بسم الله الرحمن الرحيم
الحرية والاستقلال في كنف الإسلام
أيّ قدرة هذه التي جمعتكم أنتم الرياضيين وطالباً حوزوياً مثلي؟ أيّ قدرة جعلت الجامعيّ يرافق بقيّة الطبقات؟ وأيّ قدرة حملت طبقات شعبنا المرأة والرجل والطفل والكهل وغيرهم على النزول إلى الشوارع وجهّزتهم لمجابهة الطاغوت غير الإسلام؟ كان هذا الذي جمعنا كلّنا هو الإسلام، وهو الذي نصركم، وهو الذي يُؤمّن سعادة الناس جميعا، لا سعادة الدنيا فحسب، وإنّما سعادة الدنيا والآخرة. والحريّة والاستقلال اللذان يكونان في كنف الإسلام يُهيِّئان السعادة للبلدان وبلادنا، وانتم نلتم النصر بالإسلام، وعليكم أن تحفظوه به.
مجابهة المؤامرات
عليكم الآن أن تنتبهوا أنّ العدوّ في مؤامرة، ويريد أن يزيل هذه الوحدة التي حصلت بين فئات شعبنا. فكل مخالفي مسير شعبنا الآن وكل مناوئي القرآن والإسلام والرسول والأئمّة الأطهار- عليهم السلام- يتآلفون الآن ويتآمرون، ولن يقدروا، ولن يتسنَّى لهم ما يريدون، لكن علينا ألّا نغفل عمّا يُدبّرون. لنستيقظ، ونحبط مؤامراتهم قبل أن يجتمعوا. انظروا في أحوال هؤلاء الذين يخربون الآن تَرَوا من أين جاؤوا، وما منشؤهم، وكيف ظهروا؟
فهؤلاء لم يكونوا غير أنَّهم أخذوا يظهرون واحداً واحداً بعد انتصار ثورتكم، وقد كان كل منهم في مكان، فمن كان في إيران كان مستخفياً، ومن كان في الخارج، فهو فيه، وإذا بلغت الثورة هذا المبلغ جاؤوا واحداً واحداً من أرجاء الدنيا، وراحوا يعرضون أنفسهم. هذه الفئات المختلفة التي ظهرت توَّاً بأسماء شتّى، وترون سبيلهم مفترقاً عن سبيلكم، وحديثهم غير حديثكم، فهتافكم للإسلام، وهتافهم لأشياء أخرى. لندقق ولتدقّقوا في مجيء هؤلاء الذين ظهروا توّاً من أين انحدروا، ماذا حدث الآن فحضروا، وهم لا يريدون أن يدعوا هذه الثورة تُؤْتي اكُلَها يجب إحباط المؤامرات.
احتياج البلاد لأبطال مؤمنين
مثلما تحتاج بلادنا إلى العلماء تحتاج لقدرتكم التي لو اقترنت بالإيمان واستنارت بالقرآن، لكانت ظهير الأمّة، فحين يصير الأبطال إسلاميين يغدون سنداً للشعب وساعداً. أولئك يريدون أن يكون بطلًا، (لكن آريا مهريّاً) «2»، فذاك لا يستطيع أن يكون سنداً للشعب. أولئك يريدون كل شيء لأنفسهم، ونحن وأنتم نريد كل شيء لله، وللإسلام. فسند الشعب وسند الإسلام، أولئك الرجال المؤمنون والرياضيون المؤمنون ورجال الدين المؤمنون والجامعيون المؤمنون والكسبة المؤمنون والفلاحون المؤمنون والعمّال المؤمنون الذين يستطيعون أن يكونوا سنداً للشعب، ولا يدعوا الأيدي الخائنة لمن يريدون أن يذهبوا بكل شيء قدرتنا المادّية والمعنويّة تبلغ ما تريد، هؤلاء هم الذين يمنعون ذلك. عزّزوا إيمانكم، ولوذوا بالإسلام، ولْنلجأ كلنا إليه، ونذكر الله في كل مكان. أنا أعلم أنّ الرياضيين في حلبة اختبار القوة (زورخانه) «3» هم في ذكر الله وذكر أمير المؤمنين. قَوُّوا ذكر الله هذا في أنفسكم، وذكر المولى هذا، وسيتقدم كل المقتدرين والمؤمنين- إن شاء الله- إلى الأمام، وفّقكم الله جميعاً. والله يوفّقكم، واسلموا واسعدوا، وأنا خادمكم جميعا.