بسم الله الرحمن الرحيم
التفاوت في وضع الجيش بين الحكومة الإسلامية والحكومات الفاسدة
الآن نستطيع أن نرى حيث يجتمع في هذه الصالة الصغيرة علماء الدين ورجال الجيش، أيهما أفضل هذا الوضع أو ذاك الذي كان فيه الجيش في طرف وعلماء الدين في الطرف الآخر، والشعب في تباعد عن الجيش والجيش في تباعد عن الشعب؟! والفرق الآخر الموجود بين الحكومات الفاسدة والحكومات الإسلامية، هو أنه بما أن الحكومات الفاسدة خائنة للشعب فهي تخشى من الشعب الرافض لها وتحذر منه، ومن أجل ذلك فإنها تقوم بتأسيس الجيش من أجل إرهاب الشعب. وبما أن الجيش قد بني في تلك الحكومات من أجل إرهاب الشعب، فالشعب يعتبر الجيش عدوا له وكذلك الأمر للجيش، لذلك نجدهم دائماً بعيدين عن بعضهم البعض، ويسود بينهم سوء الظن تجاه بعضهم البعض، ومن المحتمل أن الناس عندما يذهبون إلى المساجد يقومون بالدعاء على الجيش بدلًا من الدعاء له. وكذلك الأمر بالنسبة للجيش- جيش الحكومات الفاسدة- بدل الدفاع والحفاظ عن الشعب يقوم بقتل الشعب. وهذا هو الوضع في الحكومات الفاسدة التي تقوم بتأسيس الجيش خوفاً وحذراً فيقوم بإرهاب الشعب خوفاً منه ومن قيامه.
أما في الحكومة الإسلامية فالأمر ليس على هذه النحو، فالحاكم الإسلامي ورئيس الدولة لايوجد عندهم خوف أو حذر من الشعب لأنهم من هذا الشعب ولهذا الشعب، ومن المحتمل أنكم أنفسكم سمعتم بهذا الأمر أنه عندما كان محمد رضا يريد المرور بشارع للذهاب إلى مكان ما كان عناصر المخابرات (السافاك) يمشطون المنطقة قبل يومين، ويقومون بمراقبة جميع البيوت التي تشرف على ذلك الشارع، ويزرعون عناصرهم في تلك البيوت ويخرجون الناس من بيوتهم من أجل مراقبة الشارع، كل هذا الأمر لماذا؟؟! لأن محمد رضا شاه كان خائفا، فهو خائف أنه عندما يمر من هذا الشارع أن يقوم الناس الغاضبين منه، بالقضاء عليه.
أما الحكومة الإسلامية فهي لاتخشى الشعب، لأنها لم تقم بخيانة الشعب ولهذا الأمر نجد في صدر الإسلام أن المسجد نفسه الذي كان يتواجد فيه عالم الدين كان يوجد فيه عناصر الجيش وقواده. كانوا يقومون بأداء الصلاة والعبادات مع بعضهم البعض وفي نفس الوقت كانوا يذهبون إلى المعارك معاً. هكذا كان وضع الحكومة آنذاك، وأنتم قبل انتصار الثورة كنتم تعرفون أنه من غير الممكن اللقاء مع هذه الشخصيات، فلم يكن قواد الجيش يأتون عند علماء الدين. أما الآن وبعد الثورة فإننا مع بعضنا البعض لانحن نخاف منكم ولاأنتم تخافون منا ولايهرب الناس منكم ولا أنتم تهربون من الناس فالكل هنا رفاق وأصحاب، وإن راحة البال هذه التي عندكم وعندنا هي من بركات الإسلام، ذات قيمة عالية جداً. فأولئك الذين كانوا في الحكومة السابقة ورجال المخابرات (السافاك) وأمثالهم الذين كانوا يقومون بأعمال العنف ضد هذا الشعب، كانوا يعانون من عذاب الضمير والوجدان.
نعم من الممكن للإنسان أن يغير ضميره، ولكن هذا الأمر كان يبعث على القلق وعدم راحة البال عندما يقوم بمثل هذه الأعمال ضد الشعب، فلذلك كانوا دائماً في حالة خوف من الشعب وكانوا يفتقدون لراحة البال والوجدان والتي هي نعمة من النعم الإلهية الكبيرة، في حين أننا مازلنا في وسط الطريق لكننا نتمتع براحة البال وهدوء الخاطر.
عدم جدوى سياسة الاغتيالات
إن شاء الله سنكمل طريقنا الذي بدأناه وسنقوم بالقضاء على كافة الجذور الفاسدة ممن يعتقدون أنهم بقيامهم بأعمال الاغتيالات تلك فسوف يحصلون على النتيجة المرجوة، ولكن أنى لهم غير ذلك. ولابد أنكم سمعتم اليوم عن محاولة اغتيال واحد من علماء الدين الكبار، فقد قاموا بمحاولة اغتيال السيد رضي شيرازي «1»، أطلقوا عليه ثلاث عيارات نارية ولكن الحمد لله لم يحصلوا على النتيجة المطلوبة، فلقد نجا السيد رضي شيرازي. فهم يعتقدون أنهم بمثل تلك الأعمال قادرين على الوقوف في وجه الشعب، الشعب الذي يأتي شبابه لعندي ويطلبون مني الدعاء لهم بالشهادة، فهذا الشعب لايخشى من الاغتيالات بل يحب الشهادة ويسعى لها بصدر دافئ.
هذه هي تعاليم إسلامنا الحنيف، وهذه هي أسباب انتصارنا، لم يكن شعبنا ليخشى الموت إذا ما نزل إلى الشارع وكان الكثير منهم يقتل، ولكنهم في النهاية استطاعوا بتلك التضحيات والتعاليم ونداءات (الله أكبر) أن يحققوا النصر. فهذه هي الحكومة الإسلامية رجالها جاؤوا إلى المساجد وقاموا بالثورة من المساجد وذهبوا إلى ساحات النضال من المساجد ومن صلاة الجمعة حيث كانت تلقى الخطب والمواعظ، أو من غير صلاة الجمعة عندما كان يرتقي قائدهم المنبر ويخطب بهم ويحضهم على النضال والنزول الى الساحة. كان يقوم بهداية الناس وإرشادهم، كل تلك الأمور وهذه الروح المعنوية العالية كانت تنطلق من المسجد. فبمثل هذه المعنويات لم يكن الشعب ليخشى الموت، فالإنسان الرباني يعرف أن الموت هو انتقال من مكان إلى مكان أفضل، إن الذين يخشون الموت هم الذين يعتقدون أن الموت هو آخر الطريق وهناك حسابهم، أما الذين كانوا على الطريق الصحيح، فلماذا يخافون الموت؟!
وحدة الشعب من نعم الثورة الإسلامية
على أي حال إن اجتماعنا الآن في هذا المكان، نحن وعلماء قزوين الأفاضل وأنتم أيها القادة، هو من نعم وبركات هذه الثورة المباركة. فنحن كلنا هنا مجتمعين مع بعضنا البعض كالأخوة والأصحاب نجلس باطمئنان، وسوف نغادر باطمئنان أيضاً، وهذه أيضاً نعمة أخرى من نعم الإسلام. وآمل أيضاً أن نمضي قدماً في هذا الطريق مع بعضنا البعض، فالطريق أمامنا طويل ونحن مازلنا في أول الطريق، ذلك أن الحكومة التي يتطلع إليها الإسلام لم تتحقق بعد وما نحن إلّا في بداية الطريق.
يجب أن تكون الحكومة الإسلامية إسلامية، في جميع شؤونها
إن الحكومة التي يتطلع إليها الإسلام، والنظام الذي يسعى الإسلام الى تحقيقه وإن شاء الله سوف يتحقق، هو النظام الذي يكون إسلامياً في مختلف أبعاده. فإذا ما ذهبتم الى السوق تجدونه سوقاً إسلامية لا إجحاف لاحقد ولاسرقات، لا احتكار ولاربا. وإذا تأملتكم في جيشه تجدونه إسلامياً، الجميع مسلمون وتوجههم إسلامي يؤدون الصلاة ويقومون بالعبادات يصومون رمضان. وعندما تذهبون الى ثكنات الجيش كما لو أنكم تذهبون إلى المسجد. وكذلك الأمر بالنسبة للمساجد وجميع مرافق البلاد وزاراتها وإداراتها كلها إسلامية، وإن شاء الله سوف نستطيع تحقيق ما أمرنا الله تبارك وتعالى به، وعندها سوف نعرض على العالم ما كنا نتطلع الى تحقيقه.
إن كل ماحققناه هو من الإسلام وبفضله، حيث نادى الشعب بالإسلام ونادت طبقات المجتمع بالإسلام، وعندما انفصل الجيش عن الشاه واتصل بالشعب، كان بوحي من تعاليم الإسلام. وهكذا اتحد الجميع مع بعضهم البعض واستطاعوا أن يحققوا ذلك الإعجاز العظيم.
وكلي أمر في أن نواصل جهودنا معاً في إكمال ما بدأناه إن شاء الله. إن من المسائل المهمة مسألة القانون الأساسي الذي يجب أن يتحقق بمساعدة أعضاء مجلس الخبراء، الذين يجب أن يكونوا من الشخصيات الإسلامية البارزة وأصحاب الخبرة الواسعة. فلنعمل على تدوين القانون الأساسي وانتخاب مجلس شورى إسلامي ورئيس جمهورية إسلامي، وبعد ذلك سنمضي في أعمال الإصلاح بيسر تام. فليحفظكم الله جميعاً ويوفقكم ويوفقنا الى خدمة الشعب.