بسم الله الرحمن الرحيم
الدستور رأسُ كلّ الأمور
هذه قدرة الإسلام التي جمعت الطوائف المختلفة تحت سقف واحد، وما حدث قبل هذا أن التقى من بيجار ودرود وخوزستان وأمكنة أخرى، وتفضّلوا بذكر ما لديهم وعرضنا نحن مواضيعنا أيضا، لكنّ قدرة الإسلام قوَّة الإيمان حقّقت هذا الأمر، فاجتمع الآن ناس مختلفو الدّيار في محلّ واحد لنعرض مطالبنا.
والموضوع هو ذاك الذي كرّرته، ويجب أن أوكّد أنّ موضوعنا الحتميّ هو أن نهزم أعداءنا، ونخرجهم من البلاد، ولرفع الموانع، وصار هذا والحمد لله، وإذا بقي منه، فشيء من الجذور العفنة، ولدينا أمور متعلقة ببناء البلاد، وعلى رأسها الدستور ... هم يخلطون كل شيء باسم الحضارة الكبرى، ولذا يجب أن نصحّح أوّلًا أصول الموضوع، أي: أن يكون لنا إيران وإسلام، ثم نتحدَّث بالإصلاح وفروعه.
وضع العراقيل لمصالح الأجانب الاستعمارية
والموضوع الآن هو أنّ أعداءكم أعداء الإسلام مشغولون بالتآمر ضدكم وبجمع القوى عليكم، يريدون المؤامرة، والمؤامرة التي يريدها هؤلاء هي ما كانوا بصدده قبلًا، وهو أن لا تنال إيران الاستقلال السياسيّ والاقتصاديّ. حسناً أميركا لديها، وتُعطي كل جهة، ونحن يجب أن نشتري منها. إذا استقامت زراعتنا، اكتفينا ذاتياً، بل زاد ناتجنا على الحاجة. فبلادنا زراعية لديها ما يفيض عن حاجتها، فلو زُرِعتْ محافظة من إيران مثل خراسان أو أذربيجان لسدة حاجة بلادنا، ووجب تصدير الباقي. وهؤلاء «1» جاؤؤا كي لا يدعوا هذا يتحقّق فلصالح من هذا؟ لصالح أميركا، وهذا دليل على أن هؤلاء يعملون لأميركا، فلا يدعون المصانع تعمل، لصالح مَن؟ لصالح الأجنبي إذن يعملون للأجنبي، وهم يدّعون أنّهم يبتغون صلاح شعبنا، لا ما يبتغون صلاح بلادنا، فأعمال هؤلاء على العكس.
مجلس المؤسّسين واختلاق الذرائع
نريد الآن وضع دستور للبلاد، ونعرضه على الشعب، ووقف هؤلاء في وجه مثل هذا الأمر المهمّ أنّه لا، نريد أن يكون مجلس مؤسّسين. ومجلس المؤسّسين ذاك طويل عريض يتألّف من ستِّ مئة عضو أو سبع مئة، حتى إذا أراد أن يتحقّق أصله لزمه ستّة أشهر، لينشأ مجلس المؤسّسين، ثمّ لا يدعه أفراد مختلفون، أفراد مغترضون، هذا القانون يتحقّق، ويطول نظرهم في هذا. وشيء يُصلَحُ في شهرين يُطِيلونَه سنتين ثلاثاً أربعاً، وهم يتآمرون، ينجزون أعمالهم، ويعقدون اجتماعاتهم، وفجأة لا إسلام ولا بلاد ولا دستور وتلك الأقوال السابقة.
المشاركة العامّة في جهاد البناء
نحن مجتمعون هنا الآن، أنتم جئتم من بيجار، والسادة من درود، والسادة من ملاير، والسادة من اهواز، وكلّنا يجب أن نضع يداً بيد لنطوي المرحلة الأصلية هذه، والمراحل اللاحقة سهلة. المهم أن تمرّ هذه المراحل لتحظى بلادنا بحكومة مستقرّة ورئيس جمهوريّة ومجلس شورى، أن يتحقّق أساس الحكومة الذي هو الأصل. وبعده نمضي صوب المشكلات، والحكومة بصدد هذا الآن، فهي مشغولة شغلًا واسعاً في كل مكان بالتطهير والعمل، ونحن اليوم نريد تقديم رسالتها للشعب كلّه، فجهاد البناء عمل يجب أن يتحقّق، وأن يُشارِك فيه جميع الشعب، فكلّه مكلّف ذلك. وإذا بدأ هذا العمل بمشاركة الجميع، عادَتْ إيران بعدَ مدّة عامرة إن شاء الله.
أسأل الله- تبارك وتعالى- سلامتكم وسعادتكم جميعا أيّها السادة، وأشكر لكم مجيئكم من ديار بعيدة وجلوسكم في غرفة ضيّقة تتصبَّبون فيها عَرَقا. أيّدكم الله كلّكم إن شاء الله.