بسم الله الرحمن الرحيم
الإعراب عن مواساة معاقي الثورة
إن أسفي يتضاعف كل يوم، فيوم أمس كانت هنا مجموعة من المعاقين، واليوم نلتقيكم. وفي كل مرة تتملكني مشاعر الأسى والحزن. وقد ذكرتم بأن هناك اربعة ملايين معاق في ايران! وأنا لا اعلم هل هؤلاء الأربعة ملايين هم من معاقي الثورة، أم معاقو بقية الأحداث التي شهدتها البلاد خلال حكم النظام الشاهنشاهي. على أية حال ربما عدد كبير منهم من معاقي الثورة وهذا الأمر يؤسفني كثيراً بأن يكون لدينا معاقون مثل هؤلاء الشباب في هذه الثورة. وقد فقدنا عدداً كبيراً من الثوريين. غير أنه مقابل هذه الخسارة اعتقد أننا حققنا شيئاً ثميناً، لأنّ شرف الإسلام وكرامة الشعب الايراني كانت تداس تحت الأقدام، كانوا يعملون على اهدار قداسة الإسلام وكرامة شعبنا، والله تعالى أراد أن يخيب آمالهم، فجعل شعبنا يفيق من سباته بشكل أصبح كل فرد يسعى بعزم وإرادة- سواء كان جامعياً أو رجل دين او موظفاً أو تاجراً او إدارياً- جميعهم بذلوا كل ما في وسعهم واستطاعوا إحباط المؤامرة الشيطانية وتمكنوا من تحطيم السد الطاغوتي.
أسأل الله ان يوفقنا جميعاً للتعويض عما لحق بإيران. وإن شاء الله يتشافى هؤلاء المعاقون وعلينا تقديم الرعاية اللازمة لهم. وكما هو واضح أنكم متخصصون في هذا المجال وتلتقون دائماً بهذه المجموعة ويبدو أن معنوياتكم متأثرة بهؤلاء، فإذا كانت خدماتكم خالصة لله فهي قيمة. أسأل الله أن يمنحكم الصحة والسلامة وأن تثابروا في طريق الخير. ويجب أن لا يغيب عن أذهانكم بأن هؤلاء الأعزة هم أخوة لنا وقد ضحوا من أجل الثورة، ولابد لنا من توفير كل مستلزمات الراحة لهم قدر المستطاع.
أما بالنسبة للطلب الذي تقدمتم به «1» فسوف ينظر فيه، وسنسعى في تحقيق طلبكم إن شاء الله. وأنا أشكركم جميعاً. وأسأل الله أن ينعم عليكم جميعاً بالصحة والعافية.
(بعد حديث زوجة أحد الشهداء، قال الإمام الخميني):
أنا أتقدم بخالص المواساة والتعازي لعوائل الشهداء، وأشارككم هذا المصاب، وكذلك أشارك الشعب الايراني مصائبه التي حلت وتحل به. ولكن الذي يهوّن المصائب هو إنها لله. إننا نعمل لله والدفاع عن الإسلام والأحكام الإلهية، ومن أجل ذلك يهون كل شيء .. إن أئمتنا (ع) كانوا يضحون ايضاً بالغالي والنفيس من أجل الإسلام.
أسأل الله تعالى أن يمن علكيم بالصبر، ويتقبل شهداءنا إن شاء الله.