بسم الله الرحمن الرحيم
تقدُّم الثورة مرهون بالطبقات المحرومة
قلتم بأنكم من أبناء الأحياء الفقيرة في أطراف المدينة. لقد شاهدتها أكثر من مرة عبر التلفزيون ورأيت ما هي عليه من وضع فجيع. مرّة من خلال مقابلة اجريت مع احد ابنائها وقد خرج مع عدد من أطفاله من فتحة أحد الأكواخ، سألوه ماذا تفعل؟ قال: في الصباح نذهب لنشارك في التظاهرات. ان هذه الثورة انما كتب لها النجاح والتقدم ببركة وجودكم ووجود أمثالكم يا سكان الأكواخ والأحياء الفقيرة، أنتم يا أبناء الطبقة المحرومة- من جامعيين ورجال دين وعمال وفلاحين وساكني الأحياء الفقيرة- من دفع بعجلة الثورة إلى الأمام، بوحدة الكلمة ونداءات (الله أكبر). وأما أولئك الذين جاؤوا فيما بعد، بعد أن حققتم أنتم النصر وضحيتم، وأصبحوا ثوريين، فإن الشعب يعرفهم جيداً، ونحن نعرف أكثرهم، فلم يكن لهم أي دور أو حضور فاعل في الثورة، فهؤلاء إمّا كانوا من مرتزقة النظام السابق، أو من الذين اختاروا الجلوس جانباً ومراقبة ساحة الصراع، فأي الفريقين غلب أسرعوا للانضمام إليه. والآن وقد رأوا أن النصر بات حليفكم أنتم أبناء الطبقة المحرومة، وأن الإسلام بحمد الله قد انتصر، أصبحوا جميعهم مسلمين، مسلمين متعصبين! ومع ذلك لم يقدروا على اخفاء حقيقة توجهاتهم، حيث عبروا عنها احياناً بقولهم: ليكن النظام جمهورياً، أمّا اسلاميته فبماذا تنفعنا، غافلين عن أن الإسلام هو من أخرج أكثرهم من جحورهم ومخابئهم، وحقق هذا النصر الذي ببركته باتوا الآن يستطيعون التنفس والكلام، بعد أن كانوا لا يجرأون على فعل شيء.
ضرورة الحذر واليقظة في مواجهة المعارضين
عليكم أن تتحلوا بالحيطة والحذر وراقبوا أولئك المخالفين للجمهورية الإسلامية ويكتبون ويتحدثون ضدها، لئلا يباغتوكم يوماً من حيث لا تحتسبون. فهؤلاء الذين يرفعون عقيرتهم بأننا من أنصار الشعب ومؤيدي الجماهير، هم أنفسهم من كانوا يضرمون النار في كلّ ما انتجه آلاف الكادحين خلال سنة من المعاناة، ويعيقوا المصانع عن العمل والتطور، وكلما حدث عملٌ اصلاحي في مجالٍ ما، تصدوا له ووقفوا ضده. فهم أنفسهم من عارضوا الاستفتاء العام، وحرموا المشاركة فيه وعملوا على إفشاله. ثم بعد ذلك انتقدوا مجلس الخبراء، ولا يزالون. وغداً عندما يُطرح موضوع مجلس الشورى وانتخابات رئيس الجمهورية، فإن هؤلاء لن يجلسوا مكتوفي الأيدي وسيسعون ما أمكن لعرقلة الأمور، لئلا تتحقق دولة الإسلام الذي يرعبهم. اذ ان مصالحهم مرتبطة بالأجانب، والإسلام هو من قطع دابر الاجانب عن ايران وسيبقى كذلك إن شاء الله. وعليه فإن جميع ابناء الشعب مطالبون بالتحلي باليقظة والحذر والتعرف على هذه العناصر التي تكتب وتتكلم وتعمل ضد الإسلام، والتصدي لها، وعدم السماح لها بإغفال شبابنا وتضليلهم .. حفظكم الله جميعاً، فإنكم أيها الشبان الغيارى من أبناء الأحياء الفقيرة المحرومة اكثر نبلًا من سكان القصور، فأنتم من حفظ الإسلام وأنتم من دفع الثورة إلى الأمام، وآمل أن تواصلوا المسيرة حتى تحقق الثورة كل اهدافها. حفظكم الله جميعاً، واني ادعوا لكم وفي خدمتكم.