بسم الله الرحمن الرحيم
النداء الملكوتي لملايين الإيرانيين
أقدم شكري لجميع الجامعيين الأعزاء الذين جاءوا من مسافات بعيدة، وجميع الذين جاءوا في مثل هذا الطقس البارد وفي هذا المنزل البسيط لمقابلتي. انتم اليوم تعرفون ما هي القوة التي نواجهها. ما كان رمز انتصارنا في خطوتنا الأولى حين واجهنا هذه القوى العظمى أوّل مرّة، وما يجب أن يكون بعد هذا. انتم تعرفون أنّنا لم نكن نملك قوة عسكرية، ولم يكن شعبنا قد تلقى تدريبات عسكرية. أنتم أيّها الشباب الأعزاء كنتم منشغلين بتحصيل العلم، وسائر الشرائح مشغولة بأعمالها الخاصة، علماء الدين أيضاً كانوا منشغلين بتحصيل علومهم. لم نكن نملك مجموعة تلقت تدريبات عسكرية، ولم نكن نملك أي أسلحة، ولكننا كنّا نملك شيئاً واحداً، وبعده شيئاً آخر، الإيمان بالإسلام، الإيمان بالله، النهضة في سبيل الله التي استتبعت استظلال جميع الشرائح براية الإسلام. كنّا نملك هاتين القوتين العظيمتين، وإحداهما أصلية، والأخرى تابعة لها، قوة الإيمان، الاتكال على الله، الاتكال على ذات الحق المقدسة. إنّ ذكر الله هو على ألسنة الجميع. كنتم تتقدّمون إلى الامام باطلاقكم هتافات الله أكبر، واجتمعت جميع الشرائح خلف هذا المبدأ الأصيل، وتم إقصاء جميع النوايا الجانبية بصوت واحد وهو أنّنا نريد جمهورية إسلامية. هذا الصوت الذي انبثق من الإسلام، وخرج من حناجركم أنتم أبناء الإسلام. وكان هذا هو صوت الإسلام، صوت الملكوت، صوت عالم الغيب. وأعطى هذا الصوت الشعب انسجاماً، وقدّم له قوةً جعلته ينتصر على القوى الكبرى بأيدٍ خالية. وسنكون من هنا فصاعداً بحاجة إلى هذا الصوت الملكوتي وبحاجة إلى ذلك الانسجام.
التآمر للقضاء على رمز الانتصار
العدوّ يحاول سرقة هذين الشيئين منّا، يحاولون فصلنا عن بعض أولًا، أثاروا بلوى في كل منطقة. الشعب الإسلامي الذي يجب أن يكون متّحداً تبعاً للقيم الإسلامية، وتبعاً للقرآن الكريم وبتآخٍ، ان المؤمنين في أنحاء العالم إخوة بحسب أحكام القرآن. والإخوة سواء في السرّاء والضرّاء. وفي الإسلام مبدأ الأخوة هذا هو أساس الخيرات. وهؤلاء يحاولون سرقة هذه الأخوة منّا وإثارة البلوى بيننا. يوماً ما يثيرون البلوى في كردستان بأنها مختلفة وبلاد فارس شيء آخر. يزمعون إيجاد التفرقة بين الإخوة بذريعة اختلاف اللغات. وفي يوم آخر يثيرون بلوى في منطقة آذربيجان ويصرخون بأن جمهورية آذربيجان تعني جمهورية آذربيجان، جمهورية منفصلة عن جمهورية الإسلام. وبمعنى آخر وحسب فهمهم فان آذربيجان يجب أن تكون منفصلة عن الإسلام. وهذه أيضاً دسيسة للتفرقة بين الإخوة.
الإسلام والقرآن عقدا بيننا عقد الأخوة (المؤمنون إخوة). فجميع المؤمنين، الأتراك والفرس والعرب والعجم وفي كلّ مكان، جميع المؤمنين إخوة. هذا هو القران. وهؤلاء الذين يثيرون التفرقة بين الإخوة ويظهرون كل يوم بنغمة جديدة ويكدّرون الأذهان النقية للشباب، ويؤلبون الاذهان النفتية لمن يعيشون في القرى ضد إخوتهم ويعبئونهم عليهم. هم الذين دمّروا كرامة البلاد على مرّ التاريخ خاصّة خلال الأعوام الخمسين الماضية، وقاموا بأنواع عمليات النهب. وإذ واجهوا اليأس من هذا الجانب اليوم راحوا يقومون بمثل هذه الدسائس.
لقد أدرك هؤلاء أنهم تلقّوا الضربة من جانب الأخوة الإسلامية لبلادنا، الأخوة الإسلامية العملية. الجميع كانوا يقولون كلمة واحدة، الجميع كانوا يصدحون بصوت واحد، الجميع كانوا يهتفون (الله أكبر). الجميع كانوا متّكلين على الله. الجميع كانوا يطالبون بالجمهورية الإسلامية. لقد كان الجميع مع بعضهم البعض في هذه القضية، ويطالبون بالجمهورية الإسلامية بصوت واحد. تلك كانت الضربة دوّخت الأمريكان وأعوان الأمريكان. هؤلاء الذين كانوا أذناباً، أدركوا الآن من أين نزلت بهم هذه الضربة. ويستهدف هؤلاء اليوم الجهة التي سدّدت لهم الضربة. يستهدفون اليوم ذلك الشيء الذي أدّى إلى هزيمتهم، يستهدفون تلك النقطة التي أدت إلى انتصاركم.
انعدام الدوافع الماديّة والقومية في الثورة
وحدة الكلمة كانت نقطة الانتصار، الوحدة بين آذربيجان وكردستان وبلوشستان وكل مكان من إيران. الاتكال على الله ووحدة الكلمة ولم يدع مجالًا للقول: أنا من القبيلة الفلانية، وأنت من القبيلة الفلانية، ولا سياستي كذا، وسياستك كذا، فقد كنتم إبّان الثورة جميعاً بعضكم مع بعض تحاولون تدمير هذا الحاجز الشيطاني. وفي تلك الأيام لم تكن هذه المسائل مطروحة حتّى الاحتياجات من قبيل ما عشاؤنا اليوم؟ متى نصل البيت؟ اين سيكون مبيتنا؟ وربّما رأيتم في التلفاز الذين يعيشون في ضواحي طهران، والجميع يعرف منازل هؤلاء وكيف يعيشون. وحين سئل منهم في التلفزيون ما تفعلون في النهار أو ما كنتم تفعلون؟ قال المحاور: كنّا نخرج في الصباح مع الأهل والأطفال للمشاركة في المظاهرات. لم يكن هؤلاء يفكّرون أبداً أين يعيشون وما هو وضع أبنائهم. انتم أيضاً لم تكونوا تفكّرون على سبيل المثال بالمشكلات التي نعانيها وأوضاع مدارسنا، وأحوال معلمينا. أنّ التلقين المتواتر ونبذ مثل هذه الأفكار ونبذ الذات والاقبال على الله، تؤكد حقيقة أن هذا الشعب نبذ الحطام، وأقبل على الله. ولم يكن يولي أهواءه النفسانية أهميّة. كان جميع همّهم وانتباههم يدور حول إيجاد جمهورية إسلامية، وهذا هو الإقبال على الله. كان فدائياً وحصناً إلهياً. وهذا الرمز، هو رمز الأنتصار.
أسمى الهجرات
ما دام الإنسان منشغلًا بنفسه لا يمكنه عمل أي شيء، لأن المنيات موجودة. الأفراد موجودون ما دمتم منشغلين أنتم بأنفسكم وأخوتكم أيضاً وأنا أيضاً كذلك، وأخي أيضاً كذلك. كلٌ منا كانت له آماله الخاصة به. ومادام الإنسان يهتم بنفسه فإن إقباله سيكون على نفسه ويضع الله خلفه، جميع البلايا موجودة. وفي انتصاركم كان هذا الموضوع على العكس تماماً. تنازلتم عن آمالكم، وكنتم تسخرون آنذاك من الذي كان يسأل عن عملكم أو دكّانكم؟ وتقولون له: ليس الوقت الآن مناسباً لهذه الأسئلة. نبذتم آمالكم خلفكم، وتوجّهتم نحو الله. هذا الإقبال على الله والابتعاد عن النفس أقسم بالله أنه من أعظم صور الهجرة، إنّ الهجرة من النفس إلى الحق ومن الدنيا إلى عالم الغيب كانت السبب في تعزيز قوتكم. فلم يكن مهمّاً عندكم عدد الأيام التي ستعيشونها، فهذه القضايا لم تكن مطروحة. الشباب كانوا يرونهم يطلقون الرصاص، ويشاهدون الدبابات آتية، والرشاشات تعمل، وهم يهجمون، وهذه القوة قوة إلهية. وتلك القوة الإلهية هي التي عزّزت الإسلام منذ البدء، وهي التي فجّرت فيكم نبذ الدنيا والتوجّه نحو عالم الغيب، نبذ الإنانية والتوجّه نحو الرحمة الإلهية، هذه هي القوة الإلهية. فحافظوا على هذه هذه النعمة التي أنعم الله بها عليكم، وأدّت إلى تغييركم لشعب آخر.
هجوم العدو على رمز الانتصار
انتم الذين كنتم تخافون من الشرطة لم تهابوا النظام الشاهنشاهي، انتم الذين كنتم تخافون من الهراوة لم تخافوا من الرشّاشات. وهذه صحوة إلهية، فحافظوا على هذه القوة الإلهية، والوسيلة لذلك هي المحافظة على توجّهكم نحو ذلك الجانب. لا تفكروا كثيراً بموضوعات مثل كيف تكون بيوتكم، وكيف تكون حياتكم وكيف ... ابحثوا عن الشرف الإنساني. ابحثوا عن ذلك المفهوم الذي منحكم النصر على العدو، العدو الذي يحاول تدمير كل شيء عندنا، لأن ذلك هو أسمى شيء يحدث لشعب ما. إن كان باستطاعتنا فلنقم بهداية هؤلاء، فإنّ الأنبياء بُعثوا ليهدوا الجميع، ليهدوا الكفار، ونحن اقتداءً بهم سنقوم بهداية هؤلاء. لكنهم إذا هاجمونا سنحطّم هذا الحاجز بتلك القوة الإلهية كما دمّرنا الحاجز السابق. نحن الذين انتصرنا في نضالنا هذا الذي اتحدنا فيه جميعاً وآزر بعضنا بعضا، فكان النصر حليفنا بعد أن نبذنا آمالنا وأمنياتنا، وأقبلنا على الله- تبارك وتعالى- والآن أيضاً ستحافظون على هذا المفهوم إن شاء الله. وسوف تتقدمون إلى الأمام بسلاحكم هذا. فانتبهوا ولا تدعوهم يهاجمون هذه النقطة وهذا المفهوم الذي كان رمز انتصاركم. أنتم لم تنسوا أنكم وبعد ان أن حطمتم هذا الحاجز الشيطاني وشكلتم الجمهورية الإسلامية، ظهرت مجموعات تطالب بفصل الإسلامية عن الجمهورية، وهذا هو الهجوم على ذلك المفهوم هو نيل من تلك النقطة التي نصرتكم.
هلع العدو من إسلامية النظام
ما جعل النصر حليفكم هو الإسلام والجمهورية الإسلامية، لذا صار هو الهدف، إذ قالوا: نريد جمهورية، لكن ليس إسلامية، فالجمهورية تكفي، وهي جيدة، ولا بأس أن تضعوا إلى جانبها الجمهورية الديمقراطية. ابتعدوا عن الإسلام وسمّوها بأي اسم تشاؤون، فهم لا يخالفون أي أسم تضعونه على جمهوريتكم. ما دام لا يضرّهم بشيء. لأنهم لم يتلقوا ضربة منها، وهم يقبلون الجمهورية الديمقراطية لأنّها لا تصدّهم عمّا يريدون، فقد تلقوا الضربة من الجمهورية الإسلامية، تلقوا الضربة من (الله اكبر). ولذا يقولون: يجب وضع (الله أكبر) جانباً، يجب وضع القرآن أيضاً جانباً. هناك انتصرتم انتم، قلتم جمهورية إسلامية دون زيادة أو نقيصة.
انتم ادليتم بأصواتكم للجمهورية الإسلامية، صوّتم تصويتاً لا مثيل له في العالم للجمهورية الإسلامية. تصويتاً نستطيع القول بأنه كان أقل من مئة بالمئة بنسبة واحد أو أثنين بالمئة. انهم نالوا الهزيمة هناك. كانوا يقولون: الجمهورية الإسلامية غير ضرورية، تكفي الجمهورية، أو الجمهورية الديمقراطية. إنّهم هزموا هناك. بعد ذلك بدأ الحديث بالدستور. كانوا يحاولون الحيلولة دون صياغة الدستور، ومن هناك بدأوا بالتقوّل: أنه يجب التأنّي حتى يتشكل مجلس المؤسّسين. ماذا يعني مجلس المؤسسين؟ يعني ثلاثمئة ممثِّل للشرائح المختلفة، لأنهم كانوا يرون في مشاركة هؤلاء الثلاثمئة في هذا الأمر إمكان دسّ بينهم .. نحن كنّا نقول: لا، أننا نشكّل مجلس خبراء، وبعد ذلك ندعو الشعب للتصويت عليه. الخبراء بأصوات الشعب. وبعد أن وافق هؤلاء أيضاً، البقية أيضاً ستكون بتصويت من الشعب. الدستور أيضاً بتصويت الشعب. هنا كانوا دائماً يستشكلون على الأمر وجميع هذه الإشكالات كانت لأن- هم يخافون من الإسلام. وكانوا قد علموا إن رمز انتصاركم هو الإسلام. انهم كانوا يحاولون حرمان الجمهورية الإسلامية من دستور إسلامي. تخطيتم ذلك وأدليتم بأصواتكم. وفي هذا الوقت ظهر اثنان من هؤلاء المدسوسين. انهم كانوا يحاولون العثور على عدد أكبر بين هؤلاء ال- 600. لكي يقوموا بإيجاد عقبات في مسيرة العمل، ولكن هذا الأمر لم يحدث بحمد الله. قاموا بإعلام مكثّف أدّى إلى استياء بعض إخوتنا. ومع ذلك أدلى تسعون بالمئة بأصواتهم. ديمقراطية وفق مفاهيمهم! والآن نحن نقول وفق مفاهيمهم ديمقراطية مشددة. أي عرضناه مرّتين للتصويت (الاستفتاء) العام. ففي المرة الأولى قام الشعب باختيار مجلس الخبراء. والمرة الثانية بعد قيام الشعب بانتخاب الخبراء الذين أعدّوا الدستور الذي ارتضاهُ هذا الشعب ساعة عرضوه عليه ثانيةً، فصوّت له. ولا توجد مثل هذه الديمقراطية في العالم. لا يوجد في العالم أمر يتم دون إعلام سابق له. لم يستطيعوا القيام بأي إعلام، لم يفعلوا ولم يدعوا ذلك. ولكن من الجانب الاخر كان الإعلام المعادي (السيئ) مستمراً.
معجزات الثورة
ما حدث في إيران هو إحدى المعجزات التي حدثت في صدر الإسلام، إنّ موضوعات ومسائل الإسلام وإيران في هذا الوقت من المعجزات. إن مواجهتكم لتلك القوة كانت معجزة. تركيز جميع الشعب كان على نقطة معينة، الطفل الذي ينطق حديثاً، والرجل الكبير الذي كان يرقد في المستشفى، كلمتهم كانت واحدة. وكأنهم يتكلمون بحنجرة واحدة أين ما كنتم تذهبون كنتم تسمعون ذلك الصوت. وهذه أيضاً إحدى تلك المعاجز. مثل هذا التلهف للمشاركة في التصويت، قالوا لي أحياناً: في منطقة ما جيء بمريض إلى قرب صندوق الاقتراع، وحين ادلى بصوته مات في ذلك المكان، كان ضعيفاً جداً، إلّا أنه كان قد طالب بالمجيء للادلاء بصوته. هؤلاء المعوقون، هؤلاء المرضى، جميع هؤلاء ادلوا بأصواتهم. وقد أعرب الكثير من الذين لم يبلغوا السن القانوني عن احتجاجهم. لقد تجمعوا هنا في يوم من الأيام. كانوا يقولون لماذا لا نستطيع المشاركة في الاقتراع؟ إننا كنا من المشاركين وبالطبع نحن أيضاً يجب أن ندلي بأصواتنا، الأوضاع كانت هكذا.
التصويت التاريخي للشعب الإيراني
لم تشهد إيران تصويتاً كهذا في تاريخها، بل لم يكن له مثيل في العالم. من غير المعلوم إن كان له نظير. لقد واجهوا الخيبة هنا أيضاً. المجموع صار 90% لقد راجعنا الأصوات بصورتين. راجعنا أصوات الرأي العام مرّتين. والشعب أدلى بصوته مرتين لهذا الدستور. والآن أيضاً لديهم اشكالات على هذا الأمر، ولا أعرف هل مشكلتهم هي وقوف الشعب مع الدستور؟
انتم إن عرضتم هذا الدستور على هذا الشعب المسلم مئة مرة فالنتيجة كما كانت. نفس الرأي الذي أبدوه. لأنكم يجب أن تقوموا بالتبليغ بأن شعبنا نبذ الإسلام لكي تستميلوه إليكم، وفي هذه الحالة لن يشاركوا في التصويت. ولكننا مادام الإسلام موجوداً، وأسسه قائمة، ونحن في ظل القرآن، وتحت راية الإسلام فإن الأوضاع هي كما هي الآن. إن أعادوا الكرة مئة مرة فانّ الأوضاع ستكون كما هي الآن. نفس هؤلاء السادة في مجلس الخبراء، أو أمثالهم. إن الشعب ادلى بصوته لهذا الدستور، أعلن أنه موافق للإسلام، ولا يعارضه، لقد ادلى بصوته لهذا. إن إعدتم الكرة مئة مرّة وعرضتموه على التصويت، فإن النتيجة ستكون هي هي. في مثل هذه الظروف يدعي عدد مثلًا بأنهم يريدون الديمقراطية، ويقوم عدد بمواجهة جميع الشعب، ويقولون: لا نقبل بذلك. انتم إن راجعتم أي مدرسة فلسفية، وقلتم لهم: أيها السادة، إن شعباً يريد شيئاً وخمسمئة نسمة، ألف نسمة، عشرة آلاف نسمة مثلًا يريدون شيئاً آخر، الشعب صوّت لشيء، وهذه العدة القليلة تقول بأنّنا لا نقبل بذلك. يقولون: هذا الأمر يخالف ما اتفق عليه البشر جميعاً ويخالف ما يقولونه. خلافاً للديمقراطية. إن ذلك يعارض الإسلام أيضاً. الإسلام، يتفضل بأن اعمالكم يجب أن تكون شورى، جيد هذا كان عملًا، وجعلناه شورى (في حيز المشورة). وحين تقبل الشورى شيئاً بغالبية أعضائها، فإن معنى ذلك هو العمل بذلك. وكل من يرفضه يعني أنه لا يوافق على ذلك. وهذا مجانب للديمقراطية، ويخالف الإسلام ومصالح البلاد.
أجراس اليقظة وإتمام الحجة
والهجوم على تلك النقطة التي انتصرتم بها. يهاجمون النقطة التي انتصرتم بها، فافتحوا أعينكم (انتبهوا)! أنا ابرئ الذمة من التكليف بالقول. انتم مكلفون بالعمل وفقاً لمصالحكم. انا أقول: هذه دسيسة على الإسلام، والدليل على ذلك أنهم يتهجمون على ما يريده الإسلام. إرادوا الجمهورية الإسلامية فهاجموها. انتم أيضاً يجب أن تفتحوا أعينكم، وتنصتوا جيّداً لآذانكم، ولا تسمحوا للآخرين بأن يخطئوا. إن كانوا يقومون بعمل خاطئ فأرشدوهم. كل واحد منكم مبلغ. إن ذهبوا إلى القرى، إن ذهب البعض للقيام بأعمال شيطانية في القرى وقاموا بتبليغ أفكارهم فإنتم أيضاً إذهبوا إلى القرى واطرحوا مطالبكم. القضية هي، أنهم يهاجمون الشيء الذي أردتموه أنتم، أنتم تريدون الإسلام، وهؤلاء يقولون إنهم لا يريدون الجمهورية الإسلامية.
ما لم تكونوا معاً وتنبذون آمالكم الدنيوية التي ستفنى، خلفكم، وما لم تركزوا على مبدأ القوة السرمدية، فإن النصر لن يكون لكم. وأنا آمل مثلما أقبلت جميع الشرائح نحو الله ولم تفكر بكيفية حياتها، حتى تستقر الجمهورية الإسلامية، وتطبق أحكام الإسلام، وتبقى الأوضاع كما هي. ونحن إن شاء الله ننتصر وسوف ننتصر .. أنا أقول: لكم مادامت هذه الوجوه الوضاءة والشاخصة نحو الله موجودة، والجانب السياسي، والجنبة الثقافية. وإن لا سمح الله واجهنا يوماً قضية تدخل عسكري فأنّنا سنكون جميعاً جند الإسلام. ليحفظكم الله جميعاً إن شاء الله، موفقون.