شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [وحدة الأمة الإسلامية - المشاكل الأساسية للدول الإسلامية]

قم‏
وحدة الأمة الإسلامية - المشاكل الأساسية للدول الإسلامية
السفير والوفد السياسي - العسكري الباكستاني‏
جلد ۱۰ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۳۵۵ تا صفحه ۳۵۷

بسم الله الرحمن الرحيم‏

اتحاد الأمة الإسلامية

أشكركم وأشكر رئيس الجمهورية المحترم «1»، وأرجو أن تبلّغوه سلامي، وسلام الشعب الايراني لشعبكم العظيم.
ان ما يقرّب بين الشعوب، وبوسع كل شعب أن يتحقق من ذلك، هو الإسلام. فقبل أن نكون وباكستان أصدقاء، نحن أخوة في الإسلام. أمة الإسلام أمة واحدة، وما الدول الإسلامية فيها إلا كأحياء متجاورة في مدينة واحدة وجميعها موظفة حسب احكام الإسلام بالاتحاد ووحدة الكلمة تحت راية التوحيد، ومواجهة المخالفين للاسلام ومحاولة هدايتهم، واتقاء شرّهم. جمهوريتنا وجمهوريتكم جمهوريتان اسلاميتان، وكما أن لفظة (جمهورية اسلامية) تحكي عن الإسلام، يجب على المحتوى أيضاً أن يحكي عن الإسلام. علينا أن نوجّه كل اهتمامنا للتعرف على العامل الاساس الذي كان يقف وراء انتصار المسلمين في صدر الإسلام، وهم قلّة قليلة بتجهيزات وامكانات بسيطة، على أعدائهم الكثر والمدججين بالاسلحة؟
ان العامل الاساس الذي يكمن وراء هذه الانتصارات، هو طبيعة حكومة الإسلام، حكومة نبي الإسلام والخلفاء الذين حكموا من بعده، والتي تختلف عن الحكومات الأخرى. فأسس هذه الحكومات الإسلامية لم تكن قائمة على التآمر على الشعب، وانما كانت تعتبر الشعب منها، كما أن الشعب كان يعتبر نفسه من الحكومة.

من سمات الحكومة الإسلامية

من العلامات المميزة للحكومة الإسلامية عن الحكومات الطاغوتية- التي تقف في مواجهة الإسلام- هو شكل وطراز هذه الحكومة. فالحكومات الطاغوتية منفصلة عن شعوبها، وتتأمّر عليها، والشعوب بعيدة ومنفصلة عنها. فإذا ما تعرضت الحكومة لمشكلة ما لم يهب الشعب لازالتها. وكذلك الأمر إذا ما تعرض الشعب لصعوبات لم تفكر الحكومة بتذليلها ما لم يكن لها منفعة في ذلك. أمّا الحكومة الإسلامية فليست كذلك، بل ترى في معاناة الشعب وهمومه معاناتها وهمومها. كما أن الشعب ينظر إلى مشاكل الحكومة على أنها مشاكله ولهذا يسعى مع حكومته التي يعتبرها جزءاً منه إلى حلّها وازالتها.

المشكلتان الأساسيتان للبلدان الإسلامية

باعتقادي أن أساس المشاكل في البلدان الإسلامية، يتمثل في مشكلتين؛ الأولى: هي مشكلة الحكومات مع شعوبها، فالحكومات منفصلة وبعيدة كل البعد عن شعوبها، فلا الحكومة تعتبر نفسها جزءاً من الشعب، ولا الشعب يعتبر نفسه جزءاً من الحكومة. ومفتاح حل هذه المشكلة بيد الحكومات، فلو كانت الحكومات على نحو يشعر معه الشعب بأن الحكومة تعمل لخدمته، لتعاون الشعب بأسره معها. لا حظوا الوضع الآن في بلدنا، مع أننا لم نستطع بعد تطبيق الإسلام كما يجب، وما هو موجود الآن عبارة عن نسيم من الإسلام، إلا أن هذا النسيم الخفيف كان كافياً لأن لا ينفصل شعبنا عن الحكومة او الجيش. فإذا ما واجهت الحكومة او الجيش اليوم مشكلةً ما، تطوّع شعبنا لمواجهتها والتصدي لها وازالتها، لأنه يرى الحكومة والجيش والشرطة وقوات الأمن باتت مؤسسات لخدمة الشعب، لا لقمعه واضطهاده، وهذا هو سر انتصارنا في مواجهتنا مع القوى الكبرى.
بلّغوا سلامي لرئيس جمهوريتكم، وقولوا له: أن يسعى لإزالة هذه المشكلة بين الحكومة والشعب حيثما وجدت، واسعوا أنتم للمساهمة في ازالتها، فإن مفتاح حل هذه المشكلة في أيديكم أنتم. لا تجعلوا اساس الحكم التأمُّر على الناس، بل العمل على خدمتهم.
المشكلة الثانية وهي من المشاكل الاساسية ايضا التي تعاني منها الدول والشعوب الإسلامية، تكمن بين الدول الإسلامية نفسها. فمع أن الإسلام يدعو إلى الوحدة، والقرآن الكريم يعد المسلمين والمؤمنين اخوة، إلا أننا نجد الدول الإسلامية تعيش الاختلاف فيما بينها. فلماذا ينبغي لحكومتين اسلاميتين، تنتميان إلى الإسلام، وتؤمنان بحقيقة واحدة، وقرآنهما واحد ونبيَّهُما واحد، أن لا تقبلا دعوة الإسلام مع أنه يدعوهم لما فيه خيرهم ومصلحتهم؟ ولو أن الدول الإسلامية استجابت لهذه الدعوة واتحدت فيما بينها، حتى مع‏ بقاء حدود بلادها، لو تحقق هذا الاتحاد، سيصبح المسلمون، وهم المليار مسلم، أعظم قوة في العالم، بالإضافة إلى تزودهم بقوة الايمان التي تفوق كل التجهيزات.
ان هاتين المشكلتين اللتين أشرت لهما على نحو الاجمال، أساس كل المشاكل التي يعاني منها المسلمون، وفي حال إزالتها، وايجاد الحلول لمشاكل المسلمين. سيعود للمسلمين مجدهم الذي كان لهم في صدر الإسلام. ولكن إذا ما بقي المسلمون، لا قدر الله، على ما هم عليه من ابتعاد الحكومات عن شعوبها، واختلافها فيما بينها، فليس هناك أي أمل في أن نتمكن كمسلمين من استعادة مجد صدر الإسلام وتألقه.

دعوة للتآخي بين الشيعة والسنة

وفي الختام، اكرر ابلاغ تحياتي لرئيس الجمهورية السيد ضياء الحق، ولجميع الشعب الباكستاني، وأود الاشارة إلى مسألة الاختلاف بين المذاهب الإسلامية التي تمثل الاساس الذي يهدد وجودنا إذ أن على هذه المذاهب أن تتحد فيما بينها، كي يتسنى لنا تطبيق الإسلام في كل مكان، والمذهب الشيعي والمذهب السني فاسعوا للتعامل الأخوي. كما أننا الآن في ايران نسعى لتوحيد صفوفنا مع اخواننا من أهل السنة لنتغلب معاً، ان شاء الله، على المشكلات والعقبات. أسأل الله تبارك وتعالى التوفيق والسلامة لجميع الدول والحكومات والشعوب الإسلامية.

«۱»-الجنرال محمد ضياء الحق؛ رئيس جمهورية باكستان.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: