بسم الله الرّحمن الرّحيم
السلام على الأخوات والإخوة الأكراد الذين أثبتوا وفاءهم للإسلام وللجمهورية الإسلامية بتصديكم لمؤامرات الذين خانوا الوطن. إنّ التقارير الواردة مطابقة لما توقعناه منكم ايها الإخوة والأخوات الذين لن يبتعدوا ولن ينعزلوا عن الإسلام وإيران أبداً. وإنّ ما ينسبه لهم المغرضون ليس إلا من أجل التخريب والتآمر.
والآن يجب أن أذكركم أيها الإخوة والأخوات الأكراد وبقية الإخوة بأمور:
1- إنّ شعبنا في هذا الموقع الحساس الذي يواجه فيه القراصنة وقطاع الطرق، وعلى رأسهم أمريكا نهض لإحقاق حقه، واسترجاع الثروات الكثيرة التي نهبها محمد رضا بهلوي، ومحاكمة هذا الجاني، فجميع طبقات الشعب متحدة على ذلك، ومتجاوبة بعضها مع بعض وعلى الإخوة والأخوات الأكراد أينما كانوا أن يبادروا قبل كل شيء إلى المشاركة في هذه النهضة، وينسقوا مشاركتهم مع بقية الأخوات والإخوة، ويتصدّوا بشكل قاطع وحاسم للاختلافات التي يوجدها المغرضون.
اعلموا يا أخواتي، انّ كلّ خلاف يحدث هو في نفع أمريكا والأجانب، فهم الذين يستفيدون من اختلافنا ويريدون أن يجعلونا أسرى لهم.
انهضوا وانصحوا للمؤامرين، وإذا رفضوا النصح فاطردوهم، وأبعدوهم عن مناطقكم أو ألقوا القبض عليهم، وسلّموهم إلى سلطات الدولة.
2- أيها الإخوة الأكراد، إنني وجميع أبناء الشعب على اطلاع كامل بما أصابكم من ظلم وتمييز عنصري مخالف للإسلام طيلة حكومة الاستبداد البائدة.
لكن يجب أن تعلموا، أنكم لستم الوحيدين الذين أصابكم الظلم، بل إن بقية طبقات الشعب من الإخوة الترك واللر والعرب والبلوش والفرس والتركمان هم شركاؤكم في الظلامة، وهم جميعاً حرموا ما حرمتموه.
وأنتم إذا نظرتم إلى سكان الأكواخ والمنازل الشعبية القديمة في طهران ترونهم أكثر حرماناً من الجميع إنني أعلم انّ الحكومة الموقتة لم تستطع أن تنجز جميع طلباتكم وطلبات الشعب، لكن اعلموا أنّ جميع طبقات الشعب هم مثلكم وشركاؤكم في هذا الأمر أيضاً، وأنّ الدولة الموقتة كانت جادة كلّ الجد في تحسين الأوضاع وتلبية الطلبات، لكن الاضطرابات كانت كثيرة، ويحتاج إصلاحها إلى زمان طويل. وإنني أرجو أن تتوفر وسائل الرفاه والراحة على كلّ أبناء الشعب، ولكم أيها الإخوة الأكراد.
3- أنتم أيها الإخوة تعلمون جيداً أنّ البناء والإعمار في محيط مضطرب يفتقر فيه الناس إلى الأمن أمر صعب أو غير ممكن، فعليكم أيها الإخوة الإعزّاء أن تبذلوا جهودكم لحفظ الاستقرار والاطمئنان. واعلموا أنّ الأمور إنما تصلح في البيئة المستقرة، وإنّ الاستقرار والاطمئنان من مصلحتكم ومصلحة الإسلام والمسلمون.
4- أطلب من الهيئة الخاصة بالتفاهم أن تستمر بحسن النية في مفاوضاتها وأن تتصل برجال الدين والسياسيين والوطنيين ومختلف الطبقات. لكي تنجز طلباتهم جميعاً وهي طلباتنا أيضاً. ويستقر في المنطقة الاطمئنان والأمن وهما من أكبر النعم الإلهية. وأرجو أن تعيشوا أيها الإخوة الأكراد جنباً إلى جنب بقية إخوانكم من أبناء الشعب في رفاه ورخاء وان ييأس الأجانب من الطمع في بلادنا إلى الأبد.
5- إنّ الإسلام العظيم يدين التمييز العنصري، ولا يقرّ لطائفة أو فئة أو طبقة من الناس بامتياز خاص وإنّ التقوى والالتزام بالإسلام يشكلان كرامة الإنسان الوحيدة. وإنّ حق إدارة الأمور الداخلية والمحلية ورفع جميع أنواع التمييز الثقافي والاقتصادي والسياسي كل ذلك في ظلّ الإسلام والجمهورية الإسلامية هو من حقّ جميع طبقات الشعب التي من جملتها الإخوة الأكراد وإنّ حكومة الجمهورية الإسلامية ملزمة وملتزمة بتوفير ذلك في أسرع وقت ممكن وستدوّن عاجلًا جميع القوانين المرتبطة بذلك إن شاء الله- تعالى.
6- أخيراً ألفت النظر الشريف للعلماء الأعلام والمشايخ العظام والمثقفين وبقية الإخوة الأعزاء في جميع انحاء إيران إلى الموقع الحساس الراهن لإيران وتكتلات أعداء الوطن والإسلام على الشعب العزيز، وتشبثاتهم المتعددة الجوانب للقضاء على النهضة الإسلامية والشعب المعظم، ولإعادة السلطة البائدة على الوطن الإسلامي بشكل كامل.
فهل هذا الطلب المتواضع لهذا الخادم لشعبه الذي يقضي آخر أيام عمره، لم يكن في محله؟
7- أيتها الأخوات وأيها الإخوة المواطنون في كل مكان، إنني أمدّ يد الأخوة إليكم وأقسم عليكم بالله والإسلام والوطن، وأطلب منكم بإصرار أن تبذلوا كل جهودكم لنجاة وطنكم، وأن لا يستهدف بعضكم بعضاً بالأسلحة الباردة والأسلحة النارية- أعني القلم والبيان والرشاش- بل اجعلوا هدف أسلحتكم اعداء الإنسانية وعلى رأسهم أمريكا.
اللهم إني أنجزت وظيفتي التي هي نصيحة الشعب، وذلك بقدر وسعي الضعيف، اللهم يا عظيم القدرة ألف بقدرتك الأزلية بين قلوب شعبنا برباط الأخوة. إنك (قريب مجيب) «1».
وبلغوا سلامي الحار إلى الشعب العزيز والإخوة الأكراد.
أرجو من الله- تعالى- أن تشمل رحمته الجميع
26 آبان 1358/ 26 ذي الحجة 1399
روح الله الموسوي الخميني
قم
نصيحة وتذكير أهالي كردستان المسلمين
الأخوات والإخوة الأكراد
جلد ۱۱ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۵۳ تا صفحه ۵۵
«۱»-سورة هود، الآية ۶۱.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378