بسم الله الرحمن الرحيم
الإحساس بالفخر من استعداد الشباب الفدائيين
لا أدري أأشكر لكم أيّها الشباب الذين قطعتم هذا الطريق من مدينة مراغة إلى هنا مشياً على الأقدام، وتحملتم هذه المشاقّ أم أعرب عن خجلي. أنا عندما أشاهد مثل هذا الشعور لدى شباب الوطن وتأهبهم للشهادة، واستعدادهم للدفاع عن الإسلام، أشعر بالاعتزاز، لأننا لدينا مثل هؤلاء الشباب.
لقد كانت محافظة آذربيجان دوماً في الصف الأول، وأنتم الشباب الذين قطعتم هذا الطريق البعيد والمضني، أنتم من الآذريين هؤلاء الرجال الذين كلّما عُرّضت إيران لحادثة كانوا طلائع الانتفاضة، واعلموا أنّ الحادثة التي نعيشها حالياً هي من أعظم حوادث بلادنا. مثلما أنّ النصر الذي أحرزتموه انتم الشباب إلى جانب شرائح الشعب الأخرى، لم يحصل مثل هذا النصر بهذه الصورة على مرّ التاريخ. انتصار شعب مسلم دون الاتّكال على أحد غير الله، دون تحضيرات عسكرية، دون تعليمات عسكرية، على قوة مجهّزة، تملك تجهيزات عسكرية، وتملك تعليمات عسكرية، إضافة إلى ذلك .. قوة كانت جميع القوى الاخرى سنداً لها. مثل هذا الفوز هو انتصار الإسلام على الكفر. غلبة أساس الإسلام على أساس الكفر.
الصراع الدائم للمستغلين مع الاسلام
انتم نفس جنود صدر الإسلام. أولئك الذين واجهوا المشركين، ووقفوا بوجه من كان يريد عدم تحقق الإسلام، ويحيكون الدسائس من أمثال أبي سفيان وأعوان أبي سفيان. أولئك أيضاً كانوا لا يرغبون في نجاح النبي في نشر الإسلام على صعيد الجزيرة العربية. كان همّهم الوحيد هو عدم تحقق الإسلام، لأنهم كانوا يرون أنّ الإسلام مناقضاً لجميع مصالحهم. كانوا يرون أنّه في حال انتصار نبي الإسلام لا يستطيعون المضي في ظلمهم، ولا يستطيعون الاستمرار في نهبهم، ولهذا السبب استعدّوا وأعدّوا جميع الشرائح الأخرى لمواجهة رسول الله، وبحمد الله لم يوفّقوا. واليوم نواجه ذلك الوضع نفسه، الوضع الذي كان على عهد صدر الإسلام، مواجهة الإسلام للكفر. النبي الأكرم كان لا يملك تجهيزات والمؤمنون قليل وعدّتهم ضئيلة، والجانب الآخر يتمتع بالثروات الهائلة والعدّة الهائلة لكنْ ولأنّ إرادة الله جارية، ولأنّهم كانوا متّكلين على الله فازوا في الحرب. القلّة انتصرت على الكثرة. والذين كانوا لا يملكون عدة جيدة انتصروا على الذين كانوا ينتمون إلى كافة الشرائح في الجزيرة العربية جمعاء والذين كانوا يرومون عدم نشر الإسلام. القليلون في العدد والعدة تغلّبوا على الذين كانوا يملكون العدّة والعدد. لأنّهم كانوا يتكلون على الله. شخص واحد من هؤلاء الذين يتحلون بإرادة تابعة لإرادة الله كان يُهلك عدداً من الكفار.
التقوى وبناء الذات، سلاح مواجهة الكفر العالمي
انتم الآن بحمد الله عددكم كثير، النفوس بحمد الله كثيرة. والحمد لله فإن قوة إيمانكم أيضاً عظيمة. ويجب أن تعملوا لتعزيز هذه القوة الإيمانية كلّ يوم. وطّنوا أنفسكم على تربيتها بالاتكال على الباري- تعالى- لكي تصبحوا أناساً متقين، أناساً مجاهدين في سبيل الله- تبارك وتعالى- تقاة. إن توكلتم على الله- تبارك وتعالى- وربّيتم أنفسكم، فانكم منتصرون. ونحن نأمل أن نتقدّم بالإسلام الذي بين أيدينا حالياً وننشره برغم ما نواجهه من قوى عالمية، كما فعل قبلنا مسلمو صدر الإسلام إذ بذلوا آنذاك مهجهم للدفاع عنه في مقابل كافة الصعاب والابتلاءات. الحمد لله أن نفوسنا حالياً جيّدة. لكننا لن نكون شيئاً إزاء القوى العظمى إذا نأينا بأنفسنا عن الإسلام، وكنا بعيدين عن قوته، أما بالإسلام فسنكون كلّ شيء. بالاتكال على الله سنكون جنود صدر الإسلام الذين هزم ثلاثون منهم ستّين ألف جنديّ. ستون هزموا ستين ألفاً. كان أولًا يزمعون ثلاثون نفراً فقط الذهاب، لكنّهم أصبحوا ستين فارساً. ستّين مجاهداً. هاجموا في سبيل الله، وتغلّبوا على ستين ألف فارس. إنّ الإسلام هو الذي كان السبب في غلبتهم. واليوم فإنّ أوضاع بلادنا وأوضاع الإسلام شبيهة بأوضاع صدر الإسلام. أي كما أنّ أبا سفيان وأعوان أبي سفيان والمتّحدين معه تضامنوا فيما بينهم ضد الإسلام، وانتفضوا لكي لا يتحقّق الإسلام، فالآن أيضاً القضايا عينها تعيد نفسها، الآن أيضاً أدرك الذين وقفوا يصدّون عن الإسلام والذين تلقّوا ضربة منه يسعون ألّا يتحقّق الإسلام، مثلما يجب أن يتحقق، لأنّه إذا حدث ذلك سيقطع أيدي الأجانب وجميع أذنابهم والذين يدعمون الأجانب من مصادرنا وثرواتنا، ولا يستطيعون الحكم في بلادنا. انّهم فهموا ذلك ونزلت بهم ضربة من هذه الثورة. ولا ينفضون يدهم ويريدون عدم تحقق الإسلام. كما كان أبو سفيان وأعوانه في صدر الإسلام يسعون لوأد الإسلام والصدّ عنه يحاولون بشتى الذرائع، ويحيكون الدسائس بأشكالها لعدم تأسيس جمهورية إسلامية مرتكزة على دستور منبثق عن الإسلام في إيران، مرتكز على الإسلام، والأحكام الإسلامية. كل يوم يأتون بذريعة، ويقومون بافتعال مشكلة ما.
نداء إلى شباب آذربيجان وجميع أهالي المناطق الحدودية
وأنا آمل أن تدركوا أنتم شباب مدينة مراغة الأعزاء وجميع شباب منطقة آذربيجان الأعزاء أنّ وضع الإسلام اليوم يشبه وضع الإسلام حين انتفض الرسول، وقام بثورته لنشر الإسلام وتحقيقه. واليوم أيضاً ثرتم أنتم أيها الشباب في سبيل الله، ولأجل الإسلام، وبتكبيركم حفظتم هذه الثورة. وبتكبيركم هذا، وبإرادتكم القوية هذه ستقومون بنشر الإسلام. اتّحدوا بعضكم مع بعض، إنّ الأيدي الخائنة تحاول إيجاد صدع في ثورتنا بالنفاق فيما بيننا لوضع مجموعة مقابل مجموعة أخرى، وايهام فئة من شبابنا، وخداع مجموعة من القرويين الذين يتمتّعون بفطرة سليمة. أولئك الذين يتمتعون بقلوب إلهية نزيهة. يحاولون تأليب هؤلاء عليكم أنتم الشباب الذين تحمون الإسلام، وانتفضتم لأجله وتحمّلتم جميع هذه المشاقّ اعتزازاً به. إنّهم يحاولون وضع هؤلاء في مواجهتكم وعدم السماح بحل المشكلات التي ابتلينا بها حالياً. على منطقة آذربيجان الانتباه لهذه القضايا، والانتباه على أنّ كل من يحاول التحرّك خلافاً لهذا المسير، مثله مثل أبي سفيان وأولئك الذين كانوا يتّحدون فيما بينهم لعدم السماح للنبي بتشكيل حكومة إسلامية. إنّهم كانوا يهابون الإسلام لمصالحهم، والذين يعارضون الإسلام اليوم أيضاً يهابون الإسلام لمصالحهم ومصالح أولياء نعمتهم، إنّهم عملاء الأجانب، فوضع أولئك كان أحسن من الحاليين، لأن هؤلاء معارضتهم كانت خدمة لمصالحهم، وناهضوا الإسلام من أجلها، وليس من أجل الأجانب. وهؤلاء يثورون خدمة للأجانب، وينشطون في سبيل الأجانب لشلّ ثورتكم أنتم عباد الله. يجب على جميع إيران أن تنتبه خاصة المناطق التي- لا سمح الله- قد تُعرّض الثورة فيها إلى انتكاسة مثل آذربيجان، كردستان وبلوشتان التي هي أكثر عرضة للضرر، وذلك لوجود الأجانب في تلك المناطق ونشاطهم فيها. يجب على جميع إيران خاصة هذه المناطق الحدودية وهذه المناطق التي ينشط فيها هؤلاء الأشخاص، يجب علينا أن نتيقظ، ويكون الجميع حذرين، وخوض هذا الجهاد في سبيل الله وبأذن الله. هذا الجهاد الذي هو كجهاد زمان رسول الله. إن الله معكم، وأسأله أن يكون معكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.