بسم الله الرحمن الرحيم
حل مشاكل المسلمين يكمن في وحدة الكلمة
على الرغ من أن هذه المصيبة «1» كانت محزنة وثقيلة علينا، ولكن لابد من الصمود أمام المشاكل والمصائب، وبالصمود ستزول المشاكل إن شاء الله. أسأل الله أن يهدينا وكذلك إخوتنا في فلسطين ولبنان عزيمة المقاومة والجهاد أمام كل المصائب التي نواجهها، وآمل أن تحل المشاكل بفعل المقاومة التي يبديها السادة والسيد أبو عمار «2» وأن تصلح أمور المسلمين جميعها إن شاء الله.
بلغوا سلامي وتحياتي لأبي عمار وقولوا له عن لساني أن مشكلاته هي مشكلاتنا أيضاً. وأن المسلمين يجب أن يكونوا يدا واحدة ضد جميع الظالمين، وآمل بوحدة الكلمة بيننا وبينكم وهي موجودة بحمد الله، وبوحدة الكلمة بين جميع الفئات الإسلامية وخصوصاً الدول الإسلامية، أن تحل مصائبنا ومصائبكم ومصائب جميع المسلمين.
نحن نعلم وجميع المسلمين أيضا، بل الدول الإسلامية وهو الأهم، أن ما أصابنا ويصيبنا نابع من مشكلتين: إحداهما المشكلة بين الدول، ومع الأسف لم يستطيعوا حتى الآن أن يحلوا هذه المشكلة، وهي مشكلة خاصة بهم وهم يعلمون أنها منشأ مصائب المسلمين جميعاً، ونحن منذ أكثر من عشرين عاما، نؤكد على هذا الموضوع، تكلمنا كثيراً، كتبنا، دعونا كبار مسؤولي الدول للاتحاد، ولكن مع الأسف فإن هذا الأمر لم يتحقق حتى الآن. والمشكلة الثانية: هي مشكلة الحكومات مع شعوبها، حيث أن الحكومات تتصرف مع شعوبها بشكل يجعلهم يتنفرون من حكوماتهم. فالمشاكل التي تواجهها الحكومات يجب أن تحل على يد شعوبها. ولكن، لا يوجد تفاهم بين الطرفين. فإن لم تكن الشعوب تساهم في تضخيم مشكلات حكوماتها، فإنها على الأقل غير مبالية بما يلحق بها من أضرار. ولقد ذكرت مرارا بأنه على تلك الحكومات أن تأخذ العبرة من مصير حكومتنا السابقة، والحكومة الحالية. فالحكومة في زمن النظام الطاغوتي عندما كانت تواجه مشكلة ما، كانت تبقى وحيدة، لأن الشعب إما أنه كان يسعى لجعل هذه المشكلة أكبر أو أنه كان يبقى غير مبال بما يصيب الحكومة.
أهمية دعم الشعب للحكومة
والآن حيث تعتبر حكومتنا حكومة إسلامية، ولا تفكر في ظلم الشعب، فإن شعبها سيقوم بمساعدتها إذا ما ألمت بها لائمة. ولقد رأيتم أننا واجهنا مشكلة كبيرة في كردستان، وبمجرد أن تم الإعلان عنها للشعب، بدأ بالتحرك من كل أطراف إيران إلى هناك، لمساعدة الحكومة على حل هذه المشكلة، ولكننا لم نكن نريد أن نقلقهم، إضافة إلى أننا واثقون من أن الشرطة والجيش قادران على حلها، لذا طلبنا منهم أن يصبروا. وأنا متأكد أن الشعب سينصرنا عندما سنقع في أية مشكلة تواجهنا، وسيعلن تأييده لنا.
ولو تصرفت الحكومات بهذا الشكل مع شعوبها، فلن تبقى مشكلة حقيقية أمام الدول الإسلامية. أسأل الله تبارك وتعالى أن يوقظنا جميعاً، وأن تحل جميع هذه المشاكل حتى نتخلص من مجرمي التاريخ. ونحن ندعو الله أن يحل قضايا فلسطين بما يحقق مصلحة المسلمين. وفي الختام، أشكركم وأشكر أبو عمار، وأدعو لكم بالتوفيق، فالدعاء وظيفة إسلامية، وآمل من الله أن يحل جميع مشاكل المسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته