بسم الله الرحمن الرحيم
أنا على علم بالكثير من هذه المشاكل التي طرحتموها وكذلك الأمر بالنسبة للعقبات التي تواجهكم في الدراسة الجامعية، ولكن عندي إحساس بأن هذه الاجتماعات التي تتم والقضايا التي تطرح فيها، تقف وراؤها دوافع مغرضة وإن الكثير من الأحزاب التي تأتي إلى هنا غير منتبهة إلى ذلك. فنحن الآن عندنا مسائل حياتية وإسلامية، وإذا لم يتم الالتفات إليها من قبل فئات المجتمع- الرجال والنساء- فإنه من المحتمل أن يتعرض أساس استقلالنا وإسلامنا إلى الخطر. لذلك يجب أن تنحصر كل التوجهات الآن إلى القانون الأساسي ومجلس الخبراء. يجب أن نركز اهتمامنا على تدوين القانون الأساسي وانتخاب أعضاء مجلس الخبراء. فالشخصيات التي ينبغي لها وضع القانون الأساسي يجب أن تكون من ذوي الخبرة، فيقوموا بإضافة مايجب أن يضاف وحذف ما يجب حذفه، والبنود والضوابط التي يجب أن تضاف يجب أن تدرس بدقة متناهية.
خصوصيات وصفات أعضاء مجلس الخبراء
يجب الالتفات والانتباه إلى أن مستقبل بلدنا ومصير الإسلام متعلق ومرتبط بهؤلاء الأعضاء الذين يجب أن يتم تعيينهم، يجب أن نهتم بمؤهلات الذين يجب تعيينهم، إذ يجب أن يكونوا ملتزمين بالإسلام، ويؤمنون بالإسلام كنظمات للحياة، وليسوا من الذين يقولون بأن الإسلام هو ل- 1400 سنة مضت وليس لهذا الزمن. ليسوا بيساريين أو يمينيين وما إلى ذلك، وأن يكونوا على معرفة كاملة بالإسلام، كي يتسنى لهم دراسة القانون الأساسي إصلاحه ودراسة الأطروحات المقدمة بهذا الشأن، وعرضه للإستفتاء العام من أجل المصادقة عليه.
مؤامرة الأعداء في طرح المسائل الفرعية
ليس من المناسب الآن أن نطرح المسائل الفرعية، في حين أنه يجب أن نهتم بالمسائل الأساسية. ففي هذه الأيام، تعتبر مسألة القانون الأساسي هي المسألة الأساسية المطروحة عبر إني أرى الشخصيات والأحزاب المختلفة تأتي إلى هنا من مناطق متعددة وتطرح المشاكل الفرعية، وبعد ذلك أرى هذه القضايا تطرح في وسائل الإعلام والصحف والمجلات. وبهذا الشكل، فإني أرى أن هذه الأمور هي أقرب لأن تكون مؤامرة من الأعداء من أجل التشويش على تركيز الشعب على مسألة القانون الأساسي وتحويل انتباهه إلى المسائل الأخرى- حقا كانت أم باطلًا- وبهذه الطريقة يصلون إلى أهدافهم، فيما ننشغل نحن بالمسائل الأختلافية والجدلية والجزئية التي أوجدوها ونبتعد عن المسألة الأساسية وهي مسألة القانون الأساسي. إن مسألة انتخاب أعضاء مجلس الخبراء ومجلس الشورى الإسلامي ورئاسة الجمهورية تعتبر من المسائل الأساسية للبلد، وإذا ما أهملت فمن الممكن أن نعود إلى الوضع السابق الذي لانتمنى أن نعود إليه. لذلك أطلب منكم جميعاً أن تضعوا تلك المسائل الفرعية جانبا وأن تمهلونا قليلًا، أما الآن فيجب أن تصبوا اهتمامكم على المسائل الأساسية.
صفات أعضاء مجلس الشورى
إذا ما انتهينا من المسائل الأساسية، وصار عندنا مجلس شعب ولكن ليس كمجلس الشورى السابق، فسوف تحل جميع هذه المسائل، مجلس شورى يجب أن يكون أعضاءه من الأشخاص الصالحين، من الذين لايعتبرون الإسلام عتيقا، ومن الذين هم ليسوا بيساريين أو يمينيين. فإذا تم تشكيل مثل هذا المجلس ستحل جميع المسائل. فأنا أعلم بوجود أشخاص غير سويين في السطوح المختلفة للدولة، ولكن ليس الآن الوقت المناسب لكي نشغل أنفسنا بالاختلافات، فهناك مشاكل في مختلف انحاء البلاد، في كردستان وفي الحدود والأماكن الأخرى.
أعداء الثورة يسعون الى زرع الفرقة
يوجد الآن أشخاص يكيدون لهذه الثورة، يسعون لإيجاد الخلافات هنا وهناك. ولابد أنكم سمعتم أنه قد وقعت منازعات في مريوان وأدت إلى مقتل أكثر من عشرين شخصا، هذه هي مؤامرات العدو من أجل القضاء على الثورة، فهم لايريدون لهذه الثورة أن تكمل طريقها وأن تضع القانون الأساسي، لذلك فهم يقومون بتلك الأعمال، في المصانع والمدن والأرياف وفي كل مكان.
وضع مسوّدة للقانون الأساسي
تسعى مؤامرة الأعداء إلى إعاقة مسيرة الثورة والحؤول دون تدوين القانون الأساسي بالشكل الصحيح لكي لا تتشكل حكومة مستقرة تعمل على اصلاح الأمور وإعادة أعمار البلد. لذلك فإني أرى أن الأمور الأخرى تأتي في المرتبة الثانية، أما الآن فإنه ينبغي لكل واحد منكم بخبرته ومجاله دراسة القانون الأساسي وإعطاء رأيه فيه. وبعد ذلك يجب التركيز على الذين ستقومون بانتخابهم بأن يكونوا شخصيات متعهدة وملتزمة بالإسلام وصالحة أيضاً. يجب أن تكونوا على معرفة بأولئك الأشخاص وأن يكونوا أهل ثقة وأمانة. ليس لهم ميول يسارية أو يمينية، لذلك عليكم بتعيين ممن يترتب عليهم دراسة القانون الأساسي. وبعد دراسته والتصويت عليه نكون قد أنهينا المرحلة الأولى وهي بأن يكون عندنا الدستور. وبعد ذلك يأتي دور مجلس الشورى؛ والذي سيتحقق إن شاء الله بإرادة الشعب، حيث يقوم أبناء الشعب بانتخاب نوابه الذين سينقلوا لنا بدورهم وجهات نظر أوساط المجتمع في المسائل المختلفة. عموماً فأنا أعلم بوجود الصعوبات والعقبات، ويجب أن تعلموا بأن هذه الصعوبات والعقبات تواجه جميع طبقات المجتمع، لذلك يجب أن نقلل من شأنها في الوقت الحاضر، يجب أن نصرف النظر عنها لبعض الوقت حتى نستطيع بعون الله أن ننهي مسائلنا الأساسية وعند ذلك بإمكاننا متابعة هذه الأمور بما فيها مشاكلكم الدراسية ومناهجكم التعليمية وغيرها. أتمنى لكم السعادة والتوفيق، وأدعوكم للعمل بما ط لبته منكم. فإذا غادرتم هذا المكان يجب ان تضعوا نصب أعينكم تلك الصفات التي يجب أن تتحلى بها الشخصيات المطلوب انتخابها. ومن الممكن أن يتم ترشيح بعض الأشخاص من قبل علماء الدين في طهران، فإذا ما فعلوا ذلك فهو أمر سليم .. سلّمكم الله وسدد خطاكم.