بسم الله الرحمن الرحيم
تآمر الأعداء لإيجاد التفرقة بين الجامعة والحوزة
في هذه الأيام، سمعت وقرأت عن اجتماع الجامعيين والحوزويين في اصفهان، وأنا أشكركم كثيراً وأتمنى أن تستمر هذه الوحدة فيما بينكم. إن الاختلافات التي كانت بين الجامعة والحوزة في عهد النظام البائد لم تكن من باب الصدفة، وإنما كانت أمر مخطط له، ولم يكن لعلماء الدين ولا للجامعيين علم به. كان أفراد أجهزة السلطة بإيجاد التفرقة يذهبون إلى الجامعة وكانوا ينقلون كلاما عن علماء الدين، وللأسف كان يصدقه شبابنا، وعندما كانوا يذهبون إلى علماء الدين، كانوا ينقلون كلاما عن الجامعة وكان يصدقهم علماء الدين أيضا. وكلتا الفئتين كانتا غافلتين عن نوايا هؤلاء. كلتا الطبقتين كانتا غير مدركتين بأن أولئك لا يريدون أن تكون هناك جامعة جيدة وحوزوي جيد.
كانوا يسعون الى بث الفرقة بين تلك القوتين اللتين تعتبران العقل المفكر للشعب، واللتين من الممكن أن تقدما على إيقاظ الشعب، وقد تعدى بهم الأمر إلى أنهم حاولوا زرع عداوة بين هاتين الفئتين لتنشغل ببعضها وتنسى المسائل الأصلية للشعب والبلد كما هو الآن. ولابد لي من تكرار ما قلته من قبل بأنه إذا أصيب مريض بصداع في الرأس، فإنه لو ذهب إلى مئة طبيب ينبغي أن يشكو من الصداع في رأسه، لا أن يقول مرة الوجع في رأسي وفي مرة أخرى قدمي، ومرة أخرى يقول قلبي حتى يتلافى التكرار. وحكمنا الآن حكم المريض حيث يجب أن نعلن ما هو مرضنا، يجب أن نقوله لكم ولكل فئة وشريحة تأتي الى هنا. لابد لنا من تحديد الداء الذي نعاني منه. وما نعاني منه هو أننا منشغلون بموضوع الدستور وقد تم تنظيمه ويجب متابعته حتى الانتهاء من التصويت عليه. غير أني أرى بعض الفئات تأتي وتطرح مسائل أخرى وأحياناً يطرحون مسائل من الممكن أن تؤدي إلى صدامات بين الناس. والبعض يكتبون في الصحف والمجلات عن مسائل تؤدي إلى تأجيج النزاعات بين الناس. وكما هو واضح أن ثمة مخطط وراء ذلك، بمعنى أن هناك مؤامرة لحرف أنظارنا الى مسائل غير المسائل الأصلية، أو تقوم بالإيقاع بيننا، وإشعال النزاع في صفوفنا، حيث أن تلك الأمور من أسباب الانحراف. ونحن الآن عندنا في هذه المرحلة تدوين القانون الأساسي وانتخاب أعضاء مجلس الخبراء وبعدها مجلس الشورى، وكذلك انتخاب رئاسة الجمهورية. حيث أن هذه الأمور هي أساس البلد، ويجب أن يبنى هذا الأساس وبعد ذلك يجب أن نفكر بحل المسائل الأخرى.
يجب أن نعطي أصحاب الرأي الحق في إبداء رأيهم بالقانون الأساسي، ونحن الآن بصدد وضع هذا الأساس. حسناً، أنتم جامعيون وأصحاب رأي، فقوموا بدراسة القانون الأساسي وسجلوا اقتراحاتكم واعتراضاتكم وأرسلوها الى مجلس الخبراء بطهران، حتى يقوم أعضاء المجلس بدراستها. وعندما يطلب منكم انتخاب أعضاء مجلس الخبراء يجب أن تنظروا إلى الأشخاص الذين يجب أن ينتخبوا، يجب أن يكونوا على اطلاع بالإسلام فنحن نريد أن نطبق الإسلام. لا نريد أن نبني بناء أوروبياً حتى نذهب وراء الخبراء الأوربيين. لانريد أن نضع قوانين غربية أو أوروبية حتى نذهب وراء المتبحرين في القانون الأوروبي. نحن نريد الأمور الإسلامية. كل هذا الشعب هتف للجمهورية الإسلامية كان هذا نداء الشعب. أما أولئك الذين كانوا يخالفون هذا الأمر فلم يكن ليسمع لهم صوت إما أنهم خرجوا من البلاد ولم يكن لهم أي دور، أو كانوا داخل البلاد ولكن جالسين جانباً يراقبون الأحداث، وربما كانوا يسخرون من شهدائنا .. إنهم ليسوا على اطلاع بالإسلام حتى عندما يطالعون القوانيين لا يستطيعون أن يشخصوا إن كانت مطابقة مع الإسلام أو معارضت له.
صفات أعضاء مجلس الخبراء
يجب عليكم أن تعينوا أشخاصاً يولون الإسلام أهمية خاصة، يجب أن يكون عندهم رغبة كبيرة بأن يتحقق الإسلام في هذا البلد، لا من أجل تحقيق مصالح غربية أو شرقية، وأن يكونوا مستقلين في فكرهم وعقيدتهم، أمناء وموضع ثقة الآخرين. فالذي لا تعرفونه بأنفسكم، لايجب أن تعينوه، الذين تعرفون أنهم مسلمون ومطلعون على الإسلام ولا يوجد لديهم أي تحايل في حياتهم على هذه الجهة أو تلك، قلوبهم ميالة للإسلام، وطريقهم طريق الإسلام، على معرفة بأوضاع البلاد، أمثال هؤلاء يجب أن تعينوهم. وإن شاء الله سيقومون بدورهم بدراسة القانون الأساسي.
خلود الإسلام وأحكامه
يجب أن تعلموا أن تعرفوا أن ذلك من مصلحة شعبنا، بحيث سيمكنه من الخروج من تحت ثقل الأجانب والفكر الأجنبي، وإيجاد بلد عادل وحر بكل ما تحويه هذه الكلمة من معاني الحرية الصحيحة وليس الحرية الغربية. وكذلك من الناحية الاقتصادية يكون اقتصاده سليم. وإن الوحيد الذي بإستطاعته أن يقوم بكل تلك الأعمال هو الإسلام، الإسلام الذي أوحى الله تعالى بتعاليمه، وهو يعلم الأفضل للمسلمين وما يلزمهم طيلة الدهر. لا يسوء ظنكم بأن الإسلام كان من الممكن تطبيقه في تلك العصور فقط، أما الآن فلا يمكن تطبيقه. إن هذا إغراق أو عدم إدراك وعدم فهم، يجب أن تكونوا من الذين يعتقدون مئة بالمئة بأن الإسلام ويرون صلاحيته لكل الأزمان. إن نهضتكم تثبت بأن الإسلام حيوي وفاعل، وما الظلم إلا من فعل الإنسان. فلو لم تكن علاقتكم جيدة بالإسلام، وكان كل واحد منكم عن همومه وأهدافه فحسب، لكنا الآن تحت أنقاض تلك الأثقال ولكان محمد رضا لازال يحكم ويأمر ويذهب بنا وبمجتمعنا المدني الكبير إلى الجحيم!
الروح الإسلامية ووحدة الكلمة
إن وحدة كلمتكم وتوجهكم إلى الإسلام، والشباب لا هم لهم غير الإسلام. حيث أنهم يأتون ويطلبون أن أدعوا لهم بالشهادة، وأنا أقول: سأدعوا لكم بثواب الشهادة لأننا لسنا الآن في مضمار الشهادة، فنحن الآن نقوم بمجازات اللصوص والمحتالين فقط. وعلى كل حال هذه المعنويات التي انقلبت من الخوف إلى الشجاعة، ومن الهرب إلى الاقدام، استطاعت أن تنصركم، والإسلام هو من أعطانا هذه المعنويات. بمعنى أن الناس تحولوا إلى ما كان عليه المسلمون في صدر الإسلام، بحيث أن ثلاثين ألفا منهم استطاعوا أن يهزموا إيران والروم، والسبب هو أنهم كانوا يعتقدون بأن الإسلام مفتاح السعادة، سواء كانوا أحياء أو أموات، فالشهادة كانت عندهم حياة أبدية، وأنا أشاهد هذه المعنويات لدى شبابنا وقد وجدت بصورة جدية، فهم يأتون إلي يطلبون مني أن أدعوا لهم بالشهادة، فهذا التوجه الجديد هو الذي حقق لنا النصر. والآن وظيفتنا الفعلية هي أن نضع جانباً كل المسائل الفرعية، ويجب أن نهتم كلنا الآن بالقانون الأساسي الذي من المقرر أن يصوت عليه. يجب أن نتعرف على العقبات التي تعترضه، ومن الذين بمقدورهم أن يعيدوا صياغته، وكيف يتسنى لنا انتخاب مثل هؤلاء الأشخاص.
حل العقبات يكون بمساعدة الشعب واستقرار الحكومة ومجلس الشورى
فليحفظكم الله جميعاً، وإن شاء الله سنقوم بحل كل المسائل بعد أن نشكّل حكومة مستقرة. حكومة مستقرة ودائمة. وبعد ذلك اقرار القانون الأساسي وتشكيل مجلس الشورى بحيث يكون مجلسا شعبيا وليس مفروضا بالقوة. وإن شاء الله كل هذه المسائل ستحل وحلها بيد الشعب. فليحفظكم الله ويوفقكم.