بسم الله الرحمن الرحيم
بحلول شهر رمضان المبارك، شهر العبادة وبناء الروح، شهر تجديد القوى المعنوية، شهر الله الأعظم الذي يقف فيه المسلمون صفاً واحداً يستلهمون القوة الإلهية لمقاومة القوى الطاغية، يجب على مسلمي العالم أن يوحدوا قدراتهم للوقوف في وجه طغاة العالم والناهبين الدوليين، ويهبوا للدفاع عن الدول الإسلامية وقطع أيدي الخونة وزرع اليأس في نفوسهم.
إن عامة المسلمين والمستضعفين في العالم لاسيما في إيران العزيزة ولبنان يمرون اليوم بمرحلة حساسة، فإيران تعاني من مشكلة المخلّين بالأمن والاستقرار الذين وظفهم النظام السابق والمذاهب المنحرفة والصهيونية العالمية لهذا الغرض، وأما لبنان وفلسطين فهما الآن في مواجهة مع عدوة الإسلام والمسلمين إسرائيل المفسدة آكلة لحوم البشر.
إن أخوتنا المسلمين في لبنان وفلسطين يعانون الآن من وطأة الاعتداءات الإسرائيلية، وإذا انتصرت إسرائيل في هذه المعركة لاسمح الله، فإن رقعة اعتداءاتها ستمتد لتشمل الدول الأخرى، ولهذا علينا جميعاً أن نتضرع لله بالدعاء في مجالسنا في هذا الشهر المبارك لنصرة الأخوة الفلسطينيين واللبنانيين. إن معظم الدول العربية تقف جانباً تتفرج على المعركة الدائرة، غافلة عن أن إسرائيل لن تكتفي بالاعتداء على لبنان، وإذا كسبت هذه المعركة فإنها سوف تعتدي على الدول الأخرى أيضاً.
ولهذا فإني أرى من الضروري التذكير ببعض الأمور بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك:
أولًا: في هذه المرحلة الحساسة التي نحن بأمس الحاجة الى التجمعات الإسلامية أكثر من أي وقت مضى، ينبغي لشعبنا المسلم التواجد في المساجد في كل أرجاء البلاد، فالمساجد هي حصون الإسلام المنيعة التي يتم من خلالها الحفاظ على النهضة الإسلامية، ومن خلال هذه الاجتماعات علينا أن نسير بنهضتنا إلى الأمام.
ثانياً: على الخطباء المحترمين وأرباب المنابر أن يدعوا الناس إلى وحدة الكلمة والحفاظ على النهضة والتقوى والصبر الثوري، وأن يحذروهم من مغبة التفرقة- التي هي أساس الهزيمة والتخلف- وأن يدعوهم إلى الجهاد حتى يتحقق النصر النهائي وتحقق الجمهورية الإسلامية بكل أبعادها بجهاد سيد المظلومين (ع) والمصائب التي حلت به. إن ذكر المصائب والتذكير بجهاد المجاهدين الأوائل في صدر الإسلام ولحد الآن، هو الكفيل بالحفاظ على الإسلام حياً إلى الأبد.
ثالثاً: على علماء الدين الأفاضل في جميع أنحاء البلاد من مركزها إلى كل المحافظات والمدن، أن يوحدوا مساعيهم لتحقيق هدف الإسلام الأصيل من خلال وحدة الكلمة فيما يتعلق بانتخاب مجلس الخبراء، والإتفاق على المرشحين وأن يعمل بانسجام وتنسيق تام بشأن المرشحين، لأنه إذا لم يحدث هذا الأمر فسيكون عامل اختلاف وتفرقة وفي هذه التفرقة تكمن مخاطر هزيمة الإسلام واضمحلال أحكامه الراقية السامية.
وكما تلاحظون في هذه الأيام، ثمة مجموعات لم تتفق مع بعضها أبداً، ولكنها اتحدت الآن وعينت مرشحيها. وأنا قلق من أن تختلفوا على حقوقكم، ثم يأتي الآخرون ليظفروا بكل شيء. من الواجب على جميع علماء الدين والفئات المحبة للإسلام وخاصة الشباب المفعمين بحب الإسلام أن يتركوا أعمالهم الهامشية جانباً وأن يتحدوا ويتعاونوا من أجل انتخاب الخبراء المناسبين، فهذه مسألة حياتية بالنسبة للمصالح الإسلامية، وعندها فقط سيكون الله الى جانبكم. وإني بانتظار سماع وقراءة أسماء الخبراء الذين سيرشحهم علماء الدين والشبان المحبون للإسلام من خلال وسائل الإعلام. أسأل الله تعالى أن يمد الإسلام وأتباعه بالقوة والمنعة.
رابعاً: يجب علينا في اجتماعاتنا ومجالسنا في هذا الشهر الفضيل أن ندعوا لأخوتنا الفلسطينيين واللبنانببن الصامدين بوجه الناهبين الدوليين، وأن لاننساهم خلال تظاهراتنا أيضاً.
خامساً: إنني وبمساندة من الشعب المسلم العظيم، أحذر المسيئين إلى النهضة الإسلامية والمتواطئين الذين يعملون تحت اسم الجناح اليميني والجناح اليساري، من مغبة أعمالهم وأقول لهم: كفوا عن الفساد والتآمر، والتحقوا بالشعب لتحقيق مصالح البلاد، واحذروا من النفاق وخدمة الأجانب، ولا تتصوروا أنكم تستطيعون الوقوف في وجه شعب كامل من خلال أعمالكم المفضوحة هذه .. كما أنني أوجه التحذير ذاته إلى الصحافة ووسائل الإعلام، فالحرية لا تعني المؤامرة! إذ يجب التصدي للمؤامرات التي تهدد المصالح الإسلامية والبلاد بأسرها. وأما من جهتي فإني سأطرح هذه الأمور على الشعب المسلم الشجاع، عندما أحس بخطورة الموقف ليقرر الشعب بنفسه ماذا سيفعل حيال الأخطار التي تتهدده، ولن يتورع عن اتخاذ قرارات شجاعة مثلما فعل من قبل.
سادساً: لقد ذكّرت مراراً وتكراراً الأخوة المسلمين في جميع الدول وخاصة الأخوة العرب الذين كانوا سباقين في مجال الإسلام، بخطر الأجانب العظيم وخاصة الصهيونية. والآن أيضاً على الأخوة المؤمنين أن يكشفوا الستار عن مؤامرات هذا الغول الخبيثة الذي يريد ابتلاع العالم، خلال اجتماعاتهم وجلساتهم أثناء هذا الشهر المبارك وأن يلفتوا الأنظار الى خطر هذا العدو على الإنسانية جمعاء.
سابعاً: يجب دعوة كبار المفكرين في العالم الإسلامي، لتوضيح أبعاد الثورة الإسلامية العظيمة في إيران وتقييم الضربات القاصمة التي أنزلتها هذه الثورة بالناهبين الدوليين، لنبطل بذلك مفعول الدعاية الغربية ضد الثورة الإسلامية.
أسأل الله تعالى أن يمد الإسلام والدول الإسلامية بالعظمة والمنعة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
30 شعبان 99
روح الله الموسوي الخميني
قم
حلول شهر رمضان المبارك
مجلس الخبراء - وظائف الخطباء - تحذير الصحافة - خطر الصهيونية
المسلمون والمستضعفون في ايران والعالم
جلد ۹ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۱۸۴ تا صفحه ۱۸۶
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378