بسم الله الرحمن الرحيم
ائتلاف أهل الباطل
أتوجه بالشكر إلى جميع السادة الذين حضروا إلى هنا للتباحث وتبادل وجهات النظر .. أعلم جيداً أنكم أيها السادة وجميع أهل العلم كنتم السند لهذه الثورة منذ انطلاقتها، ودعوتم الناس للإلتفاف حولها، وما زال أملنا اليوم بكم كبيراً، وأسأل الله أن يوفقكم لخدمة الإسلام والمسلمين.
أود أن أشير إلى الإئتلاف الذي شكّله أهل الباطل في يومنا هذا بعد أن كانوا فرقاً وجماعات. فطوال المرحلة الماضية وقفوا جانباً دون أي تدخل في الثورة ينتظرون الفرصة المناسبة، واليوم وبعد أن وجدوا الفرصة المناسبة من خلال حرية القلم والتعبير وعقد الندوات والاجتماعات الخاصة، راحوا يلتفون حول بعضهم البعض، فيما يتفرق أهل الحق دون أن يشعروا بذلك.
خشية الأعداء من الإسلام
لا بد لنا من تمييز هؤلاء البعيدين عن خط الإسلام ونهج الثورة ومسيرة الشعب من خلال مقالاتهم وتصريحاتهم وسلوكهم. إن من واجبكم اليوم وبعد أن تسلمتم زمام الأمة الإسلامية، ومن واجب العلماء الأفاضل المخلصين للثورة والملتزمين بنهجها، تحذير الناس من هذه الجماعات الشيطانية التي تدبر الفتن والمؤامرات وتطلق المزاعم والاتهامات، إن هؤلاء يخشون أمراً واحداً وهو الإسلام. إن أعداءنا يخشون الإسلام وكل ما يرتبط به ويمت إليه بصلة. وإن كل انتقاداتهم واتهاماتهم تهدف إلى محاربة الإسلام ومواجهته تحديداً.
ففي عهد الأب وابنه «1» الخبيثين، وبأمر من الأجانب، شُنت حرب ضد الإسلام تحت واجهات ومسميات مختلفة كمحاربة العلماء والمنابر والمساجد ومنع التجمعات ومجالس العزاء الحسيني، وكان الهدف الأساسي من كل هذا هو القضاء على الإسلام، وإن هؤلاء إنما يخشون منكم لأنكم تسيرون على نهج الإسلام وطريق الحق، وان حربهم الحقيقية تستهدف الإسلام وليس الأشخاص.
الشبه الكبير بين اقلام اليوم المسمومة ورماح الأمس
إن هذه الجماعات تحارب اليوم الإسلام بأقلامها المسمومة وأقاويلها المنحرفة، وفي السابق كانوا يقتلون أهل العلم والتقوى والمؤمنين والوعاظ والخطباء الحسينيين بالرماح، وقلم اليوم هو ذاته رمح الأمس، حيث تحولت تلك الرماح إلى أقلام في يومنا هذا، وقد عاد جهاز السافاك مجدداً بأشكال مختلفة ولكن لبلوغ الهدف الخبيث ذاته. على الشعب أن يدرك ذلك ويتيقظ في مواجهة هؤلاء.
محاربة الإسلام من خلال معارضة ولاية الفقيه
إنهم يحاربون الإسلام بأشكال مختلفة، فعندما طرحت قضية ولاية الفقيه في مجلس الخبراء شرع هؤلاء بمعارضتها. ولم يقتصر الأمر على ذلك بل وصلني مؤخراً أن هؤلاء الأوغاد والذين لايفقهون من الإسلام شيئاً، طالبوا قبل أيام في إحدى جلساتهم بحل مجلس الخبراء! وقد صفق البعض لذلك في إشارة إلى التأييد والموافقة.
إن هؤلاء يخافون من مجلس الخبراء لأنه عازمٌ على تثبيت أركان ولاية الفقيه التي أمر بها الله ولكن هؤلاء يخشونها. إنهم يظنون أن ولاية الفقيه تعني التسلط والدكتاتورية، مع أن الإسلام بريء من هذه التهم والمزاعم الواهية.
عندما يحتجون بأن ولاية الفقيه تقود إلى الدكتاتورية، فإن هذا الادعاء لم يأت عن جهل بل عن كراهية شديدة للإسلام. ويجب أن يعلموا؛ أنه طالما هناك مسجد ومحراب ومنبر ووعاظ وخطباء وشباب مسلم، لن يتمكنوا من فعل أي شيء. وعليهم أن يدركوا أن هذا الطريق الذي انتهجوه يصب في مصلحة النظام البائد والغرب الراعي لهذا النظام، فإن كانوا يفعلون ذلك عن وعي ودراية فهم خونة إذاً. وإن كان عن جهل وعدم معرفة فهم جاهلون حقاً.
ولاية الفقيه امتداد لولاية رسول الله (ص)
أن ولاية الفقيه ليست من نتاج مجلس الخبراء بل هي مشيئة إلهية أمرنا الله بها وهي امتداد لولاية رسول الله (ص). إنهم يخشون ولاية رسول الله (ص)! وكونوا على ثقة بأنه لو ظهر إمام الزمان في يومنا هذا لكان هؤلاء أول المعارضين له. على هؤلاء أن يدركوا أن أقلامهم هذه غير قادرة على ثني الجماهير عن متابعة المسيرة، فأبناء الشعب متيقظون ويدركون تماماً ما يجري حولهم.
إذن لا تحاولوا ولا تتخبطوا! وعليكم أن تلتحقوا بهذه المواكب الثورية وتعودوا إلى أحضان الشعب. إن أقلامكم هذه اكثر ضرراً على الإسلام من بنادق المعارضين في كردستان، وتصريحاتكم هذه أشد ضرراً بالإسلام من المدافع التي تقصف شبابنا، والسبب هو أن العدو واضح للعيان بينما انتم تتوارون وتتسترون بأقنعة مختلفة.
إن أقلامكم هذه أسوأ من سيوف رضا خان ورماحه وأشد ضرراً على الإسلام، إذن فأنتم أسوأ من رضا خان ومحمد رضا، لأن معارضتهما للإسلام كانت علنية والناس أدركوا ذلك وأعلنوا معارضتهم لهما وواجهوهما، ولكنكم تحاربون الإسلام تحت ستار الدفاع عن المسلمين والتضامن معهم.
عجز المعارضين عن حرف الثورة عن مسيرها
إن الشعب يعرفكم جيداً وليس بإمكانكم أن تحرفوا هذه الثورة عن مسيرها، الثورة التي قادها الشعب بنفسه وضحى في سبيلها بدماء شبابه وتحّمل في هذا الطريق الكثير من المشقات والمصاعب حتى اوصلها إلى ما هي عليه الآن. فلا تحاولوا عبثاً! لو طالبنا الشعب بإلغاء مجلس الخبراء فهذا من شأنهم إذ يمكنهم العودة عما أقدموا عليه، ولكن ما علاقتكم أنتم بذلك؟ فأنتم ثلة من المنحرفين أحدكم يخطب والبقية يصفقون ويهتفون! وحالتكم هذه أشبه ما تكون بما كان يجري في عهد رضا خان ومحمد رضا. ليس بإمكانكم مواجهة شعب بأسره، وليس لديكم أي نفوذ في مجلس الخبراء، ولو فرضنا دخول واحد أو اثنين من المنحرفين إلى المجلس فهما غير قادرين على فعل شيء، وهذا هو السبب في حالة الخوف الشديد التي تعيشون فيها.
ليس بإمكانكم حل مجلس الخبراء الذي تشكل ونال موافقة أغلبية أبناء الشعب. وليس لآرائكم أية أهمية لأنكم بعيدون عن الإنسانية الحقيقية. ولو ترسخت جذور ولاية الفقيه وتسلم الفقيه زمام الحكم! فعندها عليكم بالنياح والبكاء والعزاء!
إنهم لا يحتجون ولا يعارضون لو تسلم رئيس الجمهورية الفلاني أو رئيس وزراء منحرف زمام الأمور. ولكن لو امسك أحد الفقهاء بهذه السلطة التي تعني الإشراف على أمور البلاد وحفظها من ألإعوجاج والإنحراف وليست القدرة الشيطانية، لسارعوا إلى المعارضة والإحتجاج حتى ولو كان الشعب هو الذي وافق على ذلك وهو الذي انتخب ذلك المجلس وتلك الهيئات العازمة على ترسيخ مبدأ ولاية الفقيه. إنكم أقلية تريدون أن تحكموا الأكثرية بأقلامكم المغرضة كما كان الشاه يحكم بالسلاح ولكن سلاحه هذا تحطم وأقلامكم هذه ستتحطم.
أيها السادة تيقظوا، وعلى افراد الشعب أن يتنبهوا ويحذروا مؤامرات المفسدين والمنحرفين الذين اتحدوا فيما بينهم لحرف هذه الثورة عن مسيرها والقضاء عليها، ولكن اعلموا وتيقنوا بأنهم غير قادرين على فعل أي شيء.
الشعب عازم على الدفاع عن الإسلام
لقد افتضح أمر هؤلاء على اختلاف شرائحهم في قضية الإستفتاء وبانت حقيقتهم للجميع. فالشعب هو الشعب لم يتغير ولم يتبدل، فلا داعي للتشبث عبثاً. شعبنا هو هو، وجامعاتنا وحوزاتنا وخطباؤنا وعلماؤنا هم ذاتهم لم يتغيروا ولم تتبدل إرادتهم ومواقفهم. لا تظنوا أن كلامكم هذا سيؤثر على إرادة الشعب، بل على العكس سيزيده تصميماً وهمة وقدرة على خدمة الإسلام والمسلمين. وكلما زادت محاولاتكم واشتدت مواجهتكم للإسلام، ازداد هذا الشعب عزماً وتصميماً. لا تتعبوا أنفسكم أكثر من هذا، ولا تفضحوا أمركم من خلال هذه المقالات وهذه الشعارات، فشعبنا لن يتزحزح عن مواقفه والطريق هو ذات الطريق، والكل ماضون في هذا النهج الثوري.
خضوع ولاية الفقيه للقانون
لا تخشوا قضية ولاية الفقيه، فالفقيه لا يرمي إلى استعمال القوة وفرض آرائه على الشعب ولو فعل ذلك لسقطت ولايته. فالقانون في الإسلام فوق كل شيء، هو الحاكم الحقيقي، فهذا رسول الله (ص) كان تابعاً للقانون، للقانون الإلهي ولم يكن قادراً على تجاهله. الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه المجيد (ولَو تَقَوَّلَ عَلَيَنَا بَعضَ الأَقاويل لأخَذنَا منه باليَمين ثُمَّ لَقَطَعنَا مِنهُ الوَتينَ) «2». إذن لم يكن رسول الله (ص) دكتاتوراً، ولم يكن الإمام علي (ع) دكتاتوراً، حتى يكون فقيه هذا اليوم دكتاتوراً، فلا وجود للدكتاتورية في ولاية الفقيه مطلقاً.
الهدف من ولاية الفقيه
ولاية الفقيه تعني الولاية على الأمور وحفظها لكي لا تخرج عن مسارها الطبيعي، والإشراف على سير العمل في المجلس، ومراقبة رئيس الجمهورية حتى لا يقع في الخطأ، ومراقبة رئيس الحكومة والإشراف على كافة الأجهزة الحكومية ومنها الجيش. إننا نحارب الدكتاتورية بجميع أشكالها ولا نهدف إلى إعادتها مجدداً، فولاية الفقيه ضد الدكتاتورية. لماذا تتخبطون بهذا الشكل وتتوهمون بما ليس له أساس من الصحة؟ ومهما كتبتم وتوهمتم لن تقدروا على فعل أي شيء. إني أرى أن تتخلوا عن هذا الكلام وهذه الفتن والتوهمات فهذا خير لكم!
عودوا إلى صفوف الشعب وهي الدعوة ذاتها التي وجهتها للمشاغبين في كردستان، إذ إن هناك شبهاً كبيراً بينكم ولكن الضرر الذي تلحقونه أنتم بالدولة والإسلام أكبر بكثير من ضرر أولئك! أوصيكم أن تتخلوا عن محاولاتكم الغبية هذه، فلا فائدة من إصدار البيانات وعقد الإجتماعات وإلقاء الخطابات. إنكم لا تملكون القوة التي تمكنكم من المساس بالثورة والقضاء عليها، ولكن لو حدث ذلك- لا سمح الله- فإنكم جميعاً وخاصة من يرتبط بالخارج والنظام السابق ستكونون في المقدمة وستعود الأمور إلى سابق عهدها من الظلم والهيمنة والنهب، ولكن ماذا عن الشعب؟ ماذا عن هذا الشعب الذي تدعون مساندته وتضامنكم معه والذي عانى طول 2500 سنة من هيمنة وظلم الطواغيت وقرابة 50 عاماً من ظلم ذلك الأب وابنه. ماذا سيحل بهذا الشعب؟ إنكم تخدمون الأعداء أعداء الشعب والوطن، بعضكم يفعل ذلك عن عمد والبعض الآخر يفعل عن جهالة.
نفي أن يكون لقاء القائد مقتصراً على البعض
كفاكم صخباً وشغباً! كفاكم إلقاء الخطابات والتصريح بما هو مغاير للحقيقة والواقع!. يزعمون بأنه لا يمكن لأحد أن يلتقي بفلان بينما ترون جميعكم كثرة المراجعين هنا؛ باحة البيت وفي هذه الصالة، وقد قابلت قبلكم بعض الأخوة المكفوفين، وكل يوم استيقظ في الصباح أقابل الناس حتى الظهيرة، ومع كل هذا يزعمون بأني لا ألتقي أحداً! إنهم يهدفون إلى النيل من همة الشعب وإرادته وتشويه صورتي أمام الناس. ويوم أمس، وكما وصلني قال أحدهم في مجلس الإمام (ع) عن سوء فهم طبعاً وليس عن سوء نية، أنه لا يمكن مقابلة فلان والإجتماع به! ألم ألتقيكم الآن؟! وبغيركم قبل قليل؟! وبآخرين بعدكم؟ ألم أقابل الناس؟ يزعمون أن البعض يمنعون الناس من مقابلتي! إن هذا الشخص يدعي وكلما وجد الوقت مناسباً، بأن مقابلة فلان أصبحت مقتصرة على البعض وعبر قنوات معينة ولا يمكن لبقية أفراد الشعب أن يقابلوه! أليس هؤلاء من افراد الشعب؟! ماذا عن هذه الغرفة التي تمتليء كل ساعة بمختلف شرائح المجتمع من الرجال والناس، هل هذا غير صحيح أيضاً؟! إن هؤلاء يهدفون إلى إشاعة الذعروالخوف في قلوب الناس وإضعاف إرادتهم. ولكنهم لن يحققوا مبتغاهم، فشعبنا لن يتبدل ولن يتغير. ربما ضعفت قليلًا وربما متّ في الأيام القليلة القادمة، ولكنكم موجودون وستتابعون هذه المسيرة (في هذه اللحظة تأثر الحضور بكلام الإمام هذا وأصابتهم موجة عارمة من الحزن وراح جميعهم يهتفون لا سمح الله). على كل حال تيقظوا أيها السادة! واحذروا الأعداء المتربصين وتلك الأقلام والأقدام والألسنة المتربصة بكم والهادفة لخداع الشعب. استفيقوا وإلتفتوا إلى حقيقة الأمور وعالجوها بالأسلوب الصحيح ولا تنخدعوا بكلام المغرضين والمفسدين.
سيد الشهداء أحيا الإسلام
بالنسبة لما أشار إليه السيد حول المنبر والمحراب وقد ذكرت ذلك سابقاً- إن لم يكن قد حذف! ولو حذف فعلًا فربما تصرفت بطريقة مغايرة هذه المرة- ان الإسلام الذي ترونه اليوم قد أحياه سيد الشهداء- سلام الله عليه- بعد أن ضحى بنفسه واولاده وأصحابه وأمواله وآماله، طبعاً لم يكن له مالًا ولا آمالًا، وكلما كان يملك هو الشباب والأصحاب وقد ضحى بهم في سبيل الله وثار في وجه الظلم ورفع راية الإسلام عالياً. لقد ثار على امبراطورية ذلك الزمان وهي أشد ظلماً من إمبراطوريات زماننا هذا، ثار بفئة قليلة وتغلب عليها بهذا العدد القليل واستشهد في هذه المواجهة. سحق الظلم وتغلب عليه ومنذ ذلك الوقت وبناء على تأكيد الإمام الصادق (ع) وبقية أئمة الهدى (ع) ونحن نقيم مجالس العزاء ونسير على خطى الحسين (ع) في مواجهة الظلم والظالمين. لقد أحيينا وأحيا خطباؤنا قضية كربلاء، قضية مواجهة فئة قليلة مؤمنة لنظام طاغوتي جبار. إن البكاء على الشهيد إحياء الثورة ومتابعة للمسيرة، وقد ورد في الروايات أن من بكى على الحسين أو أبكى مأواه الجنة «3» لأن من يبكي أو يحاول البكاء على الحسين (ع)، فقد حافظ على تلك النهضة وعلى ثورة الحسين (ع)، ولهذه المجالس دور كبير في بث روح الايمان في نفوس أفراد الشعب والحفاظ على روحهم الثورية.
مجالس سيد الشهداء ودورها في فضح الظالمين
لم يأت منع رضا خان وعناصر السافاك لمجالس العزاء عن عبث، ولم يكن رضا خان يخالف هذا الأمر شخصياً بل كان مكلفاً ومأموراً فعل ذلك من قبل الأعداء، لأنهم درسوا تاريخ الشعوب وخاصة الشيعة ووصلوا إلى حقيقة مفادها أن أهدافهم ومصالحهم لا يمكن أن تتحقق إلا بعد القضاء على مجالس العزاء هذه التي تذكر الناس بالمظلوم وتفضح الظالم. ففي عهد رضا خان تم حظر إقامة مجالس العزاء ومنع الخطباء وعلماء الدين من ممارسة دورهم وتعرضوا لمضايقات شديدة وشن النظام حملة دعائية شعواء أدت إلى تخلفنا ونهب كافة ثرواتنا. وفي عهد محمد رضا أيضاً اتبعت نفس السياسة ولكن بشكل آخر وبدون استعمال القوة هذه المرة. وفي يومنا هذا يحاول البعض السير على خطى رضا خان ويطلب بالكف عن إقامة مجالس العزاء! إنهم لا يفهمون ولا يدركون حقيقتها وأثرها. ولا يفهمون أن ثورة الحسين- سلام الله عليه- هي التي مهدت لثورتنا هذه.
هذه الثورة شعاع من ثورة عاشوراء
أن ثورتنا هذه شعاع من ثورة عاشوراء. إنهم لايدركون أن البكاء على الحسين هو المحافظة على ثورته وعلى قيام فئة قليلة بمواجهة امبراطورية ظالمة. إنه النهج الذي خطّه الإمام الحسين عليه السلام، إنه نهج للجميع: (كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء) أي ينبغي أن نحارب الظلم أينما كان وفي أي زمان ونتابع ثورة الحق هذه.
درس عاشوراء
لقد ذهب الامام الحسين (ع) بفئة قليلة وضحى بكل شيء للوقوف في وجه الظلم ورفضه. ولذا علينا أن نرفض الظلم في كل زمان ومكان كما فعل الحسين (ع). إن مجالس العزاء التي ترونها تهدف إلى الحفاظ على هذا الرفض وعلى هذه ال- (لا) .. يجب أن لا يظن أطفالنا وشبابنا أن القضية مجرد بكاء ونياح كما يحاول الأعداء أن يصوروها الأمر لكم. إن الأعداء يخشون من هذا البكاء لأنه بكاء على المظلوم وصرخة في وجه الظالم، ومسيرات تندد بالظالم. علينا أن نحفظ كل هذا، علينا أن نحافظ على هذه الشعائر الدينية. إنها شعائر سياسية يجب أن نحافظ عليها. لا تنخدعوا بهذه الأقلام السامة ولا بمزاعم المخادعين الرامية إلى سلبكم كل ما تملكون. إن هؤلاء يدركون أن مجالس العزاء هذه تذكر بمصائب المظلومين وبجرائم الظلمة في كل العصور وتدعو المظلومين لمواجهة الظالمين والثورة عليهم .. إن هذه المجالس تقدم للبلاد خدمة جليلة وتقدم للإسلام خدمة عظيمة.
يقظة الشباب ازاء دسائس الخونة
إن شبابنا غير متنبهين! لا تخدعكم ألاعيب المخادعين إنهم خونة! إنهم يرتكبون خيانة كبرى عندما يخاطبونكم ب- (شعب البكاء) مستهزئين. إنهم يخشون هذا البكاء، ودليل ذلك هو أن رضا خان كان يخشى ذلك وعمل على محاربته بأمر من الغرب وعندما فرّ رضا خان أعلن الإنجليز أننا نحن الذين أتينا به وها نحن نسترده! وقد صدقوا في ذلك، فقد أتوا به لمحاربة الإسلام، وما محاربة المجالس الحسينية إلا أحد مظاهر محاربة الإسلام.
على شبابنا أن لا يظنوا أن عدم إقامة مجالس العزاء والامتناع عن البكاء على الحسين (ع) خدمة للوطن، كلّا علينا أن نبين هذه المظالم في كل مكان ليدرك الناس حقيقة الأمر، وعلينا أن نشير إلى هذا الأمر بشكل منتظم وفي كل يوم لما لهذه القضية من أبعاد سياسية واجتماعية.
تضحيات علماء الدين طوال مراحل النهضة
لا تنخدعوا بمحاولاتهم هذه الرامية إلى القضاء على الإسلام وعلى هذه الثورة الشامخة من خلال المزاعم المختلفة ومنها نفي دور علماء الدين في هذه الثورة وغيرها من المزاعم الواهية.
ان العلماء هم الذين حرروا أقلامكم هذه فلماذا توجهونها ضدهم؟! أين كنتم عندما تعرض العلماء للحبس والسجن والإعتقال؟ اين كنتم عندما قطعوا قدم أحد علمائنا بالمنشار؟ أين كنتم عندما أحرقوا قدم أحد علمائنا بالزيت؟ أوجدتم اليوم الفرصة المناسبة لمهاجمة العلماء وولاية الفقيه والدعوة إلى حل مجلس الخبراء؟ هل بإمكانكم فعل هذا؟ سألقنكم درساً لن تنسوه أبداً! كفوا عن هذا الكلام وهذه الإفتراءات والتحقوا بمواكب المسلمين وقافلة الإسلام. وافسحوا المجال لتتمكن هذه الحكومة من النهوض وحل مشاكلها.
البعض يشاغب في كردستان والبعض الآخر في طهران! ألا يكفي ذلك.
أيدكم الله ونصركم جميعاً ووفق هذه الثورة في المضي قدماً. لا تخشوا شيئاً ولا تسمحوا للخوف بالتسلل إلى قلوبكم. لن يتمكن أحد من قهركم ما دمتم تتكلون على الله وتتخذون من الإسلام نهجاً وطريقاً حفظكم الله جميعاً وسدد خطاكم.