بسم الله الرحمن الرحيم
احياء الإسلام بالتضحيات
لا أدري كيف أعلِن تأثّري في مثل هذه المصائب النازلة بنا. ولا أعرف إخواني وأبنائي كيف أستقبلكم، وكيف اراني جالساً سالماً وأنتم جرحى ومقعدون.
وما يَسُرّ القلب هو أنّ ما بكم إنّما نزل من أجل الإسلام، وكان لله. وما كان لله محفوظ عند الله. أنتم قدّمتم أرواحكم من أجل الإسلام مثلما قدّم أولياء الله أرواحهم من أجله. والإسلام أعزّ مما نتصوّر، فهو الذي عانى رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- من أجله المشقّات وتجرّع المصائب، وافتداه بخير الشبّان وزين الرجال الأقوياء. والإسلام عزيز، حتّى إنّ أبناء الرسول افتدوه بأرواحهم، وسيّد الشهداء- سلام الله عليه- قاتل بأولئك الشبّان والأصحاب، واستُشهدوا في سبيله، وأحيَوه.
الحياة الخالدة في ظل التضحيات
أتنم عانيتم المشقّة، وتحمّلتم العذاب، وشبّاننا افتدوا الإسلام، وأحيَوه في هذا الوقت الذي كان يمضي فيه إلى الفناء. آجركم الله، فقد تجدَّدَ الإسلام بسعيكم، فلولا سعيُ شبّاننا وطبقات شعبنا لَتلِف الإسلام بأيدي الجُناة. فأنتم ثرتم وافتديتم الإسلام وأحييتموه، وسيهب الله لكم الحياة الأبدية.
أسأل الله لكم السعادة والسلامة والتوفيق، وأشكر لكم ولِمن يخدمونكم سواء الأطباء وغيرهم. وأنا أحد خدّامكم والداعين لكم. شفاكم الله، وتفضّل برحمته علينا وعلى الشعب كله. ولاحول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم.