بسم الله الرحمن الرحيم
انتصار الثورة رهن التحول الروحي لابناء الشعب
إن الآية التي تلوتموها (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) «1» تتضمن واقعاً وواجباً. الواقع هو أن التغيرات التي تحدث في الأمة هي السبب في إحداث تغييرات تكوينية عالمية وموسمية. والواجب هو أن تلك التغييرات تكون لصالحكم. وقد لاحظتم أن تقدم الشعب الايراني هذا كان مرهوناً بتلك التغييرات التي حدثت في النفوس. لقد أصبح شعبنا بشكل قبل به النظام السابق نتيجة تسلط الأجانب وعملائهم عليه في كل الأمور، بمعنى أن الإعلام المضلل الذي كان يمارس قد أوجد تغييرات في شعبنا جعله يقبل الظلم والنظام الطاغوتي المستبد والمرتبطين به وأسياد الطاغوت. لقد كان تحولًا غيّر الفطرة الانسانية السليمة الى انسان سيء. فلقد كانت الأقلام تستخدم بما هو مخالف لمصالح الشعب ومتفق مع مصالح الطاغوت، وقد تغيرت الأحاديث والأقلام والخطوات والمقالات من خلال التغييرات التي طرأت على تلك الفطرة! وعندما تغيرت تلك الفطرة حدثت تغييرات اساسية شاملة، فكان التسلط الأجنبي.
التغيير التكويني يتبع التغيير الروحي
وقد حدث بحمد الله في هذه الثورة تغير وتحول في الاتجاه المعاكس، فإذا بالشعب الذي عانى من الضغط على امتداد التاريخ وتعايش جراء هذا الضغط مع الظلم والنهب، قد تغيّر خلال فترة قصيرة فلم يعد يقبل شيئاً من هذه المظالم! وتنازل الشعب عن كل شيء وهرع الى الشوارع هاتفاً: إننا نرفض هذا النظام! إذن تغيّر شعبنا. ولو غيّرنا أنفسنا باتجاه قبول الظلم فإنه من الطبيعي أن يتسلط علينا ظالم. وإذا ما تغيّرنا باتجاه الدفاع عن بلادنا فسيوفر الله لنا اسباب ذلك، وهذا ما شاهدتموه حيث عانى الشعب على مدى سنوات طويلة من الظلم والاضطهاد والكبت، وابتعد الناس عن فطرتهم التي فطرهم عليها الله تعالى، وتربوا تربية أخرى، فأضحت نفوسهم مستعدة وقانعة بالظلم دون أن يصدر عنها أي صوت رافض. فيأتي المستشارون الأميركان فلا ينبسوا ببنت شفة، ويقبلوا ويخضعوا لكل شيء .. كانت مثل هذه الحالة سائدة في اوساط المجتمع الايراني وتسعى الى ترسيخها وتوطيدها وسائل الاعلام. غير أنه عندما استيقظ شعبنا ببركة الإسلام وغيّر نفسه، تغير فعلًا، أي إن من كان يخاف من شرطي صار يقف بوجه أميركا! ومن كان يغلق محله إذا ما جاء شرطي الى سوقه وأمره بإغلاقه أو قال له: عليكم بوضع مظاهر الزينة، يضعها؛ صار يهرع الى الشارع هاتفاً: الموت للشاه! لقد مثّل هذا تغيّراً روحياً، تغيّراً من قبول الاستسلام الى رفضه، أي الى حالة (يقول فيها) إننا لن نرضخ للظلم، وعندما صار الأمر كذلك حظينا بتأييد الله تبارك وتعالى!
التحول الروحي لدى ابناء الشعب
فاحفظوا هذه الحالة واهتموا بها، أي لابد من حفظ هذا التغيير الذي حدث بتوفيق الهي بحيث اصبحتم تعتبرون الشهادة فوزاً، وذلة التبعية عاراً. وما دامت هذه الحالة محفوظة فسيحفظها الله ايضاً! وهذه سنّة الهية والله تبارك وتعالى يعمل بالأسباب والمسببات. فحينما تكونون مستعدين لقبول الظلم فسيوجد الظالم. وكلما خضعنا للظلم زاد الظالم من الضغط علينا. وعندما نستعد لمواجهة الظالم وردعه، فسوف يتراجع، وإذا ما تقهقرتم خطوة واحدة فسوف يتقدم، وكلما تقدمتم خطوة يتراجع بقدرها! هذه هي سنّة الله وقد اثبتموها بتجربتكم.
الصدق في نقل الأخبار
أما الذي أردت قوله في ما يتعلق بوكالة انباء بارس (الجمهورية الإسلامية) فهو أنني أشاهد احياناً اخباراً مغرضة تبث من هذه الوكالة. فأحياناً يضخم موضوع بسيط ويضاعف، وموضوع آخر يبث وقد لا يكون صحيحاً أو من المحتمل ألا يكون، وهذا ما ينبغي اصلاحه. إن على وكالة الانباء أن تبث الاخبار كما هي، ولابد أن تكون وكالات الانباء أمينة، وإذا وجد متآمر فيها فلابد من التخلص منه وليس من سبيل سوى التطهير!
آمل أن توفقوا جميعاً سواء إخواننا اهل السنة أو أنتم! فكونوا معاً واحفظوا هذه الحالة الروحية التي حصلت لشعبنا وحيث يتجه الجميع الى الله تبارك وتعالى والمثابرة لتكون بلادنا إسلامية، لكي يقطع الله أيدي الأجانب عنكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته