بسم الله الرحمن الرحيم
مؤامرات امريكا المستمرة ضد الثورة الإسلامية
أشكر السيد رئيس الجمهورية وكذلك الشعب الكوري، لأنهم يناصروننا انطلاقاً من الخلق الإنساني في مثل هذا الظرف الحساس الذي تمر به بلادنا.
لقد كنا أسرى بيد امريكا والدول الكبرى طوال اكثر من خمسين سنة، وكانت اداتهم رضا خان ومحمد رضا بهلوي اللذين ضغطا على هذا الشعب، قتلا ونهباً إلى أن طفح الكيل بالشعب ووقفوا بكل قواهم بأيدٍ خالية من كل سلاح مقابل الأسلحة الحديثة، وتقدموا بقوة الإيمان. امريكا كانت تعارض وضعنا منذ الخطوة الأولى ولم تدخر جهداً للإبقاء على الشاه، تخبطت، بعثت إلي بالرسائل، بعثت إلي وسطاء، وبعد أن خرج الشاه وجاء بختيار، عادت تحاول الإبقاء على بختيار، وكان من الطفليات التي شعبنا ومن العناصر العميلة لامريكا. عملوا على بقاء بختيار، وبعد ذهاب بختيار انهمكوا في العمل من أجل أن لا تثمر نهضتنا، وتابعوا الأمر خطوة خطوة، والذين تابعوا هذا الأمر كانوا من عملاء امريكا. كانوا من الجذور الفاسدة للنظام السابق. فأثاروا القلاقل منذ البداية لكيلا يحصل الاستفتاء للجمهورية الاسلامية. وحينما انهزموا في هذه الخطوة، جاءت الخطوة الثانية، وعاد عملاء امريكا الخبثاء يضعون العراقيل لانتخابات مجلس الخبراء ويخططون لافشالها، وحينما انهزموا في هذه القضية ايضاً، عملوا على وضع العراقيل لاستفتاء الدستور، فكسروا الصناديق، ومنعوا الناس من التصويت، ولكن الشعب الإيراني كان هو الفاتح في هذه الخطوة أيضاً والحمد لله، فصوت لهذا الدستور مئة في المئة تقريباً. في الوقت نفسه كان الشعب هو الذي اختار نوابه لدراسة الدستور، وهؤلاء النواب هم الذين درسوا الدستور وصادقوا عليه ثم عرض للاستفتاء، فصوتت له الجماهير بأغلبية ساحقة. ومع ذلك لم تقعد امريكا ولا تزال تختلق الاضطرابات.
الهراوة على القانون
والعجيب هو أن الذين يزعمون العمل على أساس الحرية والديمقراطية، ولا ديمقراطية أرقى مما عملنا به، إذ عَرَضْنا [الدستور] مرتين على الرأي العام، مع ذلك يرفعون الهراوة الآن. ويريدون نقض الدستور وتغييره بها غافلين عن أن الشعب هو الشعب والجماهير هي الجماهير وإيمان الجماهير هو ايمان الجماهير. إذا أرادوا أن يعدّلوا هذا الدستور مئة مرة فإن نواب الشعب نواب يحبون الإسلام ويحبون بلادهم، وسيصادق هؤلاء على هذا القانون كما صادق عليه أولئك. وإذا عرضوه للاستفتاء مئة مرة، فإن الجماهير هي ذات الجماهير. المسلمون هم أولئك المسلمون. حب الناس للبلاد وللإسلام باق كما هو. وسيصوتون للشيء نفسه، وهؤلاء يتخبطون ويثيرون الضجيج عبثاً. وهذا الاضطراب الذي أثاروه الآن في أذربيجان هو ايضاً تم على أيدي عملاء امريكا. ولتعلم الجماهير الشريفة في أذربيجان أنّ هؤلاء الذين يعملون الآن، ويدفعون الناس لمثل هذه الفوضى التي قد تؤدي إلى الاقتتال هم عملاء امريكا، والاضطراب الذي حدث في قم ايضاً كان على أيدي هؤلاء. وهم الذين كانوا يريدون أن لا يُصادق على الدستور. ويعارضون الآن الدستور. إن معارضة «1» الدستور، تعني معارضة «2» لإسلام. فكونوا يقظين.
الإسلام في وجه الكفر
ليكن الأخوة الأذربيجانيون يقظين أننا اليوم إذ نواجه مثل هذه القوة والإسلام يواجه الكفر والإسلام في خطر، هؤلاء الذين يثيرون الضجيج والتوتر في أي مكان من البلاد إذ يثيرون التوتر، هؤلاء إنما هم معارضون للإسلام ولا يريدون تطبيقه، ولا يريدون أن تتحقق الجمهورية الإسلامية. ولذا علينا اليقظة والانتباه. وطبعاً على افتراض أن تظهر في الدستور أخطاء- وهي لم تظهر- ولكن حتى لو كانت، ففي المستقبل حينما تستقر الحكومة الإسلامية، وتتوطد دعائم الجمهورية الإسلامية، ويتعين رئيس الجمهورية، ويؤسس المجلس، فقد تتابع المسألة مرة أخرى. إذا كان ثمة نقص، فليفعل نواب الشعب هذا. الهراوات لا تستطيع فعل شيء. الذين استخدموا الهراوات وأثاروا البلبلة في أذربيجان، ملفات البعض منهم موجودة وتشير الى أن لهم علاقاتهم بامريكا. لا ينخدع الناس بهؤلاء.
على أمل تأسيس محكمة دولية لمحاكمة امريكا
أنقذ الله شعبنا من شر امريكا إن شاء الله. وأنا أرجو إذا كان صوتنا يصل لسكان العالم أن تكون كل الشعوب معنا حتى الشعب الامريكي إذا أدرك ما نقول، وما فعله كارتر وأمثال كارتر في بلادنا طوال هذه السنين، طوال هذه الخمسين سنة تقريباً. فإنه سيكون معنا. ونحن نأمل في القريب العاجل عندما يتم الفراغ من ملفات هؤلاء وتنظم ملفات الرؤساء الامريكيين بنحو جيد، أن نشكل مجلساً من كل خبراء الحقوق في البلدان المختلفة وندعو كل مبعوثي البلدان إلى هنا ليتداولوا في المظالم التي ارتكبتها امريكا في هذه البلاد والمظالم التي وقعت في هذه البلاد على يدها، ليتضح دور امريكا في العالم، وما تفعله بالضعفاء، وما تفعله بالناس. ونحن نأمل أن ننتصر في هذه الخطوة أيضاً وندين امريكا. هذه المجالس «3» التي اصطنعوها وأدانتنا كان معلوماً منذ البداية أنها ستديننا. لأنه مجلس أسس بأوامر كارتر نفسه، ولن يتخلف عن أقوال القوى الكبرى. وعليه فإن هذه المجالس ليست لها قيمة عندنا. وكلما ادانتنا ترتكب حماقة. وكلما شجبت الآخرين توغّلت في الخطأ والاشتباه.
وكر التجسس، والجواسيس الامريكيون في إيران
وهؤلاء الموجودون هنا، لا نعتبرهم من عناصر السفارة، وذلك المركز لا نعتبره سفارة. أجل لو كانت سفارة وهؤلاء من أجزاء السفارة لكان هذا قولًا يمكن أن يصحبهم الحق فيه، لكننا لا نعتبر هذا المكان سفارة، بل مركز تجسس، ولا نعتبر اولئك الذين كانوا فيه سفراء أو من أجزاء السفارة أو دبلوماسيين. ما كان أحدهم من أولئك، هؤلاء جميعاً جواسيس ومجرمون، وتجب متابعة وضع المجرمين في هذه البلاد نفسها. ونحن سنقيم جلسة محاكمة إن شاء الله لمتابعة كل هذه الأوضاع. وسندعو كل الشعوب ليبعثوا ممثليهم الى هذه الجلسة الكبيرة، وسنوصل امريكا الى ما يجب أن تناله منا. وأكرر الشكر لكل الشعوب التي دعمت هذا الشعب الضعيف هذا الشعب المظلوم ووقفت معه. وأطلب من الله تبارك وتعالى التوفيق لكل البشر ولكل المستضعفين.