بسم الله الرحمن الرحيم
أشكركم لقدومكم وكذلك أشكر شعبكم.
إن الإسلام دين سماوي جاء لإرشاد الأمم والقضاء على الخلافات فيما بينها، وهدايتها إلى الكمال الإنساني، ورفع الظلم والعدوان عنها. لكن المسلمين- جميعهم تقريباً- وكذلك الدول الإسلامية غافلون عن أن الإسلام قد أتى من أجلهم، إما أنهم كانوا غافلين أو تغافلوا عن هذا الأمر. وإن كل المشاكل التي اعترضت المسلمين على امتداد تاريخهم كانت بسبب بعدهم عن تعاليم الإسلام وعدم تمكنهم من درك الهداية التي أتى بها الإسلام من أجلهم، أو بسبب الأمور التي كانت تشغلهم عن الإسلام. إن المشكلة الرئيسية للمسلمين تكمن في البعد عن الإسلام والقرآن، ولو أن المسلمين، فعلوا كما قال الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) «1»، أي لو أن المسلمين عملوا بهذا الأمر والنهي، فإن كل مشاكلهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية ستزول، وليس باستطاعة أية قوة مواجهتهم. ولكن مع الأسف وبسبب غفلة البعض وتغافل البعض الآخر، بقي المسلمون محرومون من هذا الأمر. وطالما لم يتحقق ما أمر به القرآن فعلى المسلمين انتظار المزيد من المعاناة.
ثمة مشكلة أخرى وهي عدم التفاهم بين الحكومات والشعوب، الهوة بين الحكومة وشعبها، بل وحتى المواجهة فيما بينها. وهذا ما أدى إلى أضعاف كلا الطرفين ومواجهتهم للعديد من المشاكل. وطالما لم تعمل هذه الحكومات على ازالة هذه الهوة، فلن تعرف للسعادة طعماً، وستبقى في شباك الخونة والأجانب دائما.
أسأل الله أن يوقظ المسلمين، وأن يعرفهم بواجباتهم الإسلامية، وأن يقوي قلوبهم على الاعتصام بحبل الله الذي هو الأساس لإنهاء كل معاناتهم.
قم
المشكلات الرئيسية للمسلمين
سفير اليمن الشمالي
جلد ۹ صحیفه امام خمینی (ره)، صفحه ۱۰۷
«۱»-سورة آل عمران، الآية ۱۰۳.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378