بسم الله الرحمن الرحيم
عظمة التغيير الروحي للشعب
أحد مبادئ العبادة هو عدم قبول قوة غير قوة الحق، وعدم الحديث عن ثناء إلا ثناء أولياء الحق، فنحن العباد لانملك أي شيء ولسنا أي شيء وكل ماهو موجود ليس إلا القدرة الإلهية.
كافة المعجزات التي حصلت في هذه النهضة كانت من قبل الله تعالى، والبشر أصغر من أن يقوموا بمثل تلك المعجزات، فالتحولات الروحية والقلبية والإرادية التي شهدتها أمتنا لاتستطيع أن تكون صنيعة شخص معين، والعظمة تكمن في هذه التتحولات الروحية التي حصلت في أمتنا ورفعتها إلى مراتب النصر، هذه الأمة التي لم تكن تفكر بحاضرها ولاماضيها كل من فيها كان مشغولًا بأموره الخاصة أما الأمور الاجتماعية العامة في البلد فلم تكن أبداً محط تركيز أحد فالتحول الذي حصل هو أنه وفي مدة لاتتجاوز السنتين تكونت لدى الكل أفكار سياسية والمجالس التي كان يتلف فيها الوقت، تحولت إلى مراكز لبحث الأمور السياسية الهامة للبلد. أخواتنا اللواتي لم يكن لديهن اهتمام سوى بأمورهن الحاضرة أصبحن يساهمن بفعالية، يفكرن وينتقدن، هذا هو التحول الذي أوجده الله تعالى فهو مقلب القلوب. والتحول المهم الآخر، هو الذي نقل بلدنا من حالة الضعف إلى حالة القوة ولقد قلت سابقاً بأنه في زمان النظام السابق لو أتى مأمور ودخل سوق طهران وأمر برفع الأعلام وتعليق الزينة لم يكن يفكر أي شخص بمخالفته، هذه الأمة نفسها وعلى ضعفها وفي ظرف سنة وبضع السنة نزلت إلى الشارع وتظاهرت وطالبت بإطاحة الشاه وأدانت القوى العالمية. أبناء شعبنا نفسهم الذين كانوا يخافون من مأمور في السابق لم يعودوا يخافون من المدفع ولا الدبابة، النساء اللواتي لم يكن لهن حق التدخل في أمور بلدهن العامة في زمان الشاه أصبحن اليوم على خط واحد مع إخوانهن يطالبن ويشاركن بالنهضة.
حس التعاون بين جميع أبناء الشعب
من ناحية أخرى نرى بأن هناك تحولًا حقيقياً، حيث أتت مجموعات من الرجال والنساء إلينا من أوروبا وأمريكا وقالوا بأنهم أتوا لمساعدتنا ومشاركتنا أعمالنا في قرانا، أي أنهم أتوا ليكونوا في خدمة شعبنا، الشباب الأوروبيين الذين كانوا في السابق يفكرون بأنفسهم فقط أصبحوا الآن يأتون من الخارج والداخل إلينا ويذهبون إلى قرانا ليمدوا يد العون إلى مزارعينا ومساعدتهم في الحصاد، فحس التعاون هذا هو تحول وهو معجزة يقف الله سبحانه وتعالى وراءها. اعلموا أن كل هذا هو من صنع الله، نحن العباد ضعفاء ولسنا قادرين وحدنا على القيام بشيء وكل ما نملك منه هو سبحانه وانتصارنا ملكه هو. فلم يكن بأيدينا شيء وقاتلنا وانتصرنا بإرادته سبحانه وتعالى.
الحرية هدية إلهية
هذه إرادة الله بأن اجتمعتم على الإسلام (يد الله مع الجماعة) فكان اجتماعكم إسلامياً وقيامكم إنسانياً وإسلامياً، والله تعالى منحكم الحرية لأنكم نهضتم باسمه ومن أجل إحقاق كلمته حافظ على هذه النهضة التي قمتم بها من أجله. حافظوا على وحدتكم لأجله أيضاً. أطلب من الله تعالى أن يسعدكم ويحفظ بلدكم حرة ومستقلة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته