بسم الله الرحمن الرحيم
أهمية إضرابات عمال النفط
رغم ان وضعي الصحي لا يساعد، إلّا أنني سأتحدث ببضع كلمات معكم أيها الأحبة، ايها الأعزاء، أيها السيدات المحترمات وأيها الأخوة الاعزاء.
رغم ان نهضتنا مدينة لجهود جميع فئات الشعب، ورغم ان الشعب بأسره قد دعم النهضة سواء النساء والرجال الشجعان، ولكن كان هناك خصوصية لبعض الفئات ومنها عمال وموظفو شركة النفط حيث كان شريان حياة الأجانب بيدهم، كان بيدهم شريان حياة النظام المنحوس، وكان لإضرابهم خصوصية فريدة، كان دعمهم للنهضة حساساً وخطيراً، ولهذا السبب فلعلنا نقدرهم ونشكرهم أكثر من بقية الفئات .. إنكم أيها الاخوة وقفتم بإضرابكم في وجه النظام الطاغوتي ودفعتم بالنهضة إلى الأمام وعملتم على تقوية الإسلام، لذا لا بدلي من ان أشكركم. لقد كنت أدعولكم والآن أيضاً أدعو لكم ولكن ما ذكرتموه من انكم كنتم تعيشون تحت ضغط أشد من غيركم فإنه كان ينبغي لكم ان تقولوا بأنكم كنتم تشعرون بالضغط الموجه ضدكم عليكم أنتم أكثر، وإلا فمن الذي كان في هذا البلد لا يعيش تحت الضغط؟! أية فئة تلك التي لم يمارس القمع والإرهاب ضدها؟ أية فئة لم تكن تعيش الحرمان! هل فئة علماء الدين لم تكن محرومة؟ لقد منعوهم من الوعظ والارشاد ومارسوا بحقهم من القمع والإرهاب بحيث لم يعد باستطاعتهم التنفس، وكذلك كانت بقية فئات الشعب، الجميع كانوا يعيشون في كبت، الجميع كانوا يعيشون في عسر وضيق.
لا قيمة للحياة بدون الحرية والاستقلال
إن الحياة التي تفتقر للحرية ليست بحياة، والحياة التي تفتقد الاستقلال، بل يعمل الجميع فيها من أجل ان يستفيد الأعداء، ليست بحياة .. انكم تملكون الآن حياةً، لأن لديكم الاستقلال، لأن عملكم اليوم يعود نفعه لأمتكم، ولكنه يجب عليكم الانتباه والحذر. يجب عليكم أن تحذروا هذه الجماعات التي لا تترك عمالنا المحترمين ليستمروا في عملهم وتدفع الناس للتظاهر والنزول الى الشوارع، ان هؤلاء هم نفس أعدائكم السابقين انهم يريدون منكم وحيث تمسكون بشريان البلد، بيدكم شريان حياة البلد، يريدون منكم ان تضربوا عن العمل، كي ينهار البلد، وينهار اقتصادنا، وبانهيار الاقتصاد تسنح الفرصة للآخرين حينئذ لعلهم يعيدوا الأوضاع الى سابق عهدها. إنهم يأتون إلى العمال بأساليب تبدو مقبولة ولكن باطنها المكر والشيطنة كلامهم معسول ولكن غرضهم باطل، لا يريدون للبلد أن يتم إعماره، لا يريدون للأمن ان يستتب في هذا البلد. إن أنسب مكان يوجهون إليه سهامهم هو شركة النفط، فقد شاهدوا مالشركة النفط من قوة، ما لعمال وموظفي شركة النفط من القوة التي كان لها الدور الأهم في نجاح هذه الثورة. لقد شعروا بعظمة وأهمية هذه القوة، لذا لابد من إما تسخيرها ضد الشعب والحكومة وإما شلها وتعطيلها عن العمل!.
الاستقلال في ظل الإسلام
أيها الأحباء! ان الذي يهتم بأمور العمال والموظفين والطبقة الضعيفة هو الله تبارك وتعالى والذي يريد بمشيئته ان يسعد المحتاجين .. إن الذي يهتم بكم هو الإسلام، الإسلام هو الذي ينقذكم ... ينقذكم من الإرهاب .... الإسلام هو الذي يضمن استقلالكم .. توجهوا إلى الإسلام .. وكما شاهدتم ان الاسلام هو الذي جعلنا نتقدم بنجاح، وان وحدة الكلمة والتوجه للإسلام هما سبب انتصار ثورتنا. وإذا حافظنا على هذا في المستقبل أيضاً، التوجه للإسلام ووحدة الكلمة، سيتحقق المزيد من الانتصارات للإسلام، وكما شاهدتم فإن الجميع كانوا يهتفون للجمهورية الإسلامية، الجميع وبصوت واحد كانوا يرددون مطلباً واحداً ألا وهو الإسلام. ان الذي نصرنا هو هذا الامر، والذي سينصرنا يجب ان يكون هذا الأمر أيضاً.
الجماعات المعارضة تعمل على الإخلال وعرقلة الأعمال
تمسكوا يا أحبائي بالإسلام، ان هؤلاء المفسدين الذين يريدون إبعادكم عن الإسلام وإبعادكم عن الله تبارك وتعالى، ليسوا بأصدقاء إنهم أعداء يأتونكم بصورة الأصدقاء ولهذا يشيعون الفساد أينما ذهبوا، يذهبون إلى الفلاحين ويمنعونهم من الزراعة.
ان الزراعة الآن في إيران- وحسب ما يقال- جيدة ولكن هؤلاء يمنعون المزارعين من الاستمرار في عملهم وجمع المحاصيل، إنهم إذا كانوا مهتمين بالمزارعين وإذا كانت قلوبهم تتألم من اجل الشعب، فلم لا يتركون عجلة معيشة هذا الشعب تدور؟ إذا عملت المصانع، إذا استمرت شركة النفط في عملها، اذا تابع المزارعون عملهم، فهل هذا يضر بالشعب حتى يقوم هؤلاء بوضع العقبات والعراقيل؟ ولكن هؤلاء لا يريدون المنفعة للشعب. انتبهوا أيها الأخوة لا تغفلوا، احذروا حتى يتم اجتثات الجذور المتعفنة للنظام السابق وأعوانه.
من النعم العظيمة للثورة
شملكم الله تعالى بالرحمة، شملكم الله تعالى بالرحمة ايتها السيدات وأيها الاخوة، إنني خادم للجميع، يعلم الله بأن قلبي متألم من أجلكم، اصبروا قليلًا بصبركم الثوري حتى تتابع الحكومة أعمالها ويتسنى لها القيام بالأعمال كما تريد. إننا نتحدث الآن معاً بحرية وهذا مالم يكن ممكناً لنا قبل عام، إننا نستطيع التحدث مع بعضنا بحرية.
لو كان قبل عام، لما كنتم أنتم هنا ولا أنا كنت هنا، لما استطاعت النساء الاجتماع، ولا الرجال، ان هذه نعمة كبيرة حصلنا عليها، اننا نتحدث جميعاً مع بعضنا بحرية ويفضي بعضنا إلى بعض بهمومه، نتحدث جميعاً مع بعض ونبين مصالحنا. لقد كانت هذه من النعم العظيمة لهذه الثورة والنعمة الأعظم في هذه النهضة ... ها قد قطعت أيادي أيدي أعداء الإسلام عن ثرواتنا لاسيما منابعنا النفطية، ان أياديهم لم تعد تصل إلى مصادر ثرواتنا، فمصادر ثرواتنا الآن تعود لكم فإذا بذلتم الجهد وسعيتم فإنما تسعون لأنفسكم، تسعون لشعبكم، تسعون لبلدكم، منَّ الله تعالى عليكم جميعاً بالعزة والسلامة والسعادة.