بسم الله الرحمن الرحيم
خشية الأعداء من الإسلام
نظراً الى أن الوقت متأخر لذا لن أطيل عليكم .. فكما تعلمون أن المرحلة حساسة، وعلينا أن ننجز خطوات عديدة إذ لدينا الدستور ومجلس الخبراء ومجلس الشورى ورئاسة الجمهورية، وكل هذا يعتبر أساس النظام. لذا يجب أن نتحد مع بعضنا ونكون أخوة حتى ننجز مابين أيدينا، وعلينا أن نرسم معالم هذه الأركان في أسرع وقت. ففي هذه اللحظات الحساسة يتربص الأعداء بنا ليمنعونا من تحقيق ما نحن عازمين عليه. وكما رأيتم، لقد أثاروا الفوضى أثناء الاستفتاء والآن أيضاً يريدون أن يكرروا الشيء نفسه. فهم لايريدون لهذه الأمور الإسلامية أن تتحقق لأنهم يخافون من الإسلام، فهو دين الأخوة والمساواة وبعيد كل البعد عن العنصرية، ففي الإسلام لايوجد أكراد وفرس وأتراك وعرب على الإطلاق، وإنما يوجد التقوى والصفاء والمساواة والأخوة، وهم يدركون أنه إذا تحقق الإسلام الصحيح في هذه البلاد فإنه سيُعكّر عليهم حياتهم.
إنهم يريدون أن يستمروا غطرستهم وفي نهب مقدرات الشعب، ولكن الإسلام هو وحده الذي يمنعهم من ذلك. ولذا فهم ينافقون ويسعون لإثارة الفوضى والخلافات من أجل منعنا من إتمام هذه المراحل الأولية التي بين أيدينا ولكي يظهروا للعالم بأن إيران غير قادرة على إدارة نفسها، ويروّجوا في الخارج كما في الداخل بأن هؤلاء لازالوا غير راشدين، وأن إيران لم تصل إلى المستوى الذي تستطيع عنده إدارة نفسها بنفسها، ولهذا فهي تحتاج إلى قيّم عليها. إنهم يريدون أن يعيدوا كل شيء كما كان.
السعي لتحقيق استقرار الحكومة الإسلامية
اليوم هو يوم اتحاد جميع الأخوة مع بعضهم سواء كانوا قاطني المناطق الحدودية أو المناطق المركزية، وكما اتحدتم في بدايات النهضة، وسرتم بنهضتكم إلى الأمام، الآن أيضاً اتحدوا وتابعوا مسيرتكم حتى تصبح هذه الحكومة حكومة إسلامية مستقرة، فهي الآن انتقالية، ويجب أن تتحول إلى حكومة إسلامية مستقرة ترعى القوانين الإسلامية، وعندها ستدركون وسيدرك العالم أن الإسلام هو دين العدل وهو النظام الذي يعتبر المزارع أعلى مقاماً من أولئك المتعالين، وأنه لايعترف بالتحزبات والعنصريات أبداً. ونحن يجب أن نسعى كي نثبت للعالم أن النظام في بلادنا تغير من نظام متسلط مستبد إلى نظام إسلامي- انساني وأن محتواه أيضاً قد تغير، فالتغيير لايكون بالاسم فقط كأن نقول: (نحن الآن جمهورية إسلامية) فنحن نريد أن نطبق الأحكام الإسلامية في إيران كما كانت في صدر الإسلام، وأن نُري العالم أن الإسلام الراقي هو هذا، وأن النظام الذي يعتني بأحوال الضعفاء والبؤساء أكثرمن غيرهم ويسعى إلى تحرير المستضعفين من قيودهم وأغلالهم هو الإسلام، وأن النظام الذي لايفرق بين سكان المدن البعيدة والقريبة وبين سكان الأحياء الغنية والأحياء الفقيرة هو الإسلام.
وعندما كان الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) يحكم البلاد الإسلامية باسم الإسلام كان يأتي إليه بعضهم وهو جالس في المسجد مع أصحابه، فكان يسأل: (أيّكم رسول الله؟) لأنهم كانوا يجلسون مع بعضهم فلم يكن بينهم مرتفع أو منخفض، الكل يجلسون على الأرض، وإذا كان هناك حصير فهي للمسجد والكل كانوا يجلسون عليها، ومن نفس ذلك المسجد الذي كان يقضي فيه حياته كان يجهّز الجيوش لفتح الممالك الأخرى.
نحن نريد مثل تلك الحكومة، نريد إزالة تلك الطبقات المستغلة، وإنصاف المزارعين والبؤساء وسكنة بيوت الطين والصفيح الموجودة في طهران بما لا يوجد مثيل لها حتى في محافظة كردستان وأنتم أيضاًلم تروا مثلها. إنهم بائسين جداً، وكل هذه المصائب والمعاناة كان قد أودجدها الشاه المخلوع تحت شعار (الإصلاح الزراعي).
وحدة الكلمة تكمن في التوجه الإسلامي
آمل أن نحافظ على وحدة الصف كما كانت عندما وضعنا حجر الأساس في نهضتنا، وأتمنى أن تدافعوا عن حدود البلاد في المناطق التي توجدون فيها، ونحن أيضاً سيكون كلامنا واحداً لن يتغير: الإسلام، الجمهورية الإسلامية، العودة إلى صدر الإسلام. فعندما يتحقق هذا فإن كل المشاكل ستنحل، وعندما يأتي الإسلام فإنه سيتصدى لمخططات أولئك المخالفين، وسيفني قوتهم، فالقوة قوة الإسلام وقوة الأمة الإسلامية.
إني أطلب منكم ومن جميع الأصدقاء أن تحافظوا على وحدتكم وإرادتكم وعزمكم. وأن تصدوا بسواعدكم هذه الحثالة، وإن شاء الله ستكون بلادكم ملكاً لكم، وسينتهي كل أولئك الذين يفكرون بالتسلط عليكم ونهب خيراتكم.