شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [الإيمان والاتحاد بين شرائح المجتمع عامل النصر]

قم‏
الإيمان والاتحاد بين شرائح المجتمع عامل النصر
جمع شعبي وطلبة كلية القانون العلوم السياسية بجامعة طهران
جلد ۸ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۳۵۵ تا صفحه ۳۵۸

بسم الله الرحمن الرحيم‏

هدية الإسلام والثورة

يجب أن أذكّر شعب إيران بواقع لعلّي ذكّرتُ به قبلًا، لكنَّ أهميته توجب أن أذكّر الشعب الإيرانيّ به.
بذلت جهود خلال ما يقرب من عشرين سنة لترتبط فئات الشعب بعضها ببعض. وجرت مساع لتخييب دعايات الأجانب الذين كانوا يريدون أن يغيروا علينا، ويعرقلونا. بُذلت مساع لترتبط فئات الشعب فيما بينها فارتبط الشبّان الجامعيون بالشبّان الحوزويين، والتأم عُمَّال الدولة مع الكسبة، وعلماء الدين والجامعيون أيضاً. هذه الطبقات المختلفة من العامل إلى المالك إلى الفلّاح والكاسب والتاجر والشيخ والجامعي، ارتبط كلّ الشعب بعضهم ببعض وراحوا يلتحمون، وتجلَّت مصاعب كثيرة، وظهرت جهود عريضة، لتجتمع تلك المتفرّقات، ولتصير القطرات بحراً، حتّى تؤلّفَ القطراتِ سيلًا جارفاً يقتلع بنيان الظلم والجور والتسلط الأجنبيّ من قواعده وقذفوه، وأنتم يا شعب إيران العظيم اندفعتم من المدن والأرياف والقصبات بصوت واحد، السيدات المصونات والرجال الأعزاء غير ملتفتين إلى المصاعب، وهدمتم هذا السدّ الهائل أمام الإنسانية هذا.

الإيمان والوحدة عامل النصر

أخشى أن تتبدَّد تلك الجهود المبذولة حتّى الآن في نصف الطريق بجهل عدَّة واغتراض عِدَّة أخرى، وتذهب دماء شبّاننا هدراً. وأنتم ترون أنّ شهرين أو ثلاثة مرّت على انتصاركم، وكلّكم شاهدتم أنّ هذا النصر حصلتموه في ظلال وحدة الكلمة وقدرة الإسلام، وعامل انتصاركم هو الإيمان ووحدة الكلمة. وفي غضون شهر أو اثنين أعلنت مئة جماعة وجودها بأسماء مختلفة. أي أنّ الانسجام الذي ساد الشعب، وتلك الوحدة التي جمعته وأحسّ الأجانب أنه ما من قدرة تستطيع أن تقابل قدرة الإيمان ووحدة الكلمة، فعملوا على تضعيف هذه القدرة، القدرة الإسلامية، وقدرة وحدة الكلمة. وجهود عدَّة سنوات بذلت لتنسجم الفئات المختلفة، وتسودها وحدة الكلمة، والأجانب صمّموا أن يهدروا هذه الجهود بأيديهم غير الطاهرة وجهل كثيرين من المدّعين بكل شي‏ء. نحن جمعنا هذه الفئات المختلفة، وحطمنا هذا السدّ. والآن أعلنت زهاء مئة فئة حتى الآن وجودها، وإعلان الوجود هذا ينتهي إلى زوال الجميع.

إنذار للأحزاب والفئات‏

أيتها الأحزاب المختلفة، أيتها الفئات المتفاوتة إذا كنتم تألمون لبلادكم وشعبكم فيجب أن تعلموا أنّ إيجاد الفئات المتعارضة سمّ قاتل للشعب، وتعيد بلادكم ثانية إلى حاله الأولى- والعياذ بالله- يا من تتكلمون عن الشعب، وتدافعون عن محبَّته، وتصرّحون بصداقة المستضعفين إن إظهار هذه الوجودات وجعل هذا الشعب فئات فئات يبعث أن يعود شعبكم إلى حاله الأولى. وأنتم تضيّعون الآن عامل انتصار الشعب. وأنتم الحسني النيَّة وقعتم تحت تأثير شياطين سيّئي النية. والله- تبارك وتعالى- قال: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) «1» وهو أمر بالاجتماع، ونهيّ عن التفرّق. أنتم تبلبلون اجتماع المسلمين، وتبعثونهم على التفرّق.
اجتنبوا الأهواء النفسانية، وسيروا مع الأمة في طريق واحد، فهذا الشعب فقد أبناءه، وهذه الجامعة عانت، وهذه المدرسة قاست، وهذه المدرسة الفيضية قدّمت قتلى، لم يحترموا القرآن في هذه المدرسة الفيضية، بل قيل: أحرقوه. وعانينا لنصلح ما بين الحوزة والجامعة، وأبطلنا دعايات الأجانب السيّئة. وأنتم الآن في هذا الوقت الذي نحتاج فيه احتياجا ماسّاً لوحدة الكلمة تبعثون على التفرّق. أهذه خدمة للشعب؟ أهي خدمة للبلاد؟ هل التشرذم خدمة للإنسانية؟ أو خدمة للمستضعفين؟ تأمّلوا قليلًا. وأعيدوا النظر في أعمالكم. مالكم تصيرون فئات تكره كل منها الأخرى؟ فلو سرتم جميعاً في طريق واحد لما كان هناك مضايقة من سير الفئات كلِّها في مسير واحد، لكنّ أيدي الأجانب الخبيثة هي التي تفرِّقكم فئات وتثير بعضكم على بعض، أولئك الذين يريدون أن ينهبونا، ويغنموا ثرواتنا، ويأسرونا، وقد شاهدوا عياناً شيئين جلبا لنا النصر فحملوا عليهما، وهما: الإيمان- الإسلام- ووحدة الكلمة بأيدي عملائهم الذين شُغِلوا ببثِّ التفرقة على مساحة كبيرة من إيران، بثّوا التفرقة في أنحاء إيران كلِّها. أحزاب مختلفة، وفئات متباينة، وجبهات متعارضة، وكلّ يُخالِف الآخرين. وها هم أولاء يسلبوننا وحدة الكلمة. وكانت قدرة الإيمان هي التي أنالتكم هذا النصر. وشاهد أولئك بأمِّ أعينهم أنّ الإيمان هو منشأ هزيمتهم، وها هم أولاء ينالون منه. وهؤلاء المخالفون للإسلام اليوم لو كانوا يعقلون لما خالفوه، فهو الذي ينصرهم. أولئك الخدم للأجنبي معلومو الحساب. وما يُقْلِقني أنَّ مَشَاق عِدّة سنوات تحمّلها قوم في التأليف بين الطبقات المختلفة وإبطال دعاوى الأجانب، وبحمد الله أنجزوا وانتصروا.

خطر عرض الإسلام خطأ

ولدينا قلق آخر هو أنّ الأصدقاء الجهلة الذين لا يلتفتون للأمور يبعثون على عرض الإسلام بصورة أخرى. نحن لدينا اليوم نظام الجمهورية الإسلامية، وكلّ طبقاتنا تدّعي أننا جمهورية إسلامية، وجيشنا وشرطتنا ودَرَكنا وقوانا النظامية إسلامية وحكومتنا إسلامية، وإدارتنا إسلامية، هكذا ندَّعي. وأنا لديّ خوف مِن أن تمارس فئات غير مغترضة، لكنها جاهلة أعمالًا تسي‏ء للإسلام، وتنال منه، وتلحقنا الهزيمة في ديننا، ويُدْفن الإسلام. فإذا عملت اللجان على خلاف الموازين الإسلامية- لا سمح الله- سواء تلك التي فيها معمّمون وتلك التي ليس فيها، سيغلِب أولئك ديننا، وهذه مسؤولية جسيمة على المعمّمين.
ولو نشأ- لا سمح الله- اختلاف في الرأي في المدن في الأماكن التي فيها العلماء والشيوخ وانتهى إلى إفساد الودّ، فإنه سيُسي‏ءُ إلى ديننا، وهذه مسؤولية عظيمة على عاتق المعممين. فإذا سارت محاكمنا على خلاف الموازين الإسلامية، وجانبت العدالة، فإنها تمسّ ديننا.
وإذا ارتكب حرسنا الذين هم حرس الجمهورية الإسلامية والثورة الإسلامية ما يخالف الموازين الإسلامية، فهذا نيل من ديننا، ومسؤوليته جسيمة. ولو هزِمنا في النظام السابق، وقُتِلنا، وديننا محفوظ، لما اغتممنا، ولا قلقنا. لو كنّا نرتكب خلافاً في النظام السابق فرضاً، لما تعلَّق بديننا.
إذا ارتكبنا خلافاً اليوم يُهْزمُ ديننا، والمصيبة أن يُهزَم الدِّين. وسيِّدُ الشهداء- سلام الله عليه- استُشهد هو وكل أصحابه وأسرته، لكنّ الدِّين تقدَّم، فشهادته قدَّمت الدّين. ولو كنّا في ذاك النظام قد استشهدنا واستشهدتم لتقدَّم ديننا، لكن إذا حصل خلاف بأعمالنا وسلوكنا وقولنا وأقلامنا وخطواتنا يتزلزل ديننا. والمصيبة أن يُفْتقد الدين الذي قتلَ مِن أجله الأنبياء والأولياء.
أيّها الشعب الإيراني، السيّدات المحترمات، الإخوة المحترمون أغيثوا الإسلام. فهو أمانة بأيديكم اليوم، فلا تخونوا هذه الأمانة، أيها الشيخ، يا جامعيّ، يا تاجر، يا فلاح، يا عامل، يا ريفي، أيّتها العشائر إنّ الإسلام اليوم لفي خطر.
ساعدوا الإسلام، فأفعالنا الخاطئة تعرض الإسلام عرضاً سيِّئاً، وتدفنه فلا يلتفت إليه أحد أبداً. والأقلام غير الطاهرة، والعيون غير الطاهرة تتحرى عيوبكم، وتعرض دينكم عرض سوء. ويقولون: هذه أيضاً الجمهورية الإسلامية. مثلما يذهبون إلى المصانع ويقولون، ومثلما تكتب الأقلام الخائنة.
نحن اليوم نخشى الأصدقاء، وكنا أمس نخشى الأعداء، وما كانت تلك الخشية كبيرة ولا مشكلة. اليوم نخشى الأصدقاء الذين لا يلتفتون لعمق القضايا، ولا ينتبهون على الحال التي نحن فيها الآن، ويعملون ما يُظهر ديننا في العالم ديناً فاسداً مُتخلِّفاً. هذا ما يعذبنا ويقلقنا. وعلينا كلِّنا اليوم كلّ الشعب، كلّ السيِّدات والسادة، على العلماء، على الجامعيين والمحامين والوزراء، على كل طبقات الشعب أن يحترزوا من الخلاف والأعمال المخالفة للثورة الإسلامية، والجمهورية الإسلامية. انفضوا أيديكم من الخلافات، ولا تختلفوا في هيّنات الأمور. فليس اليوم يومَ خلاف.
انفضوا أيديكم من الأهواء النفسانية، ولا تختلفوا- لا سمح الله- في رئاسة اللجنة والحرس. فليس اليوم يوم الهوى. اليوم هو اليوم الذي مصيركم فيه مصير الإسلام، ويجب أن يتجلَّى فيه مصير القرآن. تآخوا، فالجامعيون إخوتنا، ونحن خدمهم.

مؤامرة أعداء الإسلام فصل الجامعة عن الحوزة

أيّها الإخوة الجامعيون احذروا أن يفصلوكم عن علماء الدين. أيّها الأخوة علماء الإسلام احذروا أن يفصلوكم عن الجامعيين. فمنذ أيام أقبلوا على خطة لفصل الجامعة عن الحوزة في إصفهان ومشهد وطهران على أساس بث الخلاف بين الجانبين. فعدّة من المنبريين الجهلة وعدّة من الجامعيين الجهلة يريدون فصل هذين المركزين. وأعدّوا خطّة ذلك في وقت تقديم الدستور، في وقت استحصال النتائج قريباً من شهر رمضان المبارك، واجتماعكم لهؤلاء الذين يريدون محو إيران ومحو الإسلام خطر. شهر رمضان شهر الاجتماع والوحدة، شهر الله، وعند إطلالته واستحصال النتيجة من هذه الدماء والمصاعب والمشاقّ وضعوا خطة الخصام الكبير بين علماء الدين والجامعيين. فأحدهم يناول ملزمة تلعن أحداً، وأحدهم يُناول ملزمة تمدح أحداً، وكلاهما خصام، وكلاهما اليوم غلط. فتخلّوا عن الجهل، ولا يثيرنكم أعداء الإسلام أولئك، ولا تخونوا الإسلام، فهذه التفرقة اليوم خيانة للإسلام بأيِّ اسم جاءت. الخلاف اليوم على ولاية أمير المؤمنين خيانة للإسلام، فلا تطرحوا هذه المقالات اليوم. ليتجه الجميع اليوم صوب تحقيق مصير كريم لإيران، ولا يُنْسَ الإسلام بأعمالكم، ولا يُدْفن الإسلام لا سمح الله بأعمالكم. إذا كنتم تعطفون على الإسلام، فدعوا التفرقة. وإذا كنتم تعطفون على الشعب، فدعوا التفرقة، وإذا كنتم غيارى على بلادكم فدعوا التفرقة.
اهدموا هذه الخطّة الشيطانية التي ظهرت في إصفهان ومشهد وطهران لا تتناطحوا في شأن أحد مسلم هو أو كافر. التفتوا للقضايا، يريدون أن تتفانوا، ويقطفوا هم الثمار.
أيقظنا الله إن شاء الله من الغفلات، وأن يحفظ اجتماعنا إن شاء الله، وأن يهدي مثيري التفرقة، وينصر الإسلام إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

«۱»-آل عمران: ۱۰۳.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: