بسم الله الرحمن الرحيم
إن إحدى بركات هذه النهضة، هي اجتماع علماء الإسلام، علماء الشيعة وعلماء السنة تحت سقف واحد، كي تصل الأمور التي نناقشها إلى مسامع الناس، والحؤول دون تأثرهم بالدعايات المغرضة.
وصلتني البارحة- وقد ذكرت ذلك من قبل وربما سمعتم به أيضاً- برقية موقعة من قبل 18 شخصاً من أئمة الجماعة في مهاباد وضواحيها، وأرسلت نسخة منها إلى 15 مسؤولًا، قد جاء فيها: (نحن أهالي كردستان شاركنا في هذه النهضة وضحينا من أجلها، والآن حاول البعض تشويه صورتنا في أنظاركم واساءة الظن بأبناء كردستان، مما دفعكم لتحريض الشعب الإيراني ضدنا!) ... حسناً، أنا أعلم أن علماء تلك المنطقة لا يقولون شيئاً كهذا. إن هذا الأمر لا يخرج عن احتمالين، فإما أن تكون أسماء أئمة الجماعة قد كتبت دون علمهم. أو أنهم أجبروا على ذلك تحت تهديد السلاح.
نحن الآن نريد أن نعلم من العلماء الأكراد وأهالي كردستان وعلماء سائر المناطق في البلاد وهم جميعاً أخوتنا، ماذا رأوا في هذه الخمسة أشهر التي مرت على ولادة الجمهورية الإسلامية؟! هل حصل أمر مخالف لمصالح الأكراد والبلوش وسيستان والمناطق الأخرى؟! هل منح امتياز لأهالي طهران ولم يمنح لغيرهم من الأكراد أو البلوش؟! إن لديكم مشاكلكم كما لدى جميع الفئات الأخرى، ولكن كل فئة ترى مشاكلها فقط، وربما تعتقد أن المشاكل توجد في منطقة فقط، أما المناطق الأخرى فليست كذلك.
المشاكل تعم البلد بأسره
خلال هذه المدة، أتت إلى هنا جماعات مختلفة، سواء من كردستان أو من المناطق الأخرى، من بختياري، أو قشقائي، وكانت تمثل سكان تلك المناطق، وكل جماعة كانت تدعي أن الظلم الذي أصابهم لم يصب غيرهم، وأن الحرمان الذي يعانون منه لا يعاني منه أحد آخر، فلا ماء ولا طرق معبدة ولا كهرباء .. قلت لهم إنكم ترون وضعكم فقط، اذهبوا إلى المناطق الأخرى، وانظروا حالهم، فهل يملكون ما لا تمتلكون؟ أم أن الجميع سواسية؟ وهل تقرر أن لا يتم تقديم المساعدات لكم؟!. إنني لا أطلب منكم أن تذهبوا إلى المناطق النائية لمشاهدة سكان الخيام، إني أقول اذهبوا إلى طهران والمناطق المتاخمة لها- عندما كنت في النجف وصلتني رسالة مع صور للمناطق المحرومة- أذكر أن ما يقارب الثلاثين منطقة في طهران تفتقر إلى الماء والكهرباء والطرق المعبدة، وحتى بيوتهم لا تشبه البيوت! لقد رأيت التلفزيون وهو يعرض تلك المناظر، سبعة أو ثمانية من الكبار والصغار يخرجون ويدخلون من جحر، ومع هذا فإنهم يصرون على أنه منزل. لقد قالوا لي أنه إن أرادت أمّ أن تحضر الماء لأولادها، فإنه يتوجب عليها أن تصعد سلّماً طويلًا حتى تصل إلى صنبور الماء وهي تحمل الجرة على رأسها. وما عليكم إلا أن تتصوروا هذا المنظر في أيام الشتاء، إذاً فلا تتصوروا أن مناطقكم وحدها المدمرة. إن هذا الدمار موجود في كل مكان، وهو الإرث الذي حصلنا عليه. إن المسؤولون في الجمهورية الإسلامية يعملون الآن على إغاثة المناطق المحرومة، ولكن هذه المناطق كثيرة لدرجة أنه لا يمكن إعمارها بهذه السرعة، ولهذا يجب التحلى بالصبر.
اهتمام الحكومة بالمناطق المحرومة
لقد تم تخصيص مبلغاً وقدره أربعمئة وخمسين مليون تومان لإعمار كردستان. وتقرر أن تذهب لجنة إلى هناك، وإلى جميع المحافظات الأخرى، مثل بلوشستان، سيستان، و .. و ....، وقد تم تخصيص عوائد الحكومة من النفط ليوم واحد، وربما تعادل أربعمئة أو أربعمئة وخمسين مليون تومان، من أجل إعمار تلك المناطق وتشييد المدارس وإصلاح الأراضي، وبناء البيوت، فالأمور غير مهملة كما يتصور البعض، الجميع يعمل. ولكن عمر الجمهورية الإسلامية لم يتجاوز الخمسة أو الستة شهور بعد، وقد ورثت تخريباً تم طوال 2500 سنة، لاسيما في الخمسين سنة الأخيرة، وقد رأينا ذلك جميعاً، طبعاً عندما أقول جميعاً أقصد أولئك الذين هم من سني، وإلا فأنتم أيها السادة تذكرون أعمال الابن- محمد رضا- فقط، فأنتم أصغر سناً من أن تتذكروا عهد الأب- رضا خان- لقد سرقوا ونهبوا، وتركوا هذا الشعب متخلفا ومنحطا ثقافيا، ودمروا الاقتصاد و ....، ولكنهم بالمقابل ملئوا الدنيا ضجيجاً عن تطورهم وحضارتهم، إذ أنهم طالما قالوا إننا نؤسس لحضارة عظيمة ودولة كبيرة.
على الحكومة أن تعلن عن الخدمات التي تقدمها للشعب
لقد قلت لرئيس الوزراء عدة مرات- عندما جاء إلى هنا مع بقية الوزراء- قلت أيها السادة إنكم تعملون ولكنكم لا تعلنون عن انجازات الحكومة. فيما الآخرون لا يعملون شيئاً، ولكنهم يملئون الدنيا صخباً، فالسيد رئيس الوزراء مثلًا كان عمله الأخير أنه خصص لكل محافظة، عائدات النفط ليوم واحد وهو ما يقارب أربعمئة مليون أو أربعمئة وخمسين مليون تومان، ولكنه لم يعلن عن ذلك إلا مؤخراً. ليس الأمر أنهم لا يعملون، إنهم يعملون ولكنهم مشغولون بعملهم، والاضطرابات كثيرة لدرجة أنها لا تسمح لهم بالإعلان عما حققوه. وأما أولئك الديمقراطيون «2» فقد انصرفوا لتزوير الرسائل والبرقيات بأسماء العلماء أو أنهم أجبروهم على التوقيع. سيتراجعون عن ذلك بأنفسهم إن شاء الله. إن هذه القوات- كالضباط والجيش والشرطة- التي تم تجهيزها للتوجه الى تلك المناطق هل تهدف الى قمع الأكراد؟! أم التصدي لمن يريد قمع الأكراد. لو أننا جهزناها لقمع الأكراد بالفعل، فلماذا لم تفعل ذلك عندما وصلت إلى هناك، بل حتى إن الأكراد كانوا يستقبلونها بالترحيب. القوات تشكر الأكراد على الضيافة، والأكراد يشكرونها على حسن المعاملة. البارحة كانوا يشكرون السيد جمران «3» في الراديو، لأنه كان ذو معاملة حسنة معهم، إنه جيش الإسلام، وجيش الإسلام لا يعامل أحداً بسوء. إن الذين يتعاملون بسوء مع الآخرين، هم الذين يريدون أن يملأوا جيوبهم وجيوب أسيادهم. وهم هذه الأحزاب وقادتها الذين يقومون بأعمال التخريب. لقد أرسلنا الجيش إلى هناك لئلا يسمح بمزيد من بالتخريب، والقيام بإصلاح ما يمكن إصلاحه. بينما أخذوا يرفعون عقيرتهم: ماذا فعلتم بكردستان والسنة، أنتم أيها الشيعة؟!
الإسلام دين الأخوة والمساواة
مسألة السنة والشيعة غير مطروحة في الإسلام، ولا معنى لكلمة أكراد أو فرس، ففي الإسلام الجميع أخوة. وها نحن نجلس الآن جميعاً مع بعضنا، فلا أنتم أعداؤنا ولا نحن أعداؤكم، لأن الإسلام دين الأخوة والمساواة، وإذا كنتم تلاحظون أن الأعمال المنجزة في تلك المنطقة قليلة، فالسبب هو أن الأعمال التي يجب إنجازها كثيرة جداً. العمل كثير والمشاكل كثيرة، والحلول مطروحة وهي تشمل مناطقكم ومناطق كردستان وبلوجستان وبقية المناطق المحرومة الأخرى، وسيتم الانتهاء من هذا كله بأسرع وقت بإذن الله إذا لم يعرقل المفسدون هذه المسيرة، فالعمل يجب أن يتم في أجواء هادئة، أما في هذا الجو فالمفسدون لا يسمحون لنا بعمل شيء، قاموا بتشنيج الأجواء، خربوا كل شيء، حتى المستشفى أحرقوه، وقتلوا المرضى، وضايقوا الناس في الشوارع، ففي ظل هذه الأجواء لا نستطيع القيام بأي شيء، وعندما نتخلص من شر هؤلاء الأوباش بإذن الله، سنتفرغ لأعمالنا وسيكون كل شيء كما تريدون بإذن الله.