شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [دسائس الأحزاب والمجموعات الفاسدة - الحرية والديمقراطية - وقوف النواب الى جانب الشعب‏]

قم‏
دسائس الأحزاب والمجموعات الفاسدة - الحرية والديمقراطية - وقوف النواب الى جانب الشعب‏
النواب المنتخبون لمجلس الخبراء
جلد ۹ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۲۳۴ تا صفحه ۲۳۹

بسم الله الرحمن الرحيم‏

مؤامرة الأعداء في الأوقات الحرجة

أريد أن أعرب عن أسفي للأعمال التخريبية التي يقوم بها المعاندون دائماً في الأوقات الحرجة التي من المقرر القيام بأعمال هامة، فعندما أردنا اجراء الانتخابات أثاروا الفوضى وانهزموا حينها، وكرروا الشي‏ء نفسه في مواقف أخرى. والآن عندما أوشك هذا المجلس المحترم على الاكتمال، قاموا بتلك الأعمال التخريبية ليحرفوا الأنظار، وربما يتصورون أنهم بعملهم هذا سيحولوا دون اداء السادة لواجباتهم. ونحن نتوقع بأنهم لن يكتفوا بذلك وإنما سيواصلوا ممارساتهم أثناء انتخابات مجلس الشورى وكذلك رئاسة الجمهورية، ولكن الشعب لن ينخدع بهذا وسيواصل بجميع فئاته وأجهزته الحكومية طريقه سواء أثاروا الفوضى أو لم يثيروها. وليس من الصعب إيقافهم عند حدهم ولكننا نريد حل المشاكل بروية وبدون إراقة دماء قدر الإمكان، ولكن يبدو أنهم لا يريدون ذلك. على كل حال نحن بانتظار أن توقف هذه المجموعات أو ماتسمي نفسها بالأحزاب كالحزب الديمقراطي أو حزب فدائيي الشعب، والتي هي في الواقع أدوات في يد الغرباء لتنفيذ مآربهم ممارساتها. وقد أوضحت قبل يومين بأنه كان ينبغي لنا أن نتخذ موقفاً حازماً تجاههم.

اساءة استغلال الحرية

لقد حرصنا منذ البداية على منح الحرية للجميع، فقمنا بفتح الحدود وترك الأقلام تكتب بحرية وسمحنا بحرية التعبير، وأخذت الأحزاب تعمل بحرية وتفعل ما تشاء، وذلك بتصور أنه إذا لم يكن هؤلاء مسلمين فهم بشر على الأقل، ويدركون ماقام به شعبهم لأجلهم، وأنه لو عادت الأوضاع لسابق عهدها فلن يكون ذلك في صالح أحد، ولكننا شاهدنا بأنهم لا يقدرون ذلك لأنهم عملاء للأجانب سواء كانوا أمريكا أو غيرها. والآن أدرك شعبنا حقيقة هؤلاء الكتّاب وتلك التكتلات التي لن تؤثر ألفاظها المخادعة على إرادة أبناء الشعب.

الحرية ضمن إطار القانون والإسلام‏

من الآن فصاعداً إذا تصرفنا بثورية فلا يحق لهم القول بأننا لم نعط الحرية، نحن منحناها ولكنهم أساءوا استغلالها، فالحرية في اطار القانون والحدود التي يسمح بها الإسلام، فالإسلام لايسمح بإعطاء الحرية لمن يفكر بالتآمر والإساءة والقيام بالأعمال التي تؤدي في النهاية الى سفك الدماء. ولابد لنا من تقديم العتاب للحكومة ووزير الداخلية، بسبب موقفهما ازاء الحادث الذي جرح فيه 300 شخص حسبما قيل، إذ إنهما لم يبدر عنهما أي تحرك سوى التأسف ولم نسمع من الراديو شيئاً آخر، فلو كان ممكناً أن يقتنع الإنسان بالنصيحة لتوقف هؤلاء الآن عن أعمالهم الشنيعة فنحن نصحناهم منذ بضعة أشهر وحتى رجوناهم واتبعنا كل الوسائل السلمية المتاحة ولكن يبدو أنهم لن يكفوا عما يفعلوه بمجرد النصيحة بل يجب التصرف معهم بحزم ومن المحتمل أن يتم الإعلان اليوم أو غداً عن إيقاف الكثير من تلك الأحزاب وعدم السماح لكتاباتهم بالنشر في أي مكان داخل البلاد، ولقد أدرك الشعب بأن أمثال هؤلاء ليس أكثر من مخربين لا تنفع معهم الطرق السلمية، فالحزب الديمقراطية في كردستان هو عبارة عن مجموعة من المخربين، فاسدة ومفسدة ولانستطيع السماح لهم بالتصرف على هواهم، والآن يعترضون ويتهموننا بالقيام بمثل أعمالهم والتي كان آخرها أول البارحة وماقبله، وبعدها قالوا بأن الناس أنفسهم فعلوا هذا! هم نفسهم يختلقون المشاكل ليلقوها فيما بعد على عاتق الناس. وقد قرأت في الصحف بأن الفاسدين عز الدين حسيني وقاسملوى «1»- ولا أظنهم هنا الآن- يقولون بأن حرس الثورة هم من يقومون بتلك الأفعال، وأنا أقول لهم أنكم قطعتم رؤوس الحرس والناس، ولا ينسى أحد فعلتكم مع الأطفال؟! إن أناسا كهؤلاء لايجب التسامح معهم، وسنفعل ذلك إن شاء الله.

بالتصويت للجمهورية الإسلامية تم إبطال المؤامرات‏

طبعاً، نحن نرغب الآن أن نتعامل بتسامح مع أصحاب الأقلام أو من يظنون أنفسهم من المثقفين، ولكن يجب عليهم التوقف عما يفعلون في نهاية المطاف، فطريق الشعب واضح وليس بالشي‏ء المجهول، وكل من يطلع على أمور إيران في الخارج والداخل أحزاباً وغيرها لايخفى عليهم مايريده الشعب، فهو يريد الإسلام والجمهورية الإسلامية، والأقلية الفاسدة لاتعني لنا شيئاً حين تقول نعم للجمهورية ولا للإسلام، وتزعم حينها غياب الحرية، فالحرية هي هذه الانتخابات ورأي الأكثرية، وليس أنتم الذين لاتفوق نسبتكم الواحد وربما الاثنان بالمئة كحد أقصى! فهذه الانتخابات التي أجريناها لم يحصل لها مثيل في الدنيا حيث حررت الناس جميعاً وأعطوا أصواتهم بحرية. ولكن هؤلاء حاولوا عرقلة الانتخابات في‏ بعض الأماكن، فهؤلاء الشياطين لا يريدون لبلدنا أن ينهض ويحتل موقعه المناسب في مسيرة التطور والتقدم، وإلا فما معنى حرق المحاصيل وتعطيل المعامل ومنع الناس من الانتخابات، وإذا أراد الناس تشكيل مجلس الخبراء وضعوا العراقيل وكرروها أثناء الانتخابات، أهذا مايريده الشعب؟ أنتم تقولون أنكم تعملون لصالح الجماهير والشعب أهذا مايريده الشعب؟ هل اضرام النيران في المحاصيل الزراعية هو لصالح الشعب؟ تحرقون حصيلة اتعاب المزارعين طوال عام كامل بعود كبريت، أهذا مايريده الشعب؟ أنتم تزعمون مناصرة الشعب والجماهير، وإن هؤلاء المعممين لا يريدون ذلك!! ماذا يفعل هؤلاء المعممون؟ لقد أمهلوكم حتى الآن خمسة أشهر وهم يمتلكون كامل القوة والسيطرة؟ وهل فعلتم أنتم سوى التخريب؟ نعم إن ما يؤاخذ عليه المعممون هو أنهم أمهلوكم كل هذا الوقت. فلو أننا ومنذ البداية تصرفنا كسائر الثورات في العالم وأعدمنا بضعة آلاف من هؤلاء المفسدين لانتهت القضية، ولو أننا لم نسمح كباقي الثورات بانتشار الجرائد إلا التي تقف لجانبنا، لما حصلت كل هذه المشاكل. إن ثورة اكتوبر «2» ورغم مرور كل هذه السنوات تفتقر الى صحيفة شعبية، وإلى التعددية الحزبية. غير أن هؤلاء لازالوا يبكون على أطلالهم، وإذا ما تم إيقاف عمل أحد الأحزاب الفاسدة يتهمونا بالإستبداد.

السلوك الثوري مع المتآمرين‏

سنسمح للاحزاب بالعمل بحرية طالما كان عملها في إطار القانون وسنمنع من يتخلف عن ذلك من ممارسة نشاطاته، وسنزيل كل ماهو مخالف للإسلام والمسلمين، فبعد أن أفهمناهم بأنهم دكتاتوريون وقد وفّرنا لهم كل سبل الحرية المتاحة، فنحن من أعطى الحرية وهم من أوقفها، والآن بعد كل هذا، سنتصرف معهم على الطريقة الثورية، فليكتبوا ماشاؤوا في الصحف الأجنبية وليرفعوا صوت الصهيونية كما يشاؤون وليعيثوا فساداً كما يريدون داخل منازلهم ولكن ليس خارجها، فمن الآن فصاعداً يجب أن يعيشوا منعزلين عن الشعب.

الواجب حفظ مصالح الإسلام‏

وبعد كل ذلك لازالت لدينا مشاكل كثيرة، كانتخابات رئاسة الجمهورية وسوف يتكرر سفك الدماء وسوف نرى أسوأ من ذلك ايضاً في انتخابات مجلس الشورى. ولهذا يتوجب علينا مقاومة الفساد. فالإسلام حمّلنا مسؤولية الدفاع عن الإسلام والحفاظ على مصالح المسلمين وهي مسؤولية جميع المسلمين، فمثل هذه الجماعات تحاول إلحاق الضرر بمصالح الإسلام، لذلك ومع بالغ الأسف فنحن لانستطيع أن نمنح الحرية كما في السابق، ولا نستطيع أن نسمح لتلك الأحزاب بالاستمرار في ممارسة كل هذا الفساد والإفساد. إن ذلك الخبيث- الذي لا أريد ذكر اسمه الآن- وبواسطة الأموال التي استولى عليها تمكن من خلق الاضطرابات والفوضى وهرب منذ بضعة أيام، ونحن بعد الآن لانستطيع أن نمهلهم أكثر من هذا، وحتى من الناحية الشرعية لايتوجب علينا فعل ذلك، لقد أخطأنا وأخطأت معنا الحكومة ومجلس قيادة الثورة، الجميع أخطأ حين ظننا أننا نتعامل مع بشر، وقد تعاملنا معهم بإنسانية، ولكن اتضح الآن بأننا كنا مخطئين وأن هؤلاء استغلوا تسامحنا وطيبتنا لأنهم ليسوا ببشر بل وحوش مفترسة ولانستطيع أن نتعامل معهم برفق ومساواة وهم الآن يتخبطون- ويطلقون الدعايات المغرضة من قبيل أن الشاه سيعود في 28 مرداد «3» حسن جداً. نحن نتمنى أن يأتي الشاه لنحاكمه .. إنها ليست أكثر من شائعة.

تدوين القانون الأساسي ضمن إطار الشرع‏

إني آمل- وأكرر هذا مع أنني قلته كثيراً- من قبل من السادة وصياغة القانون الأساسي للبلاد دون التأثر بالشرق أو الغرب، ضمن إطار الشرع والإسلام، وإذا أراد أحد النواب الخروج عن هذا الإطار، فهو غير جدير بتحمل المسؤولية. هل أنتم أيها السادة مكلفون بتطليق نساء الناس؟! وهل النساء موكلاتكن؟ لا لستم كذلك. فهل يصح أن توقعوا الطلاق؟ كلا. إنكم مكلفون بمتابعة شؤون قانون الجمهورية الإسلامية. فلو افترضنا أن أحدكم أراد الآن أن يتناول موضوع النظام الملكي، فهل يحق له ذلك؟ كلا لا يحق لكم ذلك. ولكن الآن أصبح له الحق لأنه يعيش في ظل الجمهورية الإسلامية كما هو الحال في طلاق النساء ولكن هذا الحق حق محدود، فأنتم ونحن، وأي شخص ذو مسؤولية ليست لديه الوكالة المطلقة لإنجاز عملية الطلاق لأن نيابته محدودة. ولا يجوز هنا طرح الأمور غير الإسلامية، فطرح الأمور غير الإسلامية يتنافى مع نيابتكم. فمثلًا لو أراد أحكم بحث أحد المسائل العلمية فلا مانع من ذلك، ولكنه ليس من مهامكم. وهكذا بالنسبة لطلاق النساء اللواتي تنوبون عنهن، فهو يتعارض مع مهامكم. وهكذا فإن طرح الأمور غير الإسلامية مهما كنت ومهما علا شأنها، ليس من مهامكم. ومن حق الشعب أن يختار مجموعة أخرى لبحث الأمور غير الإسلامية وذلك في إطار الإسلام، وطبعاً فيما يتعلق بالأمور الإدارية فتلك أشياء أخرى. أما فيما يتعلق بالشؤون الإسلامية فإذا أراد أحد طرحها على عكس ماهي عليه فذلك مخالف لمسيرتنا، وخارج عن حدود ونيابته حتى لو كان ثمة إجماع على ذلك وصوت الجميع- لاسمح الله- لصالح الأمور غير الإسلامية، فذلك يتعارض مع مهامكم النيابية، لأن الشعب لم ينتخبهم من أجل ذلك، بأن تطلقوا نساء الناس مثلًا.

عدم الخوف من الشرق أو الغرب‏

نحن لسنا خائفين من أن يتهمنا أشخاص من الشرق أو الغرب بالدكتاتوريين، وهم سيتهموننا بذلك لأن مصالحهم باتت في خطر، ويجب عليهم أن يلصقوا فينا التهم، ولكن هل يجب علينا تقبل تلك التهم؟! كلا! فلندعهم يقولون ما يشاؤون فنحن قد اخترنا طريقنا، طريق الجمهورية الإسلامية وهو ما تقتضيه إرادة الله سبحانه وتعالى وإرادة الشعب، وسنمضي في هذا الطريق. فإذا كنتم ترغبون أن يثني الناس عليكم فيجب أن تذهبوا إلى بيوتكم وتجلسوا ولا تدعوا أحداً يراكم. فقد قالوا عن أمير المؤمنين (ع) الكثير، وكذلك عن الرسول الأكرم (ص) وهم يتقولون الآن عنا ولسنا خائفين من ذلك، فقد قالوا أسوأ من ذلك بكثير عن نبينا وعن خلفاء الإسلام، وكون مصالحهم في خطر فإنهم لايتورعون عن إلصاق التهم بنا، ولكننا سنسير على طريقنا معكم دون أي خوف من هذا وذاك ولانريد لأنفسنا الوجاهة ولا للمجلس، فأنتم الآن ذاهبون للمجلس لتعملوا طبق ما أوكل إليكم الشعب وكما أمركم الإسلام.
وأنا أوصي أولئك الذين يملكون مشاريع أخرى تخالف مسيرة الشعب- لا سمح الله- أن يأجلوا تلك المشاريع لوقت آخر، فالآن ليس الوقت مناسباً لطرح ماهو مخالف لمسيرة الشعب، فإذا طرحت الآن أشياء مخالفة لإرادة الشعب فلن يكسبوا من ذلك غير إراقة ماء وجوههم أمام شعبهم وليس في ذلك ما يفيدهم.

نواب المجلس وكلاء الشعب وليسوا أوليائه‏

إن الطريق الذي سلكه الشعب هو عين الديمقراطية التي تتحمسون لتطبيقها. فالديمقراطية هي أن يكون رأي الأكثرية هو النافذ، فما تقوله الأكثرية هو النافذ حتى لو كان مخالفاً أو مضراً لهم، فأنتم لستم مخولين أن تقولوا أن هذا يضر بالشعب ولانريد تنفيذه، فأنتم وكلاء الشعب ولستم أولياء أمره، وأنا أرجو من أولئك الذين يريدون طرح أمر مخالف لإرادة ومسيرة الشعب ألا يطرحوه منذ البداية، فأنتم نواب فقط بالأمور التي أعطيت نيابتها لكم والطريق الذي اختاره شعبنا هو الذي يجب أن نسير فيه جميعاً، ففي كل الدنيا رأي الأكثرية هو الغالب، فما بالكم بهذه الأكثرية الموجودة هنا، وقد جاءت هذه الحرية بعد صمت شعب لسنوات طويلة، فبعد كل هذا العذاب الذي تحمله أبناء شعبنا فمن غير الإنصاف والعدل أن لانلبي لهم كل ما يريدون لأنه يتعارض مع رغباتكم.
فأنتم أولًا لستم نواب عن الشعب في كل شي‏ء. وثانياً إن ذلك يتعارض مع مصلحة الشعب والحكومة ومصلحتكم أنتم أيها السادة.

الإسلام أرقى الأديان وأسماها

إنني أسأل الله تعالى أن يوفق السادة في صياغة قانون يتطابق مع القوانين الإسلامية، ونحن نعتبر الإسلام أرقى وأسمى الأديان وليقل الآخرون مايريدون، فنحن نعتبره الأسمى. وعلى فرض إنكم لا تعتبرونه كذلك، فأنتم أحرار، ولكننا نراه الأرقى والأسمى، واعلموا بأننا لن نتخلى عنه، وإن شعبنا لا يفكر بغير الإسلام. وأستميحكم عذراً أيها السادة أنتم يامن حضرتم هنا في هذا الطقس الحار. أيدكم الله ونصركم.

«۱»-من قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني. «۲»-الثورة البلشفية في اكتوبر عام ۱۹۱۷. «۳»-الانقلاب الذي قام به الشاه في ۲۸ مرداد ۱۳۳۲ ضد حكومة مصدق، بمساعدة الدعم الأميركي والبريطاني.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: