شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

إذاعي متلفز [الاسلام دين السياسة]

قم‏
عيد الفطر السعيد
الاسلام دين السياسة
الشعب الإيراني المسلم‏
جلد ۹ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۲۶۵ تا صفحه ۲۶۸

بسم الله الرحمن الرحيم‏

الاسلام دين سياسي‏

أبارك للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها حلول عيد الفطر السعيد، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل عباداتهم في هذا الشهر المبارك، وأن يبارك لهم حلول العيد السعيد.
الإسلام دين السياسة، تتجلى السياسة في جميع أحكامه وتعاليمه. فنحن نرى التجمعات اليومية في جميع مساجد العالم الاسلامي ابتداء من المدن الكبيرة وانتهاء بالقرى والقصبات، لأداء فريضة الصلاة جماعة ولتداول المسلمين في همومهم ومشاكلهم. وثمة تجمعات أكبر من هذه التجمعات تنعقد مرة في الأسبوع ألا وهي صلاة الجمعة والتي تشمل خطبتين تتناولان مشاكل البلد واحتياجات ابنائه وطرح المسائل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية واطلاع الشعب على هذه المشاكل للمشاركة بحلها. كما أن هناك العيدين حيث يجتمع فيهما المسلمون وتقام صلاة العيد التي تشتمل على خطبتين، يتطرق الخطيب فيهما بعد الحمد والصلاة على محمد وآله الى المسائل السياسية والاجتماعية والاقتصادية والحاجات المتعددة التي تهم البلد.
واجتماعات المسلمين لاتقتصر على هذا فحسب، فهنالك اجتماع سنوي ألا وهو الحج وفيه يجتمع المسلمون من كل مكان حيث يطلعون على مناسك الحج في عرفات وخصوصاً في منى، ومكة ومدينة الرسول (ص)، ليس هذا فحسب، بل يتداول المسلمون أخبار وأوضاع بلدانهم وأحوالهم. فهذا الاجتماع في الواقع بمثابة اجتماع كبير لمعالجة مشاكل الأمة الإسلامية بأسرها. ولكن ومع كل هذه الاجتماعات فإن المسلمين غافلون عن أبعادها وأهدافها، ويخرجون منها دون نتيجة مرتجاة وكأنهم لا همّ يجمعهم غرباء عن بعضهم. غير إن الإسلام دعا المسلمين للاجتماع للتفكير بحل لمشاكلهم الكبرى.

التزكية مقدمة على تعلّم الحكمة والكتاب‏

في صلاة يوم الجمعة حيث يجتمع المسلمون، يقوم إمام الجمعة بقراءة سورتين منتخبتين، ففي الركعة الأولى يقرأ سورة (الجمعة) وفي الركعة الثانية يقرأ سورة (المنافقين). ففي سورة الجمعة، يذكر الله تعالى الهدف من بعثة الرسول الأكرم (ص) حيث يقول تعالى (يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة) «۱»، أي بعث الرسول (ص) لتزكية الناس أولًا ثم لتعليمهم الكتاب والحكمة، والتزكية هي أن يتلو رسول الله (ص) آيات الله على الناس لتزكيتهم ثم يعلم أولئك الناس الكتاب والحكمة. ثم يذكر الله تعالى علماء السوء الذين تعلموا العلم ولم يعملوا به، وينعتهم سبحانه في كتابه العزيز بأسوأ الصفات حيث يقول عز من قائل: (مثل الذين حُمّلوا التوارة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً) «۲». فعندما لايتأثر الإنسان بالعلم الذي تعلمه يخرج عن إنسانيته، فالذين تعلموا ولم يعملوا بعلمهم ولم ينفعهم علمهم بشي‏ء، مثلهم كمثل الحمار الذي يحمل الكتب على ظهره. فالعالم الذي لا يترتب عليه التزاماً ونمواً فكرياً ولا يدعو الى هداية الناس، فإن حامله كمن يحمل على ظهره كتباً مثلما يفعل الحمار. فهنا ذكر تعالى ضرورة أن يميز الناس بين عالم السوء وعالم الخير الذي يعرف مهامه في هذا الزمن ويقوم بها. إضافة الى ذلك ثمة نقاط أخرى كثيرة لا يتسع الوقت لذكرها.

المنافقون في القرآن الكريم‏

في السورة الثانية أي سورة المنافقين، يذكر الله صفات المنافقين وكيف أنهم يظهرون الإيمان بالله وهم كاذبون، وقد ذكرهم سبحانه في كتابه العزيز بأسوأ الصور ومثلهم للناس كي يعرفونهم. فلا يجب تصديق أحد بمجرد أنه قال أنا مسلم أو قال أنا أقبل الجمهورية الإسلامية، بل ينبغي النظر إلى أعماله، أي ماذا فعل لصالح هذه الجمهورية. إن أولئك الذين يظهرون الإسلام، وعملياً يقومون بإثارة الفتن بين فئات الشعب الإيراني وقتل شبابه، مثلما فعلوا في كردستان حيث رأينا كيف قتلوا شبابنا، إن أولئك يزعمون بأنهم مسلمون، ولكنهم منافقون يبغون الوقيعة بين الناس. فها هم وبعد أن دمروا كردستان يزعمون أنهم من أهل السنة وأنهم مسلمون، فإن كنتم كذلك فاعملوا بفتاوى كبار علماء السنة وأطيعوا أولي الأمر منكم، أطيعوا حكومتنا فنحن مسلمون أيضا، وواجب عليكم بحكم الإسلام وبحكم القرآن وحكم علمائكم ومشايخكم أن تتبعوننا فإن كنتم حقاً مسلمين فلما لاتعملون بتعاليم القرآن؟! لماذا لا تقتدوا بعلمائكم ومشايخكم الكبار حسبما تنص الآية الكريمة (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) «۳»؟! إنكم تبدون الإسلام ولكنكم في الواقع لستم بمسلمين بل منافقين. فيا أهل كردستان ويا شبابنا في كردستان ليكن هذا المعيار بين أيديكم حتى تستطيعوا تمييز المسلم عن المنافق. اعلموا أن أولئك الذين يدعون الإسلام وفي الوقت نفسه يثيرون الفتنة بين الناس، أولئك الذين يضرمون الناس في المستشفيات، ويعذبون الجرحى، ليسوا بمسلمين بل هم منافقون إنهم يريدون تضليلكم بادعائهم بأنهم مسلمين فلا تصدقوهم بل افضحوهم.

معارضو الجمهورية الإسلامية منافقون‏

إن أولئك الذين وقفوا في وجه الجمهورية الإسلامية وحاولوا إسقاطها واعادة حكم الطاغوت هم منافقون. فالمسلم يصوت للجمهورية الاسلامية .. المسلم يعمل على ارساء دعائم حكومة العدل الإسلامي. إن هؤلاء الذين قاطعوا الانتخابات وحرموا التصويت للجمهورية الاسلامية، منافقون .. ونحن سوف نتعامل معهم كتعاملنا مع غير المسلمين. مثلما نتعامل مع المنافقين وسوف نسحقهم. فنحن حتى الآن حرصنا على لفت أنظار العالم وأنظار أبناء شعبنا الى طبيعة العناصر التي تعادينا، وقد منحنا الجميع الحرية الكافية فرأينا كيف أنه تشكل في غضون أكثر من 200 حزب وتنظيم والكثير من الصحف والمجلات ولم يتعرض لهم أحد. ومع أنهم قد قاموا بالإساءة الى مقدساتنا في كتاباتهم، إلا أنهم لم يتعرضوا لأي مضايقة، إلى أن ظهروا على حقيقتهم بأنهم يريدون إيقاع الفتن بين الشعب. وإني أقول لهم الآن: إنكم لستم بمسلمين بل أنتم فاسقون ومنافقون وقد سعيتم الى إيقاع الفتن بين صفوف أبناء شعبنا، إنكم متواطئون مع قوى أجنبية لإسقاط حكومتنا الإسلامية ولقد بات واضحاً كل هذا ولذلك لن نترككم على حريتكم تتصرفون كما تشاؤون لكي تسقطوا حكومتنا، بل سنتصدى لهم بكل حزم. فأرجو من أهالي كردستان أن يحذروا هؤلاء وأدعوهم للتصدي لهم، فما لدى الإسلام العزيز ما يلبي جميع احتياجاتكم، فلا تذهبوا إلى أولئك الأرذال الوضيعين، فهم مجرد عملاء للغرب يريدون تضليلكم والقضاء عليكم. والله تعالى ذكرهم في كتابه العزيز باسم (المنافقين) وبين لنا صفاتهم فلا يضللونكم.

تحذير إلى قوى الشعب‏

إني أحذر جميع طبقات الشعب أينما كانوا، من أولئك الأشرار وأدعوهم للتأهب لمواجهتهم إذا حاولوا مرة أخرى السعي للإضرار بجمهوريتنا الإسلامية .. لابد من التحلي‏
بالوعي واليقظة وعدم السماح لجراثيم الفساد هذه بإعادة البلاد الى ما كانت عليه في السابق.

تحرك عام من أجل مصالح المسلمين في جميع أنحاء العالم‏

أسأل الله تعالى أن يبارك على المسلمين جميعاً حلول هذا العيد والأعياد الأخرى إن شاء الله، كما أسأله تعالى أن يمن على المسلمين بالوعي والصحوة والعمل صفاً واحداً من أجل تحقيق مصالح المسلمين في العالم، وحل مشاكلهم كمشكلة أفغانستان والقدس ولبنان. واعلموا أن هذه المشاكل هي من صنع أولئك المنافقين الذين يدعون الإسلام. فأرجو من الله تعالى أن يوفقنا وينصرنا للقضاء عليهم، ورفع راية الإسلام والجمهورية الإسلامية في كل مكان من العالم فالإسلام حق الجميع ومن حق الجميع الانضمام ينضموا إليه.

تأسيس حزب المستضعفين‏

لابد لي من التذكير بأنه سبق لنا أن دعونا الى تأسيس حزب للمستضعفين في العالم، ولكن هذا لا يعني إلغاء الأحزاب الجيدة الموجودة في إيران. وإن شاء الله إذا استطاع المسلمون تأسيس (حزب المستضعفين) فهذا شي‏ء حسن جداً، وهذا لايتعارض مع وجود أحزاب أخرى في إيران، مادامت هذه الأحزاب غير متآمرة ضد اسلامنا وجمهوريتنا الإسلامية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

(۱) -سورة الجمعة، الآية ۲.
(۲) -سورة الجمعة، الآية ۵.
(۳) -سورة النساء، الآية ۵۹.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: