شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [الاصلاحات التدريجية بعد الثورة]

قم‏
الاصلاحات التدريجية بعد الثورة
جمع من النساء الاعضاء بالجمعية الإسلامية في مدينة تربت حيدرية
جلد ۱۰ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۵۵ تا صفحه ۵۷

بسم الله الرحمن الرحيم‏

الاصلاحات التدريجية بعد الثورة

هناك حديث حول الاحتياجات والأمور التي لا تعانون منها وحدكم، وإنما كل البلاد تعاني منها، من أقصاها الى أقصاها! يجب أن لا نتوقع ان تصبح البلاد جنة بعد كل ثورة دفعة واحدة! فلقد سعت الحكومات على امتداد التاريخ وخاصة في السنوات الخمسين الأخيرة (من حكم الأسرة البهلوية) للقضاء على كل الطاقات البشرية وغيرها، وكانت الأقلام والأقدام والصحافة والاذاعة والتلفزيون والسينما وكل شي‏ء في خدمتها لافساد شبابنا ولتجريد بلادنا مما تملك! فلا تتوقعوا بعد هذه الثورة التي أزحتم بها هؤلاء، أن تكون كل الأمور على ما يرام فوراً! وإنما ينبغي أن يتم ذلك بالتدريج. فبعض الثورات ورغم ما كانت تمتلكه من إمكانات ضخمة كثورة أكتوبر لازالت وبعد ما يزيد على ستين عاماً، عاجزة عن إصلاح الأمور، وها هي تسلك سلوكاً دكتاتورياً وتمارس الضغوط.

افضلية الثورة الايرانية على بقية الثورات‏

إن ثورة ايران بحمد الله افضل من كل الثورات التي حدثت في العالم، ولابد أن تسمى ب- (الثورة البيضاء)! حيث لم تقدم من الخسائر إلا القليل بينما ربحت الكثير جداً. وطبعاً لازلنا بحاجة الى أن نخطو تدريجياً من أجل البناء وسوف يتحقق ذلك بمساعدة الجميع إن شاء الله.
وقولكم «1» لنستعن بالقوى، فأي قوة في العالم كانت أعظم من قوتكم؟! وأي قدرة كان بإمكانها رغم افتقارها للامكانات العسكرية، أن تحقق الانتصار على كل أولئك الذين كانوا يمتلكون الامكانات العسكرية ومجهزين بكل أنواع الأسلحة؟! لقد كانت قدرة نورانية إسلامية وإلهية تلك التي انتصرت على جنود الشيطان، فلماذا يجب أن تضعفوا؟! إنكم تتمتعون بقوة خارقة للعادة حيث حيّرتم كل العالم بتحطيمكم هذا السد! وكلما أحسستم بالضعف فلابد من الالتفات الى أن الله سندكم. إنكم بقوة الإيمان التي تتمتعون بها، تمكنتم من الوصول بالثورة الى هنا، ولابد لكم من الاحتفاظ بهذه القوة الإيمانية! فلا تيأسوا أبداً ولا تدعوا مجالًا للضعف كي يتسرب إليكم لأن الضعف من جنود الشيطان! وكونوا متفاءلين دائماً. ولتكن قلوبكم مطمئنة، فأنتم المنتصرون! وعندما تكون الثورة إسلامية وإلهية فالنصر حليفها على كل حال.

الجميع يعتبر الاعمار واجباً

لقد حدث بحمد الله تحول مثير للاعجاب لدى كل فئات الشعب، والمجتمع الذي لم يكن يهتم بهذه المسائل من قبل، أيقن خلال مدة قصيرة بأنه لابد من إصلاح الأمور، وعندما يكون الشعب مهتماً بأمر ما فلابد أن يتحقق! طبعاً بشكل تدريجي! والمهم هو أن يدرك كل واحد منا أن عليه واجباً، وعليّ باعتباري طالب علم أن أعرف واجبي بقدر ما أتمكن من الخدمة، وأنتم يجب أن تعرفوا واجبكم وأن تبنوا هذه البلاد بجهودكم!

التحرر من فاجعة التغرب‏

والمهم هو توعية الاشخاص الذين هم بعيدون عن الإسلام ولم يعرفوه، فربّوهم! فأخطر الفجائع التي حلت بشعبنا خلال هذه الفترة المديدة هو تبنيهم الافكار الغربية! فلابد من علاج هؤلاء وتفهيمهم بأننا نمتلك كل شي‏ء، والغرب محتاج الينا ولسنا بحاجة اليه. ان احتياجهم الينا هو الذي دفعهم للوقوف وراء محمد رضا شاه بكل قواهم؛ إن احتياجهم للتسلط على هذه البلاد ونهب خيراتها وثرواتها هو الذي دفعهم للابقاء على الشاه. إن بلادنا بلاد غنية قادرة على ادارة امورها بنفسها. ولها من المساحة- على حسب ما يخمنون- ما تكون كافية لمائة وخمسين مليون نسمة، وثرواتها قيمة جداً وآمل أن تبلغ ثرواتها البشرية أيضاً حد النضج. فالنساء اللواتي لم يقتنعن بعد بالنزول الى الساحة، ليسارعن الى ذلك. والفئات التي لا تفكر بالقضايا السياسية عليها أن تهتم بها. كما أن على الذين يرون كل شي‏ء بالمنظار الغربي، أن يعودوا الى أنفسهم ورشدهم وينتبهوا الى ثرواتنا وخيراتنا. فنحن نمتلك كل شي‏ء. فثقافتنا ثقافة غنية وبلادنا ثرية غير انهم لم يسمحوا باستثمارها.

بناء الذات وتهذيب النفوس‏

والآن فإن الحكومة بحمد الله منكم، ففكروا بإصلاح أموركم. وابدؤوا بأنفسكم فكونوا مهذبين واعملوا بالتعاليم الإسلامية التي تربي الانسان، ومن ثم ربوا الشباب والأولاد لكي نصبح بعد حين أناساً كما يريدنا الإسلام، وليس بشراً كما يريدهم الاستعمار.
أسأل الله تعالى أن يوفقكم للأخذ بهذه الأمور التي تمت الاشارة اليها، ولا تدعوا اليأس يدب الى نفوسكم. لقد استطعتم من تحقيق انتصار اذهل العالم وحيّر العقول. إن هذه القدرة التي استطاعت تحقيق مثل هذا النصر ينبغي أن لا تسمح لليأس أن يجد طريقه اليها. إنكم بقوة إيمانكم هذه ستتمكنون- إن شاء الله- من اصلاح كل شؤون بلدكم. حفظكم الله جميعاً وأنا أدعو لكم، وإني بخدمتكم!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

«۱»-يرد سماحة الإمام بذلك على حديث احدى الناطقات باسم الحاضرين حيث قالت:«إن هذا الحشد جاء للقاء إمام الأمة وسماع توجيهاته ليزداد قوة وصلابة ويضاعف من ايمانه وارادته»-.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378

جمله طلایی

فراز طلایی

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: