بسم الله الرحمن الرحيم
تقدم رحمة الله على غضبه
إن رحمة الله سابقة لغضبه (يا من سبقت رحمته غضبه) «1»، ومفتاح كلام الله يبدأ باسم (الرحمن) و (الرحيم)، وباسم الرحمن والرحيم وبتكرارها بدأ القرآن. إن الله رحيم بعباده وإن هذه الرحمة هي التي أدت إلى خلق العباد وهيأت لهم أسباب الرفاه والعبادة. وهي التي أدت إلى إرسال الأنبياء العظام، إن رحمة الله تقتضي السعادة للعباد في الدنيا والآخرة، وقد هيأ لهم سبحانه وتعالى مسلتزمات السعادة المادية والمعنوية. ومع أن رحمة الله سابقة لغضبه، ولكن إذا اقتضى الأمر ولم يدرك الناس قدر رحمة الله وعصوا أوامره وأوجدوا الفساد والفتنة، تضيق باب الرحمة وتفتح باب الغضب. ولكن النبي الأكرم (ص) نبي الرحمة، وكان يعامل الناس برفق، وبهذه الرحمة كان يهدي الناس وكان يتألم لأجلهم، وقد تأثر برحمته الضالون واهتدوا، ولكن عندما كان يرى أن البعض ضالين وسوف يضلون الأمة وأنهم غدة سرطانية من الممكن أن يفسدوا المجتمع بأسره، فإنه كان يعاملهم بغضب. ويهود بني قريضة كانوا أجداد هؤلاء الصهاينة، وعندما لاحظ النبي الأكرم أنهم ضالين ويدعون إلى الضلالة أمر بقتلهم جميعاً لكي يجتث هذه الغدة السرطانية. وأمير المؤمنين- عليه السلام- مع كل عطفه ورحمته عندما رأى أن الخوارج ضالين مضلين شهر سيفه وقاتلهم وقتل أكثرهم إلا الذين فروا. فالرحمة أولًا، وإذا كان الشخص غير جدير بها فعندها الغضب والانتقام.
الثورة الإيرانية ثورة الرحمة
بعد أن انتصرت شعبنا وأخرجنا الخونة والجناة، فتحنا باب الرحمة على مصراعيه لجميع الفئات، وسنتعامل بالرحمة مع الجميع، فالجميع أصبحوا أحراراً، حرية الحدود وحرية القلم وحرية الفعاليات السياسية، وسيكون التعامل مع الجميع برحمة. ولا توجد ثورة رحيمة مثل ثورتنا، إذ أنها عاملت الشعب والخونة برحمة، لقد تركنا الجميع على حريتهم. الحكومة تعامل الجميع برحمة، فباب الرحمة مفتوح على مصراعيه، وإن هذه الرحمة نابعة من رحمة الإسلام ورحمة رسول الله. ولكن الخونة، هذه الجراثيم والغدد السرطانية، الذين أثاروا الاضطرابات والفتن، لم يدركوا قدر هذه الرحمة وتواطأوا ضد هذا الشعب الذي نهض وضحى بدماء أبنائه لتحقق العدل والإسلام في هذا البلد، وإذا ما استمروا في خيانتهم فإن باب الرحمة عندها سيغلق وسيفتح باب الغضب، الغضب الإلهي والانتقام الإلهي. عليهم ألا يقوموا بعمل يوجب إغلاق باب الرحمة، يجب أن يتوقفوا عن الخيانة ونشر الأفكار المسمومة ويتخلوا عن الأعمال المناهضة للإسلام، إن هذه الرحمة والرفق أوجدا فاجعة في كردستان، لقد أساؤوا استغلال الرحمة، أساؤوا التصرف بالحرية، التي هي رحمة الله.
هدف مثيري الفتنة محو الإسلام في كردستان
إن هؤلاء الفاسدين المرتبطين بالخارج خونة للوطن، ويريدون أن يجروا كردستان إلى الشيوعية، يريدون محو الإسلام في كردستان، ويقومون الآن بنشر الأفكار المسمومة. الأقلام الداخلية والخارجية تقوم بنشر الدعايات المغرضة. فمن طهة يقولون أنهم يريدون الحفاظ على الشعب الكردي، ومن جهة أخرى يقولون أن الحكومة تريد القضاء على الأكراد، إن المشكلة ليست مشكلة أكراد بل هي مشكلة الشيوعية، فأكرادنا مسلمون متمسكون بالإسلام والمسلمون لا يقاتلون بعضهم البعض، إنهم يريدون أن يجروا شعبنا وأكرادنا إلى الضلالة وإلى الشيوعية.
ضرورة يقظة علماء وأهالي كردستان أمام المؤامرات
على الشعب الكردي أن يتحلى باليقظة، وعلى علماء الأكراد أن يبادروا الى الكشف عن هذه الجراثيم الفاسدة، ويجب على الشعب الكردي أن يدرك أن هؤلاء لا يؤمنون بالإسلام لأنهم يعتبرونه يهدد مصالحهم ومصالح أسيادهم. إنهم لا يروق لهم أن يتم إعمار كردستان، بل يريدون تخريبه ليجروه إلى الضلالة ويخرجونه من الإسلام.
أيها الأكراد انتبهوا إلى شبابكم، أيها العلماء الأكراد حافظوا على الشعب الكردي ولاتفسحوا المجال لتلك الجذور الفاسدة. يا أهالي كردستان الشجعان حافظوا على كردستان وحافظوا على الإسلام. وأنا أقول لهذه الجذور الفاسدة، إنكم عاجزون عن فعل شيء يذكر، وسنقوم بسحقكم فأنتم لستم أهلًا للهداية. إن هؤلاء الذين يخدعون شبابنا باسم الديمقراطية يريدون أن يجروا شعبنا إلى الضلالة، ولابد من القضاء عليهم، وإن شعبنا سوف يقضي عليهم، فاحذروا من القيام بعمل يوجب إغلاق باب الرحمة وفتح باب الغضب.
تصدي القوات المسلحة الحازم للخونة
يجب على الجيش والشرطة والحرس أن ينسقوا ويتعاونوا فيما بينهم، وإذا لم يتعاونوا فسوف يتعرضون للعقاب. وعلى قادة الجيش أن يوفروا مستلزمات القتال لأخوتنا في حرس الثورة ويجب أن يسارعوا لإجتثاث هذه الجذور الفاسدة وأن لا يمهلوهم، فرؤساءهم ضالون، مضلون. إنهم أسوأ من يهود بني قريضة ويجب أن يعدموا.
الاهتمام برفاء أهالي كردستان
الجميع في كردستان في مأمن إلا هذه العدة الضالة المضلة. وإن باب الرحمة مفتوح لجميع أهالي كردستان وهم أخوتنا وسوف نهتم بالأخوة الأكراد أكثر من البقية وسنحقق لهم الرفاهية، ونوفر لهم جميع احتياجاتهم ونحقق رغباتهم، ولكن عليهم ألا يلتفتوا إلى الدعايات المغرضة، إن الإسلام يودكم ورحمة الله مفتوحة أمامكم، اقبضوا على هؤلاء الزعماء الخونة وسلموهم للسلطات، وضعوا أسلحتكم جانباً وتوجهوا إلى أحضان الإسلام وساعدوا إخوانكم المقاتلين، واعملوا على اجتثاث هؤلاء الفاسدين من جذورهم. الإسلام ملجأكم وإن هؤلاء الخونة يريدون إشعال الفتنة، ويعملون على سوق شبابكم إلى حتفهم، الشباب الذي ينبغي لهم أن يساعدوكم في الزراعة، يرسلونهم للموت، إن هؤلاء ليسوا بشراً وإنما لهم طبعاً حيوانياً بل أحط من الحيوانات، إنهم يريدون أن يجروا كردستان إلى الهلاك. نجاكم الله من شرهم ونجا كردستان من هذه الجراثيم الفاسدة. وسوف نقضي عليهم. فالرحمة على جميع الأخوة الكردستانيين والغضب واللعنة على المفسدين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته