شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [دور المرأة في التاريخ الايراني الحديث - تبيين الحرية الحقيقية]

قم‏
دور المرأة في التاريخ الايراني الحديث - تبيين الحرية الحقيقية
جمع من الأخوات المعلمات والطالبات من مدن مشهد وآمل وآبادان‏
جلد ۱۰ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۱۳۳ تا صفحه ۱۳۶

بسم الله الرحمن الرحيم‏

دور المرأة قبل العهد البهلوي‏

لابد من تقديم الشكر أولًا للصغيرات والتقدير لما أنشدن، وكذلك أشكر جميع الأخوات اللاتي قدمن من خراسان وآمل وآبادان!
لابدّ لنا من أن نعرف ما الحرية التي كان يريدها (محمد رضا) وأولئك الذين ينهجون نهجه؟ وما هو دور النساء في عصر الشاه وما قبله وبعده؟ إن من يقرأ تاريخ السنوات المائة الأخيرة يعرف أنه كانت في ايران حركات اصيلة قبل النظام البهلوي، ففي حركة (تحريم التنباك) و (الحركة الدستورية) ساهمت النساء مع الرجال في الفعاليات والأنشطة. لقد كانت النساء في المجتمع يشاركن الرجال في النشاطات السياسية والاجتماعية ومشاكل البلاد.

دور النساء في الثورة

وبعد سقوط الشاه لاحظتن جميعاً في هذه الثورة التي قام بها المسلمون كيف كانت النساء سبّاقات، بل كانت قيمة نشاطاتهن في هذا المضمار تفوق قيمة نشاطات الرجال! حيث كانت الأخوات يتظاهرن في الشوارع أمام المدافع والدبابات مما ضاعف من قدرات الرجال. لقد شاهدنا كيف كان للأخوات في هذه الانتفاضة دور كبير جداً، كما نلاحظ أنهن خلال الثورة والى الآن- حيث انتهى النظام السابق- كيف كانت النساء يشاركن في كل الأمور وفي قضية التطهير الاداري والجهاد من أجل البناء وفي سائر القضايا بشكل فعال وحر.

وضع النساء في العهد البهلوي‏

ففي عهد النظام الشاهنشاهي حيث كانوا يهتفون (حرية المرأة والرجل) ماذا كان للنساء من نشاط؟! إن الفعاليات التي شاهدناها من النساء كانت تتمثل باجتماع عدد منهم للذهاب الى قبر رضا خان وبصورة مبتذلة ليشكرنه على تحريره إياهن! فكيف حررهن! لا يفكرن في نوع الحرية التي منحها لهن! إنهم كانوا يريدون نوعاً خاصاً من الحرية، وإن حملة الاقلام اليوم يكتبون مقالات ضد الإسلام وعلماء الدين، مطالبين بنفس تلك الحرية! الحرية التي أتت من الغرب والتي أمليت لافساد الشباب! إنهم يريدون أن يكون الرجل والمرأة احراراً بالشكل الذي تحضر فيه المرأة المجالس وتلاحقها نظرات السوء من قبل الرجال!
لقد أوجدوا ذلك الوضع، وهم يريدون جر أخواتنا والشباب ورجالنا الى الفساد والضياع! إنهم يريدون اشاعة الفحشاء! ففي زمان الشاه، الذي كان عصر (حرية المرأة)، أي امرأة كانت تستطيع قول كلمة واحدة في المسائل الراهنة؟ وأي رجل كان بإمكانه أن يكتب كلمة واحدة عن المشاكل التي يعاني منها الشعب جراء تسلط الأيدي الاجنبية والمحلية؟! وأي من صحفنا كانت حرة؟! أين كانت الحرية في الاذاعة والتلفزيون؟! وأين كان الناس والشباب والجامعيون وطلبة العلوم الدينية أحراراً؟! لقد كانت الحرية الواقعية المفيدة للمجتمع مسلوبة خلال السنوات الخمسين هذه! فلم تكن لديهم الحرية للتحدث بكلمة واحدة عما يعانيه الشعب على يد الحكومات العميلة!
إذن لدينا ثلاث فترات من الزمان، بعضها تعرفونها، وكلها سجلت في التاريخ وتسجل. ففي السنوات المائة الأخيرة ثلاث مراحل زمنية. فمن أول المائة سنة والى الحركة الدستورية ثم من الحركة الدستورية حتى عهد رضا خان نعتبره مرحلة واحدة، فلندرس وضع ذلك الوقت وحرية النساء وحرية الجماهيرآنذاك- بالرغم من أن الحكومة في تلك الفترة كانت فاسدة- وبعد زوال النظام أو في أثناء اندحاره وحينما لم يعد قادراً على القيام بأي عمل والى الآن نعتبره مرحلة ايضاً، ومنذ انقلاب رضا خان وحتى زوال قوته نعتبره مرحلة ثالثة. إننا نلاحظ هذه المراحل الثلاث ونطرح سؤالًا على أولئك الذين يتباكون على ذلك النظام أو نظيره ويعارضون الإسلام والمسلمين باسم الحرية والديمقراطية. إننا ننظر في هذه المراحل الثلاث: فهل كانت الحرية التي عليها النساء والرجال في هاتين المرحلتين حرية فعلًا؟! هل كانت الحرية السابقة (في المرحلة الاولى) والحرية الحالية واحدة؟!

الحريات بعد الثورة

إن (الحرية الحالية) نافعة للبلاد والإسلام والمسلمين والشعب. يعني أنهم أحرار في المشاركة بالاجتماعات وترونهم قد شاركوا ويخدمون بلادهم بحرية ويتحدثون بحرية عن مصالح البلاد ويعرتضون على المسؤولين في الحكومة وغيرها. وكما رأيتم الآن كيف قدمت (الأخوات) اعتراضاتهن. وفي السابق كان للنساء دور في النشاطات السياسية وقد أشرت الى قضيتي التنباك والدستور اللتين كنّ أكثر مشاركة فيها. لكن النساء كنّ رائدات في كل الأحداث ويهتفن مع الرجال في المسائل المتعلقة ببلادهن ويشتركن في النشاطات.
إن الحرية التي كانوا يريدونها في عهد رضا خان وابنه- خاصة في عهد الثاني- لم تكن حرية وإنما فساد الشعب! قسموا الحرية الى قسمين أحدهما حرية الصحافة والاذاعة والتلفزيون والأقلام والخطابة والكتب التي يجب أن تكون في صالح البلاد، إلّا أنها كانت تحت الرقابة بكاملها ولم تكن هناك أية حرية! فكانت الحرية النافعة لمصلحة بلادنا مسلوبة بالكامل.
لقد حطموا الأقلام وقطعوا الألسن ولم يكن لأحد الحق في أن ينبس ببنت شفة. وكان كل ما يقال وكل ما تكتبه الصحافة ويبث في الاذاعة والتلفزيون ينبغي أن يكون في مدح شخص واحد قد ضيّع كل ما لدينا! ولكن كان هناك نوع واحد من الحرية، يعني فتح ابواب دور السينما مع ذلك الوضع الذي كانت عليه بحيث لو تردد شبابنا عليها عدة أيام لفسدوا وضاعوا! وكانت مراكز القمار والفحشاء مفتوحة على مصراعيها، ويقال إن مراكز الفساد من طهران حتى أواخر شميران كانت بالقدر الذي لا يمكن تقصيها! بل إن الأقلام والكتابات زادت من هذا النوع من الحريات المضرة للبلاد والشعب. لقد ضرب هذا الأب وابنه الرقم القياسي للفساد!
إن الحرية التي يتمتع بها الآن الشعب ونساؤنا ورجالنا وكتّابنا، حرية في كل الأمور المفيدة لكم. إنكم أحرار في التحدث عما تريدون في الملأ العام، فتنتقدون الحكومة وكل من تزلّ قدمه وليس هناك من يقول لكم لماذا!
إن ما يمنعه الإسلام ويحظر عليه هو القمار وتعاطي المسكرات التي تضيع الشعب، إن أنواع الفواحش التي كانت في عهد هذا الرجل الجاني هي ممنوعة في الإسلام!
إذن لدينا نوعان من الحرية، النوع المفيد كان متوفراً في غير زمان هذين المجرمين وكان في زمانهما ممنوعاً بصورة تامة. إنهم كانوا يريدون أن تكون المرأة حرة في كل أنواع التبرج والنزول الى الشوارع وما تمارس مع الشباب- لا سمح الله- وهؤلاء الذين لا يريدون الإسلام الآن تتحرق قلوبهم على مثل هذا النوع من الحرية!

المزاعم الكاذبة لأدعياء مناصرة الشعب‏

إن هؤلاء الذين يصرخون باسم (الخَلق) «1» (الشعب) هم الذين أحرقوا المحاصيل الزراعية! وإن أولئك الذين يهتفون باسم (الخَلق) ويدعون بأنهم أنصار للجماهير هم الذين فجروا أنابيب النفط! وإن هؤلاء (الديمقراطيين) وأذنابهم الذين كانوا في كردستان، كانوا يريدون تدمير الفلاحين وتحطيم الزراعة والصناعة حتى لا تتحقق الجمهورية الإسلامية! إن هؤلاء الذين يسيرون باتجاه معاكس لارادة الشعب يخشون هذا الأمر. إذن لم يكن صراخهم للحرية، بدافع الحرية، وإنما لإفساد الشعب!
حفظكم الله جميعاً أيها الأخوة والأخوات والأطفال والأحداث ووفّقكم! فاخدموا هذه البلاد. وأنتم أيها المعلمون ربّوا هؤلاء الأطفال تربية اسلامية إنسانية مفيدة للبلاد ولمعنوياتهم وفيها خير دنياهم وآخرتهم.
والسلام عليكم أيتها السيدات ويا أيها الأخوة جميعاً.

«۱»-اشارة الى حزب«فدائيان خلق»-.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378

جمله طلایی

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: