شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [الشهادة في مدرسة التشيع، الحكومة الإسلامية النموذجية]

قم‏
الشهادة في مدرسة التشيع، الحكومة الإسلامية النموذجية
أسرة الشهيد مفتح‏
جلد ۱۱ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۳۰۹ تا صفحه ۳۱۲

بسم الله الرحمن الرحيم‏

مدرسة الشهادة وسبيل الخلود

أنا لا أعرف ما أقول أوّلًا لكم أنتم أبناؤه، أو لأقربائكم ولكنّ أنتنّ السيدات، هل أقدم لكنّ التهاني، لأنكنّ حظيتنّ بمثل هذه الشخصية والفخر الذي حصلتنّ عليه، أو أقدم لكنّ التعازي، لأننا فقدنا شخصاً كنّا نأمل أن يقدّم خدمات جليلة أكثر من ذلك. وعلى أي حال، فإن هذه الشهادة استمرار لتلك الحالات الاستشهادية التي حدثت في صدر الإسلام. المذهب الشيعي هو مذهب الشهادة، وقد بني منذ الأول على الشهادة، واستمر بالشهادة. وآمل أن يستمر إلى الأبد كذلك.
الإنسان يجب أن يرحل عن هذه الدنيا، لا يوجد إنسان باق إلى الأبد هنا، يجب علينا جميعاً أن ننتقل من هنا إلى الهدف، ولا شي‏ء افضل من ان ينتقل الإنسان بالشهادة في سبيل الإسلام والله. إنّ الذين يعملون في سبيل الله ويستشهدون حين اداء واجباتهم ستبقى اسماؤهم خالدة، ولهم عند الله- تبارك وتعالى- مقام محمود. الشهداء أيضاً يتمتّعون بمكانة مميزة، وأنا آمل أن يلتحق المرحوم الشيخ المفتح الذي كانت لي معرفة سابقة به بقافلة شهداء صدر الإسلام، وواجبنا هو مواصلة هذا الدرب، لنتمكن إن شاء الله من تطبيق الإسلام هنا وفي سائر المناطق الأخرى كما يشاء الله- تبارك وتعالى- فالمقصود هو تطبيق الإسلام. فالمقصود كان منذ ذلك الوقت الذي بعث فيه الرسول حتى النهاية، المقصود كان ترجمة الإسلام على أرض الواقع ومع الأسف لم يتحقق هذا الأمر حتى الآن. لم نستطع تعريف الإسلام كما يجب أن يكون، ولم يستطيعوا تعريفه.

التوجه نحو الإسلام الصحيح‏

إن الذين يعارضون الإسلام، يعارضون حياتنا، يعارضون جميع ما نملك. إنهم حاولوا دفن الإسلام في الكتب وفي المعابد. لم يسمحوا بانتشار الإسلام لا حكومته ولا عدالته في الخارج. وإن استطعنا أن نعرض الإسلام كما هو، وكما كان لدى أولياء الإسلام، وكما أدّته الحكومات الإسلامية التي تحققت في بعض الأحيان، لو استطعنا عرضه على العالم كلّه، مثل تلك الحكومة، كونوا على ثقة بأن جميع العالم سيقبلون عليه. فعندما يسمع هؤلاء الآن اسم الحكومة وان قالوا نظام (جمهورية إسلامية) فإنّ الذي يخطر في الذهن هو حكومة مثل النظام الشاهنشاهي أو أفضل بقليل، لأن الأذهان تعوّدت أن تسمع دائماً عن النظام الشاهنشاهي، ورأت أعينهم أولئك دائماً، وانتهت حياتهم مع هذه الأمور، ولا يعرفون أنه من الممكن أن يوجد نظام آخر في العالم. فالمشروع موجود وان لم يتحقق. فلو تمّت ترجمة هذا المشروع على أرض الواقع وأصبح له وجود عيني، فعند ذلك سيفهمون معنى الحكومة وما يجب أن تكون عليه.

حكومة الإمام علي (ع) هي الحكومة الإسلامية النموذجية

إن وضع الرجل الأول في البلدان الإسلامية، كأمير المؤمنين (ع) الذي كانت حكومته من الحجاز إلى مصر وإيران والعراق وسوريا وجميع هذه المناطق التي هي هنا، وجزء من أوروبا أيضاً، كانت معيشته على تلك الحال التي يصعب على الآخرين تحمّلها. هو أيضاً يقول انكم لن تقدروا على هذا الأمر، ولا تستطيعون الاستمرار على هذا النمط من الحياة. ولكنكم أعينوني على التقوى. الحاكم الذي تكون حدود بلاده بمثل هذه السعة، عندما يحل الليل، نرى ليله كذلك. يذهب للبحث عن بيوت المساكين، يقال: إنه ذهب في يوم من الأيام إلى بيت كان يسكنه أطفال فقدوا أباهم، ذهب ورأى الأطفال يبكون، ذهب ومسح على رؤوسهم، وقدم لهم بعض الأشياء، واعتنى بهم. وعندما كان يريد توديعهم في النهاية جاء في الرواية أنه اصدر أصواتاً خاصة، لكي يضحك الأطفال. وقال عندما اتيت إلى هنا كان هؤلاء الأطفال يبكون، وأنا أرغب في أن يضحكوا عندما أذهب من هنا. هذا هو حاكم تبدأ مساحة بلاده من الشام، وتصل إلى مصر وتركيا وهو يحكم هذه المناطق باجمعها، وكان وضعه المعاشي مثل ذلك حيث يقال إنه كان يملك جلداً- حسب الرواية- ينام عليه هو والسيدة فاطمة الزهراء (ع) في الليل. وغداً أيضاً كان يضع العلف فيه لناقته. كان هذا وضع حاكم وقائد، وفي الوقت نفسه مرّ قائد الجيش مالك الاشتر في السوق، بلباس متواضع، فشتمه أحدهم ازدراءً له وعندما مضى سأل رجل ذاك الذي سب مالكاً: هل عرفته؟ قال، لا. قال: إنه مالك الاشتر. فهرع الرجل خلفه خائفاً، فرآه يدخل مسجداً، تقدم ليقدم اعتذاره مما بدر منه وعدم معرفته له، فقال مالك الاشتر: إنني أتيت إلى هنا كي أدعو لك. هذه هي تربية الإسلام، قادته هكذا ورئيسه هكذا، وجنده هكذا. فلو تم عرض مثل هذه الحكومة العادلة التي لا فرق فيها بين رأس الدولة وغيره من عامة الناس، ولا فرق‏ بينهما، بل قد تكون حياة رئيس المملكة أسوأ من حياتهم. يقول (ع) قد يكون أحد جائعاً في أرجاء هذه المملكة فيتحمّل الجوع في الليلة التي اعتدي عليه فجرها- ينقل أنه- كان ضيفاً عند أم كلثوم، وجاءته بالحليب وملح وقطعة خبز، فقال: متى رأيت أنني آكل أدامين؟ أرادت أن تأخذ الملح، فقال: بل خذي الحليب. هذا وضع الحاكم الذي تصل مساحة مملكته إلى ذلك القدر. هذه هي الحكومة الإسلامية. ومن جانب آخر ابن ملجم هذا- لعنة الله عليه- الذي أغتاله، واعتقلوه، عامله الإمام بعطف، وأوصى بأن يطعموه من طعامه، قال: خذوا له أيضاً. ثم قال: إن متّ فضربة بضربة، وإيّاكم بالمثلة، وإن نجوت سأنظر في أمره. كونوا على ثقة بأنه كان سيعفو عنه.

التقوى معيار شخصية الانسان‏

الإسلام عرض حكومة كهذه التي هي حكومة القانون. أي حكومة الله. حكومة القرآن الكريم، في المرتبة الأولى والآخرة. هذا الأمر لا يمكن تصنيفه. الدرجة الفلانية والدرجة البهمانية. المعيار هو التقوى (إن اكرمكم عند الله اتقكم) «1» مثل هذه الحكومة إن عرضت على العالم سيتقبلها الجميع. ونأسف أننا لا نستطيع عرض الإسلام بصورة جيدة. والإعلام أيضاً متواصل علينا. نشاهد حالياً الإعلام المناهض للإسلام منتشر في كل مكان، معارضاً ما نريد، لكن التطور الذي طرأ على إيران يبعث على الأمل. يكفي أن شاباً فقد مثل ذلك الأب يأتي إلى هنا، ويجلس، ويقول: أنا أفتخر، وأم هذا الفتى أيضاً رأيت اليوم في الصحيفة أنها قد صرّحت بنفس الكلام. والامهات الكثيرات اللاتي أتين إلى هنا، وقلن بانهن يفتخرن بتقديمهن أبنائهنّ، ويقلن: لدينا المزيد. ومثل هذا التطور يبعث على الأمل لنا وللإسلام. إنّ هذا البلد شهد تطوراً، وتبدَّلَ من حال إلى حال. فالآن الأوضاع في بلادنا كما كانت في صدر الإسلام إذ كانوا يتسابقون للشهادة. هذا أيضاً يبعث على الأمل والطمأنينة بأن الأمر سيتطوّر على الرغم من توجيه الضربات إلينا من الداخل والخارج.

مناعة الثورة الإسلامية

آمل بأن لا تعرّض هذه الثورة إلى ضرر. فهم يغتالون هذه الشخصيات الواحد بعد الآخر ويتوهمون بانهم يوجهون إلينا ضربة. هذا في الوقت الذي نرى ان كل اغتيال يجعل سوق الثورة يكتظ أكثر. اغتالوا الشهيد المطهري، طيب رأينا الناس لم يتراجعوا، قتلوه فلم يتراجع الناس، لأنهم ما عادوا كما كانوا ان استشهد أحد منهم اعتراهم الخوف، وتراجعوا.
إنّهم يحاولون عبثاً ويتخبّطون، فهذا الشعب وصل إلى مرحلة لن يثنيه فيها أذى. وهذا الذي يحاولون تخويفنا منه بمجي‏ء العسكر، ما هو إلا تفاهات على فرض أنهم أتوا، فهذه بلاد لا تهاب العسكر. بلاد خرج نساؤها ورجالها إلى الشارع وجابهوا مثل هذه القوة الشيطانية السفّاكة، وهتفوا ضدها وتقدّموا. مثل هذا الشعب وصل إلى مرحلة لن يخاف فيها أن يأتي أحد ويريد- على سبيل المثال- أن يبيده. هذا لا يستدعي الخوف، فهذه الأحاديث ما هي إلا تفاهات.
أسأل الله أن يمنّ عليكم بالسلامة، وأنا أعرب عن تعازي لكم، وكذلك أهنئكم، حفظكم الله جميعاً. وآمل أن تتابعوا نفس الطريق الذي مضى عليه والدكم العظيم إن شاء الله. ويجب علينا جميعاً أن نطوي هذا الطريق الذي هو سبيل الله والصراط المستقيم، جميعنا إن شاء الله سنطويه وأنا أعرب عن تعازي لكن ايتها السيدات، ولكم ايها السادة، وللجميع، لأصدقائه، وللأمة الإسلامية، والسلام عليكم جميعاً.

«۱»-سورة الحجرات/ الآية ۱۳.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: