بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة لا القيادة
أرحب بالطلبة الجامعيين الأعزاء الذين كانوا طلائع الثورة وهم سيتسلّمون إن شاء الله زمام أمور البلاد في المستقبل، الطلبة الأعزاء الذين شاركوا جنباً إلى جنب إخوتهم على هدى الإسلام.
أعزّائي، إنّ مسألة القيادة ليست بمهمة لدي، بل إنّ الأخوة هي المهمة. إنّ الله تبارك وتعالى - وصفنا بالإخوة في القرآن الكريم حين قال (إنّما المؤمنون إخوة) «1». فالإسلام لا يعير القيادة أهمية حتى إنّ كبار الإسلام وإجلّاءه هم قادة روحيّون، إلا أنّ هذا الأمر لم يكن بذي أهمية لديهم، ولئن أكن خادماً لكم أفضل من أن أكون قائداً. وآمل أن نبذل ما بوسعنا لترجمة تطلعات الإسلام السامية، ونتقدم إخوة في الدين، إخوة إسلاميين، إخوة إيمانيبن. إن احتفظنا بأخوتنا وتقدمنا في صف واحد واتّكلنا على الله تبارك وتعال، فإن النصر حليفنا.
انعطافة في تاريخ إيران
إن الله- تبارك وتعالى- وعد المستضعفين بالنصر، ومصاديق النصر الإلهي تظهر واحداً بعد الآخر، وأنا آمل أن تشرق هذه الانعطافة التي تفجّرت في إيران على الدول الإسلامية الأخرى وجميع المستضعفين في العالم، وآمل أن تشهدوا أنتم الشباب أنتم الأعزاء الحكومة الإسلامية التي تؤسّس على الأخوّة لا الحكّام والحكومة، وأن تدركوا وتشهدوا الحكومة التي تؤسّس على المحبة، وركيزتها الأخوة، ولا تكون لبنتها الأساسية موضوعة على أن يكون أحد هو الأعلى والآخر هو الأدنى، ولا تكون مرتكزة على أن تكون شريحة أسمى من شريحة أخرى. وآمل أن نشهد النصر قريباً وفقاً لهذه التطوّرات التي تحققت في إيران والروح المعنوية التي تسود شبابنا وهذه الوحدة التي تسود جميع الشرائح والإقبال الواسع على الإسلام والأحكام الإسلامية.
النصر في ظل الاتّكال والاتّحاد
إخوتي الأعزاء، أبنائي المحترمين، أخواتي، إخوتي، جاهدوا للحفاظ على وحدتكم والاحتراز من الأمور الجانبية التي تعود إلى المقاصد الدنيوية النابعة من الأباطيل الشيطانية فإنّ الإسلام والقرآن في متناولكم اليوم. وبإمكانكم نشر الإسلام والقرآن الكريم، وجعل راية الإسلام خفاقة على رؤوس جميع الشعوب العالمية، إن حافظتم على وحدتكم هذه. فتقدّموا بفضل قوتكم الإيمانية التي حصلتم عليها، ولو تقاعستم - لا سمح الله- في هذه الأثناء التي أحرزتم فيها انتصاراً نوعاً ما بفضل قوة إيمانكم ووحدة كلمتكم - لا سمح الله- لو تقاعستم في هذه المرحلة لطال الطريق علينا جدَّاً، وعزَّ الأنتصار أنتم ترون الدسائس تحاك علينا في كل مكان، والجذور الغضّة تجتمع في مكان واحد. وانتم الإخوة والطلبة الأعزاء، وجميع شرائح الشعب عليكم الاتحاد فيما بينكم، فهنا أيدٍ قذرة تحاول بث الفرقة والتشتت بين شرائح الشعب. إنّهم يحاولون استغلال التشتت والفرقة بيننا، فجاهدوا كي لا تفقدوا وحدة كلمتكم. والمهمّ هو ألّا تنسوا الاتّكال على الله ولا تفقدوه. تقدّموا إلى الأمام بالاتكال على الله والتمسّك بالقرآن الكريم، وسيكون النصر حليفكم. وأنا آمل أن تحتضنوا النصر قريباً، ويتحقق الإسلام، نظام العدل، ذلك النظام المجهول لدى جميع الشرائح، ذلك النظام الذي لم تترجم تطلعاته ومشاريعه على أرض الواقع حتى الآن، على يد شبابنا القوية، على يد إخوتنا وأخواتنا الفتيان.
أسأل الله- تعالى- أن يمُنَّ عليكم بالنصر، ويحفظكم الله في ظل أولياء الإسلام، فتقدموا إلى الامام واهزموا الشياطين.
والسلام عليكم ورحمة الله