بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة حجة الإسلام الحاج الشيخ محي الدين انواري، وسماحة حجة الإسلام الحاج الشيخ فضل الله محلاتي- دامت افاضاتهما.
نظراً لاقتراب موعد أداء احدى الفرائض الإسلامية العظيمة وما تنطوي عليه من معان انسانية وروحية وسياسية واجتماعية ألا وهي فريضة حج بيت الله الحرام، لذا يجب ونحن على اعتاب استقرار الجمهورية الإسلامية الايرانية وفي ظلال الثورة العظيمة للشعب الايراني النبيل، اعادة هذه الفريضة المقدسة الى احضان الإسلام بعد تطهيرها من آثار الطاغوت. وعليه تم تعينكما مسؤولين عن حجاج بيت الله الحرام لتتوليان بالتشاور مع المسؤولين المؤهلين انتخاب هيئة من الثقاة والملتزمين والمؤمنين، للاشراف على كافة الامور المتعلقة بالحج بالتعاون معها، كي تتحقق- إن شاء الله تعالى- الابعاد المعنوية لهذه الفريضة المقدسة في ظل حكومة الجمهورية الإسلامية.
وفي هذا الصدد أرى من الضروري التذكير ببعض الأمور:
أولا: لابد من لفت نظر السادة العلماء ورجال الدين المحترمين الأفاضل المرافقين لقوافل الحجاج، الى ضرورة عقد جلسات توجيهية للحجاج المحترمين قبل توجههم الى بيت الله الحرام، لاطلاعهم على المسائل الشرعية والواجبات الانسانية.
ثانياً: ينبغي لجميع الأخوة والأخوات المسلمين أن يتنبهوا الى انّ احدى مهمات فلسفة الحج تتجسد في ارساء التفاهم وتقوية اواصر الأخوة بين المسلمين. وعلى العلماء ورجال الدين اطلاع حجاج الدول الأخرى على مسائلهم السياسية والاجتماعية، كي يتسنى لهم اطلاع علمائهم وأصحاب الرأي عند عودتهم الى بلدانهم.
ثالثاً: في هذا العام حيث نقف على اعتاب الجمهورية الإسلامية، ونتيجة للاعلام الغربي المزيف، من الممكن أن يجهل المسلمون في البلدان الإسلامية عمق النهضة الإسلامية الايرانية.
لذا يتحتم على السادة العلماء والخطباء والمفكرين، التعريف بهذه النهضة المقدسة ولفت الأنظار الى أهداف المسلمين الايرانيين في إقامة الحكومة الإسلامية تحت راية الإسلام وهدى القرآن الكريم والرسول الكريم، كي يدرك اخواننا المسلمون بأننا لا نفكر بغير الإسلام واقامة حكومة العدل الإسلامية.
رابعاً: على الإخوة الايرانيين والشيعة في البلدان الأخرى، اجتناب الأعمال الجاهلة التي تؤدي الى تفرّق صفوف المسلمين، ويجب عليهم المشاركة في صلاة الجمعة لأهل السنة، واجتناب اقامة صلاة الجماعة في المنازل ونصب مكبرات الصوت بصورة غير متعارفة، وتجنب الارتماء على القبور الطاهرة والابتعاد عن الاعمال التي تتنافى مع الشرع الإسلامي.
خامساً: لا تصح النيابة عن الحي في صلاة الطواف، لذا يجب أن يصلي كل شخص على قدر استطاعته وهذا يجزيه. ويجب الامتناع عن أداء الصلاة نيابة وعدم مضايقة المصلين.
سادساً: اداء مناسك الطواف مثلما يؤديها بقية الحجاج، والامتناع عن أداء الأعمال التي يقوم بها الجهلة، وضرورة الابتعاد عن الأعمال التي تؤدي الى الاساءة للمذهب.
سابعاً: ضرورة العمل بأحكام قضاة الأخوة أهل السنة في الوقفتين، ويكون مجزياً وإن كنت مقتنعاً بخلافه.
ثامناً: هذا العام حيث لحق إثر قيام الثورة الإسلامية، باخوتنا وأخواتنا الكثير من الأذى والضرر على يد النظام الطاغوتي الغاشم، لذا فإنّ الكثير من المعاقين في حوادث الثورة هم بحاجة ماسة الى المساعدة، فمن اللائق والمناسب بالنسبة للحجاج الذين ينوون اداء الحج المستحب هذا العام، تخصيص نفقات حجهم لإخوتهم وأخواتهم المحتاجين، وسيكون ثواب ذلك عند الله تعالى أفضل من الحج المستحب. وكذلك بالنسبة لأولئك الذين ينفقون اموالًا طائلة على شراء الهدايا واقامة الولائم لدى عودتهم من الحج، يستحسن صرف هذه النفقات على الأخوة والاخوات المحتاجين المعوقين الفقراء، وسيمنّ الله عليهم بالأجر والبركة.
أسأل الله تعالى عظمة الإسلام وسعادة الأمة الإسلامية، والتوفيق للجميع في مساعيهم في تحقيق أهداف النهضة المقدسة. والسلام عليكم وعلى جميع المؤمنين ورحمة الله وبركاته.
28 شوال المكرم 1399 ه- ق
روح الله الموسوي الخميني
قم
حلول موسم الحج
واجبات الوكلاء المسؤولين عن قوافل الحج وحجاج بيت الله الحرام
محي الدين انواري وفضل الله محلاتي
جلد ۱۰ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۴۷ تا صفحه ۴۸
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378