليست الخيانة. حرية التعبير، لا الخيانة. حرية التعبير وإبداء الرأي، لا الرأي الخائن.
الصحافة محل انعكاس آمال الأمة
يجب أن تكون الصحافة في خدمة البلد، لا معادية للثورة والبلد. إن الصحافة المعادية للثورة والبلد خائنة. من مسؤولية الصحافة أن تعكس آمال وطموحات الشعب، تعكس القضايا التي يتطلع اليها الشعب. طبعاً هي حرة في نشر آراء الآخرين أيضاً، ولكنها ليست حرة في التآمر. إننا نشعر بالتآمر في بعض الصحف، وذلك لأننا نراها تنشر القضايا المعادية للثورة باسهاب وتفصيل، أما القضايا المؤيدة للثورة فإما تتجاهلها تماماً أو تتعرض لها بالإشارة. إن مثل هذه الصحف يرفضها الشعب، والناس لا يشترون مثل هذه الصحيفة. فالناس أحرار بعدم شراء صحيفة كهذه، وعندما لا تباع الصحيفة تضطر الى التوقف، وقد حصل ذلك بالفعل.
احرصوا من الآن فصاعداً على الالتفات الى هذا الأمر وهو السير مع مسير الشعب، وسيروا كما يسير الشعب والانسجام مع تطلعاته، ولا تسيروا بخلاف طموحاته باسم حرية الصحافة. إن بعض الذين يعملون في هيئة التحرير وتعلمون أنهم لن يصلحوا، هم عملاء للآخرين، ويريدون لأيدي الأجانب أن تمتد ثانية إلى بلدنا، عليكم أن تنحوهم جانباً، وتأتوا بآخرين، فالصحفيون كثيرون.
وسائل الإعلام مربية للأمة
على كل حال، إن وسائل الإعلام مربية للشعب، عليها تربية أبناء الشعب، عليها أن تكون في خدمة الأمة، الصحيفة من الأمة ومن أجل الأمة، وإذا أرادت صحيفة ما أن تسير بخلاف مسيرة الشعب فإن الشعب بنفسه سوف يعارضها. وليس من الضروري أن تكون معارضته بالهجوم والضرب والتحطيم، لا، إنه لا يقوم بهذا العمل ولكن الصحيفة هي من أجل القارىء، وعندما لا يكون هناك قارىء فليس هناك من صحيفة. المذياع هو من أجل أن يصغي إليه الناس، وعندما يغلق الناس المذياع ولا يصغون إليه فليس هناك مذياع. وعلى كل حال فإن هذه الوسائل لا بد أن تكون في خدمة الشعب، لا معارضة لمسيرته. وكل من يريد الكتابة ضد مسيرة الأمة سيسيء إلى اسم الصحيفة فيقال هذه الصحيفة ليست وطنية، هذه الصحيفة تعمل للأجانب وهذا طبعاً يتعارض مع مصلحة الصحيفة ومخالف للعمل الصحفي. يجب على الصحفي أن يحترم نفسه، وحفظ الاحترام بأن ينسجم مع مسيرة الأمة، وأن يكون خادماً للأمة. وأما إذا سار بخلاف مسيرة الأمة وبخلاف إرادة الأمة فلن يبقى له احترام عندها. هذه نصيحتي لكم. وطبعاً فإنني أشكركم على عملكم الذي قمتم به في السابق حيث قمتم جميعاً بالإضراب، وبالإضراب أنجزتم ما عليكم. وفقكم الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته