شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [ضرورة تلازم التربية مع التعليم والاستقلال الثقافي‏]

قم‏
ضرورة تلازم التربية مع التعليم والاستقلال الثقافي‏
العاملون في حقل التعليم في مدينة شهرضا
جلد ۹ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۶۶ تا صفحه ۶۷

بسم الله الرحمن الرحيم‏

تلازم التربية مع التعليم‏

إن التعليم لوحده يبقى دون فائدة، ويجب أن تكون التربية مقرونة بالتعليم. يعني إذا كان الشباب الذين يذهبون إلى الجامعات والمعاهد العلمية. لا يتلقون غير التعليم، فإن ذلك قد يكون مضراً للبلاد في بعض الأحيان، وإن الكثير من الأضرار التي لحقت ببلادنا كانت من قبل هؤلاء المتعلمين، كما أن الكثير من المشاريع المتضادة مع مصالح البلاد كانت تصدر في معظم الأحيان عن هؤلاء المتعلمين الذين امتلكوا العلم ولكنهم لم يمتلكوا التربية، وكانوا لايعملون شيئاً إلا لمصلحتهم.
إن الذي لايملك تربية صحيحة حتى ولو كان تعليمه صحيحاً ولو افترضنا أنه على مستوى عال من التعليم، فإن الضررالذي يسببه لبلاده سيكون أكبر من الضرر الذي يسببه الناس العاديون، فالناس العاديون لايستطيعون أن يسببوا الإيذاء الذي يسببه هؤلاء المتعلمون للبلاد، لأن المتعلمين هم الذين يتسنى لهم تقديم المشاريع ليستفيد منها الآخرون. فالذين كانوا يحيطون بالأب والابن «1»، كانوا من هؤلاء المتعلمين الذين أكملوا تعليمهم في أوروبا وأمريكا، لكنهم كانوا متعلمين فقط ولم يكن لديهم تربية إسلامية أو تربية انسانية، ولهذا فإن الأذى الذي لحق ببلادنا من قبل هؤلاء العلماء لايوازيه أي أذى آخر حتى (السافاك) لم يسبب الأذى الذي سببوه، فهؤلاء دمروا الأفكار وأفسدوا شبابنا.

ضرورة الاستقلال الثقافي‏

ومن هنا يجب إثراء الثقافة جنباً الى جنب التعليم، ولا يكفي أن تقرن التربية بالتعليم بالاسم فقط. يعني أن يكون الواقع كذلك أيضاً، يجب أن يكون التعليم في أعلى مراتبه ويجب أن يكون مقروناً بالتربية أيضاً، يجب أن يتلقى شبابنا تربية انسانية وتربية إسلامية، ولو تلقى شبابنا التربية الانسانية الصحيحة فلن يكون بينهم خائن لوطنه، ولن يكون بينهم من يطرح مشاريع تتناقض مع مصلحة البلاد ولا يستفيد منها غير الأجانب.
وأساس كل ذلك أن تتغير الثقافة، وأن تخرج من شكلها المقلد للغرب، وكل شي‏ء فينا يجب أن يصبح كذلك، يجب أن يتحقق الاستقلال الفكري والاستقلال الداخلي، فالاستقلال الفكري يساعد الانسان على أن يكون حراً ومستقلًا بذاته، لا أن يكون تابعاً ومقلداً للغرب في كل ما يفعل.

تقليد الغرب، المصيبة الكبرى التي حلت بالدول الشرقية

إن المصيبة الكبرى التي لحقت بإيران والدول الشرقية عموماً، تمثلت في انصاتهم المطلق للغرب ماذا قال وماذا عمل متناسين أنفسهم بشكل تام، لقد فقدوا هويتهم واستقلالهم الفكري، وهذا الضرر أكبر من ضرر النفط، وقس على هذا. والثقافة هي من سيعوض كل هذا، وثقافتنا يجب أن تكون قادرة على تخريج شبان قادرين على متابعة مسيرتهم بالاعتماد على أنفسهم إن شاء الله، لا أن يكونوا أتباعاً وأذيالًا ومتصورين علينا اتباع اولئك مهما فعلوا .. عليهم أن يساهموا في استقلال بلادهم واستقلال أنفسهم أيضاً، وأن يديروا شؤون بلادهم بأنفسهم، وأن يسعوا خلف مصالح البلاد بعد أن يؤمّنوا استقلالهم الفكري.
أسأل الله أن يوفقكم جميعاً وأن يوفقنا الى تربية أناس صالحين في بلادنا، فكما أن الإسلام يهدف الى بناء الإنسان، نأمل أن تعمل الثقافة على بناء الإنسان إن شاء الله. وفقكم الله جميعاً وسدد خطاكم.

«۱»-رضا خان ومحمد رضا بهلوي.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: