[بسم الله الرحمن الرحيم]
نظام الطاغوت مانع لرشد الطاقات الإنسانية
لاتنتظروا من بلد كان 2500 عاماً تحت حكم السلاطين الجور، ونحو 60 عاماً تحت حكم النظام البهلوي الخبيث الذي سعى بكل جهده الى تخلف هذا البلد وتأخره، بأن يتحول إلى روضة غناء ويتحول أناسه إلى ملائكة بمجرد سقوط هذا الحكم. لقد ربوا شبابنا بشكل مخالف للإنسانية، وسوف يكون من الصعب تربيتهم ثانية بشكل سليم، وليس كل معمم بعالم دين، وليس كل مدع للإسلام بمسلم، وفي النظام السابق استفادوا من جميع الفئات لتلبية مصالحهم الشخصية، فلا تنتظروا أن تصلح الأمور في خمسة أشهر، فهذه المشاكل التي تعانيها مدينتكم موجودة في المدن الأخرى وكذلك باقي فئات الناس تعاني من الكثير والكثير، ولكن كل واحد كان يأتي يشكو ويقول بأنه مشاكله أكبر من مشاكل الجميع، لقد شكى من ذلك أهالي كردستان ولرستان وكافة المناطق، والجميع على حق، والسبب هو ان النظام البائد اهمل تلك المناطق وخصوصاً قواها البشرية وعمل على تخلفها. لقد حاولوا منع القوى الإنسانية من النمو والرشد، سواء بين علماء الدين أو الشرائح الأخرى.
إصلاح الأوضاع بمساعدة كافة فئات الشعب
وعليه فإن اصلاح هذه الأوضاع بعد فترة طويلة من حكم النظام الفاسد، يستغرق وقتاً طويلًا في ظل النظام الجديد ومهما كان صالحاً، إذ ينبغي له إصلاح كافة فئات الشعب، وعلى الرغم من تركيز الحكومة كل اهتمامها على حل هذه المشكلات، إلا أنها كثيرة جداً، لدرجة أنه لايمكن حلها إلا بتعاون وتنسيق كافة أفراد الأمة، فكما اتحدت هذه الأمة وخلعت النظام السابق وفئته الخاصة يجب عليها الآن الاتحاد لإصلاح أمورها الداخلية، فبناء المجتمع يتطلب عملًا وجهداً أكبر من أي وقت مضى، والدولة محتاجة لأبناءها ليمدوا يد العون والمساعدة لها وإن شاء الله بمساعدة كافة فئات الناس سوف يتحقق ذلك. وبمشيئة الله أيضاً سيتم طرد بقية الأشخاص المغرضين من قبل أبناء الأمة.
الشعب قادر على اصلاح الأوضاع
كلنا أمل في أن تصلح الأمور بتوفيق الله وعونه، فلا ينتابكم أي خوف أو قلق من ذلك. كونوا أقوياء واحرصوا على وحدتكم فأنتم من هزم النظام القوي السابق، أما هذه المشاكل الداخلية التي نعاني منها الآن ليست بالشيء الذي يذكر ومواجهتها اسهل بكثير من مواجهة تلك القوى العالمية الكبيرة، كبريطانيا وأمريكا والاتحاد السوفييتي وحتى الدول الإسلامية كانت معهم- تخصنا ويجب علينا حلها، فنحن طردنا النظام المدعوم والمؤيد من قبل تلك الدول، فمما تخافون الآن، فمن الآن وصاعداً ما من أحد هنا سواكم وتلك المشاكل بينكم هي أشياء داخلية وبعد أن انتصرنا على الأعداء والأجانب وحتى الاختلافات الأصولية التي بينكم يجب عليكم وضعها جانباً، حفظكم الله جميعاً أخوة وأخوات ووفقكم لإيصال هذه النهضة إلى النهاية إن شاء الله.