أجرى المقابلة: جمع من الوعاظ والخطباء
سؤال: [إنكم خالفتم جميع المعاهدات الدولية، باحتجازكم عدداً من الرهائن في إيران فهل ستطلقون سراحهم؟ ومتى؟].
الجواب: [هل المعاهدات الدولية تجيز أن يعيّن جاسوس في دولة باسم سفير أو باسم القائم بالأعمال؟ نعم إذا وجد سفراء أو ناس لا يريدون أن يخونوا البلاد التي هم فيها، ولا يتجسسون عليها، ولا يريدون أن يتدخلوا في شؤونها فهؤلاء هم الذين لا يصح احتجازهم. وأما ما فعله شعبنا فهو عبارة عن إلقاء القبض على مجموعة من الجواسيس الذين يجب تفتيشهم ومحاكمتهم بحسب القوانين، كما يجب أن يعاملوا وفقاً لقوانيننا. وأما ما فعله كارتر فهو مخالف للقوانين الدولية، لأنّ من يجرم بحق بلد ما تجب إعادته إلى ذلك البلد ومحاكمته فيها. ولا يحق لبلاد اخرى أن تحتفظ بالمجرم وتؤويه؛ لأن ذلك مخالف للقوانين الدولية. إذن فكارتر هو خالف المعاهدات الدولية ولسنا نحن المخالفين].
سؤال: [إنّ كارتر أعلن بوضوح أنه لن يعيد الشاه إلى إيران، والدبلوماسيون واسرهم منزعجون من ذلك انزعاجاً شديداً، فهل يوجد مجال للمفاوضات].
الجواب: [إننا لا نستطيع أن نطلق سراح هؤلاء الجواسيس ما دام ذلك المجرم «1»، لم يسلمّ إلينا وما دام السيد كارتر لم يحترم القوانين الدولية. والحق أنّ إعادة هؤلاء الجواسيس بعد عودة الشاه هي عفو عنهم لأنه تجب محاكمتهم هنا بموجب قوانين بلادنا].
سؤال: [هل الأمر الوحيد الذي تشترطون حصوله لهذه المسألة هو هذا فقط أعني عودة الشاه؟].
الجواب: [إنّ الشرط الوحيد هو عودة الشاه، وهذا تخفيف للرهائن ولطف بهم].
سؤال: [إنّ إيران وأمريكا في حالة حرب اقتصادية وسياسية، هذا في الوقت الذي ترفض فيه إيران استقبال أيّ مندوب من أمريكا كما ترفض محادثته، ما هي علة ذلك؟].
الجواب: [إنّ السيد كارتر هو الذي أوجد هذه الحرب الاقتصادية والسياسية، ونحن لا نخاف من حربه السياسية ولا من حربه الاقتصادية، بل إننا معتقدون أنّ الحرب السياسية سوف لا تعود عليه إلا بالضرر الحتمي، وأنّ الحرب الاقتصادية لا تلحق بنا ضرراً. ومع كل هذا لا نستطيع أن نجد الطريق إلى المفاوضات إلا بعد إعادة الشاه المجرم، وبعد إطاعة كارتر لجميع القوانين الدولية، ونحن لم نعهد في السيد كارتر أن يكون محباً للإنسانية].
سؤال: [لقد نقل عنكم أنكم قلتم: إيجاد علاقات مع أمريكا ليس من مصلحة إيران، فهل من الممكن أن تتخذوا في لحظة قراراً بقطع جميع العلاقات مع أمريكا، وإعادة جميع الأمريكيين ومن جملتهم الرهائن إلى أمريكا؟].
الجواب: [نعم، ذلك ممكن. ويجب أن يبحث. فإننا نرفض هذا النوع من العلاقات الذي كانت أمريكا تتعامل به معنا إلى الآن. كما نرفض هذه السفارة التي كانت لأمريكا في إيران.
أما إذا تحول هذا الوكر الجاسوسيّ إلى سفارة تتخذ مسارها الدبلوماسي الصحيح وغيرت أمريكا تعاملها الذي كانت تعامل به إيران في عهد النظام السابق، ثم رأينا (نحن والحكومة) أنّ من المصلحة الاحتفاظ ببعض العلاقات، فلا مانع من ذلك. إذاً ستحفظ هذه العلاقات].
سؤال: [لقد كان غرضي من السؤال أنه إذا قطعت العلاقات فهل سيعود الرهائن مباشرة إلى بلادهم؟].
الجواب: [يجب أن نلاحظ ونعلم هل هؤلاء الرهائن كانوا سفراء وموظفي سفارة تسير في طريقها الدبلوماسي الصحيح، أو أنهم إنما جاءوا للتجسس؟ فإذا قطعت العلاقات، فإننا (طبعاً) لا نستطيع الإفراج عن الجواسيس، إذ لا يوجد قانون يسمح بذلك. لكن لا مانع من الإفراج عن الموظفين الرسميين الاعتياديين].
سؤال: [هل ترغبون بعقد لقاء مع كارتر لإقناعه بالاستجابة لمطالبكم؟ وإذا كان الجواب إيجابياً فهل أنتم مستعدون للقائه في بلد ثالث مثل فرنسا التي عشتم فيها مدة من الزمن؟].
الجواب: [إنّ لقائي بكارتر لا يؤثر في المسائل الموجودة؛ لأن السيد كارتر إذا طلب في هذا اللقاء أن نتنازل عن إعادة ذلك المجرم الذي تفرض القوانين الدولية إعادته، فإننا لا نتنازل عن ذلك. هذا أمر غير ممكن. وإذا ارسل السيد كارتر ذلك المجرم، فإنّ لقاءنا يكون غير مفيد. لذلك لا أرغب في لقائه].
سؤال: [إنني، تحدّثت مع كثير من الناس، في مقابل السفارة الأمريكية، فكانوا يقولون: إنّ الرهائن لا يمسهم سوء حتى عند حدوث أيّ حادث وفي أي حال من الأحوال، فهل تعتقدون ذلك وتقولون: كلاماً مثله؟].
الجواب: [لا شك أنّ الأمر كما قالوا. فهؤلاء الرهائن هم في حمى الإسلام مدة بقائهم هنا فلا يصل إليهم أي ضرر أو سوء. إنهم في رفاه كامل، وحينما يسلمونا ذلك المجرم نسلّمهم هؤلاء مع أنهم جواسيس تجب محاكمتهم حسب قوانيننا لكننا نعفو عنهم، ونعيدهم إلى بلادهم].
سؤال: [يا سماحة آية الله! هناك ملاحظة جديرة بالنظر، وهي هل محاكمة جواسيسهم حتمية إذا لم يعيدوا الشاه؟]
الجواب: [إذا طالت، فإنّ ذلك سيحدث قطعاً].
سؤال: [هل ستقبلون كل حكم تصدره المحكمة؟].
الجواب: [نعم].
قم
الاستيلاء على وكر التجسس، ومسألة الرهائن، والعلاقات الايرانية - الامريكية
صحيفة الإمام الخميني ج ۱۱ ص ۷۹ الى ۸۱
«۱»-يعني محمد رضا بهلوي.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378