بسم الله الرحمن الرحيم
الإسلام دين النهوض والهداية
أبارك للمسلممين جميعاً حلول عيد الفطر السعيد وجميع الأعياد السعيدة. في العام الماضي كان عيد الفطر عندنا مضرجة بالدماء ومبارك. وهذه السنة أيضا كان عيد الفطر عيد الدم بالنسبة لأخواننا الأكراد فمبارك لهم هذا العيد. إن الإسلام نما وازدهر بالتضحيات .. إن أديان الأنبياء العظام والدين الاسلامي، في ذات الوقت الذي تحمل الكتاب السماوي لهداية الناس، تحمل ايضاً. فالنبي ابراهيم الخليل (عليه السلام) كان يمسك الصحف السماوية بيده وفي الأخرى يحمل الفأس لتحطيم الأصنام، النبي موسى كليم الله عليه السلام كان يحمل التوراة بيد وباليد الأخرى كان يحمل العصا التي هزم بها فرعون وأتباعه من المشركين. والنبي الأكرم محمد (ص) كان يحمل القرآن بيد لهداية الناس إلى الله تعالى وفي الأخرى يشهر السيف بوجه المشركين المنافقين الذين كانوا يتآمرون ضد الإسلام والمسلمين.
ففي العام الماضي كان العيد مضرجاً بالدماء. وفي هذا العام العيد ملطخ بالدماء ايضاً. فنحن لا نخشى الموت. فالإسلام دين الثورة والتضحية ضد الفاجر والفاسق، ودين الهداية والصلاح لبقية الناس. فالإمام علي عليه السلام في ذات الوقت الذي كان يحمل نهج البلاغة لهداية الناس وإرشادهم، كان يشهر السيف في وجه المشركين والمتواطئين ضد الإسلام لمحاربتهم. وقد قدّم الاسلام الكثير من الشهداء، ولدينا هامات فرقت من أجل الاسلام، كالإمام علي (ع) وعلي بن الحسين (ع)، ورؤوس رفعت على الرماح كرأس سيد الشهداء الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه. فالاسلام انتشر على مرّ العصور، بالتضحية والسيف.
شبابنا لا يخشون الموت
نحن لا نرهب التضحيات وتقديم الشهداء. فقد قدمنا الشهداء في عيد الفطر العام الماضي، وفي هذا العيد أيضاً، وفي شهر رمضان المبارك، فنحن لا نخشى الشهادة، لأن أئمتنا قد ماتوا اما شهداء أو مسمومين أو مقتولين، وقد عانى بعضهم من السجن والمنفى، كل ذلك في سبيل الإسلام، فنحن مهما قدمنا من تضحيات لن نفي الإسلام حقه. إن المشركين يظنون أن شبابنا يخاف الموت يخاف الشهادة، لا! فليعلموا أننا قد ورثنا الشهادة عن أئمتنا أهل البيت (ع) وتجري في شرايينا. إن الخائف من الموت هو الذي لا يعتقد بوجود حياة باقية، أما نحن فلا نخشى الموت لأننا نعلم أن هنالك حياة خالدة الحياة الأبدية حيث يوفي الله كل نفس حقها. ولهذا فإن قواتنا المسلحة لا تخاف الموت، وأولئك الخونة هم من عليهم أن يخافوا الموت ويرهبوه.
الجماعات الفاسدة في خدمة الأجانب
إنّ كل ما نطمح اليه هو هداية هذه الفئات الضالة والمفسدة. وقد أمهلناهم كثيراً ليعودوا الى أنفسهم والتفكير بمصالح البلاء إلا أنه لم ينفع معهم. كما أننا وفرنا لهم حرية النشاط وحرية التعبير والعمل الحزبي ليتسنى لهم العمل على خدمة الشعب كما يزعمون، غير أنهم فعلوا العكس وراحوا يثيرون الفتن والأحداث المؤسفة وإعاقة تحقيق أهداف الثورة وتوجهاتها، ولهذا فنحن نرى بأن هؤلاء لا يؤمنون بالديمقراطية وإنما هم مجرمون وإنهم يعملون تحت واجهة الحزب الديمقراطي من أجل أسيادهم.
أيها الأخوة الأعزاء في كردستان، لقد خدعتم بأولئك المنافقين، وأنا أدعوكم للعودة ثانية للإسلام، فالإسلام للجميع والإسلام باب الرحمة للجميع، عودوا إلى كنف الإسلام واسحبوا أيديكم من التعامل مع هذه الجماعات المجرمة، وقفوا ضدهم واقمعوهم واقضوا عليهم بكل ما تستطيعون من قوة. كما أن الإسلام سيعفو عنكم ويسامحكم، فعودوا إليه ولاتقعوا ثانية في شرك أولئك الأشرار.
الفساد والفحشاء نتيجة الحرية الغربية
مع الأسف حتى الآن ثمة بعض الأصوات المضلة تنادي بالحرية المطلقة لشبابنا. أريد أن أعرف أي حرية يبغون لشبابنا، أيريدون أن يتحرر شبابنا وأن تنتشر دور القمار في كل مكان أم يريدون أن تنتشر دور الفحشاء والبغاء، أم يريدون أن يدمن شبابنا على الهيرويين القاتل، أم يريدون أن تنتشر مظاهر الفساد على شواطئ البحر وفي البيوت، أهذه الحرية التي يبغون لشبابنا؟! هل يريدون أن يفعلوا مكل فاحشة يريدونها؟! نعم هذه هي الحرية التي يبغيها الغرب لشبابنا ليجردهم من الخصال الجيدة التي يتمتعون بها. لا، نحن لانريد هذه الحرية لشبابنا، بل نريد أن ننتزعهم من دور الخمر والقمار وصالات السينما إلى ساحات الجهاد، ومن دور الدعارة والفساد إلى ميادين المعارك، نريد أن نصحبهم من تلك الأماكن إلى أماكن يستطيعون فيها تطوير بلادهم وتحديثها، فنحن لانريد تلك الحريات التي تقضي على طاقاتنا وتسكت أقلامنا عن قول الحق. وكم بذلنا من الجهود لهداية تلك الجماعات الفاسدة وكم أعطيناهم الفرص لإصلاح أنفسهم وكم منحناهم من الوقت للتفكير بمشاكل هذا الشعب وحلها وكم منحناهم الحرية والتي هي وسيلة لتقدم الحضارات، الحرية بأنواعها، حرية الكتابة وحرية التعبير وحرية الاجتماع وحرية تشكيل الأحزاب، كل هذا قمنا بمنحه إليهم وذلك ليظهر منهم عمل مفيد لصالح هذا الشعب إن كانوا فعلًا حريصين على هذه الجهورية الإسلامية. ولكن لماذا أساؤوا معاملة الناس، لماذا أرادوا ألايحكم الشعب نفسه بنفسه، إنهم ليسوا بديمقراطيين بل هم مفسدون. لذا فأنا أرجو من أهلنا في كردستان أن يأخذوا حذرهم من هؤلاء فهم مجرد منافقين يظهرون الإسلام ليسيطروا عليكم ويحتلوا أرضكم، وإذا كانوا يزعمون أنهم يعملون لصالح هذا الشعب فلماذا لايتركون الشعب يقرر مصيره بيده، لماذا لايتركونه يحكم نفسه بنفسه. إني أقول لهم بأنكم لستم ديمقراطيين بل منافقين كذابين دكتاتوريين، تذرعتم بالديمقراطية لتحقيق أهدافكم، فإن كان كلامي هذا غير صحيح فلماذا لا تدعون الشعب يسلّم حكمه لمن يريد. واعلموا يا أهالي كردستان بأن هؤلاء ليسوا ديمقراطيين بل مجرمين حملوا اسم الحزب الديمقراطي من أجل تحقيق أهداف أسيادهم الاستعمارية، ونحن لن نسمح لهؤلاء المنافقين بإضعافنا ثم استغلالنا واحتلال بلادنا. وقد أخبرني رئيس القوات المسلحة بأن شبابنا شباب مسلمون واعون، يمضون الليالي بالصلاة والدعاء لنصرة هذا الشعب، فطالما نمتلك مثل هذه الطاقات لا خوف على بلادنا من هؤلاء الطواغيت. نحن نريد لبلادنا أن تستمر وتزدهر ولكن ليس بالحرية التي تزعمون، فنحن سنعمل على انتزاع شبابنا من المفاسد ليتوجهوا إلى ساحات المعارك للوقوف بوجهكم والحيلولة دون تحقيق أهدافكم وأهداف أسيادكم المجرمين.
خطأ المفكرين المتغربين
أجل، نحن رجعيون، وأنتم متنورون، أنتم المتنورون تريدون منّا أن لا نتمسك بما ورثنا قبل ألف وأربعمائة سنة. أنتم تخافون من أن يتربى شبابنا على الإسلام الذي جاء قبل ألف وأربعمئة سنة، التربية التي جعلت اتباعه بعدد فترة قصيرة من اعتناقهم إياهم، يقوضون أكبر إمبراطوريتين في ذلك الزمان. أجل، نحن رجعيون!! أما أنتم- المتنورون- فتريدون أن تغرسوا في عقول الشباب القيم الغربية التي أوجدتها لنا الدول المستعمرة. أنتم المتنورون تريدون الحرية، حرية كل شيء، حرية الفحشاء والحريات الأخرى التي تفسد شبابنا، الحرية التي تفتح الباب أمام المستكبرين وتجعلنا منقادين إلى الآخرين، هذه هي الحرية التي تريدونها والتي أملاها عليكم الغرب، أنتم لاترون حدوداً للحرية، تدعون الفحشاء حرية والمفاسد الأخلاقية الأخرى حرية. نحن جعلناكم أحراراً وأنتم تجرون أنفسكم إلى الفحشاء لا بل أسوأ من الفحشاء، وقد أريق ماء وجوهكم أمام الشعب، نحن جعلناكم أحراراً، غير أنكم تريدون بأقلامكم المسمومة أن تمزقوا شعبنا باسم الديمقراطية، باسم التحرر باسم الثقافة، وبأسماء أخرى.
لقد شرع الخونة بفعالياتهم وتآمرهم بأيد مفتوحة. إنهم أنفسهم الذين أوجدوا فتنة كردستان وأنفسهم الذين أقاموا المناحة والعزاء للمتآمرين. وهم أنفسهم الذين قضوا على شبابنا وحينما تم الاقتصاص من المجرمين شرعوا بالنوح والعزاء عليهم. نحن الذين نريد أن نخلّص هذا الشعب من المجرمين والخونة والناهبين، نحن قمعنا الحريات؟!! بطبيعة الحال نحن لا نوافق على الحرية التي تؤدي إلى الفساد وإلى هلاك الشعب والحكومة. أهذه هي الحرية التي تريدونها وتريدون أن ينشأ عليها شبابنا غير مبالين بشيء، وليكن ما يكن، وليحدث مايحدث، فلتنهب الدول العظمى ثرواتنا وخيراتنا وينشغل هم بالملذات يتنافسون في ايجاد بيوت البغاء وحانات الخمور وصالات السينما، الأمر الذي شجع على الاختلاط وسوق الشبيبة للفساد، كل ذلك يحصل باسم الحرية، لقد استولى الأجانب على مقدرات بلدنا وهؤلاء الذين يدّعون الحرية ويزعمون أنهم يعملون بحرية، غير مبالين بما يجري، هؤلاء المتنورون غير مبالين، وادعياء الديمقراطيين والأحزاب كلهم غير مبالين.
الحرية المستوردة مرفوضة
إن الذين أنقذوا بلدنا هؤلاء الجماهير، هؤلاء الجامعيين الاعزاء، هؤلاء علماء الدين وطلبة العلوم الدينية الأعزاء، هؤلاء التجار والكسبة، هؤلاء الشباب وهؤلاء العمال والفلاحين .. هؤلاء الذين أنقذوا بلادنا. والآن أنتم تريدون باسم الحرية والتحرر وباسم الديمقراطية وما أشبه ذلك، اعادة الشعب إلى ما كان عليه وأن تزدروا به وتسوموه الذل. دعوهم أحراراً يفعلون مايشاؤون وبعد جيل آخر لن يبق ملتزم واحد في البلد! أهذه هي الحرية التي تريدوها لشعبنا وقد استلهمتموها من الغرب؟! نحن لا نقبل بحرية مستوردة، نحن نريد أن نحافظ على هذا الشعب، ونرعى هؤلاء الشباب وننقذهم من هذا الهلاك لنصبح أقوياء. نحن الآن نريد جنوداً، نريد شباباً متحمساً. لانريد مثقفاً متغرباً- طبعاً هناك الكثير من المثقفين الواعين من دون شك- ولكن أولئك الذين يريدون أن يعيثوا فساداً بأقلامهم، ويعملون في غير مصلحة الشعب .. إن الذين شهروا سلاحهم بوجه الشعب الكردي العزيز، ستتم معاقبتهم. يقول تبارك وتعالى في معرض حديثه عن المؤمنين: (أشداء على الكفار رحماء بينهم) «1» إن المؤمنين بالتعاليم الإسلامية لن يثنيهم عنها شيء، إنهم أشداء على المتآمرين وعلى الكفار الذين يقف معهم المتآمرون في صف واحد. وكذلك أشداء على تلك الأحزاب وقادتها وكلهم من سنخ واحد. أما بالنسبة للشعب فهم رحماء وأحبة فيما بينهم، ولأننا خدمة الشعب فلابد من قمع الخونة ومحقهم لأنهم يخونوكم.
تعاون الشعب لاعتقال الخونة
نحن خدمة الأخوة الأكراد والبلوج وكل فئات الشعب، ونسعى لانقاذكم من أيدي الخونة، لكن عليكم أنتم أيضاً أن تتساعدوا لدحر الخونة وإبعاد شرهم عنكم، اقبضوا على زعمائهم وسلموهم الى السلطات، إنهم لا يعتقدون بالإسلام ويعادون القرآن، فلو كانوا يعتقدون بالقرآن، فإنه يقول: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) «2»، فلماذا لايطيعون أولي الأمر؟ لماذا انتفضوا ضد الحكومة؟ لماذا قاموا ضد أولي الأمر؟ أيها العلماء الأكراد: أيقظوا شبابكم، دافعوا عن الإسلام. أيها العلماء الأكراد: اطردوا الخونة وافتوا باعتقالهم وتسليمهم للمحاكم الإسلامية. لاتتركوهم يهربون من البلاد، الجيش يراقب الحدود، وعلى قوى الأمن أن توحد كلمتها وأن تنسق فيما بينها، حرسنا الثوري أيضاً ينسّق مع قوى الأمن الأخرى، وإذا لم تتفقوا فيما بينكم فأنتم في عداد الخونة. فالمعارضة اليوم تعتبر خيانة. والتكتلات تعتبر خيانة أيضاً. فإذا ما تضامنتم ونسقتم فيما بينكم، لن تقدموا الضحايا، وستسيرون قدماً في تحقيق أهدافكم. وسيتم اجتثاث هذه الجذور الفاسدة قريباً وسينال هؤلاء الخونة جزاء أعمالهم. أرجو الله الهداية والتوفيق لكم ولنا وأن يقضي على الخونة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته