بسم الله الرحمن الرحيم
اليوم هو يوم العمل من أجل الوحدة
إن جميع ابناء الشعب يهتفون اليوم مطالبين بالاسلام. وأنتم أيها السادة إذا كنتم معتقدين بالإسلام فقولوا ذلك، إذا كنتم مؤمنين بشعبكم وتتطلعون لاستقلال بلدكم فأعلنوا عن ذلك. اجتمعوا تحت لواء واحد وانتخبوا ممثليكم ونوابكم. ويجب أن يكونوا اشخاصاً مؤمنين ومطلعين على الأمور، ويجب أن يكونوا واثقين بأنهم إذا أخطأوا أو أساؤوا استغلال سلطاتهم سوف يحاسبون على أفعالهم، وحتى لو أفلتوا من الحساب بد أنهم سينالون جزاءهم يوماً ما. فاليوم يوم لا يجدي فيه ترديد شعار الوحدة، بل العمل على تجسيد الوحدة وترجمتها عملياً. وأنا أيضاً غالباً ما أتحدث عن الوحدة، ولكن إذا أردت أن أعارض الآخرين أو أن أختلف معهم، فإن هذه الوحدة ستكون مجرد كلام ورياء ليس أكثر. عليكم التفكير بهذا الأمر، فكروا ملياً قبل أن تتخذوا أي قرار، ناقشوا هذا الأمر مع أصدقائكم، أولئك الذين وضعوا خدمة الوطن والشعب نصب أعينهم، قولوا لهم: إذا كنتم بالفعل تريدون خدمة الوطن والشعب، فلماذا كل هذا التكتل والتحزب؟ عليكم أن تتعاونوا مع بعضكم لتحقيق هذا الهدف.
خطأ إثبات الوجود على حساب الإسلام
الانقسام إلى أحزاب، يعني أني أريد إثبات وجودي، وذاك أيضاً يريد إثبات وجوده، ولكننا لانستطيع أن نقوم بهذا على حساب الإسلام أيها السادة. فهذا خطأ، فالتحزب والفئوية لا تؤدي إلا إلى التشتت وبروز الخلافات والتأخير في مسيرة النهضة، ولاتظنوا أن مسيرة هذه النهضة ستتوقف، فهي تسير قدماً بإذن الله، ولكن هذه الخلافات تعيق تقدمها. وإن بعض من يسعى لبث الخلافات عن قصد أو بدون قصد، هم المفكرون والكتّاب، فبعض هؤلاء يمسك بقلمه ويكتب مايشاء دون أن يحسب حساب العواقب، أو أن يدرك أن ماسيكتبه سيؤدي إل التشتت والتفرقة، فهم في ذات الوقت الذي يرددون: (الوحدة، الوحدة، الوحدة) ينتقدون في كتاباتهم اموراً قد يعجب بها الناس فتحدث التفرقة. ولكن لماذا يجب أن يحدث ذلك؟! وإذا كانوا بالفعل يريدون وحدة البلاد ووحدة الشعب والاستقلال، فلماذا إذاً تكتب أقلامهم موضوعات مخالفة تماماً لما يزعمون؟!. فطوال الوقت يتحدثون عن وحدة الشعب ووحدة البلاد، ولكن عندما يختمون حديثهم فإنهم يقولون أشياء تؤدي إلى الفرقة والتشتت. فعلى الرغم من كل الفضائح الموجودة على شواطئ البحر، يأتي رجل- لا أعرف من هو- ليكتب في إحدى المجلات، أن الفصل بين الرجال والنساء على شاطئ البحر رجعية، وان من التحضر أن نسمح للأولاد والبنات أن يسبحوا مع بعضهم!! أهذه هي الحضارة؟!
مزاعم التحضر الفارغ في زمن النظام السابق
على مدى خمسين عاماً كانوا يحاولون إفهامنا بأن الحضارة هي هذه، على مر خمسين سنة كانوا يحقنون عقولنا بأن الحضارة هي ماأحضروه لنا، تلك الوقاحة والمشاهد الفاضحة التي كانوا يعرضونها في دور السينما، وفي المجلات والصحف والإذاعة والتلفزيون. لقد تضررنا جميعاً من جراء تلك الأعمال، وشاهدنا كيف أنهم خربوا حياتنا ومستقبلنا، وعملوا على تخلف طاقاتنا البشرية. فلماذا طاقاتنا البشرية الآن على هذا الشكل الذي ترون؟ لأنهم وعلى مدى خمسين عاماً كانوا يستدرجوننا إلى مراكز الفسق والفجور، يستدرجون شبابنا إلى هذه المراكز التي أعدوها من أجل عمليات غسيل المخ، ولا أدري كيف سيكون هذا الشخص الذي كان يذهب إلى دور السينما تلك، التي كانت عبارة عن وسائل لإفساد الشباب بكل معنى الكلمة، والشاب الذي كان يذهب إلى هذه الأماكن خمسة أو عشرة أيام كان يعتاد عليها، ويفقد القدرة على القيام بأعمال جادة وعلى التفكير بأنهم يسرقون نفطنا وكل مانملك، وأنهم يحاولون إلغاء وجودنا، لأنه غارق بالتفكير في السينما ونجوم السينما. مجلاتنا أيضاً أصبحت كدور السينما. لقد بدلوا كل شيء، ومسخوا هويتنا، وبدلوا وطننا إلى شيء آخر.
المفكرون والوحدة الوطنية
الآن وبعد أن غيرت الكثير من الفئات توجهاتها التي كانت عليها قبل النهضة، فلماذا لا يبادر الحقوقيون، والمفكرون للانضمام الى ابناء الشعب؟ ولماذا لايضعون أيديهم في أيدي الجميع؟ لماذا لاتكون كتاباتهم سبيلًا إلى الوحدة؟ لماذا يقولون في اجتماعاتهم أن الإسلام لم يعد نافعاً؟! فهل يهدفون من وراء ذلك اموراً غير الإفساد والتخريب؟! حتى لو كانت هذه الأحاديث، أحاديث عابرة، كما يدعي البعض، إلا أنها تدل على عدم نضوج في التفكير. وكأن الإسلام لم يعمل على عودتهم الى البلد وتحريرهم واخراجهم من العزلة الى دائرة الضوء. جميعكم كنتم تختبئون من المخابرات، ولم تكونوا تستطيعون التعبير حتى عن وجودكم. ولكن الآن بعد أن جاء الإسلام الذي أعادكم الى البلاد وأخرجكم من الظلام إلى النور ومن الانزواء الى الاضواء، تقفون ضده وهو الذي أسدى إليكم كل هذه الخدمات؟! ماذا يجب أن نسمي هذا العمل؟ هل حقاً غير قادرين على تشخيص كل ذلك؟ أم أنهم على علاقة سيئة مع الإسلام إلى درجة أنهم يقبلون أن يحكمهم الاتحاد السوفييتي أو أمريكا ولايقبلون أن حكم الإسلام؟ لماذا آلت الأوضاع إلى هذا النحو؟ على فئات الشعب أن تصلح نفسها، ويجب على هذه المجموعات أن تبحث عن الوسائل الملائمة لإصلاح نفسها، وأما أبناء الشعب فإن أمورهم ستنصلح من تلقاء نفسها، لأنهم بسطاء. فكل ما نعانيه سببه أفراد هذه الفئة الذين يدعون أنهم مثقفون ومفكرون وقانونيون. فلماذا لايضعون يدهم في يد بعضهم؟ ولماذا يريدون ايقاف هذا السيل الذي انطلق لاصلاح الاوضاع؟ هذه أمراض يعاني منها مجتمعنا ولابد من التكاتف والتضامن لايجاد علاج لها .. فاعملوا انتم على اصلاحها لنرى ما الذي يفعله الآخرون.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته