بسم الله الرحمن الرحيم
وجوب الحفاظ على التآخي بين المذاهب الإسلامية
إنني دائماً في خطاباتي وكتاباتي كنت أأكد على أمرين، الأول الاول أنه في الإسلام ليس هناك وجود للعرق والتعصب واللغة. الإسلام للجميع ولمصلحة الجميع ونحن أخوة بحكم القرآن والإسلام، فالأكراد والأتراك والبلوش أخوة ويجب أن نعيش مع بعضنا بوئام، فقد قطعنا يد الأعداء عن بلادنا، وهؤلاء المجرمين المحليين إما فروا أو اختبأوا في جحورهم، ولكن الأجانب الذين كانوا ينهبون خيراتنا لا يستطيعون العودة بهذه السهولة ونحن بإذن الله لن نسمح لهم بذلك. وما أريد التأكيد عليه هو أن لا يظن الأخوة السنة أن في الإسلام فرق بيننا وبينهم، فكما أنه هناك أربعة مذاهب ( «1») سنية وهم أخوة مع بعضهم البعض، فإن هناك مذهب خامس، وليس هناك أية عداوة بيننا، فالجميع أخوة ومسلمون، الجميع أتباع القرآن والرسول الأكرم. أما ما يثار هنا وهناك فإنه من نسج العناصر الفاسدة المتبقية من النظام البائد وعملاء الأجانب الذين يثيرون أمثال هذه الفتن لمصلحة أسيادهم. وعليكم أيها الأخوة أن تنتبهوا إلى هذا الموضوع. ولا يخفى إنهم بذلك يسعون للحؤول دون أداء الإسلام لدوره، فهم لا يهدفون الى بث الفرقة بين الأكراد والفرس، وإنما يعارضون الإسلام، ومن واجب المسملين جميعاً أن يقفوا في وجههم ويحبطوا مخططاتهم.
هدف الحزب الديمقراطي الكردستاني
لقد أشرت من قبل الى أن كردستان بجميع أبنائها إلا تلك الجماعة المتواطئة والفاسدة، في مأمن ولن يتعدى على أحد ولن يتعرضوا للمحاكمة، أما المفسدون فسنتصدى لهم، ويوجد في الوقت الحاضر قتال في مناطقهم، وإنهم يعملون على تخريب كل شيء وتحت ذرائع مختلفة. وهم بذلك يستهدفون الإسلام. إن الحزب الديمقراطي ليس سنياً، لأنهم إن
كانوا من أهل السنة كما يزعمون فإن جميع فقهاء أهل السنة يؤمنون بأن إطاعة أولي الأمر ويرونها واجبة، ولكن هؤلاء لا يطيعون، ولذلك فهم ليسوا سنة وإنما يريدون خداعكم بأنكم سنة وليس للشيعة دخل بيننا، فإذا كان الشيعة متعارضين مع السنة بالفعل، فلماذا لا يقاتلكم الشيعة ليقاتلوكم قبل أن يبدأ هؤلاء الأشرار أعمالهم التخريبية .. إننا أخوة لكم ولسنا أعدائكم، ونحن أمام الإسلام والقانون الإسلامي على السواء ولذلك لاخوف عليكم. وإن المشاكل التي واجهتكم ليست خاصة بكم وحدكم، فمدينة قم أيضاً كان فيها مشاكل في عهد الشاه البائد وأبيه اللذين كانا عملاء للأجانب وخدمة لهم، فقم والحوزة العلمية تعرضت للمصائب على أيديهما وأدخل العلماء السجن وأبعدوا وقتلوا وعذبوا وحرق القرآن في المدرسة الفيضية كما قيل لي، وأشعلت النار في الكتب العلمية وكتب الحديث الشريف، نحن أيضاً كنا مقيدين مثلكم وأغلب الأخوة في كل المناطق كانوا كذلك، والحمد لله الذي خلصنا من ذلك الظلم وأتمنى ألا يعود.
البلاد كلها بحاجة إلى الإصلاح
يجب أن يتم الإصلاح في كل مكان، ونحن نعلم أنهم أبقوا جميع المناطق متخلفة ولم يتركوا المجال للشعب الإيراني للاستفادة من موارده وثرواته، منها فلا ماء ولا كهرباء ولا إسفلت ولا أي شيء، وهذا ليس حالكم وحدكم، اذهبوا إلى جنوب طهران تلك الأحياء التي يعيش أهلها في الكهوف، أنتم على الأقل عندكم بيوت، اذهبوا إلى طهران وشاهدوا أحياءها، هناك تقريباً ثلاثين حياً في طهران يعيش سكانها في بيوت من الصفيح، وليس عندهم ماء ولا كهرباء وينبغي على نسائهم أن يصعدوا سلماً طويلًا- حوالي خمسين درجة أو أكثر- ليصلوا إلى حنفية ماء لكي يملأوا الجرة ليسقوا أولادهم، ولاتتخيلوا أن الشاه أو أبيه قام بإعمار طهران، فكل مكان متخلف.
الأجانب لا يريدون لكم الخير
إننا نفكر بإعمار مناطقكم قبل كل شيء، وقريباً ستأتي إلى مناطقكم لجان لكي تلبي احتياجاتكم، وأتمنى أن تقوم هذه اللجان بوضع حد لمعاناتكم، ولكن عليكم أن تقفوا في وجه هؤلاء المخربين كي لا يخدعوا شبابكم لأنهم لا يريدون لكم الخير، والذي يريد الخير للجميع هو الإسلام، وكل من يبعد شخصا عن الإسلام فهو لا يريد الخير له، إنهم يريدون أن ينهبوننا كما كانوا في السابق وكما كان أسيادهم، يريدون نفس الشيء إنهم لصوص وقتلة ويشعلون نار الفتنة ولا تعرف قلوبهم الرحمة، لذا لا يتورعون عن ايذاء هذا الشعب بمختلف الأساليب والسبل.
الإسلام حريص على الشعب
الإسلام هو وحده الذي يحرص على مصالح الشعب، ومن يؤمن بالإسلام هم وحدهم الذين يعملون لأجلكم، فالقرآن مربي الجميع وللجميع ويجب علينا أن نكون معا تحت ظلال القرآن، وتأكدوا أن دعايات هؤلاء المخربين مغرضة وقد رأيتم كيف بدأوا بإحداث الفوضى والخراب وجيشنا جاء لكي يتصدى لهم .. فكل هذه المناطق إسلامية وإيرانية وجميعنا ايرانيون ومسلمون وتابعون للقرآن، وفقكم الله وأيدكم.